مجموعة من الكبار والأطفال والشباب، اجتمعت فيهم براءة الصغار وحنكة الشباب وخبرة الكبار، حملوا على عاتقهم تزيين الشوارع ابتهاجاً بحلول شهر رمضان الكريم، تولى كل منهم مهمة محدّدة، إذ جهّز الشباب أدوات الزينة من لمبات إضاءة والأشرطة الملونة، بينما حرص الأطفال على تجميع الكتب المدرسية للسنوات السابقة وقصها بأشكال هندسية وتلوينها، فيما اقتصر دور الرجال الذين تخطت أعمارهم الـ50 و60 عاماً، على التوجيه والإرشاد.

أسيوط تُزين شوارعها خلال شهر رمضان

عندما تطأ قدماك شارع نقرة العسيرات بمدينة أبنوب التابعة لمحافظة أسيوط، تشعر وكأنك فى السيدة زينب أو منطقة الحسين أو أحد الأماكن الأثرية التاريخية، تجد الأطفال والنساء يصطفون أمام المنازل فى شوارع المنطقة، يعرف كل واحد فيهم مهامه جيداً، إذ يعكف الأطفال على قص أوراق الكتب القديمة على هيئة أشكال هندسية مفرغة من المنتصف، بينما تُعد السيدات العجين، وهو عبارة عن ماء ودقيق ونشا، وذلك للصق الزينة فى الشوارع باستخدام الصمغ، فيما يقوم الشباب بتجهيز أشرطة الزينة والإضاءات المختلفة، بحسب الدكتور محمد جمال حسين، طبيب بيطرى ومهتم بتوثيق حياة الصعيد: «كل واحد له دور وبيتقنه، وسط فرحة الكل».

قبل حلول شهر رمضان المعظم بنحو 30 يوماً، يجتمع مجموعة من شباب المنطقة، يتولون مهمة جمع الأموال من الأهالى لشراء أدوات الزينة، يعلمونهم بمواعيد تركيبها ليشترك الجميع فى الفرحة، يهدفون إلى إدخال البهجة على الناس ويحافظون على التراث، حسب «جمال»: «الزينة الورقية هى طقوس كانت بتتعمل فى الصعيد من طفولتنا، بنشوفها فى الشوارع قبل الزينة البلاستيك والفوانيس وغيرها، عبارة عن قصاصات ورق الكتب والناس بتتجمع، وبيتم قصها بأشكال معينة وتتخرم وتتلزق بالعجين، الأطفال بيجمعوا الكتب بتاعة السنوات الماضية وبنعملها بأشكال هندسية وتتلزق على الخيوط البلاستيك أو الخيط، وكانوا بيلونوه بعلم مصر أو ألوان مختلفة وبعدين تنشف وتتعلق، الشباب بيركبوا الزينة على البيوت».

انتشار الزينة والفوانيس بشوارع أسيوط

شراء أنواع الزينة المختلفة، يتولاها الشقيقان عمر ونادر كمال الشيمى، إذ يشتريان أفرع النور ولمبات الإضاءة بألوانها المبهجة، ويقومان بمساعدة آخرين بتعليقها: «بنجمع الفلوس من كل السكان، ونشترى كل أنواع الزينة، وبقينا نعمل الفانوس الكبير بورق الكتب ونعلق فروع الزينة والإضاءة بنوصلها على الكهرباء، وسط فرحة كبيرة من النساء والأطفال والكبار».

لم تمنعه إصابته وجلوسه على كرسى متحرك من المشاركة فى إعداد زينة رمضان مع الأطفال والشباب، هو الشاب محمد حمادة عبود، الذى حرص على تعليق الزينة فى الشوارع: «فرحة ولازم نشارك فيها، ورثناها عن أجدادنا، وحتى لو تعبانين لازم يكون لينا بصمة، الكل هنا كبير وصغير لازم يشارك، الفرحة بتبقى طالعة من القلب وبتمحى أى تعب».

أمام أحد الشوارع يقف كل من حمادة حنفى عايد، ومحمد مصطفى عنتر، يساعدان الأطفال فى لصق الأوراق وتلوينها بعد قصها على هيئة أشكال هندسية، ويلونان الزينة بألوان علم مصر والخيامية واستحدثا هذا العام ألوان علم فلسطين تضامناً مع أهالى غزة: «لونا الزينة بعلم فلسطين تضامنا مع أهالينا فى غزة وعلشان نقول لهم إحنا فاكرينكم فى كل وقت».

مسحراتي أسيوط

بطبلة المسحراتى، شارك العم أحمد عايد، أقدم مسحراتى فى المنطقة، الأهالى فى تركيب زينة رمضان، حيث ساعدهم على قضاء أوقات ممتعة خلال تجهيز زينة رمضان: «شغال من 32 سنة باصحى الناس للسحور لكن ده مامنعنيش إنى أشاركهم فرحة تجهيز وتعليق الزينة، بقيت أغنى ليهم أغانى رمضان علشان يتحمّسوا وبافرح الأطفال كمان، وكلنا اتصورنا مع زينة رمضان اللى عملناها من صُنع إيدينا، بجانب الزينة الجاهزة وفوانيس جريد النخل اللى بنلونها بجلاد الكراريس».

لم تكن منطقة العسيرات وحدها التى استقبلت شهر رمضان بالزينة التقليدية التى صنعها الأهالى، بل حرص سكان قرية كودية الإسلام التابعة لمركز ديروط بأسيوط، على استقبال شهر الصوم بزينة وفوانيس ورقية من صنع الأطفال والشباب، حسب مصطفى فتحى أبوليلة: «موضوع زينة رمضان ده من عاداتنا الأصيلة، مانقدرش نتخلى عنه، كبرنا لقينا أهالينا حريصين على تعليقها على البيوت، خاصة الفوانيس الورق الأبيض والملونة، وكمان النساء يشاركن فى إعدادها وبيكون الأطفال أول الحاضرين، وإحنا بنساعد تدعيماً لأواصر الود والمحبة ولتعليمهم الانتماء والعادات والتقاليد».

أطفال أسيوط يشاركون في تزين الشوارع

إناء كبير من الصاج يملأه الأطفال بالدقيق والماء والنشا، يتجمّعون حوله، كل منهم يحاول لف يديه داخل الخليط حتى الحصول على قوام متماسك للصق الزينة الورقية، حسب «مصطفى»: «منظر الأطفال يفرّح، خاصة هما اللى بيعجنوا العجين اللى هيلزقوا بيه أشكال الزينة اللى عملوها، وكمان الستات بيكون ليها دور كبير، إنها بتعلم أولادها يحافظوا على إرث الأجداد وثقافتهم، حتى لو بسيطة».

السير وراء المسحراتى فى الشوارع كل ليلة، عادة أصيلة وطقس من طقوس أهالى أسيوط، خاصة الأطفال، حسب «أبوليلة»: «المسحراتى لسه موجود والأطفال بيشاركوه فى إيقاظ الناس لتناول السحور، وبنحدّد يوم لأهالى المنطقة لتناول السحور مع بعض، كل واحد بيجيب أكل من بيته ونعمل سحور مجمع والأطفال كمان بتشارك حتى اللى مش هيصوم، بنعلمهم إزاى يصوموا، وإن فيه عادات لازم يتبعوها لما يكبروا». 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شوارع أسيوط رمضان في أسيوط فى الشوارع زینة رمضان شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

بـ 3 أعمال دفعة واحدة.. زينة تعيش حالة من النشاط الفني

تستأنف الفنانة زينة تصوير مشاهدها في أحدث أعمالها الفنية، حيث تعيش زينة حالة من النشاط الفني بمشاركتها في 3 أعمال دفعة واحدة، وهي فيلم الدشاش بطولة محمد سعد وبنات الباشا ومسلسل العتاولة الجزء الثاني في الموسم الرمضاني المقبل لعام 2025.

وكانت زينة قد نجاحًا كبيرًا في موسم رمضان الماضي 2024 بمسلسل العتاولة التي شاركت فيه مع أحمد السقا وطارق لطفي، وفريدة سيف النصر.

 

زينة تبدأ تصوير بنات الباشا

أيضًا بدأت زينة خلال الفترة الماضية تصوير فيلمها الجديد بنات الباشا، والعمل مأخوذ عن رواية لـ نورا ناجي نُشرت في 2017، والفيلم يدور في إطار اجتماعي تشويقي.

وتظهر زينة وصابرين وناهد السباعي خلال الفيلم كعاملات في بيوتي سنتر، وكل منهن تملك قصة خاصة وتمر حياتها بأزمات عديدة، تكشف عنها الأحداث التي تحمل مفاجآت عديدة.

فيلم بنات الباشا، من بطولة زينة، صابرين، ناهد السباعي، أحمد مجدي، مريم الخشت، والأردنية تارا عبود، والعمل من سيناريو وحوار محمد هشام عبية وإخراج ماندو العدل.

 

مشاركة زينة مع محمد سعد

كما ستشارك زينة في بطولة فيلم الدشاش مع محمد سعد، ويعيدهما العمل إلى التعاون معًا بعد غياب 16 عام منذ أن تعاونا سابقا فيلم بوشكاش في 2008، وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وقتها.

فيلم الدشاش من نوعية الأعمال الاجتماعية الكوميدية، ومن بطولة محمد سعد، زينة، باسم سمرة، نسرين طافش، نسرين أمين، مصطفى أبو سريع، محمد جمعة، رشوان توفيق، وليد فواز، ومحمد يوسف أوزو، والفيلم من تأليف جوزيف فوزي، إخراج سامح عبد العزيز، وإنتاج محمد رشيدي.

 

مشاركة زينة في العتاولة 2

كما تستأنف زينة تحضيراتها لمسلسل العتاولة 2 الذي يستكمل أحداث الجزء الأول من العمل، وتلعب خلاله شخصية الطباخة حنة وهي زوجة نصار فتيحة الذي يقدم شخصيته أحمد السقا ضمن الأحداث.

ومن المقرر عرض مسلسل العتاولة 2  في رمضان المقبل 2025، ويدور في إطار اجتماعي شعبي، ومن بطولة أحمد السقا، زينة، طارق لطفي، فيفي عبده، باسم سمرة، نسرين أمين، نهى عابدين، مصطفى أبو سريع، هدى الإتربي، ميمي جمال، مريم محمود الجندي، وأحمد كشك، والمسلسل من تأليف مصطفى جمال هاشم وإخراج أحمد خالد موسى، وإنتاج شركة Cedars Art Production.

أما العتاولة 1، فقدم بطولته أحمد السقا، زينة، طارق لطفي، مي كساب، باسم سمرة، صلاح عبدالله، فريدة سيف النصر، ميمي جمال، نهى عابدين، مصطفى أبو سريع، هدى الإتربي، مريم محمود الجندي، وأحمد كشك، وكان من تأليف هشام هلال وإخراج أحمد خالد موسى، وإنتاج شركة Cedars Art Production.

مقالات مشابهة

  • مركز إعلام أسيوط ينظم ندوة تحت عنوان التربية الإيجابية للأبناء ودورها في بناء أسرة قوية   
  • استشهاد مواطن في مارب لرفعه زينة المولد بمنزله
  • بـ 3 أعمال دفعة واحدة.. زينة تعيش حالة من النشاط الفني
  • جامعة أسيوط تنظم يوما تعريفيا للأطفال "ازرع شجرتك" لتنمية الوعي البيئي
  • جامعة أسيوط تنظم يوما تعريفيا للأطفال تحت عنوان ازرع شجرتك ضمن مبادرة "بداية" 
  • أبوالنصر: حملات مكثفة للنظافة ورفع المخلفات بمراكز أسيوط وأبنوب والبداري وأبوتيج  
  • البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر تتابع زينة المرأة في ضوء الإسلام
  • نينوى تشرع بإنشاء محطات وزنية لتجنيب شوارعها ضرر الأحمال الثقيلة
  • محافظ المنيا يتفقد محطة مياه عرب الزينة عقب الانتهاء من تجديدها
  • تشغيل محطة مياه «عرب الزينة» في المنيا بعد الانتهاء من أعمال التجديد