لدينا فى مصر ملايين الضيوف الذين حلّوا بمصر ناعمين بأمنها وأمانها وترحيب أهلها الفطرى بالضيف أيا كان أصله ودينه وهويته، وهذا شأن مصر وطبعها وهواها منذ آوَت السيد المسيح عليه السلام وأمه العذراء مريم ضد الاضطهاد؛ وكم احتضنت مصر الملاحقين من الاستعمار الذى أهدر دمهم ظلما فنصرتهم وجعلت المضطهدين منهم ببلدانهم يشعرون أنهم بين أهليهم فى مصر «ادخلوها بسلام آمنين» وقد عاد بعض اللاجئين السياسيين الذين أمضوا سنوات بمصر دون أن يُطلق عليهم مصطلح «لاجئ» وأصبحوا بعد ذلك رؤساء ووزراء ووجهاء فى بلدانهم ولم ينسوا هذا الجميل لمصر وأهلها وقد أسهمت مصر فى دعم حركات التحرر واحتواء روُّادها ودعمهم بالمال والسلاح والخبرة، وهذا إرث مصر الذى لا يُنكر؛ أقول هذا بمناسبة ضيوف مصر الحاليين الذين تعدوا الملايين دون أن نسمع مصطلح «لاجئ» وهذا من كرم مصر المعهود ومن بين هؤلاء من امتهن تجارة العطور والحلويات والمأكولات وغيرها، وقد أثبت هؤلاء نجاحا ملموسا فى تجارتهم أمانةً ونظافةً وجودةً أيضا، ولا شك أن بين هؤلاء أدباء وفنانين مهرَة حبذا لو استثمرنا وجودهم لدينا وجعلناهم يشتركون معنا فى الندوات الأدبية والنقدية ومراسم الفنون ومعارضها ومنحناهم الفرصة فى الكتابة والرسم والنشر حتى نجد مدارس ومشارب جديدة فى الأدب والنقد والفن، فتتجدد أنهار الأدب والفن وتتلاقى مع أنهار جديدة مختلفة تحرك المياه الراكدة وتكسبها رؤى جديدة، وهذا لن يأتى إلا بالبحث عنهم واكتشافهم ودعوتهم للمشاركة وسيرحبون بذلك كثيرا، ولن يأتى دورهم على حساب أقرانهم المصريين بل سيمدونهم بجديدهم فى الأدب والفن فدعونا نستكتبهم وننشر أعمالهم ونقيم لهم المعارض الفنية حتى يعبروا عن ذواتهم وأحاسيسهم بين المصريين، ولدينا نماذج من الأدباء والأديبات والفنانين والفنانات ممن وفدوا إلى مصر فهلموا بها حبا وأنتجوا أعمالا أدبية وفنية عبرت عنهم وعبرت عن مصر أيما تعبير.
قال أبومدين التلمساني:
لستُ أنسى الأحبابَ ما دمتُ حيّا
مذ نأَوا للنوى مكانا قصيّا
لم يك البعدُ باختيارى ولكنْ
كان أمرًا مقدّرًا مقضيّا
أنا ميتُ الهوى ويومَ أراهُم
ذلكَ اليومُ يومَ أبعثُ حيّا
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر ملايين الضيوف السيد المسيح
إقرأ أيضاً:
قبل افتتاحه رسميًا.. «المتحف المصري الكبير».. صرح حضاري ثقافي ترفيهي عالمي متكامل.. «السياحة»: «يساهم فى زيادة أعداد السائحين الوافدين لمصر »
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
المتحف المصري الكبير أحد أعظم المشاريع الحديثة في مصر، ويهدف إلى أن يكون الوجهة الأولى لعشاق الحضارة المصرية القديمة، ليعرض قصة تاريخية غنية تُعد الأكبر من نوعها عالميًا، حيث يمتد على مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع، ويشمل العديد من قاعات العرض التي تفوق في مساحتها العديد من المتاحف الكبرى حول العالم.
صرح حضاري وثقافي وترفيهي عالمي متكامليعتبر المتحف المصري الكبير بمثابة صرح حضاري وثقافي وترفيهي عالمي متكامل، ويمتاز بتقديم قطع أثرية نادرة وكنوز ملكية فريدة، مثل كنوز الفرعون الشهير توت عنخ آمون، التي سيتم عرضها كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته في عام 1922، ويتضمن المتحف مقتنيات من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، في عرض متحفي مدهش يروي تاريخ الحضارة المصرية عبر الأزمان.
يتضمن المتحف المصري الكبير أماكن مخصصة للأنشطة الثقافية والفعاليات المتنوعة، مثل متحف للأطفال ومركز تعليمي وقاعات عرض مؤقتة وسينما، إضافة إلى مركز للمؤتمرات، ويشتمل على مناطق تجارية تحتوي على محلات تجارية، كافيتريات، ومطاعم، فضلاً عن الحدائق والمتنزهات التي تضيف جواً من الترفيه للزوار.
كنوز «توت عنخ آمون» بالمتحفأحد أبرز معالم المتحف قاعة الملك توت عنخ آمون،، حيث تحتوي هذه القاعة على 5390 قطعة أثرية فريدة، من بينها العديد من القطع التي لم تُعرض من قبل.
تاريخ بناء المتحف المصري الكبيربدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وتم وضع حجر الأساس له في عام 2002، وفي عام 2005 بدأ بناء المتحف في موقع استراتيجي يطل على أهرامات الجيزة، وفاز التصميم المعماري للمتحف من قبل شركة هينغهان بنغ الأيرلندية في مسابقة دولية، حيث صُمم المتحف ليعكس أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة، لتلتقي في كتلة مخروطية الشكل، وتم افتتاح أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط عام 2010، وهو جزء من المشروع الضخم الذي يهدف لحفظ وصيانة القطع الأثرية.
التشغيل التجريبي للقاعات الرئيسية بالمتحفيستقبل المتحف المصري الكبير 4 آلاف زائر يوميًا خلال الافتتاح التجريبي، حيث يهدف هذا إلى تقييم جاهزية المتحف لاستقبال الجمهور وتحديد أية نقاط تحتاج إلى تحسين.
أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن العالم بأسره يترقب افتتاح هذا الصرح الكبير، الذي من المتوقع أن يُضيف لمصر أعدادًا كبيرة من السائحين الوافدين إليها، حيث تسعى الدولة المصرية لتقديم تجربة فريدة واستثنائية للزوار، للتعرف على الحضارة المصرية عن طريق زيارة المتحف ومنطقة الخدمات الملحقة به وفقاً لأفضل المعايير العالمية، وذلك من خلال عرض المقتنيات الأثرية في أجواء تضاهي الحضارة المصرية القديمة وفنونها وعمارتها المتميزة.
يتم حصر إجمالي الإيرادات خلال التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير، والتأكد من سير وانتظام التشغيل التجريبي للقاعات الرئيسية بالمتحف بشكل جيد، وتنظيم حركة الزيارة في ظل التدفق الكبير لأعداد الزائرين بالقاعات الرئيسية للمتحف، واختبار مستوى جودة الخدمات المقدمة، وتقديم تجربة متحفية سياحية متميزة للزائرين بالمتحف، وتم الانتهاء من أعمال عدد من المناطق وجاري تسلمها وهي متحف مراكب الملك خوفو، والكهوف بالقاعات الرئيسية، ورفع كفاءة مركز الترميم، والأنظمة التشغيلية والأمنية.
كما تم استعراض اللوائح التنظيمية للمتحف المصري الكبير والهيكل التنظيمي لهيئة المتحف، وإجراء بعض التعديلات اللازمة والتعاون مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة لإجرائها بما يساهم في اعتماد الهيكل بصورة أكثر فعالية وكفاءة، قبل موعد الافتتاح الرسمي، وتحديد أيام ومواعيد الفتح الرسمية للمتحف، واعتماد قائمة الإعفاءات والتخفيضات المختلفة في تذاكر دخول المتحف، وتحديد الموقف النهائي من قبول طلبات الزيارات الخاصة لمركز ترميم وحفظ الآثار والخيمة الخاصة بمراكب خوفو، وذلك للزائرين الراغبين في ذلك.