القاهرة - غزة «وكالات»

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم من تداعيات الحرب في غزة على مستوى العالم وقال إن «الاعتداء اليومي على كرامة الفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي».

وحثّ جوتيريش اليوم إسرائيل على «إزالة ما يتبقى من عقبات» أمام دخول المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرا إلى ضرورة زيادة المعابر لهذا الغرض.

وأوضح جوتيريش خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع الرئيس المصري ووزير الخارجية في القاهرة، أن «الطريق البري هو الأكثر فاعلية وكفاءة في نقل البضائع الثقيلة» من أجل تلبية لاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة، بما يشمل زيادة هائلة في عمليات التسليم التجارية، مؤكدا أن وصول المساعدات «يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار لأسباب إنسانية».

وعلى الرغم من أن الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أدت إلى تدمير غزة، تتراكم التبرعات من المساعدات في شمال سيناء في مصر، مع دخول كميات محدودة عبر معبر رفح في مصر ومعبر كرم أبو سالم الإسرائيلي إلى القطاع.

ومع تلاشي الآمال في التوصل إلى هدنة في غزة خلال شهر رمضان وتزايد خطر المجاعة في القطاع الساحلي، سعت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى استخدام عمليات الإنزال الجوي والسفن لتوصيل المساعدات.

ويقول مسؤولو الإغاثة بالأمم المتحدة إنه لا يمكن زيادة حجم المساعدات إلا عن طريق البر فيما تواصل إسرائيل عرقلة الإغاثة. وقال جوتيريش إن إرسال كميات كبيرة من المساعدات يتطلب من إسرائيل إزالة ما تبقى من عقبات ونقاط اختناق أمام الإغاثة.

وأضاف إن «الأمر يتطلب المزيد من المعابر ونقاط الوصول.. إن الطريقة الوحيدة ذات الكفاءة والفعالية لنقل البضائع الثقيلة هي عن طريق البر. والوضع تتطلب زيادة هائلة في السلع التجارية».

وقال جوتيريش إن الأمم المتحدة تعمل جاهدة للحفاظ على تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة لها (الأونروا)، التي وصفها بأنها العمود الفقري للمساعدات الإنسانية داخل غزة.

وأوقفت عدة دول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، تمويلها للأونروا بعد اتهامات من إسرائيل نفتها الوكالة بضلوع 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال مفوض الأونروا فيليب لازاريني إنه يأسف لقرار واشنطن مواصلة حظر التمويل الأمريكي للوكالة حتى مارس 2025 على الأقل. ونقلت صحيفة بليك السويسرية عن لازاريني القول اليوم «نأسف بشدة لقرار واشنطن.. إنه توقف لفترة محدودة. في العام المقبل، لدينا مرة أخرى إمكانية ممارسة الضغط لاتخاذ قرار جديد».

والتقى جوتيريش اليوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وتناول اجتماعهما، بحسب بيان للرئاسة المصرية، «الكثير من الموضوعات الدولية والإقليمية، مع التركيز على تطورات الأوضاع في قطاع غزة».

كذلك، شدد السيسي أثناء اللقاء على «خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيما يعد عقابا جماعيا للفلسطينيين الأبرياء».

وكان جوتيريش وصل السبت إلى العريش بمحافظة شمال سيناء، حيث عاد المصابون الفلسطينيون الذين يتلقون العلاج في المستشفى العام بالمدينة المصرية.

وقال أثناء زيارته الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة إن «الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي»، لافتا إلى أنه أتى إلى مدينة رفح المصرية «حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث» في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ومعبر رفح الحدودي هو نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في الجانب الآخر من مدينة رفح حيث يتكدس 1.5 مليون فلسطيني وهو ما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعد له إسرائيل.

وفي مفاوضات الهدنة قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات التي تستضيفها قطر إن الولايات المتحدة قدمت «مقترحا يقرب» وجهات النظر فيما يتعلق بعدد السجناء الفلسطينيين الذين يتعين على إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة تفرج عنها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خلال هدنة جديدة محتملة في غزة.

وغادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بيل بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع الدوحة بعد المشاركة في محادثات بشأن هدنة مؤقتة في غزة وعملية تبادل رهائن وأسرى، وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه بسبب الطبيعة الحساسة للمحادثات إن بيرنز وبرنيع «غادرا الدوحة لإطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة» من المحادثات.

وأوضح أن المفاوضات «ركّزت على التفاصيل ونسبة لتبادل الرهائن والأسرى»، مشيرا إلى أن «الفرق التقنية ما زالت في الدوحة».

ويجري وسطاء أمريكيون وقطريون ومصريون منذ أسابيع محادثات ترمي إلى التوصل لهدنة ثانية في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، تتضمّن الإفراج عن رهائن مقابل سجناء فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

صور الأقمار الصناعية.. كيف دمرت القنابل الإسرائيلية مساحات من قرية لبنانية؟

تظهر صور أقمار اصطناعية جزءا كبيرا من قرية عيتا الشعب اللبنانية الحدودية وقد تحولت إلى أنقاض بعد أشهر من الغارات الجوية الإسرائيلية، حيث تقدم لمحة عن حجم الأضرار في أحد معاقل حزب الله الرئيسية في جنوب لبنان.

وتظهر الصور، التي التقطتها شركة "بلانيت لابز" الخاصة بتشغيل الأقمار الاصطناعية في 5 يونيو وحللتها رويترز، ما لا يقل عن 64 موقعا مدمرا في عيتا الشعب. وتحتوي العديد من المواقع على أكثر من مبنى واحد.

وتقع عيتا الشعب في جنوب لبنان حيث يتمتع حزب الله بدعم قوي من العديد من أبناء الطائفة الشيعة. وكانت القرية خط مواجهة في عام 2006 عندما نجح مسلحو الحزب في صد الهجمات الإسرائيلية خلال الحرب التي استمرت 34 يوما.

وفي حين أن القتال الحالي بين إسرائيل والميليشيا الشيعية المدعومة من إيران لا يزال تحت السيطرة نسبيا، فإنه يمثل أسوأ مواجهة بينهما منذ 18 عاما، مع وقوع أضرار واسعة النطاق في المباني والأراضي الزراعية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

ويتبادل الجانبان إطلاق النار منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر. وأدت الأعمال العدائية إلى إخلاء المنطقة الحدودية على الجانبين إلى حد كبير، مع فرار عشرات الآلاف من الأشخاص من منازلهم.

وقال عشرات الأشخاص المطلعين على الأضرار إن الدمار في عيتا الشعب يشبه الأضرار التي لحقت عام 2006، في وقت يثير فيه التصعيد مخاوف متزايدة من اندلاع حرب شاملة أخرى بين الطرفين.

وليس لدى رويترز صور أقمار اصطناعية من عام 2006 للمقارنة بين الفترتين.

وتقول إسرائيل إن النيران المنطلقة من لبنان قتلت 18 جنديا و10 مدنيين. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 300 من مقاتلي حزب الله و87 مدنيا وفقا لإحصاءات رويترز.

صورتان تظهران الأضرار التي حدثت بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024 في قرية عيتا الشعب اللبنانية بالقرب من الحدود الإسرائيلية

ووقع ما لا يقل عن 10 من قتلى حزب الله في عيتا الشعب، وعشرات آخرين من المنطقة المحيطة، وفقا لإشعارات الوفاة التي اطلعت عليها رويترز. وقال مصدر أمني إن ستة مدنيين قتلوا في القرية.

وقال رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر لرويترز إن القرية التي تبعد كيلومترا واحدا فقط عن الحدود هي من بين أكثر القرى التي تعرضت للقصف الإسرائيلي.

وقال رئيس بلدية عيتا الشعب محمد سرور، إن "هناك دمارا كبيرا في وسط القرية، ليس فقط المباني التي ضربوها ودمروها، بل المناطق المحيطة بها" والتي لم يعد بالإمكان إصلاحها.

وأضاف أن معظم سكان القرية البالغ عددهم 13500 نسمة فروا في أكتوبر عندما بدأت إسرائيل في استهداف المباني والغابات القريبة.

وقال حيدر إن حملة القصف جعلت منطقة من المنطقة الحدودية في لبنان "غير صالحة للعيش".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أهدافا لحزب الله في منطقة عيتا الشعب خلال الصراع.

وردا على أسئلة رويترز قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نير دينار إن إسرائيل تتصرف دفاعا عن النفس.

وأضاف دينار أن حزب الله جعل المنطقة "غير صالحة للعيش" من خلال الاختباء في المباني المدنية وشن هجمات غير مبررة حولت القرى الإسرائيلية إلى "مدن أشباح".

وقال دينار إن "إسرائيل تضرب أهدافا عسكرية، وحقيقة الاختباء داخل البنى التحتية المدنية هو قرار حزب الله".

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي مزيدا من التفاصيل حول طبيعة أهدافه في القرية. وقال إن حزب الله صعد هجماته وأطلق أكثر من 4800 صاروخ على شمال إسرائيل مما تسبب في "مقتل مدنيين وتشريد عشرات الآلاف".

صورتان تظهران آثار القصف الذي حدث بين أكتوبر 2023 ويونيو 2024 في غابة بالقرب من قرية عيتا الشعب اللبنانية

ولم يرد المكتب الإعلامي لحزب الله على الفور على طلبات التعليق.

وقال حزب الله إن نزوح هذا العدد الكبير من الإسرائيليين كان بمثابة إنجاز لحملته.

"تهديد مستمر"

وبدأ الصراع الحالي بعد يوم واحد من هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، عندما بدأ حزب الله باستهداف إسرائيل تضامنا مع الحركة.

وقال حزب الله إنه سيتوقف عندما ينتهي الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وتقع عيتا الشعب على قمة تل يطل على إسرائيل وهي واحدة من قرى شيعية كثيرة يقول خبراء إنها تعد بمثابة خط الدفاع الأول لحزب الله ضد إسرائيل.

بدأت حرب عام 2006 عندما تسلل مقاتلو حزب الله إلى إسرائيل من منطقة قريبة من عيتا الشعب، وأسروا جنديين إسرائيليين.

وقال مصدر مطلع على عمليات حزب الله إن القرية لعبت دورا استراتيجيا في عام 2006 وستفعل ذلك مرة أخرى في أي حرب جديدة. ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل حول أنشطة المجموعة هناك.

صمد مقاتلو حزب الله في القرية طوال حرب عام 2006 بأكملها. وخلص تحقيق أجرته الحكومة الإسرائيلية إلى أن القوات الإسرائيلية فشلت في الاستيلاء على القرية، على الرغم من تطويقها وتوجيه ضربات مؤثرة لحزب الله.

وأضافت أن الصواريخ المضادة للدبابات كانت لا تزال تطلق من القرية قبل خمسة أيام من انتهاء الحرب.

وقال سيث جونز، نائب الرئيس الأول لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن المنطقة تمتع بأهمية عسكرية، حيث تمنح حزب الله القدرة على إطلاق صواريخه قصيرة المدى تجاه إسرائيل.

وأضاف: "إذا كان هناك أي توغل بري، فستكون هناك مواقع على الخطوط الأمامية ليدافع عنها حزب الله أو يحاول استنزاف" القوات الإسرائيلية.

وأعلن حزب الله، الذي أصبح أقوى بكثير مما كان عليه في عام 2006، عن هجمات على أهداف مباشرة عبر الحدود من عيتا الشعب خلال الأعمال العدائية الحالية، بما في ذلك قرية شتولا الإسرائيلية التي تبعد نحو 1.9 كيلومتر عن عيتا الشعب، والمناطق القريبة.

ولا تظهر صور الأقمار الاصطناعية لشتولا والقرى الإسرائيلية المجاورة التي تم التقاطها في 5 يونيو أي أضرارا واضحة في المباني. 

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن 60 منزلا في شتولا تضررت، بما في ذلك 11 منزلا لحقت بها أضرار جسيمة، وفقا لتقارير نشرتها صحف محلية إسرائيلية في مايو. 

ولم تستجب وزارة الدفاع لإسرائيلية على طلبات رويترز بالحصول على بيانات.

وقالت مصلحة الضرائب في إسرائيل إن حوالي ألفي مبنى تضررت في شمال إسرائيل. 

وعلى الجانب الآخر من الحدود، تم تدمير حوالي 2700 منزل بالكامل وتضرر 22 ألف منزل آخر، وهي نسبة أقل بكثير مما شهده صراع عام 2006، حسبما ذكر مجلس جنوب لبنان، على الرغم من أن هذه الأرقام أولية.

وقالت السلطات إن الحرائق الناجمة عن القتال أثرت على مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية والغابات على جانبي الحدود.

ذخائر ثقيلة

وقال الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع في كلية كينغز كوليدج- لندن أندرياس كريغ إن الأضرار الهيكلية في عيتا الشعب كانت متوافقة مع الذخائر واسعة النطاق التي أسقطتها الطائرات المقاتلة أو الطائرات المسيرة الإسرائيلية.

وأضاف أن صور الضربات تشير إلى إسقاط قنابل يصل وزنها إلى 900 كيلوغرام.

ويستخدم حزب الله، الذي يعلن بشكل متكرر عن ضرباته، أحيان صاروخ بركان قصير المدى، برأس حربي يصل وزنه إلى 500 كيلوغراما.

واستخدم الحزب في العديد من الهجمات التي أعلن عنها أسلحة ذات رؤوس حربية أصغر بكثير، مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التي تحمل عادة رؤوسا حربية يقل وزنها عن 10 كيلوغرامات.

وقال كريغ إن "حزب الله لديه الكثير... رؤوس حربية أثقل لم تستخدم بعد".

ولم يرد الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الأسئلة المتعلقة بالذخائر.

وقال كريغ إن هدف حزب الله هو طرد المدنيين الإسرائيليين "ولهذا السبب، لا يحتاج حزب الله إلى التسبب في أضرار هيكلية هائلة للمناطق أو المباني المدنية".
 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: أهالي غزة يعيشون حياة بائسة ويحتاجون إلى كل شيء
  • حرب التجويع الإسرائيلية تودي بحياة طفل جديد في شمال غزة (فيديوهات)
  • بؤس وانتظار للموت.. الحياة في غزة لا تطاق
  • مهاجم يصيب شرطيا يحرس السفارة الإسرائيلية في صربيا
  • الأمم المتحدة: تقرير التنمية المستدامة يُظهر أن 17% فقط من الأهداف تسير على المسار الصحيح
  • القنابل الإسرائيلية تدمر مساحات كبيرة من قرية لبنانية
  • إسرائيل تدرس الإفراج عن 120 أسيرا بسبب اكتظاظ السجون
  • صور الأقمار الصناعية.. كيف دمرت القنابل الإسرائيلية مساحات من قرية لبنانية؟
  • الجيش الإسرائيلي يتوغل في مدينة غزة ويأمر الفلسطينيين بالتحرك للجنوب
  • مكتب نتنياهو: تلقينا تطمينات أمريكية بشأن شحنات الأسلحة