الزكاة فى النظام الإسلامى لها دور عظيم فى تطهير نفس المزكى من الشح والبخل، فقال تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها». كما أن الزكاة تنقى وتسلم المال من الآفات.
ودور الزكاة الأعظم هو خدمة وتنمية المجتمع، فهى تزيد من ترابط وتماسك أفراد المجتمع، وتحديد الإسلام للأصناف الثمانية من أهم دواعى الألفة والمحبة والترابط بين أفراد المجتمع المسلم.
وفى رمضان شرع الإسلام زكاة الفطر على الغنى وعلى الفقير، «من يملك قوت يومه وليلته» ليتذوق الفقير حلاوة العطاء، ويساهم ولو مرة فى العام اليد العليا وجبر خواطر غيره ممن حوله.
ومن صور التكافل الاجتماعى وجود الجمعيات العاملة فى مد يد العون للفقراء وذوى الأعذار والتى تفتح آفاقا رحبة لتسخير الزكوات لخدمة أكبر قدر من أبناء المجتمع وتنميته، وبالرغم من تشجيعنا لهذه الجمعيات إلا أننا نرى أن إعطاء الزكاة ينبغى أن يعطيه المسلم بيد أخيه لأمرين.. الأول: أن باحتكاك صاحب الزكاة بالفقراء والمساكين يدرك نعمة الله تعالى وفضله، فيدرك نعمة الغنى بالله عن الناس، و الإحساس بالفقراء وذوى الأعذار.
ثانيا: ما يحصل للفقير من زيارة الغنى له، ومد يد العون له، من الفرح والسعادة والسرور فيتحول الحقد على الغنى إلى حب وشكر وتمنى الخير.
وبذلك تصبح الزكاة أداة من أعظم أدوات الترابط والتحاب بين أفراد المجتمع مما يؤدى إلى الأمن والاستقرار المجتمعى المنشود.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
حكم إخراج الزكاة لشراء أدوية وملابس للمرضى والفقراء.. الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن سؤال ورد إليها حول حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء.
و أكدت الدار أن الإنفاق من أموال الزكاة على علاج المرضى الفقراء وشراء الأدوية لهم جائز شرعًا.
وأوضحت أن الزكاة تهدف في جوهرها إلى كفاية الفقراء والمحتاجين من المأكل والملبس والمسكن، إضافة إلى تغطية نفقاتهم التعليمية والعلاجية وكل ما يتعلق بحياتهم اليومية، تحقيقًا لمقصدها الأساسي.
واستشهدت الإفتاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تُؤْخَذُ مِنْ أغنيائهم وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ» (متفق عليه)، موضحة أن هذا يشمل ضمنيًا علاج المرضى غير القادرين وتوفير الخدمات الطبية التي يحتاجونها.
رأي الشرع في إخراج الزكاة في صورة ملابس أو أدوية
وفي فتوى أخرى متصلة، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأصل في إخراج الزكاة أن تكون مالًا، حيث تُخرج الزكاة من جنس المزكى عنه. ومع ذلك، أشار إلى أنه يمكن إخراج الزكاة في صورة أشياء يحتاجها الفقراء، مثل الملابس أو الطعام أو غيرها، بشرط أن تكون هذه الاحتياجات ضرورية لهم.
وأضاف شلبي، في فتوى مسجلة، أنه يجوز تقديم جزء من الزكاة مالًا والجزء الآخر على هيئة أشياء عينية، مثل تجهيز عروس فقيرة أو مساعدة شخص في شراء ما يلزمه، مع اشتراط النية بأن هذا من أموال الزكاة. وأكد أنه لا مانع من ذلك في حال وجود حاجة ملحة لهذه الطريقة، مشددًا على أن الأصل هو إعطاء المال للفقراء مباشرة ليتمكنوا من تلبية احتياجاتهم حسب أولوياتهم.
وأشار الشيخ شلبي إلى أهمية التأكد من احتياج الفقراء لما يُقدم لهم من ملابس أو أطعمة أو أي مواد أخرى بدلًا من المال، لأن تقديم أشياء غير ضرورية لهم قد لا يلبي احتياجاتهم الحقيقية.
وأوضح أن بعضهم قد يكون في حاجة إلى المال أكثر من الطعام أو الملابس، لذا يجب على المزكي التحقق من احتياجاتهم قبل التصرف.
حكم إخراج الزكاة نقدًا أو عينًا
واختتم شلبي حديثه بالإشارة إلى أن الأصل في الزكاة هو إخراجها نقدًا، خاصة زكاة المال، إلا أن الإمام أبو حنيفة أجاز إخراج القيمة في الزكوات، وهو ما تأخذ به دار الإفتاء في الفتوى الحالية.
أما بالنسبة لزكاة الفطر، فأجازت الدار إخراجها مالًا أيضًا.
توضح هذه الفتاوى أهمية مراعاة ظروف واحتياجات الفقراء عند إخراج الزكاة، مع الالتزام بالمقاصد الشرعية التي تدعو إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل بين أفراد المجتمع.