نسور وكلاب في الخرطوم تكشف عن خطر متنامي جراء الحرب
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
متابعات – وكالات- تاق برس-في حين يواجه ملايين الناس العالقين وسط القتال المستمر منذ نحو عام في السودان صعوبات كبيرة في الحصول على وجبة غذاء واحدة في اليوم، أصبحت العاصمة الخرطوم ملاذا غذائيا مغريا للنسور المهاجرة من البلدان الأوربية، وتحولت إلى بيئة خصبة لتكاثر الكلاب، مما أثار مخاوف كبيرة حول الأثر البيئي للحرب.
مخاوف جدية
يثير انتشار وتحلل الآلاف من الجثامين في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم، إضافة إلى مخلفات المعامل ومراكز الأبحاث الطبية والبيولوجية التي تعرضت لدمار واسع، مخاوف كبيرة.
وتشير حنان الأمين مدثر، استشارية أنظمة البيئة وتغير المناخ، إلى الانعكاسات البيئية والصحية الخطيرة لمخلفات النفايات وبقايا الجثامين المدفونة في الأحياء والطرقات العامة والتي تؤدي إلى انتشار البكتيريا الضارة في الهواء وربما اختلاطها بشبكات مياه الشرب والصرف الصحي، مما ينجم عنه تفشي العديد من الأمراض الخطيرة مثل الكوليرا والبلهارسيا والحميات.
وتقول مدثر، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تفادي ذلك يتطلب إجراء عمليات تطهير واسعة والتعامل بشكل سريع مع الكارثة لتقليل المخاطر المرتبطة بها؛ وهو أمر صعب للغاية في ظل غياب الإدارة الفاعلة للنفايات والمخلفات.
وشهدت العديد من مناطق الخرطوم انتشارا كثيفا لجثامين متحللة ظلت لفترات طويلة ملقية في بعض الطرقات العامة قبل أن تتمكن فرق متخصصة ومنظمات تطوعية من دفن بعضها.
وتوقعت نقابة أطباء السودان تزايدا كبيرا في أعداد الوفيات بسبب تفشي الأمراض الناجمة عن الآثار الصحية والبيئية الناجمة عن الحرب؛ في ظل صعوبات كبيرة تواجه القطاع الصحي الذي يعاني من خروج أكثر من 70 في المئة من مستشفياته عن الخدمة، إضافة إلى نقص حاد في المعينات الطبية والأدوية المنقذة للحياة وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي.
وبعد أشهر من اندلاع الحرب، نبهت اللجنة المركزية لضباط الصحة بالسودان إلى تردي الأوضاع الصحية والبيئية جراء الحرب بالبلاد، محذرة من مخاطر كبيرة على الصحة العامة وصحة البيئة بسبب تراكم النفايات وجثث الضحايا التي دفن بعضها داخل البيوت. لكن وبعد مرور نحو عام على الحرب، لا تزال تلك المخاوف قائمة بل وتزايدت بشكل أكبر من خلال العديد من المؤشرات.
مؤشرات عديدة
واعتبرت تقارير التكاثر الكبير للكلاب في شوارع الخرطوم والانتشار الكثيف غير المعتاد للنسور الأوروبية مؤشرا حقيقيا على ضخامة حجم كارثة جثث قتلى الحرب، التي لم يتم دفنها بالطريقة المناسبة.
وأشار خبير الغابات والحياة البرية طلعت قاسم إلى تقارير تؤكد عدم عودة النسور وكل الطيور الأوروبية المهاجرة خلال فصل الشتاء هذا العام كما هو معتاد.
وبعد تأخر عودتها، أجرى باحثون تحليلا للظاهرة وفقا لمعايير المركز الأوربي لرقابة الحياة الفطرية والبرية، وذلك من خلال الشرائح المثبتة في بعض النسور والتي أكدت بقاءها في السودان، خاصة العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في دارفور وكردفان.
مباني بالخرطوم طالها الدمار والتخريب
وبعد التقصي، اتضح أن هذه المناطق تشهد معارك عسكرية طاحنة وفرت كميات كبيرة من اللحم الآدمي، إذ لم تتح ضراوة المعارك دفن الجثث الكثيرة المتناثرة في الطرقات.
وفي الجانب الآخر، أكد تقرير التحليل البيولوجي أن أعداد الكلاب في الخرطوم تضاعفت أكثر من 4 مرات منذ اندلاع الحرب وحتى الآن، مشيرا إلى أن أكبر خطر يمكن أن ينجم عن ذلك التكاثر المخيف هو انتشار الأمراض، إذ ان معظم الكلاب باتت تعتمد على الجثث البشرية في غذائها في ظل انعدام أي فوائض غذائية أخرى في بلد يواجه فيه أكثر من 25 مليون من سكانه البالغ عددهم 42 مليون نسمة خطر الموت جوعا.
المصدر: تاق برس
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تكشف تقرير خطير عن وسط الخرطوم وأم درمان وتحذر من مخاطر قرب القصر الرئاسي والمطار وتوجه موظفيها بالعودة في هذا التوقيت
متابعات ـــ تاق برس – قالت بعثة تقييم تابعة للأمم المتحدة بأن عاصمة السوادن الخرطوم “لا تزال غير آمنة” لإعادة تشغيل أنشطتها حتى الآن.
،وحددت الحكومة السودانية، مهلة ستة أشهر لاستئناف حكومتها من العاصمة الخرطوم بعد عامين من الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأظهر تقرير صادر عن إدارة السلامة والأمن التابعة للأمم المتحدة بعد دراسة أجريت بين” 14 و19 “أبريل الجارى ، أن وسط الخرطوم، يعاني من دمار كبير جراء الحرب ، سيكون غير قابل للوصول من قبل وكالات الأمم المتحدة والدولية حتى يناير 2026 بسبب وجود كميات كبيرة من المتفجرات الحربية وغياب البنية التحتية الأساسية.
و طالب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان ،بإجراءت مهمة التقييم تحت إشراف مكتب الأمم المتحدة، والتي تمت الموافقة عليها من قبل المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في السودان، كليمنتين أوو نكويتا-سلامي.
ودعمت إدارة السلامة والأمن في الخرطوم هذه الدراسة بمساعدة خبراء من خدمة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام الذين قدروا أن حوالي 10% من الذخائر التي أسقطتها القوات الجوية السوادنية لم تنفجر.
وطبقا للامم المتحدة تتركز الذخائر غير المنفجرة والمخلفات المتفجرة المهجورة بشكل رئيسي حول المطار والقصر الرئاسي، حيث توجد مكاتب وكالات الأمم المتحدة .
وحذر التقرير من أنه لا تزال وحدات قوات الدعم السريع متمركزة في الأحياء الجنوبية من أم درمان، على بعد حوالي 15 كيلومترا من الخرطوم، مما يمثل تهديدا مستمرا للمدينة باستخدام الطائرات المسيرة.
وأشار التقرير إلى أن موظفي الأمم المتحدة تم توجيههم بعدم العودة إلى الخرطوم قبل يناير 2026 بسبب انعدام المياه والكهرباء.
الامم المتحدةالحربالخرطوم