إن الشكر من النعم العظيمة التي يرددها الإنسان في حياته اليومية وهي كثيرة علينا هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى وهناك شكر خاص مغلف بالحب والعطاء لكنه شعور ضائع في صخب الحياة وأحاسيس تتقاذفها امواج النسيان في يومياتنا وتجري بنا الرياح بعيدا عن البوح لمن هم في حاجة هذا الشكر والود والثناء عرفانا بما يقومون ويقدمون ويعملون لنا .
إن حاجاتهم الماسه لتلمس قلوبهم صدق المشاعر في الشكر لهذا العطاء إنها الأسرة ( الأب والأم و الزوجة والزوج والابن والابنه والأخ والأخت ) هؤلاء هم نبراس ووهج النور المشع قناديلها شموع مضيئة في حياتنا ونورها سراج تأنس أنفسنا بهم ومعهم داخل البيوت لطافة وانشراح حتى يبدو التنافس مع الفراشات على نور الأمومة تتجاذبك الأحاسيس نحو حنانها الذي يرتوي منه النظر والدلال والتوجية والنصح والحركة واللطافة وكل شيء .
إن طبيعة هذا الرجل الذي كفكفت السنين غلظته وطوت منها أشياء كثيره ولكن مازالت السحنة فيها جفاء و قليل من الجلادة فالحياة الاجتماعية والتكوينات البيئية نخرت وبخلت عليه بترويض جماله الداخلي وإنسانيته العظيمه وبوحه الفصيح بكلمات الحب تجاه أسرته فقد ألبسته العادات لباس الخجل وقسوة التعامل بفضاضة في نبرتها وألماً في معانيها إنه حرمان التودد والعاطفة تجاه الأبناء والبنات والزوجة والأخوات فعندما يبلغ الولد العاشرة أو الخامسة عشر يكون في نظر أبيه ندا وبلغ مبلغ الرجال يجب أن يعلمه الصبر ويكون التعامل معه بحدة وبنبرة الرجولة والبنت مثله ، أمها تحاول أن تلبسها الحشمة والانقياد بنبرة الثبات والمحافظة وهكذا الأخت والزوجة ، هي عادات وتقاليد متوارثة في جبلة القسوة . لماذا هذا الجفاء الذي عشعش في دواخلنا لماذا تجد الرجل عند الفقد والزوجة عند الفراق يعلو نحيبهم لماذا الابن والبنت يكون النحيب والأسى على الفراق لأحد الآباء او الإخوة صديقا له في باقي حياتهم .
بمجرد ان تنبش الذكرى الأنين في دواخلهم يكون البكاء طفلا في محجر مآقي العيون ، لماذا لا نردد كلمات الحب والشكر عرفانا ومنة لهم لماذا يكون الاحتضان للبنت شحيحا أو تقبيلها شحيحا قد توشح خجلا وإن حدث هذا كان الاستغراب داخل النفوس علامة ووسواس .
إن الجلادة الكاذبة التي دفنت مشاعر الرقة والعطف على الأبناء والأهل في دواخلنا تفضحها المواقف وهي تفيض في دواخلنا مكتومة يكون انفجارها في لحظة الفراق .
اكسروا حواجز الجفاء بلطف وود وعطف وشكر وثناء واحفظوا لباس الحياء لبناتكم وزوجاتكم وأخواتكم فهو ستر يضع لك مكانة تتبوأ فيها بأدب وجمال.
ابتسم أيها الأنيق
هكذا نعيش في الحياة
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
أي يوم يكون للشعراء
thepoet1943@gmail.com
حسن ابراهيم حسن الأفندي
أي عيد لنا وأي هناء
وبلادي في محنة وشقاء
كل أرض على الخريطة أرضي
من أجاج ومن فرات الماء
من رمال بها ووادٍ خصيب
من وهاد وصخرة صماء
والذي أنشأ السماء بناها
فاستقامت على عظيم بناء
لا أحييك في غنائي مهما
وعيوني تجيد فن بكاء
أأغني والقلب جدُّ كليم
والليالي في جوْرها والدماء
سلبتنا إرادة ومصيرا
واكتوينا بنارها والبلاء
فاعذروني أيا صحاب فإني
كلما زدت كان كان عنائي
لامت النفس للمشاعر تروي
عن شهيد وعن صدوق وفاء
وتنامت من غصة فورانا
كالبراكين حارقات ردائي
ذاهبات بما يجود سروري
مترعات أسى غزا أحشائي
ما فعلنا سوى قريض هزيل
قد كتبناه مُرّه في هجاء
نحن من لا زاد القريض جديدا
أي شيء ما قيل من شعراء؟
أتركونا فقد نكأتم جروحا
ذاك صدام فارس الشهداء
ورث المجد عن عظيم أباة
صامدا ظل فى عظيم إباء
لم نناصر ولم نشد رحالا
وتركنا للموت من شرفاء
أي يوم يكون للشعراء
ورجال تموت حين ابتلاء
حملت للروح الأبية كفا
وتبارت ودونما إبطاء
وقبيح بنا الجبان يجاري
يوم جدٍّ مخازي الجبناء
نحن قوم إذا الشدائد مادت
لم نبدّل مآثر الآباء
أورثونا من عزة ونضال
فسمعنا عن داحس الغبراء
وركبنا للموج مثل جبال
ورسونا شواطيء الأتقياء
آمنت بعد ما أتاها كتاب
صادق القول من إله سماء
ملأ الصدر من معاني كمال
فاستراحت دواخل من شقاء
ورأى المؤمنون أن مماتا
فيه سرُّ الحياة والأضواء
يا سر العز يا عزيزُ سلاما
إذ ذهبتم نموذجا للولاء
وسرت بعدك المواكب شتى
تتهادى في ثوبها الوضاء
كم شهيد أتاك إثر شهيد
راكبا مثلك العصي من أنواء
حملوا أكفان الذي لا يبالي
مثلما عاش سائر العظماء
هم أباة وعاهدوا من قديم
أن يكونوا الأباة يوم فداء
وكأن الشهيد عند عهود
يوم أحد كأنس في إيفاء
*******
أي يوم يكون للشعراء
والمنايا تصول دون حياء
كم رضيع لنا يموت بغدر
وعجوز ومقعد ونساء
وكأنا صرعى إزاء نزال
وكأنا في عجز ذي إعياء
فسلام على كماة عريب
وسلام على هوى الشعراء