قضاء الأطفال وقتا طويلا أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يضعف التعلم اللغوي
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
يحذر باحثون في أستراليا من أن بقاء الأطفال وقتا طويلا أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يعني فقدانهم الكثير من اللحظات المهمة لتطوير مهارتهم اللغوية.
ووفقا لما ذكرته منظمة كومن سينس ميديا الأميركية غير الربحية، فإن نحو نصف الأطفال الذين يبلغون من العمر 8 أعوام وأقل يمتلك كل واحد منهم جهازا لوحيا خاصا به.
وقال العلماء في دراسة نُشرت في دورية الجمعية الأميركية لطب الأطفال إنه خلال الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام جهاز الحاسب اللوحي أو لوحة التحكم، يتفاعلون بصورة أقل مع البالغين، ويلتقطون كلمات أقل من آبائهم، كما يستمعون لأحاديث أقل، وهو ما يعد عنصرا أساسيا لبناء مهاراتهم اللغوية، وهي العملية التي يمكن بالتالي أن تشهد تأخرا.
ويقول الباحثون إن عدة دراسات كشفت أنه من المهم من أجل تحقيق التحصيل اللغوي للطفل وتطوره الاجتماعي-العاطفي أن يتم التحدث معه والتفاعل معه بكثرة في المنزل.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت في إرشادات جديدة لها أصدرتها خلال عام 2019 أنه يتعين على الأطفال أقل من 5 أعوام تمضية وقت أقل في مشاهدة شاشات الأجهزة الإلكترونية والحصول على قسط جيد من النوم وتمضية وقت أطول في اللعب النشط وذلك من أجل النمو بصورة صحية.
الشاشاتمع ذلك، ركزت الكثير من تلك الدراسات على تأثير تمضية الوالدين وقتا طويلا أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية وليس على تأثير تمضية الطفل لوقت طويل أمامها.
ومن أجل دراستهم، فحص الفريق بقيادة ماري بروش من جامعة أديلايد الأسترالية بيانات تتعلق بـ220 أسرة تم تسجيلها كل 6 أشهر من يناير/كانون الثاني 2018 إلى ديسمبر/كانون الأول 2021 باستخدام تكنولوجيا التعرف على الكلام.
وتضمنت السجلات كلا من الوقت الذي تم تمضيته أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية والبيئة اللغوية العامة في المنزل للأطفال من عمر 12 إلى 36 شهرا خلال نحو 16 ساعة يوميا.
وخلص الباحثون إلى أن كل زيادة في الوقت الذي يتم تمضيته أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يعني تقلص الأحاديث بين الآباء والطفل، وهو ما يعني أن الطفل سمع كلمات أقل من البالغين في المنزل، وتحدث بكلمات أقل وشارك بصورة أقل دورية في الأحاديث.
وقد لوحظ التأثير الأكبر للوقت الذي يتم تمضيته أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية في عمر 36 شهرا.
وحتى بين الأسر الملتزمة بتوصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالفترة التي يمكن تمضيتها أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وهي ليست أكثر من ساعة يوميا للأطفال الذين يبلغون من العمر 3 أعوام، فإن الأطفال ربما يفقدون تعلم نحو 400 كلمة من البالغين يوميا.
مع ذلك، فإنه وفقا للتقديرات، يعتبر المتوسط الحقيقي للوقت الذي يمضيه الكثير من الأطفال أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية أعلى بكثير.
وقال الباحثون إن الأطفال الذين يبلغون من العمر 3 أعوام، وشملتهم الدراسة، أمضوا نحو 172 دقيقة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يوميا، وهو ما يعني أنهم فقدوا تعلم نحو ألف كلمة يوجهها البالغون إليهم.
https://www.youtube.com/watch?v=CkseXk8Q3OY
التطور اللغوي المبكروأوضح الفريق البحثي أن تربية الطفل في بيئة غنية لغويا يعد أمرا حيويا من أجل التطور اللغوي المبكر.
وأضاف الفريق البحثي أنه رغم أن التحدث للأطفال يجب أن يكون نشاطا بسيطا وغير معقد، فإن تخصيص وقت من أجل إجراء حديث ملائم غالبا ما لا يكون أمرا سهلا في ظل صخب وضجيج الحياة اليومية.
ويرغب الكثير من الآباء في إبعاد أطفالهم عن شاشات الأجهزة الإلكترونية، ولكن يأتي الضغط المصاحب للحياة اليومية، ويصبح من الصعب الاستحمام أو الطبخ أو التحدث على الهاتف بدون مساعدة من خلال السماح للطفل بمتابعة شاشة إحد الأجهزة الإلكترونية.
وأشار الفريق إلى أنه رغم أنه من غير المنطقي دعوة الأسرة لإبعاد أطفالهم تماما عن شاشات الأجهزة الإلكترونية، فإنه يتعين على الآباء بدلا من ذلك استخدام الوقت الذي يمضيه الأطفال مع الأجهزة الإلكترونية كفرصة للتفاعل معهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الوقت الذی الکثیر من من أجل
إقرأ أيضاً:
بنك الاستثمار الأوروبي يوجه 105 ملايين يورو لبناء مدارس في فنلندا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن بنك الاستثمار الأوروبي عن إقراض بلدية توسولا في فنلندا 105 ملايين يورو لبناء مجمعات مدرسية، وهو أول مشروع للبنك مع بلديات فنلندية أصغر.
وذكر بيان صادر عن بنك الاستثمار الأوروبي، أن البلدية الواقعة على بعد نصف ساعة شمال هلسنكي، تستخدم القرض لبناء مرافق جديدة لمدارس ما قبل الابتدائي والابتدائي والثانوي.
وأوضح أنه سيتم بناء ثلاثة مباني مدرسية جديدة – في عدة أحياء- تستوعب حوالي 3500 طالب، ويغطي قرض بنك الاستثمار الأوروبي 64٪ من تكاليف المشروع، ويسهله مواءمة المشروع مع سياسة إقراض الطاقة لمصرف الاستثمار الأوروبي للمباني الموفرة للطاقة.
وقال نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي توماس أوستروس: "يسعدني أن أكون هنا في توسولا لتوقيع اتفاقية التمويل المهمة هذه مع بلدية توسولا، والتي تهدف إلى دعم البنية التحتية التعليمية..يجسد هذا المشروع التزام بنك الاستثمار الأوروبي ببيئات التعلم المستدامة والمبتكرة إنه استثمار للمستقبل".
ومن المقرر الانتهاء من المشروع بحلول عام 2029.. ويوفر القرض شروطًا مرنة، مما يسمح لتوسولا بمواءمة التمويل مع العمر الاقتصادي للبنية التحتية وتنويع مصادر التمويل خارج البنوك التجارية.
يدعم المشروع الأولويات التعليمية لفنلندا من خلال تحسين بيئات التعلم لعدد متزايد ومتنوع من الطلاب، كما أنه يتماشى مع مبادرة منطقة التعليم الأوروبية 2025 لضمان بنية تحتية تعليمية عالية الجودة، بالإضافة إلى ذلك، يساهم المشروع في الاستدامة البيئية والتماسك الاجتماعي والنمو الاقتصادي.