تزايدت الأسئلة في روسيا، عقب الهجوم الإرهابي المدمر الذي وقع يوم الجمعة على قاعة الحفلات الموسيقية في مدينة كروكوس بالقرب من موسكو، حول مدى فعالية الأجهزة الأمنية في البلاد والعوامل التي ربما ساهمت في هذه المأساة.

ووفقا لما نشرته الجارديان البريطانية، أدى الهجوم، الذي أودى بحياة 137 شخصًا، إلى إعادة النظر في الذات داخل المجتمع الروسي، حيث تساءل الكثيرون عن كيفية وقوع مثل هذا الحدث الكارثي على الرغم من البنية التحتية الأمنية الواسعة في البلاد.

ويكشف تحليل الفترة التي سبقت الهجوم عن العديد من الثغرات المثيرة للقلق في البروتوكول الأمني، على الرغم من تحذيرات الحكومة الأمريكية بشأن التهديدات الوشيكة التي تستهدف التجمعات الكبيرة في موسكو.

وأفادت التقارير بأن السلطات الروسية قللت من أهمية المخاطر، حيث رفض الرئيس فلاديمير بوتين التحذيرات باعتبارها محاولات لزرع الخوف، ويؤكد هذا التجاهل الواضح للاستخبارات الموثوقة الفشل الفادح من جانب الأجهزة الأمنية الروسية في تقييم المخاطر المحتملة وتخفيفها بشكل مناسب.

علاوة على ذلك، تشير روايات شهود العيان إلى غياب صارخ لأفراد الأمن في قاعة الحفلات الموسيقية، مما سمح للمهاجمين بإطلاق العنان لارتكاب هجومهم المميت دون عوائق. ويؤدي رد الشرطة البطيء إلى تفاقم المخاوف، حيث يقارنهغ المنتقدين بحملة القمع العنيفة ضد المعارضة التي شهدتها سياقات أخرى.

ويسلط الخبراء الضوء على سوء تخصيص محتمل للموارد من قبل أجهزة الأمن الروسية، مشيرين إلى الانشغال بالتهديدات الداخلية والخارجية - مثل الصراع في أوكرانيا - مع احتمال إهمال التهديد المستمر للتطرف الإسلامي، إن الديناميكيات المتغيرة للإرهاب، حيث ينحدر مرتكبوه من آسيا الوسطى وليس من بؤر التطرف التقليدية في شمال القوقاز، تشكل تحديات جديدة للسلطات الروسية.

وفي أعقاب الهجوم، كثرت التكهنات ونظريات المؤامرة، حيث تسعى جهات فاعلة مختلفة إلى استغلال المأساة لتحقيق مكاسب سياسية.

وفي حين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، ألمح المسؤولون الروس إلى تورط أوكرانيا - وهو ادعاء نفته كييف بشدة، ومثل هذه التأكيدات، رغم افتقارها إلى أدلة ملموسة، تؤكد على السياق الجيوسياسي المشحون الذي وقع فيه الهجوم.

وبينما تنعي روسيا الخسائر في الأرواح البريئة، يتحول الاهتمام نحو استجابة الكرملين وما يترتب على ذلك من عواقب على السياسة الداخلية والخارجية، فهل تؤدي تداعيات الهجوم إلى إصلاحات حقيقية داخل الأجهزة الأمنية الروسية، أم أنها ستكون بمثابة ذريعة لمزيد من التصعيد في الصراع الدائر مع أوكرانيا؟ ولا شك أن الأيام المقبلة سوف تسلط الضوء على مسار رد روسيا على هذه الحادثة المأساوية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

أ ف ب: أوكرانيا مستعدة لفتح ممر إنساني في منطقة كورسك الروسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، أن أوكرانيا مستعدة لفتح ممر إنساني في منطقة كورسك الروسية. وقد وقع الرئيس الأوكراني قوانين تمديد الأحكام العرفية والتعبئة العامة في أوكرانيا حتى 9 مايو القادم.

وأمس الخميس، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، تسجيل 85 اشتباكا قتاليا على الخطوط الأمامية مع القوات الروسية، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية، أنه تم رصد 85 اشتباكا خلال الساعات الـ24 الماضية، ويبقى محور بوكروفسك هو أكثر موقع يشهد اشتباكات، وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء (يوكرين فورم) الأوكرانية.

وتستمر الحرب الروسية الأوكرانية، ويتبادل الطرفان الهجمات الجوية بالمسيرات في ظل تقدك كبير للجيش الروسي في الأراضي الأوكرانية. وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، بأن روسيا فقدت 845310 جنديا في أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية في 24 فبراير 2022، بحسب ما ذكرت صحيفة "كييف اندبندنت".

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا: تسجيل أكثر من 100 اشتباك قتالي مع القوات الروسية خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • سفير روسيا لدى فرنسا: موسكو لن تقع في فخ الغرب لتجميد الصراع الأوكراني
  • أ ف ب: أوكرانيا مستعدة لفتح ممر إنساني في منطقة كورسك الروسية
  • موسكو: الناتو يحاول محاصرة روسيا في بحر البلطيق
  • الخارجية الروسية: واشنطن يتوجب عليها اتخاذ الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات مع موسكو
  • الدفاع الروسية تعلن إعادة 150 عسكريا من الأسر في أوكرانيا
  • بعد 11 سنة.. منفذو الاعتداء الإرهابي على “تيقنتورين” أمام القضاء ماي المقبل
  • أوكرانيا ترد على ترامب: لا انتخابات قبل انتهاء الحرب الروسية
  • خبير بالشئون الروسية: تصريح ترامب عن المحادثات مع موسكو «مضحك»
  • دبلوماسي روسي سابق: موسكو ترغب في السلام الدائم مع أوكرانيا