بعد تولى محمد على باشا حكم مصر عام 1805، كان أول الأعمال التى قام بها فى المجال الاقتصادى هوإلغاء نظام الالتزام الذى وضعته الدولة العثمانية، وبدأ ينظم الاقتصاد المصرى فى الزراعة والصناعة والتجارة على نظام الاحتكار ليضمن منافسة الدول الأوروبية فى سوق التجارة الدولية، وسياسة الاحتكار كما هى معروفة فى الاقتصاد هى أن تقوم الحكومة ممثلة فى محمد على باشا بالإشراف على الاقتصاد جملة وتفصيلا، من خلال تحديد نوع الغلات التى تزرع، ونوع المصنوعات التى تنتج وتحديد أثمان شرائها من المنتجين، وأثمان بيعها فى الأسواق.
قام محمد على باشا خلال ستة أعوام من 1808 إلى 1814، بسلسلة من الإجراءات التى أدت إلى تغيير نظام الملكية والحيازة الزراعية، وكان أولها إلغاء نظام الالتزام ومصادرة أراضى الملتزمين وتسجيلها باسم الدولة كما عمل على توفير أكبر قدر ممكن من الدخل القومى لمصر من الزراعة، ولتحقيق ذلك قام بإحلال أساليب زراعية جديدة لزيادة الإنتاج وتقليل الجهد واستقدم المدربين الماهرين من كل مكان لتدريب الفلاحين على هذه الأساليب الحديثة، واهتم بتحسين طرق الرى وشق الترع، مثل ترعة المحمودية وإنشاء القناطر الخيرية، لضمان توفير المياه طوال العام، فتحولت الأراضى من رى الحياض إلى الرى الدائم، وتبعا لهذه الطريقة من الرى زادت مساحة الأراضى الزراعية ونقصت نسبة فيضان النيل، فإذا كان الفيضان عاليًا غمرت الأراضى وكثرت الزراعة وإذا كان منخفضا قلت المحاصيل الزراعية وحدث الغلاء.
ومن ثمّ كانت تزرع الأراضى بالمحاصيل الشتوية فقط، ولا يمكن زراعتها بالمحاصيل الصيفية إلا برفع المياه إلى الأراضى بالسواقى أو الشواديف، ومن ثمّ تعطلت زراعة الأراضى لفترة طويلة من العام مما يعد إسرافا وتبديدا لقيمتها الاقتصادية، واهتم محمد على بالتعليم الزراعى فأنشأ مدرسة الزراعة واستقدم خبراء زراعيين من الخارج، كما أدخل أنواعا جديدة من النباتات الزراعية مثل أشجار التوت لتربية دودة القز ونبات التيلة الهندية واهتم بتحسين زراعة القطن، حتى أنه فى عام 1818، أصبحت مصر أكثر دول العالم تصديرا للقطن، ومنذ ذلك الوقت أصبح القطن أحد الأعمدة الأساسية فى الاقتصاد المصرى.
وكان محمد على باشا قد بدأ فى عام 1813، فى إعادة مسح الأراضى الزراعية لتحديد المناطق الصالحة للزراعة والمناطق التى يمكن استغلالها لتوسيع رقعة الأرض الزراعية فى مصر، هذا بالإضافة إلى الأراضى التى صادرها من الملتزمين وأراضى المماليك، وعمل على إعادة ملكية الأراضى الزراعية وتوزيعها على الفلاحين من 3 إلى 5 أفدنة لكل فلاح بحسب أفراد أسرته ملكية انتفاع، طالما يحسنون استغلالها ويؤدون الضرائب المقررة عليها، حتى إذا ما توانوا انتزعها منهم وأعطاها لمن يشاء.
وقد طبق محمد على باشا سياسة الاحتكار فى الزراعة بعد تزويد الفلاحين باحتياجات الزراعة من بذور ومواشى تخصم قيمتها من قيمة المحصول بعد تسليمه، وإلزام الفلاحين بزراعة ما تقرره الحكومة من الحاصلات الزراعية وشراء المحصول من الفلاحين بالسعر الذى تحدده الحكومة!!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن محمد على باشا مصر نظام الالتزام محمد على باشا
إقرأ أيضاً:
لتقليل فجوة البروتين.. البحوث الزراعية تطرح حلولا لمشاكل الجمبري
تشتهر محافظة دمياط بزراعة العديد من الأسماك التي يقبل عليها المستهلك المصري، ويعتبر الجمبري من القشريات الغالية الثمن والمهمة من الناحية التغذوية، لمحتواه العالي من البروتين، كما أنه غني بالعديد من المعادن والفيتامينات، كما أن أسماك السهلية وهي سمكة شبيهة بالبوري ذات مذاق جيد ولها قيمة غذائية عالية وتعتبر سمكة صغيرة الحجم دهنية خالية من الكوليسترول الضار بصحة الإنسان وتحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات المهمة.
ويأتى ذلك فى إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ، بضرورة الوقوف على التحديات التي تواجه القطاع الزراعي المصري والتي من أهمها تقليل فجوة البروتين الحيواني في مصر، وتحت رعاية الدكتور/ عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، وتحت إشراف الدكتور/ عبدالوكيل محمد ابو طالب القائم بأعمال مدير المعهد، نظم معهد بحوث الاقتصاد الزراعي ورشة عمل "استزراع أسماك الجمبري والسهلية في محافظة دمياط "، استهدفت ورشة العمل والتي حاضر فيها الدكتور/ أحمد إبراهيم محمد رجب عيسوي، والدكتورة/ دينا عبد الله محمد شفيق، وعلق عليها الدكتور/ محمد إبراهيم رأفت بالوحدة البحثية بالشرقية التابعة للمعهد: تسليط الضوء على مؤشرات الكفاءة الاقتصادية لتربية الجمبري وسمك والسهلية، ومشاكل إنتاج الجمبري والتي من أهمها ارتفاع تكاليف النقل وارتفاع أجور العمالة، وارتفاع تكاليف الأعلاف وصعوبة الحصول على الزريعة، ومشكلات تسويق الجمبري والتي منها ارتفاع تكلفة الحفظ، وبعد الأسواق عن المزارع، وانخفاض أسعار البيع، واستغلال التجار، وسرعة فساد الجمبري، ومشاكل تسويق أسماك السهلية ومن أهمها ارتفاع أجور الصيد، وانخفاض أسعار البيع، وبعد الأسواق عن المزارع، وارتفاع تكاليف النقل، وعدم توفر عمالة الصيد، واستغلال التجار.
وقد اقترحت الورشة مجموعة من المقترحات والتوصيات منها:
- التركيز على توفير مستلزمات الإنتاج اللازمة للاستزراع السمكي وخاصة الأعلاف وبأسعار مناسبة.
- زيادة الاهتمام بتربية الأسماك وخاصة البحرية لما لها من أهمية كبيرة للمستهلك.
- زيادة الاهتمام بأنظمة الاستزراع السمكي المكثف لتقليل الهدر الذي يحدث في الأنظمة شبه المكثفة وبالتالي زيادة الإنتاج مما يساهم في تقليص فجوة البروتين في مصر.
- إنشاء مركز متخصصة لتدريب العمالة الفنية اللازمة للاستزراع السمكي في مصر.