في مشهد غير مألوف في الملاعب الرياضية، قام مدرب المنتخب الجزائري تحت 20 سنة، ياسين مانع، بصفع عدد من لاعبيه، خلال اللقاء الذي جمع منتخب بلاده مع تونس، أمس السبت، خلال دورة الجزائر الدولية لكرة القدم، والتي انتهت بفوز نسور قرطاج بثلاثة أهداف لهدفين.

ووفقا لما أظهرته الفيديوهات المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحسب ما جاءت به بعض المواقع المحلية هناك بالجزائر، حصلت مناوشات بين لاعبي المنتخبين التونسي والجزائري تسبّبت في توقف اللعب، ليتدخل بعدها المدرب الجزائري لفض الاشتباكات عن طريق صفع مجموعة من لاعبيه بقوة أمام أنظار الجميع، من أجل تهدئة الأوضاع ودفعهم إلى العودة للمباراة.

وبدأت القصة، حسب نفس المصادر، حين حدثت مناوشات واحتكاكات قوية بين بعض لاعبي منتخبي الجزائر وتونس تحت 20 عاما، ليتدخل مانع ويحاول تهدئة لاعبيه، إلا أت إصرار بعض لاعبيه على مواصلة المناوشات دفع مانع للتصرف بطريقة متهورة عبر صفعهم على وجوهم.

ورغم أن البعض أبدى تفهمه لتصرف مانع، كونه كان يريد السيطرة على لاعبيه، لكن الغالبية رفضته، وطالبت بإقالته من منصبه، حيث أثارت هذه اللقطات، ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي. استغراب الجماهير الجزائرية، حسب ما نشر في بعض المواقع المحلية هناك.

وفتح ما وقع، نقاشا واسعا، بين من استحسن تصرّف المدرب معتبرا أن مسؤوليته كبيرة في تعليم اللاعبين كرويا وأخلاقيا، حتّى وإن اضطر لضربهم، ومن رأى أن ما فعله هو اعتداء جسدي فيه إهانة لكرامة لاعبيه ومساس بشخصيتهم، حسب ذات المصادر.

وفي هذا السياق، نشر المعلق الجزائري في شبكة قنوات “بي إن سبورتس”، حفيظ دراجي، على حسابه في موقع “فيسبوك”، فيديو للمدرب مانع وهو يصفع لاعبيه وعلق قائلا: “صور صادمة ومؤسسة صنعها اليوم مدرب المنتخب الجزائري أقل من 20 سنة السيد ياسين مانع وهو يصفع لاعبيه.. رجال محترفين في نوادي محلية وأوروبية لا يمكن لأي مدرب ضرب لاعبيه مهما كانت الأسباب، لكن أن تتصوروا رد فعل أولياء اللاعبين وهم يشاهدون هذا التصرف !”.

ونشر موقع “العربية”، تعليقا للناشط مصطفى سطايفي، قال فيه، إن المباراة كانت ستخرج عن نطاقها لولا تدخل المدرب لإيقاف اللاعبين عن حدّهم، وهو ما أيده المدون أحمد قاراتي الذي وصف تصرف المدرب باللائق، مشيرا إلى أن صفع اللاعبين كان من أجل فرض الهدوء وتفادي تهورهم، خاصة أنهم صغار في السن.

لكن الناشط نوار رابحي، كان له رأي مغاير، حيث اعتبر أنه لا يمكن لأيّ مدرب ضرب لاعبيه مهما كانت الأسباب، مشيرا إلى أن ما حصل مع لاعبي المنتخب الجزائري أمر مؤسف، خاصة أن أغلبهم محترفون في أندية أوروبية، حسب ما نشره الموقع نفسه.

وفي السياق ذاته، كتب المدون محمد قيراط “عندما تصفع لاعبا على وجهه وأمام زملائه يعني نفسيا وسيكولوجيا إهانة ومساسا بكرامته وشخصيته، ويعتبر في لغة القانون اعتداء جسديا”، مضيفا أنّ “الضرب ممنوع منعا باتا في مجال التربية والتعليم والتدريب ويعدّ تصرفا من زمن التخلف والانحطاط”، مطالبا برفع دعوى قضائية ضد المدرب أو فصله نهائيا من عمله”، حسب ما جاء في تقرير موقع “العربية”.

كلمات دلالية صفع اللاعبين مدرب الجزائر

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: مدرب الجزائر حسب ما

إقرأ أيضاً:

ماكرون يقر بقتل فرنسا الثائر الجزائري بن مهيدي

سرايا - أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، بقتل بلاده الثائر الجزائري محمد العربي بن مهيدي، أحد كبار قادة ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية السبعين لاندلاعها.

جاء ذلك في بيان لقصر الإليزيه (الرئاسة الفرنسية) اعتبر فيه ماكرون أن "العمل من أجل الحقيقة والاعتراف يجب أن يستمر".

وأفاد البيان بأن "ماكرون يعترف في هذا اليوم (ذكرى اندلاع ثورة التحرير الجزائرية) بأن العربي بن مهيدي البطل الوطني للجزائر، وواحد من القادة الستة الذين فجروا الثورة في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، اغتاله عسكريون فرنسيون كانوا تحت قيادة الجنرال بول أوساريس سنة 1957".

وقبل اليوم، ظلت الرواية الفرنسية الرسمية تزعم أن بن مهيدي "انتحر" في زنزانته، رغم أن الجنرال أوساريس، الذي يُلقب في الجزائر بـ"السفاح"، اعترف بقتله في مذكرات نشرها عام 2000.

وولد بن مهيدي عام 1923 في مدينة عين مليلة بمحافظة أم البواقي شرقي الجزائر، ويُعتبر "رمزا" في بلاده، وأحد مفجري ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، فهو صاحب المقولة التاريخية "ألقوا بالثورة إلى الشارع يلتقطها الشعب".

وألقت قوات الاحتلال القبض عليه في فبراير/ شباط 1957، بينما كان يقود معركة الجزائر (العاصمة) ضد الاستعمار الفرنسي، وآنذاك اشتهر بوقفة الشموخ مبتسما وهو مُصفد اليدين.

وظل بن مهيدي محل إعجاب من قبل الجنود المظليين الفرنسيين الذين ألقوا القبض عليه، حيث قدموا له تحية الشرف؛ نظرا لشخصيته القيادية والفريدة، حتى أن الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار سماه "العدو ذا القيمة".

ويعد هذا ثالث اعتراف من قبل الرئيس ماكرون بمسؤولية بلاده عن اغتيال شخصيات بارزة في الثورة الجزائرية.

فقد اعترف في 13 سبتمبر/ أيلول 2018 بمسؤولية الجيش الفرنسي عن اختطاف وقتل تحت التعذيب للناشط اليساري الفرنسي والمناضل من أجل استقلال الجزائر موريس أودان سنة 1957.

وفي 3 مارس/ آذار 2021، اعترف بمسؤولية بلاده عن تعذيب وقتل المحامي والمناضل الجزائري علي بومنجل سنة 1957، في وقت كانت الرواية السائدة لفرنسا تفيد بأن بومنجل انتحر قفزا من طابق مرتفع أثناء استجوابه؛ ما أدى لمصرعه.

وانتهج ماكرون سياسة تقوم على الاعتراف التدريجي بجرائم الاستعمار الفرنسي للجزائري، حيث أدان في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 القمع الدموي لمظاهرات 17 أكتوبر 1961، في العاصمة باريس من قبل الشرطة الفرنسية بقيادة السفاح موريس بابون؛ ما خلف آنذاك أزيد من 12 ألف قتيل، منهم من أُلقوا أحياءً داخل نهر السين.

ولم يصدر رد رسمي على الخطوات التدريجية لماكرون من السلطات الجزائرية التي تطالب بمعالجة "شجاعة ومنصفة" لجميع أبعاد "ملف الذاكرة"، بما يشمل اعترافا رسميا من باريس بكافة "الجرائم" التي ارتكبتها أثناء استعمار الجزائر، وإعادة الأرشيف الجزائري وممتلكات أخرى نهبتها، خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى جماجم لمقاومين جزائريين تحتفظ بها.

كما تطالب الجزائر فرنسا بتقديم معلومات عن التجارب النووية الفرنسية التي أجريت بالصحراء الجزائرية، وتطهير المواقع الملوثة بالإشعاعات النووية جراء هذه التجارب.

بينما ترفض فرنسا تقديم اعتذار شامل بشكل صريح عن جرائمها خلال استعمار الجزائر، وتتحجج بقيود قانونية لمنع إعادة بعض ما نهبته من الجزائر.

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الشهر الماضي، إن بلاده ترفض تزوير التاريخ، ومستعدة لطي الصفحة دون تمزيقها، وبل تنظر إليها أحيانا.

وأكد الرئيس تبون أن "الاستعمار الفرنسي للجزائر (1830-1962) كان استيطانيا، وارتكب مجازر بشعة وأراد تعويض الجزائريين بأوروبيين وتعويض الدين الإسلامي بالمسيحية".

ويأتي اعتراف ماكرون باغتيال فرنسا لبن مهيدي، في وقت تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا وشبه قطيعة دبلوماسية، حيث سحبت الجزائر سفيرها من باريس نهاية يوليو/ تموز الماضي عقب دعم الحكومة الفرنسية للطرح المغربي في قضية إقليم الصحراء.

بينما رفض الرئيس الجزائري إجراء زيارة إلى فرنسا كان من المقرر أن تتم نهاية سبتمبر/ أيلول أو بداية أكتوبر الماضيين.

إذ صرح قائلا إنه "لن أذهب إلى كانوسا"، وهو تعبير من الثقافة الأوروبية يُستخدم للإشارة إلى رفض تقديم أي تنازلات؛ ما يعكس عمق الأزمة والتوتر في العلاقات بين البلدين.


مقالات مشابهة

  • المنفي يتابع مع تبون عددا من الملفات الثنائية والتنسيق والتشاور حول القضايا المشتركة
  • ماكرون يعترف: عسكريون فرنسيون قتلوا القيادي الجزائري بن مهيدي
  • ماكرون يقر بقتل فرنسا الثائر الجزائري بن مهيدي
  • عقوبة مهينة فرضها تن هاغ مدرب مان يونايتد السابق على رونالدو
  • الرئيس تبون يهنئ الشعب الجزائري
  • حاج رجم يهنئ الشعب الجزائري بذكرى أول نوفمبر
  • مدرب منتخب مصر السابق يتولى تدريب باناثينايكوس اليوناني
  • مولودية الجزائر تكشف أرقام اللاعبين في منافسة رابطة الأبطال
  • مولودية الجزائر تكشف قائمة أرقام اللاعبين لخوض منافسة رابطة الأبطال
  • الزمالك: نشكر الرئيس السيسي لتدخله وإنهاء أزمة اللاعبين المحتجزين