بوابة الوفد:
2025-01-18@13:06:14 GMT

نفحات

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

 

 

على المؤمن أن يعيش (عزيزَ النَّفس).. يُكرمُ نفسه عن سؤال الناس والتَّملق إليهم والتَّذلل لهم.. فلا يكون شغوفاً ملهوفاً فى طلب استحسانهم ورضاهم.. ولا يكون شديد الحرص على موافقتهم والانسجام مع ما هم عليه من أقوال وأفكار ومعتقدات لأنه بذلك - أعنى إذا كان عزيز النفس - سيجدُ معنىً ولذة عظيمةً للرُّكوع والسُّجود والتذلل بين يدى الله.

. وسيجد معنىً وحلاوةً لرفع اليدين والتضرع إلى الله بالدعاء.. وستكون هذه الأعمال قُربة تُزلفه إلى الله.. لأنه سيشعر أنه - بهذه الأعمال التعبدية - يطلبُ القُرب من الله ببذل شيءٍ عزيزٍ ثمين، ألا وهو عزة نفسه وكرامتها.. وحينئذٍ سيكون ركوعه وسجوده سبباً لرِفعة مقامه و وجاهته عند الله جل وعلا.. وسيكون دعاؤه مستجاباً.. لأنَّه لم يبذل ماء وجهه لأحدٍ غير الله.. فكان ذلك كالقُربان الذى يُقدِّمه لله بين يدى سؤاله.

وإذا صار المؤمن (عزيز النفس) فإنَّه سيجد حلاوةً ومعنىً عظيماً إذا قام فى الصلاة وقرأ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) مستشعراً أن المعنى: اللهم إنَّك تعلم أن من شأنى أنِّى لا أرجو أحداً غيرك.. ولا أتذلل إلَّا لك.. ولا أطلب رضا أحد سواك.. ولا أثق ولا أنطرح إلا ببابك.. ولا أستعين ألَّا بك.. اللهم فأعطنى مسألتى.

إذا اعتاد العبد التَّذلل والتَّملق وبذل ماء الوجه لكل من يظن أنه يعينه فى جلب منفعة أو دفع مضرة، فكيف - إذا - يرجو أن يجد لذةً وحلاوةً لعبادة الله و التذلل والتملق إليه؟!

ولذلك كان من أهم وأعظم القيم التى حرص النبى صلى الله عليه وسلم أن يغرسها فى قلب الصبى الصغير، أن قال لابن عباس وهو حينئذٍ غلامٌ: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله» أى لا تسأل غير الله، ولا تستعن بغير الله!

وكان - عليه الصلاة والسلام - يُربِّى الصحابة الكرام على هذا المعنى العظيم.. فثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لبعض أصحابه يوماً: (مَن يَكْفُلُ لى أن لا يسأل النَّاسَ شيئاً، وأتَكَفَّلُ لَه بالجنَّة؟ فقال ثوبان: أنا، فكان ثوبانُ لا يسألُ أحداً شيئًا) صحيح أبى داود للألبانى.. وفى رواية: (فكان ثوْبان يقع سَوْطُه وهو راكبٌ، فلا يقول لأحدٍ نَاوِلْنِيهِ حتى ينزل هو فَيَتناوَله).

وعن أبى ذر أنه قال: «أمرنى خليلى - يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم - بسبع» فذكر سبع خلال، وذكر منها: «أن لا أسأل الناس شيئاً».

وثبتت مثل هذه الأقوال والأحوال عن جماعة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

عزةُ نفسك وكرامتها - أيُّها المؤمن وأيَّتها المؤمنة - هى أغلى وأثمن ما تملك.. وهى أعظمُ قربانٍ تُقرِّبه بين يدى ربك تشترى به رحمته وجنته.. فحافظ عليها.. ولا تبذلها للناس حتى لا تكون رخيصة عند الله

رُفعت الأقلام وجفَّت الصُحُف!

 

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

دعاء سيد الاستغفار كاملًا وفضله.. احرص عليه

دعاء سيد الاستغفار.. ازداد البحث خلال الساعات الماضية عن دعاء سيد الاستغفار، تزامنًا مع الايام المباركة والعظيمة التي نشهدها، إذ أنه الدعاء الذي وصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمحافظة عليه وتريده باستمرار.

دعاء سيد الاستغفار

قال صلى الله عليه وسلم عن دعاء سيد الاستغفار «اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».

فضل دعاء سيد الاستغفار

وردت بعض الروايات التي جاء فيها أن من قال دعاء سيد الاستغفار من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قاله من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.

وهذا ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال «ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة».

دعاء التوبة والاستغفار
اللهم استرنا بسترك الجميل، ولا تفضحنا بين خلقك ولا تخزنا يوم القيامة اللهم أعلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم أسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض ويوم العرض عليك.


ربنا السر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، الخلق خلقك، والعبد عبدك؛ أنت الله الرءوف الرحيم، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، كل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقبلني من عبادك الصالحين، وأن تجيرني من النار برحمتك.

الاستغفار

اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء وأهوال عظائم الضراء فأعذني رب من صرعة البأساء واحجبني عن سطوات البلاء ونجني من مفاجآت النقم واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم واجعلني اللهم ربي في حمى عزك وحياك حرزك من مباغتة الدوائر.

دعاء الاستغفار 
اللهم ربي وأرض البلاء فاخسفها وجبال السوء فانسفها وكُرب الدهر فا كشفها وعوائق الأمور فاصرفه وأوردنا حياض السلامة واحملني على مطايا الكرامة واصحبني إقالة العثرة واشملنا ستر العورة وجد عليّ ربي بآلائك وكشف بلائك ودفع ضّرائك وادفع عني كلاكل عذابك واصرف عني أليم عقابك وأعذني من بوائق الدهور وأنقذني من سوء عواقب الامور واحرسني من جميع المحذور واصدع صفاة البلاء عن أمري واحلل يده مدى عمري إنك الرب المجيد المبدىء المعيد الفعال لما يريد.

مقالات مشابهة

  • لماذا حذر النبي من الكذب المتعمد عليه ؟ .. علي جمعة يجيب
  • المؤمن يجتهد في الدفاع عن أرضه وعرضه كما هو مأمور بذلك والنصر من عند الله سبحانه وتعالى
  • متى تصبح عمليات التجميل جائزة شرعًا؟ أزهري يوضح
  • دعاء سيد الاستغفار كاملًا وفضله.. احرص عليه
  • أزهري يوضح الفرق بين التجميل الضروري والتغيير المبالغ فيه
  • نداء من القديس يوحنا ذهبي الفم.. دعوة للاهتمام بالكرامة الروحية
  • موضوع خطبة الجمعة الموحدة اليوم على مساجد الأوقاف.. تعرف عليه
  • تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا
  • "نصر عزيز".. بيان من سماحة المفتي حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • هاني آل عزيز: الهلال يقدم 150 مليون ريال لضم محمد صلاح ..فيديو