إذاعة القرآن الكريم.. تأسست في عهد «عبدالناصر» لمواجهة تحريف القرآن
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
تعد إذاعة القرآن الكريم واحدة من أعرق الإذاعات المصرية والعربية، لها تاريخ حافل بالعطاء والوطنية، جاءت فكرتها حينما عرض لبيب السعيد، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، على المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وهيئة كبار العلماء، تسجيل القرآن الكريم مرتلاً على أسطوانات لحفظه من التحريف، فمع بداية الستينات من القرن الماضى ظهرت نسخة «مدهبة» من المصحف الشريف ذات ورق فاخر وإخراج أنيق، لكن كانت الكارثة فى احتوائها على تحريفات اعتبرها الأزهر الشريف وقتها «مقصودة».
وكان من الضرورى مواجهة التحريف، وبعد مناقشات ومداولات، اتفقت جميع الآراء على أن أفضل طريقة للرد على ذلك التحريف وحماية المصحف هو تسجيل صوتى للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصرى، على أسطوانات توزع نسخة منه على المسلمين فى جميع أنحاء العالم الإسلامى وجميع المراكز الإسلامية فى العالم، وكان هذا هو أول جمع صوتى للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابى له فى عهد أبى بكر الصديق.
«الحصري» أول القراء بها.. والشبكة تبث إرسالها على مدار 24 ساعة منذ عام 1994وتأسست إذاعة القرآن الكريم بقرار جمهورى من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يوم الأربعاء 25 مارس عام 1964. وبدأت خطوة ثانية فى ديسمبر تهدف إلى تحقيق التنويع فى الأصوات التى تقدم التلاوة، فأنجزت مشروع تسجيل ثلاث ختمات مرتلة بقراءة حفص عن عاصم للقراء الثلاثة: الشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ محمد صديق المنشاوى، الشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد، وتم تسجيل ختمة مرتلة أخرى بصوت الشيخ محمود على البنا عام 1967، وكانت البداية الحقيقية لمضمون رسالة إذاعة القرآن الكريم الإعلامية فى يونيو 1966 بعد أن تم إدخال أذان الصلوات وبعض برامج تفسير القرآن الكريم، وبدأت الإذاعة وقتها بـ7 برامج تذاع على مدار اليوم، وكان الإرسال يبدأ من السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة، ومن الثانية ظهراً حتى الحادية عشرة مساء، بما يعادل 14 ساعة على مدار اليوم.
وفى عام 1973 بدأت إذاعة القرآن الكريم تشارك البرنامج العام فى إذاعة صلاة الفجر على الهواء يومياً، ومنذ عام 1977 أصبحت تشارك مع البرنامج العام فى إذاعة صلاة الجمعة. كذلك لم تتوان الإذاعة يوماً عن دورها الوطنى فى مؤازرة المصريين والوقوف بجانبهم فى 1967 فخرجت الإذاعة إلى مدن القناة لتسجيل برامج تبث الأمل فى روح الجنود المعنوية وتقوى الجبهة الداخلية، وتعقد ندوات دينية فى المعسكرات على خط النار، وكانت البرامج التى تذاع فى الإذاعة بشكل عام من إعداد إذاعة القرآن الكريم فى هذا التوقيت بمشاركة مجموعة كبيرة من العلماء والمشايخ لرفع الروح المعنوية من خلال الحديث عن الدين.
واستمرت فى أداء دورها الوطنى والدينى فى حرب 1973، وبعدها شهدت المحطة قفزة فى مدة الإرسال، فقد زادت إلى 19 ساعة، كما زادت مدة البرامج لتشكل نسبة 30%. وانفصلت إذاعة القرآن الكريم عن الشئون الثقافية، وأصبحت إذاعة مستقلة بهيكل إدارى لا يتعدى 8 أشخاص بميزانية لا تتعدى 1500 جنيه، ودخلت الابتهالات الدينية إلى الإذاعة كمقدمات للبرامج. وفى منتصف الثمانينات سجلت الإذاعة المصرية مصاحف مرتلة لعدد من القراء هم: أحمد نعينع، محمود حسين منصور، أحمد محمد عامر، الشحات محمد أنور، على حجاج السويسى، محمود صديق المنشاوى. وفى مايو 1994 بلغت مدة الإرسال لإذاعة القرآن الكريم أوجها، حيث قرر وزير الإعلام آنذاك استمرار إرسال شبكة القرآن الكريم على مدار الأربع والعشرين ساعة.
وقالت هاجر سعد الدين، رئيس إذاعة القرآن الكريم سابقاً، لـ«الوطن»، إنه على مدار 60 عاماً كانت إذاعة القرآن الكريم منبر الوسطية وصوت الحق ومنبر مدرسة التلاوة المصرية العريقة، حيث تحظى الإذاعة بتسجيلات نادرة لكبار القراء فى مدرسة الدولة المصرية ومنهم الشيخ محمد رفعت والشيخ الحصرى والطبلاوى والمنشاوى ومصطفى إسماعيل والبنا وغيرهم من عمالقة التلاوة، مشيرة إلى كونها أول سيدة تتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم.
وأضافت: «عملت لأكثر من 30 عاماً بالإذاعة من خلال برنامج رأى الدين الذى كان يرد على أسئلة المستمعين، وكانت الأسئلة كلها تصل للبرنامج بالجوابات، ولم تكن هناك أى وسيلة أخرى غيرها، وكان من أهم البرامج التى قدمتها فقه المرأة فى رمضان»، لافتة إلى أن سبب استمرار الإذاعة فى جذب المستمعين لها حتى الآن، كونها تخاطب العقل والوجدان وتعطى فرصة للمستمع فى التخيل و«بتشغل عقله»، ونسبة الاستماع لإذاعة القرآن الكريم مرتفعة للغاية رغم وجود القنوات الدينية التليفزيونية، والراديو له أقدام ثابتة دائماً، وأضافت: «البرامج زمان كانت لازم تبقى نص ساعة، دلوقتى بقى ممكن البرنامج فى 5 دقايق يعطيك معلومة تثقف المجتمع، ولغة العصر فرضت نفسها على البرامج».
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن إذاعة القرآن الكريم قلعة تثقيفية تنويرية حضارية للعالم الإسلامى، وهى أول إذاعة للقرآن فى العالم، ومنها انبثقت إذاعات القرآن الكريم حول العالم، وهى تمثل قوة ناعمة داخل وخارج حدود الوطن، وأداة للتثقيف والتوعية الدينية، ومقاومة التشدد والتطرف وجماعات العنف. وأوضح «هندى» أن «القرآن الكريم» إحدى أهم أدوات القوة الناعمة لمصر فى العالمين العربى والإسلامى، ودورها مهم فى نشر مفاهيم الإسلام الوسطى، ومحاربة الغلو والتطرف، وتوفير منبر لمدرسة التلاوة المصرية العريقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دولة التلاوة إذاعة القرآن الكريم الشيخ محمد رفعت المصحف المرتل إذاعة القرآن الکریم على مدار
إقرأ أيضاً:
مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي المسربة تثير جدلا عربيا وعالميا / شاهد
#سواليف
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية في الساعات الماضية، بـ”مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي” المسربة، التي أثارت جدلًا عربيًا وعالميًا غير مسبوق، خصوصًا وأنها تناولت في طياتها #القضية_الفلسطينية، التي عُرف الرئيس المصري الراحل #جمال_عبدالناصر في الأوساط المصرية والعربية، بأنه “الزعيم العربي الأول” في الدفاع عنها.
مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي
وفي تفاصيل #مكالمة جمال عبد الناصر و #القذافي، نشرت قناة “Nasser TV” على موقع “يوتيوب” الشهير، مكالمة جرت بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، تناولت تفاصيل عن القضية الفلسطينية و #الصراع مع #إسرائيل.
وبحسب المعلومات المتداولة، يعود تاريخ مكالمة عبد الناصر والقذافي إلى 3 أغسطس من العام 1970، أي قبل نحو 5 أسابيع فقط على وفاة الزعيم المصري في تاريخ 28 سبتمبر من العام 1970. وجاء في تصريحات عبد الناصر في هذه المكالمة التي حصدت حتى هذه اللحظة 160 ألف مشاهدة:
الدخول مع إسرائيل في صراع عسكري جديد، يعني حدوث “نكبة جديدة” تشبه ما حدث في العام 1948 عند قيام إسرائيل، إذا نظرنا إلى تفوق تل أبيب العسكري الضخم، جويًا وبريًا.
ليس من المنطقي الحديث عن استعادة “أراضي 48” كافة، أو عدم الانفتاح على حلول “جزئية”، بهدف استعادة ما قامت إسرائيل باحتلاله في العام 1967.
أنا مستعد لتقديم الدعم المالي إذا اتفقت العراق والجزائر وليبيا واليمن الجنوبي وسوريا على حشد القوات والدخول في الحرب ضد تل أبيب.
جدل واسع
وفي السياق، أشعلت مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي جدلًا سياسيًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصًا في صفوف مناصريه، الذين قالوا إنّ “الرئيس المصري لطالما كان معروفًا ومشهورًا بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والداعية إلى الوحدة العربية لمواجهة إسرائيل”.
وعلى المقلب الآخر، تعالت بعض الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي علقت بالقول: “إنّ هذه المكالمة تغيّر من الموقف التاريخي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر من الصراع العربي-الإسرائيلي”، الأمر الذي أثار غضب مناصريه الذين أشعلوا وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات استذكروا فيها مواقفه التاريخية في دعم القضية الفلسطينية.
بدورهم، اعتبر بعض رواد مواقع التواصل أنّ التصريحات التي جاءت في المكالمة ليست بجديدة، وأنّ الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كان متمسكًا برفض إنشاء ما يُسمى بـ”منطقة منزوعة السلاح في صحراء سيناء”، أو ورفض التوقف عن الدفاع عن القضية الفلسطينية، فيما تساءل العديد عن المغزى من نشر هذا التسجيل المسرب في هذا الوقت الحساس التي تشهده المنطقة من صراعات، وعن الجهة التي تقف وراء هذه الخطوة.
بيان مكتبة الإسكندرية
وبعد نشر التسريب بساعات أصدرت مكتبة الإسكندرية بيانا أعلنت فيه أنها غير مسؤولة عن أي مواد متداولة عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، تخص الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بخلاف الموقع الرسمي له، والذي كان نتاج تعاون منذ العام 2004 بين المكتبة و”مؤسسة جمال عبد الناصر”، برئاسة ابنته هدى عبدالناصر.
وقالت إنه تم إهداء المواد الرقمية الموجودة بالموقع من المؤسسة إلي مكتبة الإسكندرية، مضيفة أنها قامت بتنفيذ الجانب التقني بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي والسياسي للرئيس الراحل، وإتاحته للأجيال القادمة.
ونفت المكتبة مسؤوليتها عن أي محتوى تم نشره عبر قنوات التواصل الاجتماعي، كما نفت أي مزاعم تشير إلى ملكية المكتبة لهذه الصفحات.
وأكدت المكتبة أنها لا تتبنى أو تروج لأي محتوى لا يتماشى مع مهمتها الأكاديمية والبحثية، معلنة التزامها بأعلى معايير المهنية في التعامل مع التاريخ السياسي.
في السياق ذاته، تحدث عبد الحكيم عبدالناصر نجل الرئيس الراحل لـصحيفة “الشروق” المصرية، وقال إن المحادثات ليست تسريبا وتسجيلها ومحاضرها متاحان في مكتبة الإسكندرية، مضيفا أن محضر اللقاء موجود في مكتبة الإسكندرية منذ أن قامت أسرة عبدالناصر بإهدائها العديد من أوراق عبد الناصر الخاصة والعامة.
وكشف عبدالحكيم عبدالناصر أن المحادثة كشفت أن عبدالناصر كان رجل دولة وليس زعيما حنجوريا كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن التسجيل لا يقلل من قيمة عبدالناصر، كما يكشف أن الرئيس الراحل لم يكن مستعدا للتضحية بشعبه وشباب القوات المسلحة مقابل زعامة وهمية.