بوابة الوفد:
2024-10-03@03:55:17 GMT

إدماج الضيوف ثقافيًا وفنيًا

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

لدينا فى مصر ملايين الضيوف الذين حلّوا بمصر ناعمين بأمنها وأمانها وترحيب أهلها الفطرى بالضيف أيا كان أصله ودينه وهويته، وهذا شأن مصر وطبعها وهواها منذ آوَت السيد المسيح عليه السلام وأمه العذراء مريم ضد الاضطهاد؛ وكم احتضنت مصر الملاحقين من الاستعمار الذى أهدر دمهم ظلما فنصرتهم وجعلت المضطهدين منهم ببلدانهم يشعرون أنهم بين أهليهم فى مصر «ادخلوها بسلام آمنين» وقد عاد بعض اللاجئين السياسيين الذين أمضوا سنوات بمصر دون أن يُطلق عليهم مصطلح «لاجئ» وأصبحوا بعد ذلك رؤساء ووزراء ووجهاء فى بلدانهم ولم ينسوا هذا الجميل لمصر وأهلها وقد أسهمت مصر فى دعم حركات التحرر واحتواء روُّادها ودعمهم بالمال والسلاح والخبرة، وهذا إرث مصر الذى لا يُنكر؛ أقول هذا بمناسبة ضيوف مصر الحاليين الذين تعدوا الملايين دون أن نسمع مصطلح «لاجئ» وهذا من كرم مصر المعهود ومن بين هؤلاء من امتهن تجارة العطور والحلويات والمأكولات وغيرها، وقد أثبت هؤلاء نجاحا ملموسا فى تجارتهم أمانةً ونظافةً وجودةً أيضا، ولا شك أن بين هؤلاء أدباء وفنانين مهرَة حبذا لو استثمرنا وجودهم لدينا وجعلناهم يشتركون معنا فى الندوات الأدبية والنقدية ومراسم الفنون ومعارضها ومنحناهم الفرصة فى الكتابة والرسم والنشر حتى نجد مدارس ومشارب جديدة فى الأدب والنقد والفن، فتتجدد أنهار الأدب والفن وتتلاقى مع أنهار جديدة مختلفة تحرك المياه الراكدة وتكسبها رؤى جديدة، وهذا لن يأتى إلا بالبحث عنهم واكتشافهم ودعوتهم للمشاركة وسيرحبون بذلك كثيرا، ولن يأتى دورهم على حساب أقرانهم المصريين بل سيمدونهم بجديدهم فى الأدب والفن فدعونا نستكتبهم وننشر أعمالهم ونقيم لهم المعارض الفنية حتى يعبروا عن ذواتهم وأحاسيسهم بين المصريين، ولدينا نماذج من الأدباء والأديبات والفنانين والفنانات ممن وفدوا إلى مصر فهلموا بها حبا وأنتجوا أعمالا أدبية وفنية عبرت عنهم وعبرت عن مصر أيما تعبير.

لن ينافسوا المصريين بل سنخفف عنهم وطأة الغربة التى شعروا بها عند رحيلهم عن ديارهم وتلاشت بين أهليهم المصريين وسيضيفون لمصر أدبا وفنا ورؤى جديدة. فمصر أم الدنيا وهم ينتسبون إلى هذه الأم العظيمة
قال أبومدين التلمساني:
لستُ أنسى الأحبابَ ما دمتُ حيّا
مذ نأَوا للنوى مكانا قصيّا
لم يك البعدُ باختيارى ولكنْ
كان أمرًا مقدّرًا مقضيّا
أنا ميتُ الهوى ويومَ أراهُم
ذلكَ اليومُ يومَ أبعثُ حيّا
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر ملايين الضيوف السيد المسيح

إقرأ أيضاً:

اللون الأخضر رمزية عميقة وامتداد ثقافي

اللون الأخضر يعتبر من الألوان ذات الدلالات العميقة والمتعددة في الثقافات المختلفة حول العالم، وفي الثقافة السودانية تحديدًا، يُعد اللون الأخضر رمزًا غنيًا يرتبط بالتاريخ، الدين، البيئة، والقيم الاجتماعية. يمكن القول إن استخدام اللون الأخضر في السودان ليس فقط نتيجة للرمزيات العالمية المشتركة، بل يمتد ليعكس الخصوصية المحلية للمجتمع السوداني بتنوعه واختلافاته الثقافية.
السودان هو دولة ذات بيئات متنوعة تمتد من الصحراء إلى السافانا والغابات المطيرة في الجنوب. في ظل تلك الظروف المناخية القاسية، يأخذ اللون الأخضر دلالة خاصة مرتبطة بالخصوبة والحياة. في المناطق التي تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للعيش، مثل مناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان، يمثل اللون الأخضر الوفرة والرخاء. الزرع والخضرة يرمزان للأمل في مواسم الحصاد الجيدة ويعكسان القوة الحيوية للطبيعة في مواجهة التحديات البيئية القاسية.
يرتبط اللون الأخضر بشكل كبير بالدين الإسلامي الذي يعتبر الدين الرئيسي في السودان. في الإسلام، يُعتبر الأخضر لونًا مقدسًا، ويرمز إلى الجنة والحياة الأبدية. هذا الاعتقاد يمتد إلى الثقافة السودانية حيث يظهر اللون الأخضر في العمائم والملابس التقليدية، خاصةً في المناسبات الدينية أو الأعياد الإسلامية. كما يرتدي المتصوفون والطرق الصوفية أزياء خضراء في بعض الأحيان، إذ يعكس اللون الأخضر قدسية الروحانية والتقرب إلى الله.
في المساجد السودانية، يُستخدم اللون الأخضر في الزخارف والتصاميم الداخلية. كما يُربط اللون بالسلام والهدوء الروحي، مما يجعل حضوره في السياقات الدينية رمزًا للاطمئنان والإيمان.
على المستوى الشعبي، يُعتبر اللون الأخضر رمزًا للبركة والتفاؤل. في الأعراس والمناسبات الاجتماعية الكبرى، يُستخدم اللون الأخضر في بعض المناطق كجزء من التقاليد المحلية لجلب السعادة والحظ الجيد. على سبيل المثال، يُعتمد في بعض مناطق السودان على ارتداء ملابس خضراء للعرائس، أو تزيين المنازل بالزينة الخضراء خلال الأعياد والأفراح.
في الثقافة السودانية، يرتبط اللون الأخضر كذلك بالتواصل الاجتماعي والقيم المجتمعية المرتبطة بالعمل الجماعي. فالزراعة، التي تُعد نشاطًا أساسيًا في الريف السوداني، تستدعي تعاون المجتمع بأسره، وهذا يظهر في التقاليد مثل "النفير"، وهي عادة تجمع أهل القرية في موسم الزراعة أو الحصاد لتقديم المساعدة لبعضهم البعض. اللون الأخضر هنا هو رمز للوحدة والتآزر المجتمعي.

في السياق السياسي، لعب اللون الأخضر دورًا في تاريخ السودان الحديث. فالأعلام والشعارات المرتبطة بالأحزاب السياسية كثيرًا ما تحتوي على اللون الأخضر، وهو يشير في هذه الحالة إلى الاستقرار والسلام الوطنيين. على سبيل المثال، استخدم اللون الأخضر في شعارات الأحزاب الاتحادية وحزب الأمة، أحد الأحزاب السياسية الكبرى في السودان، وهنا يرمز إلى الوطنية والتمسك بالقيم والتقاليد السودانية.
الفنون السودانية، سواء كانت في الأدب أو التشكيل، تزخر باستخدام اللون الأخضر كرمز للطبيعة والحياة. في الشعر السوداني، يُستعمل اللون الأخضر للدلالة على الفرح والإنتعاش والحياة الجديدة. ويستخدمه الشعراء السودانيون في أغانيهم وأشعارهم للتعبير عن الأمل والتجدد.
كما يظهر اللون الأخضر في اللوحات الفنية السودانية، التي تستلهم من الطبيعة السودانية الغنية بالتنوع البيئي. يستخدم الفنانون اللون الأخضر لرسم السهول الخصبة، والغابات، وحقول القمح، معبرين بذلك عن الصلة العميقة بين الإنسان السوداني وبيئته.
تمثل قصيدة باسمك الأخضر يا أكتوبر للشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم إحدى أيقونات الشعر السياسي السوداني، وهي قصيدة تحتل مكانة خاصة في ذاكرة الشعب السوداني بفضل ارتباطها بثورة اكتوبر 1964. تكتسي القصيدة دلالات رمزية عميقة تعكس الحراك الثوري وتعبيرًا عن أمل الشعب السوداني في الحرية والتغيير. اللون الأخضر في هذه القصيدة يمثل رمزًا مركزيًا، مرتبطًا بالثورات السودانية بشكل عام وبثورة أكتوبر بشكل خاص، ليصبح تجسيدًا للأمل، الحياة، والنضال ضد القهر.

تعود قصيدة "باسمك الأخضر يا أكتوبر" إلى ثورة أكتوبر 1964، التي تعتبر واحدة من أهم الثورات في تاريخ السودان الحديث. هذه الثورة أطاحت بنظام الفريق إبراهيم عبود العسكري الذي حكم السودان بعد انقلاب عسكري في عام 1958. كانت الثورة نتيجة تضافر الجهود الشعبية، بدءًا من احتجاجات طلاب الجامعات وصولًا إلى الإضرابات العامة والمظاهرات الشعبية التي شملت جميع فئات المجتمع. في هذا السياق، جاءت القصيدة لتعبر عن لحظة فارقة في التاريخ السوداني. لقد أراد محمد المكي إبراهيم من خلال "باسمك الأخضر يا أكتوبر" أن يوثق الحدث ويخلد ذكرى النضال الشعبي، كما استخدم اللون الأخضر كرمز للتجدد والحياة والتغيير، وهو لون يعكس طموح الشعب السوداني في الوصول إلى مستقبل أفضل بعد سنوات من القمع والاستبداد.

باسمك الأخضر يا أكتوبرتبدأ باستدعاء أكتوبر، شهر الثورة، بلونه الأخضر، ما يعطي القصيدة طابعًا حيويًا ومرتبطًا بالدلالة التاريخية والرمزية لهذا اللون. اللون الأخضر هنا ليس فقط لون الطبيعة والخصوبة، بل يمثل أيضًا التغيير والحرية، مما يعكس رغبة السودانيين في تجاوز الواقع المظلم والتحرر من الاستبداد.
الأخضر، كما يتجلى في القصيدة، يرمز إلى الحياة والتجدد تمامًا كما يأتي الربيع بعد الشتاء، جاء أكتوبر بمثابة بداية جديدة للسودان، حيث يمكن للشعب أن يبدأ من جديد ويبني مستقبلًا أفضل بعد سنوات من القهر. اللون الأخضر يمثل الحياة المتجددة، والتغيير السياسي والاجتماعي الذي كانت تنشده الثورة. كما يرمز إلى الأمل في مستقبل أفضل ارتبط اللون الأخضر على مر التاريخ بالأمل في المستقبل والازدهار، وهو ما جسده الشاعر في تصويره لثورة أكتوبر. الأخضر كان يعبر عن الرغبة الشعبية في الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، مما جعله لونًا يحمل دلالات رمزية إيجابية في السياق الثوري. استخدام اللون الأخضر يرتبط أيضًا بشجاعة الشعب السوداني وقدرته على المقاومة. في مواجهة الأنظمة الاستبدادية، يعبر اللون الأخضر عن صمود الشعب وعن الاستمرار في النضال من أجل تحقيق حقوقه وحرياته.
لم يكن اللون الأخضر حاضرًا في ثورة أكتوبر فحسب، بل ظل رمزًا متكررًا في الثورات السودانية التي تلتها. ففي ثورة أبريل 1985، التي أطاحت بحكم الرئيس جعفر نميري، ظهر اللون الأخضر مرة أخرى في الشعارات والهتافات، حيث استمر في تمثيل الأمل في التغيير والتجدد. وفي ثورة ديسمبر 2018، التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير، لم يكن اللون الأخضر حاضرًا في الأدب والشعر فحسب، بل تجسد أيضًا في الأعلام واللافتات التي رفعها المحتجون. هنا، يمثل اللون الأخضر الإصرار على تحقيق مطالب الشعب والتطلع إلى سودان جديد. هذا الامتداد الرمزي للون الأخضر عبر الحقب الثورية المختلفة يعكس عمق ارتباطه بالهوية النضالية للشعب السوداني.
لدى السودانيين وعي عميق بأهمية اللون الأخضر كرمز للخصوبة والحياة، وذلك يعود إلى ارتباطهم بالأرض والزراعة، والتي تُعد مصدرًا رئيسيًا للرزق والحياة. وفي سياق الثورات، يتسع هذا المفهوم ليشمل "خصوبة" الأفكار الجديدة وحياة جديدة في ظل الحرية. استخدم محمد المكي إبراهيم هذا اللون ليعبر عن روح الثورة والتجدد، مما جعل قصيدته رمزًا ثوريًا يحمل في طياته معاني النضال والاستمرارية.
يعد الشاعر محمد المكي إبراهيم من أبرز الشعراء السودانيين الذين أثروا في الثقافة السياسية السودانية، وأعماله ترتبط بقوة بالأحداث الوطنية الكبرى. قصيدته "باسمك الأخضر يا أكتوبر" تعد من أهم أعماله التي عبرت عن تطلعات الشعب السوداني خلال الثورة. هذه القصيدة لم تكن مجرد عمل أدبي، بل كانت جزءًا من النضال الثقافي والفكري الذي رافق التحولات السياسية والاجتماعية في السودان.
من خلال توظيفه للرموز والألوان، مثل الأخضر، استطاع المكي إبراهيم أن يعبر عن التعقيدات التي عاشها السودان في تلك الحقبة. القصيدة تجمع بين العمق الشعري والالتزام السياسي، حيث يبرز اللون الأخضر كرمز للأمل والثورة والتغيير، ما ينعكس على مجمل أعمال الشاعر التي كانت دائمًا قريبة من هموم الناس وطموحاتهم.
تعد قصيدة "باسمك الأخضر يا أكتوبر" لمحمد المكي إبراهيم واحدة من أهم الأعمال الأدبية التي عبرت عن روح ثورة أكتوبر 1964 في السودان. اللون الأخضر في هذه القصيدة يحمل دلالات عميقة ترتبط بالحياة والتجدد والأمل في التغيير، وهو رمز استمر في الظهور في الثورات السودانية اللاحقة. الشعر والثورة تمازجا في هذا العمل ليصنعا صورة متكاملة تعبر عن تاريخ السودان النضالي وارتباطه الدائم بالأمل في مستقبل أفضل.
اللون الأخضر في الثقافة السودانية يتجاوز كونه لونًا عاديًا ليصبح رمزًا متعدد الأبعاد يجمع بين الدين، الطبيعة، القيم الاجتماعية، والسياسة. هو لون يعبر عن الحياة والخصوبة والأمل، كما يعكس الجوانب الروحانية للمجتمع. من خلال تأثيره الواضح في العادات والتقاليد اليومية، يظل اللون الأخضر شاهدًا على غنى وتنوع الثقافة السودانية، ويمثل جزءًا من الهوية الثقافية التي تربط بين الماضي والحاضر في مجتمع ينشد التطور والاستقرار.

د. سامر عوض حسين

samir.alawad@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • إحالة طبيبين وفني معمل للتحقيق بمستشفى النساء والتوليد بأسيوط لعدم تواجدهم في المستشفى 
  • الاعلان عن موسم أصيلة الثقافي الدولي 45 بمشاركة 300 من رجال السياسة والفكر والادب والاعلام والفن
  • نقابة الصحفيين اليمنيين تستنكر سوء معاملة الحوثيين لـ4 صحفيين مختطفين وتطالب بالإفراج الفوري عنهم
  • مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024.. وهذا سعر عيار 21 الآن
  • عاجل وردنا للتو| بيان هام للقوات المسلحة بشأن تنفيذ 3 عمليات عسكرية جديدة.. وهذا ما تم استهدافه (تفاصيل+فيديو)
  • دراسة تنفي السمعة السيئة عنهم .. القطط تحب البشر
  • خالد نصار الأزهري الذي يمزج بين الهندسة والفن التراثي
  • على هامش معرض كتاب “الصحفيين”.. محاضرة عن "تجربة محمود عوض بين السياسة والفن والصحافة" الثلاثاء
  • القهوة التركية إرث ثقافي يصل إلى 146 دولة حول العالم
  • اللون الأخضر رمزية عميقة وامتداد ثقافي