هافانا-سانا

مع احتكار الغرب لأغلب وسائل الإعلام الكبرى وعمله على تزييف الحقائق، تبرز أهمية العمل على إنشاء نظام عالمي جديد للمعلومات والاتصالات يستخدم التكنولوجيا الحديثة، لمواجهة الخطاب الإعلامي الغربي المعادي للدول التي ترفض سياسة فرض الإملاءات.

وضمن هذا السياق ركزت ندوة “باتريا” الدولية للإعلام التي استضافتها كوبا نقاشاتها، كما شددت على ضرورة توحيد الجهود الإعلامية في دول الجنوب بشكل إبداعي لكسر احتكار الغرب للإعلام العالمي، عبر اعتماد الوسائل التقنية الحديثة والالتزام المهني والموضوعي بنقل الأحداث ودعم قضايا الشعوب العادلة.

وعلى مدى ثلاثة أيام أكدت ندوة “باتريا” التي اختتمت أعمالها في الـ 20 من آذار الجاري بمشاركة أكثر من مئة صحفي وإعلامي وممثلين عن قنوات تلفزيونية من 31 دولة حول العالم على ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد للمعلومات والاتصالات، يأخذ في الاعتبار جميع الأصوات، والتركيز على أهمية عدم احتكار الإعلام من قبل الغرب وتشويه المعلومات وتزييف الأخبار، وأهمية تعزيز الاتصال والصحافة في دول الجنوب ومواجهة خطاب اليمين المتطرف والتمييز وعدم المساواة والكراهية والعنف.

الندوة التي شهدت مشاركة رسمية كوبية تمثلت برئيس الجمهورية ميغيل دياز كانيل، ورئيس الحكومة مانويل ماريرو كروز، سلطت الضوء أيضاً على أهمية دعم الإعلام الكوبي، وعدم ترك كوبا في عزلة مفروضة من قبل الولايات المتحدة وحصار إعلامي يضاف إلى الحصار الاقتصادي المفروض عليها.

وشددت الندوة على أهمية التعاون واستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لمواجهة الإعلام الغربي الأمريكي المعادي لكثير من الدول اللاتينية والمستخدم لتشويه القضية الفلسطينية.

القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في الندوة، حيث أكد المشاركون إدانة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة، والتضامن مع نضال الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة، كما عبر المشاركون عن رفضهم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم وقتل وتدمير وتهجير طيلة الـ 75 عاماً الماضية.

وتناولت الكثير من الخطابات والمداخلات الإعلامية في الندوة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة جماعية وحرب شرسة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وما يحصل من أفعال وممارسات لا إنسانية تتم بتواطؤ ودعم الولايات المتحدة الأمريكية.

الرئيس الكوبي أكد خلال لقائه المشاركين في ندوة “باتريا” أهمية التفكير في النظام العالمي للاتصالات، وضرورة إحداث تغييرات فيه بعيداً عن هيمنة الرأسمالية التي تسعى بقوة إلى الاستمرار في فرض الهيمنة والسيطرة على الماكينة الإعلامية العالمية.

وشدد الرئيس دياز كانيل على ضرورة التفكير بشكل إبداعي والتمسك بالالتزام المهني والموضوعي في نقل الأخبار والأحداث، وأهمية الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي ومن مواقع التواصل الاجتماعي لدعم القضايا المحقة للشعوب والدول التي تواجه الإمبريالية.

وأدان الرئيس الكوبي هيمنة الإمبريالية العالمية واستغلالها وسائل الإعلام العالمية لتحقيق أهداف سياسية نفعية، وهذا ما يحصل ويراه الجميع حالياً في محاولة طمس ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، وتبرير الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبين الرئيس دياز كانيل أن ما يحدث اليوم في غزة يؤكد النظرة الدونية التي ترى فيها الإمبريالية الدول النامية ودول الجنوب، وهذا يجب أن يدفع الدول النامية ويحثها على مواصلة الوحدة والتضامن وتبادل الدعم لمواجهة الإعلام الغربي المعادي.

كما أدان الرئيس الكوبي الحرب الاقتصادية المترافقة مع الحرب الإعلامية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا، والافتراءات والأكاذيب التي يطلقها اليمين المتطرف للتشهير بكوبا وتشويه صورتها دولياً، مؤكداً في هذا الصدد أن الحكومة الكوبية مستمرة في النضال لرفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الأمريكي عن الشعب الكوبي الذي يسعى إلى تحقيق الرفاهية والرخاء والازدهار.

وتم التركيز خلال مداخلات الصحفيين والإعلاميين الذين شاركوا وحضروا اللقاء على أهمية تعزيز العلاقات بين المؤسسات الإعلامية ووكالات الأنباء والصحف والتلفزة في الدول التي تسعى إلى الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها واستقلال قرارها السياسي والتي لا تنصاع للتوجيهات والأوامر الأمريكية.

يشار إلى أن كلمة “باتريا” تعني الوطن، وترمز إلى صحيفة باتريا التي أطلقها البطل القومي لكوبا خوسيه مارتي في مدينة نيويورك، وصدرت بين عامي 1892 و1898.

وشهدت الندوة حضور ممثلي العديد من وسائل الإعلام الكوبية والعالمية وسفراء عدد من الدول العربية واللاتينية، من بينهم سفير سورية في هافانا الدكتور غسان عبيد، وأعضاء السفارة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی على أهمیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ندوة تؤكد أهمية تكاتف الجهود لمكافحة المخدرات بولاية طاقة

ركزت ندوة (آفة المخدرات والمؤثرات العقلية وتأثيرها على المجتمع) التي نظمتها صباح اليوم المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار بالتعاون مع اللجنة الصحية بولاية طاقة على أهمية تضافر الجهود بين أفراد المجتمع والجهات ذات الاختصاص من أجل التصدي لآفة المخدرات، وأكدت أنّ الأسرة هي العامل الرئيسي التي يجب أن تؤدي دورها من أجل توعية الأبناء بهذه الآفة.

بدأت الندوة بورقة عمل حول خطورة تعاطي المخدرات بأنواعها والتأثيرات الناتجة جراء الإدمان قدمها أحمد بن مسلم تبوك ممرض متخصص بالصحة النفسية، تناول فيها تأثير المخدرات وأنواعها، وطرق التعرف عليها، والإجراءات القانونية للحد منها، والآثار الصحية والاجتماعية والنفسية لتعاطي المخدرات ودور الأسرة والمجتمع في الوقاية والتصدي لهذه الظاهرة.

واستعرض إنجازات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والتعامل مع المتعاطي والوقاية من المخدرات وبعض المفاهيم الخاطئة عن المخدرات.

وقام سعادة الشيخ طارق بن خالد الهنائي والي طاقة والحضور بجولة في المعرض التوعوي المصاحب للندوة الذي نظمته شرطة عمان السلطانية، والإطلاع على ما يتضمنه من معروضات تبرز الجهود المبذولة في سبيل تعميق الوعي بمخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية وأضرارها وآثارها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع.

مقالات مشابهة

  • ندوة تؤكد أهمية تكاتف الجهود لمكافحة المخدرات بولاية طاقة
  • "المسيحيون الفلسطينيون والمناصرة في ظل حرب الإبادة" ندوة بمجلس كنائس بيت ساحور
  • ضمن يوم القدس الثقافي… ندوة لمؤسسة القدس الدولية في ثقافي أبو رمانة
  • “التعاون الإسلامي” تحتضن الندوة الدولية حول القدس
  • غرفة عجمان تنظم ندوة “تنفيذ أحكام التحكيم في إطار منظمة التجارة العالمية”
  • استطلاع رأي عالمي: عقوبات الغرب على روسيا غير كافية لوقف الحرب مع أوكرانيا
  • مسؤول فلسطيني: الأونروا لا غنى عنها للشعب الفلسطيني
  • بوتين: مجموعة البريكس أصبحت قوة لبناء نظام عالمي عادل
  • رقم عالمي جديد للاعب المنتخب البارالمبي لرفع الأثقال خطاب
  • فعالية للهيئة النسائية بعمران بذكرى يوم الولاية