أوصى الداعية الإسلامي الدكتور نبيل العوضي، المتخصصين في مجال التربية الإسلامية باتباع منهجية لقمان الحكيم في وصيته لابنه التي بدأت بأعظم الواجبات وهو التوحيد وانتهت بالأخلاق القويمة، وذلك خلال عملهم وإعدادهم دوراتهم التدريبية.

وتابع العوضي في الحلقة (2024/3/24) -وهي الثانية له من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- تناول وصايا لقمان الذي أتاه الله -عز وجل- الحكمة لابنه وهو يعظه، ومنها الوصية بمراقبة الله والصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخلاق الحميدة.

وشدد الدكتور العوضي على أن هذه الوصايا ليست منهجا للتدريس والتوعية فحسب، وإنما لا بد أن يحرص الوالدان والمربون على أن يطبقوها بأنفسهم ثم يعززوها في الأبناء ليعيشوا بها حياتهم، ويصبح الفرد منهم "عبدا متكاملا".

ومستأنفا ما بدأه في الحلقة السابقة من تناول وصايا لقمان لابنه، أوضح العوضي أن الوصية الثالثة تتعلق بمراقبة الله عز وجل، وحرص من خلالها لقمان على أن يغرس في ابنه معرفة أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو مطلع على العلن والسر وما هو أخفى.

وفي هذا السياق، شدد العوضي على ضرورة أن يوصى الابن بمراقبة ما ينشره من تغريدات وكتابات، والتي ربما انتشرت كالنار في الهشيم، حيث سيؤتى بها عند الحساب أمام الله.

أهمية الصلاة

وسلط الداعية الإسلامية الضوء في حديثه عن الوصية الرابعة على أهمية الصلاة في حياة المسلم وكيف أنها عماد الدين، لافتا إلى أنها جاءت تالية لحديثه عن التوحيد والوصية بالوالدين ومراقبة الله، وهو ما يدل على أنها أفضل العبادات.

وأشار إلى أن الصلاة موجودة في كل الديانات والملل السماوية وإن كانت بصفات مختلفة، مشددا على أن الوصية لا تقتصر على الأداء فقط، وإنما إقامة الصلاة في حياة الفرد بأن تحدث أثرها في تلك الحياة.

أما الوصية الخامسة، فهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخلال حديثه عنها، أبدى الدكتور العوضي استغرابه من قيام بعض الآباء بعكس تلك الوصية من خلال تحذير أبنائهم مما يعتبرونه تدخلا في شؤون الغير، وهو ما يضع حاجزا بينهم وبين مقتضى هذه الوصية.

وفي هذا السياق، أكد العوضي على أن فطرة الإنسان تدفعه للنفور من الخطأ والمنكر والاحتفاء بالخير والصلاح، وهو ما يفتح الطريق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشددا في ذات الوقت على ضرورة مقاطعة مرتكبي المنكرات في حال إصرارهم عليها، وعدم الاكتفاء بتحذيرهم منها.

الصبر والعزم

وجاءت الوصية بالصبر بعدها لما هو معلوم من احتياج الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لهذا الأمر، حيث يشير العوضي إلى أن دروس التاريخ تخبر بأنه لم يتصدر لهذا الأمر أحد إلا تعرض للإيذاء والبلاء، وفي مقدمتهم الأنبياء والمصلحون، ومن ثم لا يقدر عليه إلا من أوتي عزما في الأمر.

وحملت الوصية التالية تحذيرا شديدا من طبع الكبر، حيث يرى الدكتور العوضي أن استحضارها بعد الحديث عن التوحيد والصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يدل على أهميتها، ومذمة احتقار الناس ورد الحق، فلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، كما أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي حث لقمان ابنه على القصد في المشي، دلالة على أهمية الاعتدال في كل شيء، وحسبما يرى الدكتور العوضي، فإنه ذكر المشي لأنه عادة تنفذ كل يوم، والقصد فيه اعتدال يعكس خلق التواضع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات بالمعروف والنهی عن المنکر الدکتور العوضی على أن

إقرأ أيضاً:

«مساندة الطفل» يوصي بتوفير الدعم النفسي

اختتمت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، بالتعاون مع الشبكة الدولية لخطوط مساندة الطفل، أمس الخميس، أعمال الاجتماع التشاوري لخطوط مساندة الطفل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2024، الذي جمع أكثر من 70 ممثلاً عن هذه الخطوط، ومنظمات محلية ودولية ومؤسسات المجتمع المدني وعدد من المسؤولين الحكوميين من دول عدة، لمناقشة التحديات المتزايدة التي تواجه الأطفال في ظل الأزمات الراهنة وتطوير استراتيجيات فعّالة لحمايتهم ودعم حقوقهم.
وأكدت توصيات الاجتماع التشاوري ال 13، ضرورة تعزيز الوصول الشامل إلى خطوط مساندة الأطفال لضمان حصول كل طفل في المنطقة على الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه، وبما يسهم في تحقيق أهداف اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة.
كما ركزت على أهمية توفير وصول مجاني وغير مقيد لكل طفل إلى خدمات خط المساندة، مما يعزز من قدرته على مواجهة التحديات المختلفة والحصول على المساعدة اللازمة، كما شملت ضرورة تشجيع التواصل الإقليمي والتعاون بين الدول والمؤسسات المعنية لتأمين تمويل مستدام يمكن من توسيع نطاق خدمات خطوط المساندة.
وأكدت التوصيات أهمية الاستثمار في بنية تحتية قوية ومتكاملة تشمل خدمات متعددة اللغات وخيارات تواصل متنوعة، لضمان أن تكون هذه الخطوط متاحة بشكل دائم ومستمر لكل طفل، بما في ذلك أصحاب الهمم والأطفال المهاجرين، والفئات الأخرى التي تحتاج إلى رعاية خاصة.
وأبدى المشاركون اهتماماً بترويج أرقام موحدة لخطوط المساندة في المنطقة، وهو ما يسهم في تبسيط عملية الوصول للخدمة.
وتركزت التوصيات على أهمية تبني ممارسات حوكمة جيدة تضمن توفير الخدمة بجودة عالية وشفافية، وتشمل تنفيذ برامج تدريب شاملة للموظفين والمتطوعين وفقاً لمعايير الجودة الأساسية التي وضعتها الشبكة الدولية لخطوط مساندة الطفل.
ودعت التوصيات إلى هيكلة شراكات إقليمية فعّالة تسعى للقضاء على العنف ضد الأطفال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

مقالات مشابهة

  • المسلماني: قانون حركة طالبان الأمر بالمعروف مخالف للمستقر عند الأزهر ودار الإفتاء
  • مسلسلات رمضان 2025.. بدء تصوير «فهد البطل» لـ أحمد العوضي (صور)
  • الصور الأولى من كواليس تصوير مسلسل «فهد البطل» للنجم أحمد العوضي
  • الدكتور عبدالله الربيعة يتسلم جائزة القيادة العالمية في مجال الصحة والإنسانية
  • بارة: مكافحة الفساد تقتضي باتباع معيار الشفافية لدى الجهات العامة
  • خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور أحمد عمر هاشم : مصر أصبحت بلد مئات الآلاف من المآذن.. وهذا الصحابي سنّ قانون "من أين لك هذا؟
  • الانسحاب بمثابة هدية للصين وايران .. تقرير يوصي بإبقاء القوات الامريكية في العراق
  • «مساندة الطفل» يوصي بتوفير الدعم النفسي
  • نصائح الدكتور علي جمعة لتحسين القلوب وتوطيد العلاقة مع الله
  • القومي لحقوق الإنسان ينعى شقيقة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب