يسعى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى درء أزمة مالية قد تنجم عن غرامة بقيمة 464 مليون دولار، إذا بدأت المدعية العامة في نيويورك، ليتيتيا جيمس، في إجراءات للحصول على قيمة هذه الغرامة من ممتلكاته وحساباته المصرفية ما يهدد بإفلاسه، وفق خبراء.

ويعمل الفريق القانوني لترامب ومكتب المدعية العامة في نيويورك بكلل قبل الموعد النهائي لتأمين مبلغ الكفالة في قضية الاحتيال المدني المدنية ضد الرئيس السابق وشركته العائلية، وفق "سي أن أن".

وقال محامو ترامب في وقت سابق إنه لم يتمكن من إيداع سند كفالة للطعن بقرار تغريمه الذي أصدرته في فبراير محكمة في نيويورك.

ويعتزم المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية المقررة نوفمبر، الطعن في الحكم، لكن عليه في المقام الأول أن يودع المبلغ في حساب تديره محكمة الاستئناف أو أن يقدم سند كفالة بكامل المبلغ، وقد رفضت 30 شركة تأمين طلباته للحصول على مساعدة، وفق ما قاله محاموه للمحكمة، الأسبوع الماضي.

وبموجب قواعد محكمة نيويورك، يتعين على ترامب تقديم السند، إذا كان يريد تجنب تحرك المدعية العامة لتنفيذ الحكم لصالح الولاية.

وواجه ترامب احتمال مصادرة أصول يملكها، ما من شأنه أن يلحق ضررا كبيرا بصورة الرئيس السابق، التي سعى جاهدا لتطهيرها وسط قضايا أخرى متلاحقة.

وكانت جيمس قالت إنها ستصادر ممتلكاته، إذا لم يتمكن من دفع الحكم بالكامل أو الحصول على سند استئناف.

وطالب المحامون بالسماح لهم بمطالبة محكمة الاستئناف، وهي أعلى محكمة في ولاية نيويورك، بإيقاف الحكم مؤقتا دون أن يضطر ترامب إلى الحصول على سند استئناف بالمبلغ الكامل، وفق تقرير لشبكة "سي.أن. بي.سي".

وتوضح نيويورك تايمز إنه إذا لم يتوصل ترامب إلى اتفاق في الساعة الـ11 يوم الاثنين، سيكون بمقدور جيمس تجميد حساباته المصرفية، والبدء في عملية طويلة ومعقدة للاستيلاء على بعض ممتلكاته.

وتحدثت "سي أن أن" عن "متاهة قانونية معقدة لمصادرة أصول ترامب" يجب أن تكون المدعية العامة وموظفوها مستعدين لها.

وتشمل هذ الأصول المباني والمنازل والسيارات والمروحيات وطائرته الخاصة.

وقال خبراء لـ"سي أن أن" إن التركيز الرئيسي سيكون على حساباته المصرفية، لأنه من الأسهل مصادرتها، أما العقارات، ستكون أكثر صعوبة.

وقال المحامي، بيتر كاتز، المدعي الفيدرالي السابق في المنطقة الشرقية في نيويورك: "البنوك الجزء الأسهل، أنت تتلقى الحكم من المدعي العام. وتحصل على أمر المحكمة، ثم تقوم البنوك بتنفيذه.. إنهم يأخذون الأموال من الحساب ويضعونها في حسابات المدعي العام. أما الأمور الأخرى فهي أكثر تحديا بعض الشيء".

ويقول آدم بولوك، المساعد السابق للمدعي العام لولاية نيويورك، إنه بمجرد أن يحدد المدعون العامون الممتلكات التي يريدون الحصول عليها، فإنهم يعطون مكتب شريف (مأمور) المدينة أمر التنفيذ ثم تبدأ عملية تنتهي بعقد مزاد عام على العقارات.

وستكون عملية المصادرة أكثر صعوبة خارج الولاية، لكن هناك تحركات توحي بالرغبة في مصادرة ملعب الرئيس السابق للغولف في برياركليف مانور في مقاطعة ويستتشستر، شمال مدينة نيويورك.

ولا تستبعد "سي أن أن" اللتحرك لمصادرة أموال لترامب في ولايات أخرى، في المستقبل، مثل فلوريدا، التي يمتلك فيها منزلا شهيرا في منتجع مارالاغو لكن قد تواجه عقبات باعتبار أنه منزله الرئيسي وستكون له بعض الحماية القانونية.

وطلب ترامب من محكمة الاستئناف بالولاية السماح له بتقديم سند أقل قيمة مشيرا إلى أنه سيواجه ضررا لا يمكن إصلاحه إذا اضطر إلى بيع العقارات بسعر بخس لا يمكن التراجع عنه إذا فاز في نهاية المطاف باستئنافه. ولم تقض المحكمة بعد في هذا الأمر.

ولا يزال ترامب ينتظر خفض قيمة المبلغ، أو وقف الحكم مؤقتا أثناء النظر في استئنافه.

وإذا لم يفز باستئنافه، سيكون أمام الرئيس السابق إعلان الإفلاس، وحينها سيتم وقف الحكم تلقائيا.

ويمكن لترامب وفريقه بيع عقارات لمحاولة سداد الديون، وفق "سي أن أن".

وإذا لم يقدم ترامب المال، فسوف تتقلص خياراته إلى حد كبير.

ويقول المحامي ألدن سميث، المتخصص في تحصيل الديون: "لا أرى أي طريقة أخرى يمكنه من خلالها إيقاف العملية دون الإفلاس أو الحصول على سند".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المدعیة العامة الرئیس السابق فی نیویورک سی أن أن إذا لم

إقرأ أيضاً:

عودة كمائن الدولار في مصر.. ماذا يعني ذلك؟

انتشرت العديد من شكاوى المصريين بعد تعرضهم للاستيلاء على أموالهم بسبب التحويلات الدولارية من الخارج، على يد رجال الشرطة، في وقت تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية خانقة ونقص شديد في الدولار.

واشتكي المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي من تعامل الحكومة مع التحويلات الشخصية وكأنها جريمة تستحق العقاب، عبر تلفيق قضايا تجارة عملة لأي شخص يمتلك دولارات خارج النظام المصرفي الرسمي.

وخلال الأشهر الماضية، تصاعدت حالات القبض على مواطنين بمجرد استلامهم تحويلات بالدولار، حتى لو كانت تحويلات شخصية من أقاربهم في الخارج، وتستخدم السلطات ذريعة ضبط السوق النقدي، لكنها في الواقع تسعى إلى السطو على الدولارات بحجة مخالفة القانون.




الشرطة والبنوك: شراكة غير معلنة لمصادرة الأموال
وتجبر الحكومة المصرية مواطنيها بالخارج على تحويل أموالهم عبر البنوك، لكنها في نفس الوقت تعطيهم أسعارًا للدولار أقل من السوق السوداء، مما يدفع البعض للجوء إلى وسطاء للحصول على سعر أفضل.

وفي حالة رفض المواطن التحويل في البنك يتم القبض عليه بتهم الاتجار في العملية من خلال حملات أمنية وملاحقة كل من يتعامل بالدولار سواء من بيته أو حتى اثناء خروجه من البنك قبل تنفيذ التهمة الملفقة بالأساس ومصادرة الأموال.





أحمد أبوزيد
في 30 كانون الأول / ديسمبر الماضي، ألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض على اليوتيوبر أحمد أبو زيد في محافظة الغربية، وضبط 163 ألف دولار أمريكي بحوزته، وُجّهت إليه تهمة الاتجار في النقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفية الرسمية، وتمت إحالته إلى المحكمة الاقتصادية بطنطا.

أثار هذا الحدث جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً أن أبو زيد يُعتبر من أبرز صانعي المحتوى التعليمي في مصر، حيث يتابعه ملايين الأشخاص. وفي شباط / فبراير الجاري، قررت المحكمة إخلاء سبيله، مع تحديد جلسة للنطق بالحكم في 15 أذار/ مارس 2025.



ماذا يعني ذلك ؟

ويري خبراء أن عودة ظاهرة كمائن الدولار في مصر تعد مؤشرًا جديدًا على تراجع الثقة في النظام المصرفي المصري، وهو ما يساهم في زيادة المعاناة الاقتصادية للمواطنين، فبدلاً من أن تركز الحكومة على معالجة الأزمة من خلال إصلاحات اقتصادية شاملة أو تعديل سياساتها النقدية، تجد الحكومة أن الحل في التوجه الأمني.

رغم تدفق المليارات.. أزمة الدولار مستمرة
كما تؤكد الظاهرة على أزمة الدولار رغم الأموال الطائلة التي دخلت خزينة الدولة في الآونة الأخيرة، ولا يوجد حلاً جذريًا بعد، ففي عام 2024، وصلت تحويلات المصريين في الخارج إلى مستويات مرتفعة، حيث سجلت زيادة بنسبة 51.3% مقارنةً بالعام 2023.

إضافة إلى ذلك، دخلت عدة مليارات من الدولارات إلى خزينة الدولة من خلال القروض التي حصلت عليها الحكومة من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فضلًا عن صفقات اقتصادية كصفقة رأس الحكمة.

عودة السوق السوداء
عودة كمائن الدولار تنذر بظهور السوق السوداء مجددًا بشكل أكبر من أي وقت مضى. ويرى الخبراء أن ذلك يأتي نتيجة للفرق الكبير بين أسعار الدولار في البنوك والسوق غير الرسمية.

تحويلات المصريين بالخارج في خطر

أصحبت أموال المصريين في الخارج في خطر وتزايد حالات القلق بينهم بشأن كيفية إرسال أموالهم إلى مصر في ظل هذه الأزمة، مع المخاوف من تعقب الحكومة لتحويلاتهم، وبدأ العديد منهم يشعرون بعدم الأمان في إرسال أموالهم عبر القنوات الرسمية.


ارتفاع تحويلات المصريين
وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، ارتفعت تحويلات المصريين العاملين بالخارج بنسبة 51.3% خلال عام 2024، لتصل إلى نحو 29.6 مليار دولار، مقارنة بـ19.5 مليار دولار في عام 2023.

الارتفاع جاء بعد سلسلة من التراجعات في الأعوام السابقة، حيث سجلت التحويلات انخفاضًا بنسبة 21% في الربع الأول من العام المالي 2022-2023، لتبلغ 6.4 مليار دولار مقارنة بـ8.1 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق.

يعزى هذا التذبذب إلى عدة عوامل، أبرزها تقلبات سعر الصرف وانخفاض قيمة الجنيه المصري، مما دفع البعض إلى الاحتفاظ بالدولار لفترات أطول أو تحويله عبر قنوات غير رسمية.

وأطلقت الحكومة المصرية عدة مبادرات، لمواجهة التراجع في الحوالات الخارجية، منها تفعيل خدمة "الحوالات اللحظية" التي تتيح استقبال الحوالات المالية من الخارج وإضافتها فورًا لحسابات المستفيدين في البنوك المحلية، كما تم طرح شهادات ادخارية بالدولار بعوائد تنافسية لجذب مدخرات المصريين في الخارج.

بيان صادر عن البنك المركزي المصري:
51.3% زيادة فى حصيلة تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال السنة الميلادية 2024
- استمرت تحويلات المصريين العاملين بالخارج في تحقيق قفزات متتالية عقب الإجراءات الإصلاحية في مارس 2024 حيث تضاعفت خلال شهر ديسمبر لتصل إلى نحو 3.2 مليار دولار… pic.twitter.com/ufrVQH9As3 — ONtvLIVE (@ONliveEgypt) February 24, 2025
دعوات وقف تحويلات المصريين
وتظهر دعوات شعبية بين المصريين للحد من التحويلات الدولارية من الخارج، وذلك ردًا على الإجراءات الحكومية الأخيرة التي شملت ملاحقة واعتقال المواطنين الذين يتلقون تحويلات بالعملات الأجنبية، في ظل شعور الأفراد بإساءة استخدام الحكومة للتحويلات، باعتبارها مصدراً سهلًا للسيطرة على الأموال التي يتلقاها المواطنون.

مجلس النواب يناقش مشروع قانون يفرض رسوماً سنوية قدرها 200 دولار على #المصريين_بالخارج، بهدف إنشاء المجلس القومي للمصريين بالخارج وتقديم الرعاية الاجتماعية والحقوق القانونية لهم#مزيد pic.twitter.com/TEEma9pP5G — مزيد - Mazid (@MazidNews) December 1, 2024
رسوم  على المصريين في الخارج
ويرى البعض أن التحويلات عبر البنوك قد تكون عرضة للتلاعب أو تقييدها بأسعار غير عادلة، مما دفعهم للتفكير في الوقف المؤقت للتحويلات أو البحث عن طرق بديلة، كما انتاب المواطنون شعور عن استباحة الحكومة لتحويلاتهم المالية، لحل مشاكل الاقتصاد دون الشعور بمعاناتهم في الخارج. 

وأصدرت الحكومة المصرية العديد من القرار والقوانين التي  أثارت غضب المصريين بالخارج أخرهم قانون جديد يفرض رسوما جمركية إضافية على هواتف المحمول المستوردة إلى البلاد. بموجب هذا القانون، سيتم فرض ضريبة على الهواتف المحمولة التي يتم إدخالها عبر المطار أو الحدود.

دعوات للمصريين بالخارج أوقفوا التحويلات لمصر pic.twitter.com/V3mar0x96r — Eman Farid (@Emy4freedom) December 31, 2024
وفي كانون الأول / ديسمبر  ناقش مجلس النواب المصري مشروع قانون لإنشاء المجلس القومي للمصريين بالخارج. يتضمن المشروع فرض رسوم عضوية سنوية قدرها 200 دولار على المصريين المقيمين بالخارج، بهدف توفير خدمات التأمين الاجتماعي والرعاية القانونية لهم ولأسرهم.

أنا مستغرب إن فيه ناس مصدقين إن عبد السند حمامة هو صاحب اقتراح تحصيل 20% من مداخيل المصريين في الخارج؛ لدفع رواتب مصطفى بكري وأحمد موسى ويوسف الحسيني وخالد الجندي، واستكمال تشطيبات الفلل والقصور الرئاسية، وشراء بدلات ماركات لياسر جلال، وإكسسوارات ألماظ لأم محمود، وخراطيش سيجار… pic.twitter.com/QSHuQl1DZl — أحمد عبد العزيز (@AAAzizMisr) February 8, 2024

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: نظرة ترامب إلى أوروبا تقرع أجراس الخطر
  • ماذا تصنع الطائرات الأمريكية المسيرة إم كيو-9 فوق مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. وكيف خضعت الصواريخ الروسية للجيش اليمني السابق للتطوير على يد إيران ؟
  • ضبط حوالي 2 مليون دولار في المطار
  • رئيس محكمة الجنايات المصرية السابق: لم تعرض تسجيلات تثبت تورط مرسي بقضية مقتل جنود رفح
  • العرب يستعدون لمواجهة ترامب بخطة "محكمة" حول غزة
  • العالم على موعد مع ظاهرة نادرة تتكرر كل 100 عام.. ماذا سيحدث؟
  • نيويورك تايمز: نظرة ترامب للحلفاء الأوروبيين تثير القلق
  • عودة كمائن الدولار في مصر.. ماذا يعني ذلك؟
  • بسبب قرارات ترامب.. اسعار النحاس ترتفع في نيويورك
  • نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تتسامح مع تخريب روسيا لأوروبا