لماذا تعطل الحل السياسى فى ليبيا؟
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
هل هناك مخطط أمريكى يتم الإعداد له منذ البداية وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذه فى ليبيا بعد فشل مخطط تقسيمها الى دولة فى الشرق واخرى فى الغرب وثالثة فى الوسط؟!
لماذا توقفت رعاية الأمم المتحدة لإجراء انتخابات فى ليبيا على مستوى البرلمان والرئاسة؟
هل ما حدث كان الغرض منه ابعاد سيف الاسلام القذافى اولا ومن بعده المشير خليفة حفتر والاعتماد على تصعيد عملاء يحكمون ليبيا تحت سيطرة أمريكية؟!
العلاقات الليبية الأمريكية اتسمت بطابع عدائى بين البلدين منذ سنوات رغم بعد المسافة وعدم وجود أى بؤر للتنازع سواء جغرافية أو سياسية واستمرت واشنطن فى التدخل فى الشأن الليبي، وذلك فى إطار تحقيق هدفها القديم بإقامة قواعد عسكرية على الأراضى الليبية وللتمدد نحو دول القارة السمراء ونهب خيراتها.
المخطط الأمريكى فى المنطقة يواجه العديد من العقبات، حيث إن الشعب الليبى لن يقبل بوجود أى قوات أجنبية على أرضه تحت أى مزاعم، وأن الشعب الذى ثار سنوات لطرد قوات الاحتلال من أرضه سابقا ولا يمكن أن يقبل عودته مرة أخرى، بالإضافة إلى وجود المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى وهو الداعم الأساسى لوحدة الأراضى الليبية، ومعه البرلمان الليبى.
وتسعى واشنطن بكل السبل إلى إقصاء حفتر من المشهد السياسى عبر ممارسة لعبتها فى ليبيا، حيث إنها تحث قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر لضم جيش معسكر الغرب الليبى وميليشياته الإخوانية إلى الجيش الوطنى وتوحيده من خلال تقديم ضمانات «فارغة» تتعلق بامتناعها عن المساس بمنصب المشير على أنه أحد أسس هذه الاتفاقية، بينما الحقيقة أنه تحاول تنحيته عن المشهد بشكل كامل.
وهذا ما كان واضحاً بعد قيام وفد عسكرى من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» الشهر الماضى بجولة تفقدية بمعسكر «اللواء 444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية، وذلك رفقة لواء يدعى محمود حمزة، وبحسب بعض التقارير تعمل واشنطن بشكل سرى على تلميع صورة قائد اللواء 444 مقاتل، على أنه إحدى الشخصيات القادرة على تولى منصب القائد العام للجيش الليبى بعد المشير حفتر.
محمود حمزة، لم يكن إحدى الشخصيات المؤثرة فى ليبيا كما هو الحال الآن، فقد ذاع صيته خلال محاولاته لبسط سيطرة ميليشياته على العاصمة طرابلس ومن بعدها أصبح مقرباً من رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، وتم تعيينه قائداً للواء 444 مع أنه لا يتمتع بأى خلفية عسكرية أكاديمية.
ولضمان نجاح المخطط الاستعمارى تسعى الإدارة الأمريكية إلى إقصاء جميع الخصوم السياسية لحلفائها وأتباعها فى ليبيا، وذلك عن طريق تشويه سمعتهم بالإضافة إلى نشر المعلومات المغلوطة، وهذا ما حدث عندما نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً ألقت فيه اللوم على معسكر الشرق الليبى المتمثل بقائد الجيش الوطنى الليبي، المشير خليفة حفتر، مشيرة إلى تقاعس قواته فى اتخاذ الإجرائات اللازمة واتخاذ تدابير أخرى للتخفيف من كارثة درنة التى أودت بحياة الآلاف من المدنيين، بعد ضرب إعصار دانيال شمال شرق ليبيا فى الـ 10 من سبتمبرالماضى مما تسبب فى فيضانات اجتاحت أحياء بأكملها. وتدخلت مصر وقتها لمساندة الشعب الليبى ونجحت فى تقليل حجم الكارثة.
وفى الوقت نفسه تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على افتعال الصراعات داخل معسكر الشرق والتواصل مع قادة فى الجيش الليبى تمهيدا لإزاحة المشير حفتر عسكرياً وسياسياً. وبهذا ا تكون واشنطن تمكنت من السيطرة على كل من الحكومة فى طرابلس والجيش الوطنى الليبى فى الشرق والجنوب الليبى الغنى بالحقول والابار النفطية.
أعتقد أن هذا المخطط لن يتم خاصة أنه يتم بعيدا عن الأمم المتحدة ودول الجوار الليبى وعلى رأسها مصر والجزائر.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية ليبيا المشیر خلیفة حفتر فى لیبیا
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يرفض العقوبات الأمريكية ضد البرهان
بعدما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات تستهدف عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، استنكر الجيش السوداني القرار ووصفه بـ الجائر من قبل وزارة الخزانة الأميركية.
وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، في بيان اليوم ، أن القوات المسلحة تستهجن الإشارة إلى أي إجراءات يمكن أن تمس أيا من قادة القوات المسلحة، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات الظالمة، لن تثني الجيش عن الاضطلاع بواجبه القانوني والدستوري في الدفاع عن البلاد وشعبها وتأمين سلامة أراضيها من المرتزقة والعملاء وداعميهم بالداخل والخارج.
زعيم الأمة السودانيةوأشار الجيش في بيانه: إلى أن الجيش يدفعه عزم أكيد وتصميم وإرادة وطنية لن تلين، ويعززها دعم السودانيين غير المحدود حتى القضاء على آخر متمرد ومرتزق وعميل، ووصف البيان البرهان بـ"زعيم الأمة السودانية" وقائد حرب الكرامة الوطنية التي يخوضها الجيش والشعب ضد مرتزقة ومليشيا آل دقلو الإرهابية.
كما أعربت وزارة الخارجية السودانية، عن رفض الحكومة للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على البرهان، وقالت إن القرار الأميركي لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة، وأن القرار الأميركي يفتقد لأبسط أسس العدالة والموضوعية، ويستند إلى ذرائع واهية لا صلة لها بالواقع، وينطوي على استخفاف بالشعب السوداني، ويدعم من يرتكبون الإبادة الجماعية.
وكانت الخزانة الأميركية أعلنت أمس فرض عقوبات على البرهان، متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الألوف ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.
وأعلنت في بيان : أن أساليب الحرب التي ينتهجها الجيش تحت قيادة البرهان تشمل القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدام خارج نطاق القضاء.
القرار جاء بعد أسبوع واحد من فرض عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني مستمرة منذ عامين، ويهدف القرار بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، إلى معاقبة الأفراد الذين يساهمون في زعزعة الاستقرار في البلاد.
وذلك عقب إدراج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، في قائمة العقوبات في 7 يناير 2025، يعكس هذا الإجراء التزام الولايات المتحدة بمراقبة الأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار في السودان، ويعكس أيضاً القلق المتزايد من تصاعد التوترات في المنطقة وتأثيرها على العملية السياسية.
كما فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على شركة وفرد متورطين في عمليات شراء الأسلحة لصالح منظومة الصناعات الدفاعية، التي تعد الجهة المسؤولة عن مشتريات القوات المسلحة السودانية. وقد تم فرض عقوبات على هذه المنظومة في يونيو 2023، مما يعكس استمرار الضغط الدولي على الجهات التي تسهم في تعزيز النزاع المسلح في البلاد.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الوضع في السودان يمثل تحدياً كبيراً، وأنه كان يأمل في أن تتمكن إدارة ترامب من تحقيق تقدم في هذا الملف، معربا عن خيبة أمله إزاء عدم القدرة على إنهاء النزاع المستمر في السودان.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن الفشل في الوصول إلى حل سلمي للنزاع السوداني يمثل مصدر قلق كبير، والصراع قد أثر بشكل سلبي على حياة الملايين من المواطنين السودانيين، مشددا على أهمية التعاون الدولي في معالجة الأزمات الإنسانية والسياسية في السودان، و تتضافر الجهود الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها للجهود الرامية إلى إنهاء النزاع وتحقيق السلام الدائم في السودان، مشيرا إلى أن القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان ارتكبت جرائم حرب موثقة، واستهدفت مدنيين وبني تحتية .