مصطفى شعبان في مدينة الخطيئة.. رفقا بالجماهير يا معلم
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
عاد الممثل المصري مصطفي شعبان هذا الموسم، ليخوض السباق الدرامي عبر مسلسل "المعلم" بأدواته القديمة، وآخرها تلك التي استخدمها في مسلسل "بابا المجال" الموسم الماضي، باعتباره الشاب المظلوم الذي يقرر الانتصار للخير في مواجهة الأشرار.
ويتناول المسلسل قصة تاجر السمك "المعلم" (مصطفى شعبان) الذي يعيش وسط أسرته حياة هادئة بسيطة، حتى يسجن والده بسبب قضية مخدرات، فيجد نفسه وسط صراعات مريرة لتجار السوق الكبار، وأنه عليه التصدي لهم.
ويشارك في البطولة كل من الممثل الأردني منذر رياحنة، والمصريات هاجر أحمد وسلوى خطاب وسهر الصايغ وانتصار، إلى جانب المخضرم أحمد بدير، ويخرج هذا العمل مرقس عادل، وهو من تأليف محمد الشواف.
#مصطفى_شعبان#المعلم #مصطفى_شعبان #worldwide #ksa pic.twitter.com/a9mmUYMare
— Mostafa Shaban ???????? (@MostafaShaban) March 24, 2024
مدينة الخطيئةفي "المعلم" نجد ممارسات غير قانونية مثل تجارة المخدرات، والقتل، والسرقة، والبلطجة، والإدمان، يرتكبها العاملون في سوق السمك وأبناؤهم، لكن الممارسات غير الأخلاقية لا يمكن حصرها لأنها تبدأ من الخيانة والحقد ولا تنتهي، حتى أن تلك الشريحة المجتمعية يمكن تسميتها مجتمع مدينة الخطيئة، ببساطة.
وقد جمع المسلسل كل تلك الخطايا والآثام أملا في أعلى قدر من التشويق، ورسم خطوطا حادة وواضحة بين معسكر الشر، والخير الذي يتمثل في البطل المثالي القوي ومحيطه الأسري.
وقدم شعبان "الوصفة التقليدية" للنجاح عبر وقوع كل نساء هذا العمل في حب البطل، وقدرته على الانتصار للخير، وهي مساحة مريحة لجميع الأطراف، إذ يظل شعبان طبقا لها "دون جوان" الأبدي، ويشعر الجمهور، وخاصة الشباب الذين تسحقهم ظروف الحياة، براحة مزيفة، وسيطرة ولو من خلال الشاشة.
"السمك الصغير" يبحث كيفية مواجهة "حيتان السوق" بمسلسل "المعلم" (مواقع التواصل) المعلم المظلوميستعرض "المعلم" سلوك الأسماك في البحار والبحيرات، وكيف يماثل سلوك تجار السمك في الواقع، إذ يأكل السمك الكبير الصغير بلا رحمة، ويقاوم "المعلم" سيطرة كبار التجار بالسوق، والذين تكمن قوتهم في الاتجار بالمخدرات والاستعانة بالبلطجية.
ويعمد السيناريو الذي كتبه الشواف لدعم التصور الذهني المراد بناؤه حول الشاب المستقيم الشجاع القوي، رغم فقره مقارنة بحيتان السوق، والذي تزوج صيدلانية رغم عدم استكماله لدراسته، وقرر السيناريست أن يضيف إلى الزوجة أخريات يحببنه منهن ابنة خصمه اللدود، وابنة صديق والده.
ووقع السيناريو في أفدح وأسوأ أخطاء بناء الشخصيات، وهو "التنميط" إذ التزم كل شخص في المسلسل بدور الشرير أو الخير دون أدنى تغيير، ولو من باب السهو، وهو أمر، فضلا عن كونه مخالفا للطبيعة الإنسانية، فهو ممل للغاية، وفاضح للمسلسل بتفاصيله.
ويمكن للمشاهد ببساطة أن يتوقع انتصار الخير وهزيمة الشر، وقد حاول صناع المسلسل المناورة بالاقتراب من تحولات حادة قد تؤدي إلى انقلاب الأحداث، لكنها مساحة ملغومة قد تؤدي بالضرورة إلى انهيار كامل لأسس العمل، كأن يتحول أحد الأشرار إلى فعل الخير قبل الاقتراب من نهاية العمل، وبالتالي يصبح احتمال استمرار الصراع أقل، وبالتالي تقل الإثارة المطلوبة. لذلك لم يحدث التحول، وإن خاض الحوار في مساحات محتملة له، بدا أنها لفتح المجال لمزيد من التوقعات لدى الجمهور فقط.
منذر وسلوىلفت الممثل الأردني رياحنة الأنظار بأداء يتراوح بين العاطفي الذي يقف على الحافة بين نشأته في بيئة يغلب عليها الشر والأذى، وبين محب تلمع الدموع في عينيه عشقا وقهرا، كونه من طرف واحد، واستطاعت الممثلة خطاب أن تقدم نموذجا رائعا للمرأة التي تؤمن بالقوة والمال فقط، ولا تهتم لشيء آخر، وجسدت بصوتها وملامحها حالة الجشع، واللامبالاة في آن واحد.
ومنذر الذي لا تشي ملامحه بالرقة أو العاطفية استطاع أن يمنح الدور أبعادا إنسانية وألوانا مختلفة، على عكس خطاب التي أتقنت دور الشريرة التي تقبل كل شئ إلا أن يقل نصيبها من المال أو السيطرة.
وعلى النقيض في معسكر الخير، نجد ممثلتين جمعتهما الصداقة كشخصيتين داخل المسلسل، كما جمعتهما منافسة شرسة في مباراة أداء مؤلم، وهما زمزم (الصايغ) زوجة المعلم التي تكتشف إصابتها بسرطان الدم في مرحلة متأخرة، ودهب (هاجر) التي تحب "المعلم" في صمت كونه زوج صديقتها.
وقد أدى محمود الليثي، أو الفتوة المزيف "هيثم" دوره بشكل رائع، واستطاع تشكيل ملامح الأحجية التي قامت عليها تركيبته المعقدة، فهو جبان، يطمح إلى أن يصبح فتوة، لكنه لا يملك شجاعة المواجهة، ولا حكمة التخلي عن طموح لا يملك القدرات اللازمة له.
وقد جسد هذا الممثل دوره في البداية مفجرا الضحك على ذلك النموذج المتناقض، الذي يقول ولا يفعل ويتعرض لمواقف محرجة، ولكن الضحك يتحول إلى دموع حين اكتشف "هيثم" حقيقته ورأى بعينيه صورته ضعيفا هزمته الحياة قبل أن يبدأ صراعه معها.
الخروج من القاهرةلم يقدم المخرج مشاهد المجموعات داخل سوق السمك بأفضل شكل، لذلك كان مضطرا دائما إلى المرور السريع على المجموعة، ثم الاستقرار على جزء صغير من المشهد، ومتابعة الأحداث، وهو ما استدعى نجاح المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ بقدرته الفذة على تصوير المجموعات واقتناص المشهد بين عشرات الأشخاص مع عدم التنازل عن الإشباع سواء بصريا أو دراميا، وخاصة في الملحمة الشهيرة "ليالي الحلمية".
ولعل أفضل ما في العمل هو الخروج من القاهرة إلى مساحات أكثر بكارة للتصوير فيها، وفي المشاهد القليلة التي اهتم بتفاصيلها المخرج، ظهرت خلفيات مشهدية فريدة من نوعها للدراما الفاقعة، لتخفف من عبء القيم السلبية التي تسيطر على سلوك أبطاله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مصطفى شعبان
إقرأ أيضاً:
جبران يسلم 25 من ذوي الهمم عقود توظيف لدمجهم في سوق العمل
سَلّم وزير العمل محمد جبران ،اليوم الأحد ،بديوان عام "الوزارة" ، 25 عقد عمل لذوي همم "15 عقد بشركة سيتي ستارز للإدارة والاستشارات العقارية"، و"10 عقود في شركة ليوني الألمانية لكابلات وضفائر السيارات"، وذلك بحضور ممثلين عن إدارة "الشركتين"..وقال الوزير جبران أن تسليم عقود جديدة اليوم ،يأتي في إطار المُشاركة في تنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"،وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،بدمج ذوي الهمم في سوق العمل، ووجه الوزير إلى كافة شركاء العمل والإنتاج ،الذين يتعاونون مع "الوزارة" في تشغيل هذه الفئة ،التي توليها وزارة العمل الإهتمام الأكبر ،بتوفير فرص عمل لهم ،وإدماجهم في كافة برامج التدريب المهني والتأهيل لسوق العمل ..
يُشار هنا إلى أن الأسماء التي إستلمت العقودي هي : أحمد عبدالجبار علي علاءالدين ،و إبراهيم أسامة إبراهيم محمد قنصوه ، ومحمد السيد عبدالرازق أحمد ، ومحمد عادل حموده أحمد ، وحمادة ربيع شعبان عليلا ، وهدير عادل فتحي عبدالفتاح ، وعرفات عبده السيد أحمد ، وإبراهيم رجب ناجح عبدالبديع محمد ، وغاده مرزوق عبداللاهي أحمد ، وزياد مجدي أحمد مصطفى غالي ، وبخيته خيري قلدس جريس ، ومحمود حمدي محمود محمد حنفي ، ومحمد شريف عبدالله شاكر ، وسعيد طلبة سعيد شتيوى سلمى ،و عبدالرحمن شوقي محمد محمد ، ويوسف سامي ، وعبدالله محمد عبدالله أحمد ،و جورج رضا راشد راغب ، وعمر مصطفى عبدالباسط محمد ، ويوسف سيد عثمان عبدالزاهر ، وعبدالرحمن جمال حسين حسن حسنين ، وعبدالرحمن أحمد علي ، وصابر محمد....حضرت تسليم العقود هبة أحمد مدير عام الإدارة العامة للتشغيل بوزارة العمل ،وأحمد مصطفى، المشرف العام على إدارة التطبيقات بمركز المعلومات ..