يحذر باحثون في أستراليا من أن بقاء الأطفال وقتا طويلا أمام شاشات الأجهزة ‫الإلكترونية يعني فقدانهم الكثير من اللحظات المهمة لتطوير مهارتهم اللغوية.

‫ووفقا لما ذكرته منظمة كومن سينس ميديا الأميركية غير الربحية، فإن نحو نصف الأطفال الذين يبلغون من العمر 8 أعوام وأقل يمتلك كل واحد منهم جهازا لوحيا خاصا به.

ويمضي نحو 2.52 ساعة يوميا ‫أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية لمتابعة ما يحلو له من برامج وتطبيقات.

‫وقال العلماء في دراسة نُشرت في دورية الجمعية الأميركية لطب الأطفال ‫إنه خلال الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام جهاز الحاسب اللوحي أو لوحة ‫التحكم، يتفاعلون بصورة أقل مع البالغين، ويلتقطون كلمات أقل من آبائهم، ‫كما يستمعون لأحاديث أقل، وهو ما يعد عنصرا أساسيا لبناء مهاراتهم ‫اللغوية، وهي العملية التي يمكن بالتالي أن تشهد تأخرا.

‫ويقول الباحثون إن عدة دراسات كشفت أنه من المهم من أجل تحقيق التحصيل ‫اللغوي للطفل وتطوره الاجتماعي-العاطفي أن يتم التحدث معه والتفاعل معه ‫بكثرة في المنزل.

‫وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت في إرشادات جديدة لها أصدرتها خلال ‫عام 2019 أنه يتعين على الأطفال أقل من 5 أعوام تمضية وقت أقل في ‫مشاهدة شاشات الأجهزة الإلكترونية والحصول على قسط جيد من النوم وتمضية ‫وقت أطول في اللعب النشط وذلك من أجل النمو بصورة صحية.

الشاشات

‫مع ذلك، ركزت الكثير من تلك الدراسات على تأثير تمضية الوالدين وقتا طويلا ‫أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية وليس على تأثير تمضية الطفل لوقت طويل ‫أمامها.

‫ومن أجل دراستهم، فحص الفريق بقيادة ماري بروش من جامعة أديلايد ‫الأسترالية بيانات تتعلق بـ220 أسرة تم تسجيلها كل 6 أشهر من يناير/كانون ‫الثاني 2018 إلى ديسمبر/كانون الأول 2021 باستخدام تكنولوجيا ‫التعرف على الكلام.

‫‫وتضمنت السجلات كلا من الوقت الذي تم تمضيته أمام شاشات الأجهزة ‫الإلكترونية والبيئة اللغوية العامة في المنزل للأطفال من عمر 12 إلى 36 ‫شهرا خلال نحو 16 ساعة يوميا.

‫وخلص الباحثون إلى أن كل زيادة في الوقت الذي يتم تمضيته أمام شاشات ‫الأجهزة الإلكترونية يعني تقلص الأحاديث بين الآباء والطفل، وهو ما يعني أن ‫الطفل سمع كلمات أقل من البالغين في المنزل، وتحدث بكلمات أقل وشارك ‫بصورة أقل دورية في الأحاديث.

‫وقد لوحظ التأثير الأكبر للوقت الذي يتم تمضيته أمام شاشات الأجهزة ‫الإلكترونية في عمر 36 شهرا.

‫وحتى بين الأسر الملتزمة بتوصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالفترة ‫التي يمكن تمضيتها أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، وهي ليست أكثر من ‫ساعة يوميا للأطفال الذين يبلغون من العمر 3 أعوام، فإن الأطفال ربما ‫يفقدون تعلم نحو 400 كلمة من البالغين يوميا.

‫مع ذلك، فإنه وفقا للتقديرات، يعتبر المتوسط الحقيقي للوقت الذي يمضيه ‫الكثير من الأطفال أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية أعلى بكثير.

‫وقال الباحثون إن الأطفال الذين يبلغون من العمر 3 أعوام، وشملتهم ‫الدراسة، أمضوا نحو 172 دقيقة أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية يوميا، ‫وهو ما يعني أنهم فقدوا تعلم نحو ألف كلمة يوجهها البالغون إليهم.

‫‫https://www.youtube.com/watch?v=CkseXk8Q3OY

التطور اللغوي المبكر

وأوضح الفريق البحثي أن تربية الطفل في بيئة غنية لغويا يعد أمرا حيويا ‫من أجل التطور اللغوي المبكر.

‫وأضاف الفريق البحثي أنه رغم أن التحدث للأطفال يجب أن يكون ‫نشاطا بسيطا وغير معقد، فإن تخصيص وقت من أجل إجراء حديث ملائم غالبا ما ‫لا يكون أمرا سهلا في ظل صخب وضجيج الحياة اليومية.

‫ويرغب الكثير من الآباء في إبعاد أطفالهم عن شاشات الأجهزة الإلكترونية، ‫ولكن يأتي الضغط المصاحب للحياة اليومية، ويصبح من الصعب الاستحمام أو ‫الطبخ أو التحدث على الهاتف بدون مساعدة من خلال السماح للطفل بمتابعة ‫شاشة إحد الأجهزة الإلكترونية.

‫وأشار الفريق إلى أنه رغم أنه من غير المنطقي دعوة الأسرة ‫لإبعاد أطفالهم تماما عن شاشات الأجهزة الإلكترونية، فإنه يتعين على ‫الآباء بدلا من ذلك استخدام الوقت الذي يمضيه الأطفال مع الأجهزة ‫الإلكترونية كفرصة للتفاعل معهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الوقت الذی الکثیر من من أجل

إقرأ أيضاً:

مدارس مؤقتة في مخيمات النزوح بغزة تتحدى الحرب (شاهد)

لجأ عدد من الطلبة الفلسطينيين والمعلمين في مخيمات النزوح بقطاع غزة، إلى إيجاد بيئة تعليمية عوضا عن مدارسهم المغلقة للشهر التاسع على التوالي، بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة والتي أوقفت كافة مناحي حياتهم بما فيها المدرسية.

وبدأت طالبات بمراحل عمرية مختلفة نشاطهن المدرسي، بالطابور الصباحي و"الإذاعة المدرسية" والسلام الوطني، الذي كان يفتتح مدارس قطاع غزة قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأصبحت الخيام حلا مؤقتا وفصول مؤقتة للطالبات، اللواتي يتلقين تعليمهن من معلمين ومعلمات متطوعات في مخيمات النزوح، رغم تواصل القصف الإسرائيلي والغارات المكثفة في أنحاء متفرقة بالقطاع، وتمتد أيضا إلى مناطق النزوح والتي يدعي الاحتلال أنها "آمنة".

مهمة صعبة للغاية
ويتم تدريس كافة المواد التدريسية وبأساليب تربوية متعددة، ويعتمد المعلمون في تدريسهم على الأدوات المحدودة والمتاحة لتوصيل محتويات المنهاج الفلسطيني، ضمن محاولتهم توفير بيئة تعليمية وزيادة تركيز الطلبة، رغم أنها مهمة صعبة للغاية تحت أزيز الطائرات والقصف المكثف الذي لا يتوقف.

وتمثل فكرة "المدارس المؤقتة" رسالة تحدي للاحتلال الإسرائيلي الذي تعمد قصف المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية في غزة، إلى جانب المستشفيات وكافة الهيئات الخدماتية.



وتقول المعلمة المتطوعة نور نصار (24 عاما): "الاحتلال دمر المدارس والمباني التعليمي في مسعى منه لتجهيل الأطفال والطلاب، واليوم ومن خلال هذه المبادرة نقاوم هذا الهدف ونزرع حب التعليم داخل الأطفال".

وتوضح نصار في حديث لوكالة "الأناضول"، أن الهدف من مبادرتها التي أطلقت عليها اسم "مدرسة على الطريق"، هو "مقاومة الاحتلال بتعليم الأطفال".

إصرار كبير
وبإصرار كبير، تجوب نصار مخيمات النازحين والمناطق المدمرة برفقة مدرستها المتنقلة، والتي تحملها داخل حقيبة قماشية كبيرة.

وتدمج نصار الأنشطة التعليمية مع الترفيهية لخلق أجواء من التفاعل بين الأطفال، وللتخفيف من حدة التوتر التي خلفتها الحرب وتداعياتها.

وتشير المعلمة نصار إلى أن فكرة إنشاء المدرسة المتنقلة جاءت من أجل طمأنة الأهالي على أطفالهم، الذين يلتحقون بالعملية التعليمية، مضيفة أن "فكرة وجود مدرسة بالقرب من مكان نزوح الأطفال أو إقامتهم تبعث بالطمأنينة في نفوس الأهالي، خاصة في ظل التوتر والقصف المستمر الذي يتعرض له قطاع غزة".

وتلفت إلى أنها تجوب بهذه المدرسة مخيمات النزوح ومناطق تضم منازل مهدمة عاد إليها سكانها، منوهة إلى أن مدرستها المتنقلة تستهدف الأطفال من عمر 6-11 عاما، قائلة: "إنها تسعى لتوسيع النقاط التعليمية واستهداف أطفال بفئات عمرية أكبر".

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر منذ بدء الحرب على قطاع غزة، حوالي 110 مدارس وجامعات بشكل كلي، و321 مدرسة وجامعة بشكل جزئي، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

مقالات مشابهة

  • مدارس مؤقتة في مخيمات النزوح بغزة تتحدى الحرب
  • مدارس مؤقتة في مخيمات النزوح بغزة تتحدى الحرب (شاهد)
  • 9 معلومات عن مهاجم الإسماعيلي السابق بعد وفاته.. صارع المرض طويلا
  • استعدادا للزيارة الاربعينية.. تعرف على موعد اغلاق المزارع والمنتجعات السياحية في قضاء بلد
  • تجنب قضاء وقت طويل أمام الشاشات تفادياً للصداع
  • الأجهزة الأمنية بقنا تضبط مرتكبي مجزرة الكرنك
  • مشروع سعودي يسعى لتحويل الكيمياء إلى لعبة إلكترونية
  • القبض على المتهمين بقتل اثنين وإلقاء جثتهما أمام وحدة إسعاف بقنا
  • 2000 رحلة عبر السكوتر لتيسير تنقّل الحجاج
  • اعترافات مُحصل سرقة شركة بالقليوبية: استغلت عملى واختلست أموالا من العملاء