أجهزة الأمن الروسية تخضع لمراجعة دقيقة بعد الهجوم الإرهابي في موسكو
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
تزايدت الأسئلة في روسيا، عقب الهجوم الإرهابي المدمر الذي وقع يوم الجمعة على قاعة الحفلات الموسيقية في مدينة كروكوس بالقرب من موسكو، حول مدى فعالية الأجهزة الأمنية في البلاد والعوامل التي ربما ساهمت في هذه المأساة.
ووفقا لما نشرته الجارديان البريطانية، أدى الهجوم، الذي أودى بحياة 137 شخصًا، إلى إعادة النظر في الذات داخل المجتمع الروسي، حيث تساءل الكثيرون عن كيفية وقوع مثل هذا الحدث الكارثي على الرغم من البنية التحتية الأمنية الواسعة في البلاد.
ويكشف تحليل الفترة التي سبقت الهجوم عن العديد من الثغرات المثيرة للقلق في البروتوكول الأمني، على الرغم من تحذيرات الحكومة الأمريكية بشأن التهديدات الوشيكة التي تستهدف التجمعات الكبيرة في موسكو.
وأفادت التقارير بأن السلطات الروسية قللت من أهمية المخاطر، حيث رفض الرئيس فلاديمير بوتين التحذيرات باعتبارها محاولات لزرع الخوف، ويؤكد هذا التجاهل الواضح للاستخبارات الموثوقة الفشل الفادح من جانب الأجهزة الأمنية الروسية في تقييم المخاطر المحتملة وتخفيفها بشكل مناسب.
علاوة على ذلك، تشير روايات شهود العيان إلى غياب صارخ لأفراد الأمن في قاعة الحفلات الموسيقية، مما سمح للمهاجمين بإطلاق العنان لارتكاب هجومهم المميت دون عوائق. ويؤدي رد الشرطة البطيء إلى تفاقم المخاوف، حيث يقارنهغ المنتقدين بحملة القمع العنيفة ضد المعارضة التي شهدتها سياقات أخرى.
ويسلط الخبراء الضوء على سوء تخصيص محتمل للموارد من قبل أجهزة الأمن الروسية، مشيرين إلى الانشغال بالتهديدات الداخلية والخارجية - مثل الصراع في أوكرانيا - مع احتمال إهمال التهديد المستمر للتطرف الإسلامي، إن الديناميكيات المتغيرة للإرهاب، حيث ينحدر مرتكبوه من آسيا الوسطى وليس من بؤر التطرف التقليدية في شمال القوقاز، تشكل تحديات جديدة للسلطات الروسية.
وفي أعقاب الهجوم، كثرت التكهنات ونظريات المؤامرة، حيث تسعى جهات فاعلة مختلفة إلى استغلال المأساة لتحقيق مكاسب سياسية.
وفي حين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، ألمح المسؤولون الروس إلى تورط أوكرانيا - وهو ادعاء نفته كييف بشدة، ومثل هذه التأكيدات، رغم افتقارها إلى أدلة ملموسة، تؤكد على السياق الجيوسياسي المشحون الذي وقع فيه الهجوم.
وبينما تنعي روسيا الخسائر في الأرواح البريئة، يتحول الاهتمام نحو استجابة الكرملين وما يترتب على ذلك من عواقب على السياسة الداخلية والخارجية، فهل تؤدي تداعيات الهجوم إلى إصلاحات حقيقية داخل الأجهزة الأمنية الروسية، أم أنها ستكون بمثابة ذريعة لمزيد من التصعيد في الصراع الدائر مع أوكرانيا؟ ولا شك أن الأيام المقبلة سوف تسلط الضوء على مسار رد روسيا على هذه الحادثة المأساوية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
موسكو تعلن استعادة كورسك وزيلينسكي يعلن اعتقال صينيين يقاتلان مع روسيا
قالت موسكو، إن الجيش الروسي طرد آخر القوات أوكرانية إلى خارج منطقة كورسك نحو الحدود الروسية الأوكرانية، بينما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن كييف قبضت على جنديين صينيين يقاتلان إلى جانب القوات الروسية.
وأعلن الجيش الروسي، اليوم الثلاثاء، طرد القوات الأوكرانية من منطقة تدعى جويفو في منطقة كورسك الروسية، ونفذ ضربات جوية ومدفعية على القوات الأوكرانية عبر الحدود.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف بنى الاتحاد السوفياتي أقوى قنبلة نووية في التاريخ؟list 2 of 2ما قصة اشتعال السباق النووي بين الصين والهند وباكستان؟end of listوتحاول روسيا منذ أغسطس/آب من العام الماضي، طرد القوات الأوكرانية من كورسك بعد أن حققت قوات كييف توغلا مُفاجئا في هذه المنطقة، وكان الرئيس الأوكراني يأمل أن يمنحه هذا التوغل ورقة مساومة في أي محادثات مستقبلية.
لكن روسيا استعادت مساحة من الأراضي داخل كورسك، خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع الأوكرانيين إلى التراجع نحو الحدود، كما استولت القوات الروسية على أراض في منطقة سومي الأوكرانية المجاورة بعد أن تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إمكانية إنشاء منطقة عازلة.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير الواردة من ساحة المعركة.
في الأثناء أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن قواته اعتقلت مواطنَين صينيين يقاتلان إلى جانب القوات الروسية، مضيفا أن كييف تريد "توضيحا" من بكين و"رد فعل" من حلفائها الغربيين.
إعلانوقال زيلينسكي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن شريط فيديو قصيرا لأحد الموقوفَين "اعتقل جيشنا مواطنَين صينيين كانا يقاتلان في صفوف الجيش الروسي، حدث هذا على الأراضي الأوكرانية، في منطقة دونيتسك".
وأضاف زيلينسكي في المنشور: لدينا وثائق هويات المعتقلَين الصينيين وبطاقتاهما المصرفيتان، وبياناتهما الشخصية، مشيرا إلى أن السلطات الأوكرانية لديها أدلة على وجود مواطنين صينيين آخرين يقاتلون إلى جانب القوات الروسية.
وترى الدول الغربية أن الصين تعد حليفا إستراتيجيا لروسيا في حربها على أوكرانيا، لكن بكين تصر دوما على أنها دولة تلتزم الحياد في الحرب الأوكرانية الروسية، وتؤكد باستمرار أنها لم تقدم أي مساعدات لأي طرف في هذه الحرب.
جدير بالذكر، أن روسيا بدأت هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن 20% من مساحة أوكرانيا بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 ومعظم المناطق الأربع التي أعلنت ضمها من جانب واحد، في خطوة لم تعترف بها أغلب دول العالم.
وتشير تقديرات روسية إلى أن روسيا تسيطر على كامل شبه جزيرة القرم، وكامل لوغانسك تقريبا، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزاباروجيا وخيرسون. كما تسيطر على جزء صغير من منطقة خاركيف.