في نهاية شعبان وبداية شهر رمضان إذا رأيت الناس ظننت أنهم كانوا يصومون طوال العام لكثرة طلبهم علي الطعام والشراب، بينما دخل شهر الطاعات ولم تعد هناك حاجة لتكدس الفطور وتراكم السحور إستعدادا للصيام والقيام في شهر ربيع الفقراء وعيد الأولياء، ولكن هيهات هيهات فقد تبدل الحال عن أيام زمان.

 

وللأسف نحن نعيش في فتن أخر الزمان، وقد غابت عنا الكثير من الحقائق والأسرار عن شهر الإسلام شهر ضيافة الرحمن، وأصبح الناس يفرحون به في هذا الزمان، لا لأنه شهر العبادات لا الشهوات، لا لأنه مدرسة رمضانية كاملة المباديء والأخلاق لا مدرسة الأكلات والعزومات والمسلسلات، لا لأنه ثورة روحية رمضانية منسية لا ثورة إعلان الأمهات إلي إصدار البيانات الرسمية بقائمة المشتريات الرمضانية، وكذلك تقوم جميع القنوات بإعداد العديد من الإعلانات والبرامج والأعمال الفنية الغير تقليدية التي تحمل شفرات خفية.

 

وفي ظل الفتن والكوارث والأزمات التي تعصف بالأمة والإنسانية من كل إتجاه مازال هناك سؤال يجب ألا يغيب عن أذهاننا في عالم تعصف به المآسي والآلام، هل حقا نعرف كل شئ عن سيد شهور العام، ولماذا أثني عليه لما فيه من المزايا والأسرار المثيرة للإهتمام التي أعدها الله لعبادة هذة الليالي والأيام؟!.

 

للأسف قليل من يعرف قدر هذا الشهر العظيم، لذلك في هذا المقال، سنكشف معا عددا من الحقائق والكنوز المنسية وغيرها من المباديء الثمينة والتجليات الفريدة الرمضانية تنبيها للتائهين وتذكيرا للغافلين من القرآن المجيد وأحاديث سيد العالمين سيد الأنبياء والمرسلين، لمن ﱂ ﻳﺪﺭك كنوز العقيدة الحقة للمدرسة ﺍلرمضانية في همسات الثورة الروحية المنسية، دعونا نبدأ.

 

عند الحديث عن المدرسة الرمضانية نجد وصفها في الأحاديث والأدعية الإسلامية بأسماء تدل علي مدي عظمة هذا الشهر، ومن هذة الأسماء:" شهر الله، شهر الله أكبر، شهر ضيافة الله، شهر نزول القرآن، شهر الصوم، شهر القيام، شهر تلاوة القرآن، شهر الرضوان، شهر النجاة، شهر الصمت، شهر الآلآء، شهر الرحمات، شهر البركات، شهر الحسنات، شهر المغفرة، شهر الدعاء، شهر التوبة، شهر العتق من النار، شهر الإسلام، شهر الصبر، شهر التمحيص، شهر الطهور، شهر المواساة، شهر الطاعات، شهر العبادات، شهر الإنابة، شهر الإستغفار، شهر المبارك، شهر العظيم، شهر ربيع القرآن، شهر ربيع الفقراء، شهر ربيع المؤمنين، المرزوق، شهر يزيد اللّه في رزق المؤمن، سيد الشهور، عيد الأولياء".

 

عند الحديث عن معني شهر رمضان نجد كلمة رمضان لغة من الرمض أو الرمضاء وهو الحر الشديد، وتعددت الأراء في سبب تسميته بذلك، منهم من قال سمي رمضان لأن العرب المسلمين لما نقلت أسماء الشهور من اللغة القديمة راحت طبيعة وقته في الحر الشديد لذلك سمي رمضان لأنه يحرق الذنوب ويرمضها فلا يترك منها شيئا، لأن القلوب تأخذ منه حرارة الموعظة والتفكر في أمر الآخرة، ومنهم من قال عدم وجود علاقة بين رمضان والحر الشديد، ذلك أن رمضان هو أحد الأشهر القمرية لا الشمسية، ولا ينحصر مجيئه ف الصيف فقط، فالرمضاء أصل كلمة رمضان بمعني إشتداد حر العطش، لا إشتداد حر الشمس، والعطش لا يقتصر على الصيف فقط، حيث كان قبل الإسلام يسمى "تاتل" ومعناها شخص يغترف الماء من بئر أو عين.

 

عند الحديث عن شهر القرآن نجد أن شهر رمضان وعاء زمني لنزول القرآن العظيم إلي عباده ليكون نورا وهداية وسلاما وصلاحا لدينهم ودنياهم، مصداقا لقول الله تعالي" شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان" صدق الله العظيم.

 

عند الحديث عن شهر الصيام والقيام نجد سبب تكريم الله تعالي شهر رمضان بأداء الصيام، وذلك تشريفا لنزول القرآن كرم رمضان، ومن بعدها سن سيدنا محمد فيه القيام والإعتكاف، وذلك إعلانا لهذا الفضل العظيم.

 

عند الحديث عن شهر نزول القرآن في شهر رمضان نجد إرتباطه بفضل تلاوة القرآن أفضل العبادات، تصديقا لقول رسول الله "الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب منعته الطعام والشراب بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان" صدق رسول الله صل الله عليه وسلم، ولذلك كرم الله تعالي رمضان بمضاعفة الحسنات لقاريء القرآن، إعلانا لهذا الفضل العظيم في هذا الشهر المبارك.

 

عند الحديث عن شهر العتق من النار نجد أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يبشر أصحابه وأمته حيث قال: "قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك قد إفترض اللَّه عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيها أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر"، وذلك لتحصين المتقين بشحنات إيمانية غير عادية تعزز في نفوسهم الأمل واليقين المستمد من نصر الله علي مردة الشياطين.

 

عند الحديث عن شهر الرحمة والمغفرة نجد "رسول الله صل الله عليه وسلم قال أعطيت لأمتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي،أما الأولى: فإنه إذا كان أول ليلة منه نظر الله إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا، والثانية: فإن الملائكة تستغفر لهم كل يوم وليلة، والثالثة: فإن الله يأمر جنته يقول لها: تزيني لعبادي الصائمين يوشك أن يستريحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، والرابعة: فإن رائحة أفواههم حين يمسون تكون أطيب من ريح المسك، والخامسة: فإنه إذا كان آخر ليلة منه غفر الله لهم جميعا، فإن العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم"، وذلك إحتفاءا بهذا الشهر العظيم.

 

عند الحديث عن ليلة القدر نجد أنها وعاء زمني لنزول القرآن العزيز في قلب النبي الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ونزل بعد ذلك على سيدنا محمد حسب مقتضيات الظروف وأحوال العباد طوال مدة رسالته صلى الله عليه وسلم، وذلك إعلانا لفضل هذة الليلة المباركة التي قال الله تعالي فيها "إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر..."صدق الله العظيم.

 

عند الحديث عن الجنة في رمضان نجد أن الجنة تتزين وتتهيأ بزينتها لإستقبال الصائمين من باب الريان، وبوصف رائع وجميل لا يمكن أن يوصف لشهر غير شهر رمضان الكريم، قال رسول الله صل الله عليه وسلم "إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلي الحول لدخول شهر رمضان"، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها: المثيرة، فتصفق أوراق أشجار الجنان، وحلق المصاريع، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه..."، وحديث أخر وقوله صل الله عليه وسلم "إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم"، وذلك إحتفاءا بهذا الشرف العظيم لهذا الشهر العزيز.

 

عند الحديث عن منح الصائمين في رمضان نجد أن الله تعالي جعل ليلة القدر هي الموعد السنوي لنزول الملائكة بالأقدار، كما كانت موعدا لنزول القرآن، حيث خلق الله تعالي الكون المرئي وغير المرئي من أجل الإختبار،والملائكة عنصر أساسي فى تجهيز ذلك الإختبار العظيم، وذلك إعلانا من الله تعالي بفضل هذة الليلة المباركة.

 

عند الحديث عن منح الصائمين في رمضان نجد الله تعالي كرم ملائكة السماء بنزولهم  إلي الأرض يشاركون بني أدم الصيام والقيام، حيث قال علي بن أبي طالب: إنما أخذ أخذ عمر بن الخطاب هذه التراويح من حديث سمعه مني، قالوا وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "إن لله تعالى حول العرش موضعا يسمى حظيرة القدس وهو من النور، فيها ملائكة لا يحصى عددهم إلا اللَّه تعالى يعبدون اللَّه عز وجل عبادة لا يفترون ساعة، فإذا كان ليالي شهر رمضان إستأذنوا ربهم أن ينزلوا إلى الأرض فيصلون مع بني آدم، فينزلون كل ليلة إلى الأرض فكل من مسهم أو مسوه سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا" فقال عمر رضي الله عنه عند ذلك: نحن أحق بهذا، فجمع الناس للتراويح ونصبها"، كما روى عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه أنه خرج في ليلة من شهر رمضان فسمع القراءة في المساجد ورأى القناديل تظهر في المساجد فقال: نور اللَّه قبر عمر كما نور مساجدنا بالقرآن، وكذلك روى عن عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه هكذا رضي اللَّه عنهم أجمعين، وذلك إحتفاءا من الملائكة بفضل هذا الشهر العظيم مع عباد الله المخلصين.

 

عند الحديث عن منح الصائمين في رمضان أن الملائكة الكرام تطلب من الله للصائمين ستر الذنوب ومحوها، كما جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في الصيام: "وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا"، ذلك يكون الصائم إذا إجتمع إستغفاره لنفسه وإستغفار الملائكة له، فإنه أرجى لقبول الله سبحانه وتعالى للدعاء والتوبة والإستغفار، وذلك إحتفاءا من الملائكة بفضل هذة الايام والليالي المباركة مع عباد الله المتقين.

 

عند الحديث عن الإعتكاف في العشر الأواخر من رمضان نجد أنه سنة مؤكدة، مصداقا لقول رسول الله صل الله عليه وسلم" ما إجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"، وذلك إعلانا من رسول الله صل الله عليه وسلم لهذا الفضل، وإحتفاءا بهذا الشرف الكبير لهذا الشهر العظيم.

 

عند الحديث عن الصوم نجد أن للصوم درجات، فمن الناس من يصوم "صوم العموم" عن كف البطن والفرج، وهذا أقل درجات الصيام، وهناك من يصوم "صوم الخصوص" عن كف السمع والبصر واللسان وسائر الجوارح عن الآثام، وتلك هي أعلى من السابقة، وهناك الصفوة من يصومون "صوم خصوص الخصوص" وهو صوم القلوب عن الهمم الدنية والأهواء الدنيوية، وتلك هي أعلي درجات الصوم.

 

عند الحديث عن فضل شهر رمضان نجد قول رسول الله صل الله عليه وسلم "قال اللَّه تعالى كل حسنة يعملها إبن آدم تضاعف له من عشرة إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان فرحة عند الإفطار وفرحة عند لقاء ربه يوم القيامة"، فالصيام فيه إتصاف للعبد بنوع ما من صفة الصمدية التى هى وصف الحق تبارك وتعالى القائل فى الحديث السابق "إلا الصوم فإنه لى".

 

و بعد أن ذكرنا بعض الحقائق والكنوز الرمضانية المنسية التي يصعب حصرها، وكذلك بعض همسات الأجواء الروحية الإيمانية التي يصعب وصفها بأدق تفاصيلها، من المهم جدا أن يسأل كل منا نفسه، إن كان حقا رمضان فرصة حقيقية لتدريب حياته وسلوكه بالإلتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية والتخلص من الحياة المادية الشهوانية إلي الحياة الروحية النقية في هذة الدنيا الفانية؟!، أم لا يزال يمر عليه كغيره من الليالي والأيام؟.

 

عزيزي القاريء، إنت الآن في مفترق طرق، وعليك أن تعيد حساباتك مع نفسك وتعترف أنك مازلت مقصرا، ومازال بداخلك بعض الجمود والكسل الذي يوقف رحلتك إلي عالم التوازن والتكامل بين العيش في الدنيا بأنفاس حياة الأخرة.

 

نعم لا بد من سرعة إنقاذ هذا الشهر الفضيل من هذا العدوان الشيطاني الدجالي السافر المغلف بدعاوى الحضارة والثقافة والترفيه المزيف، ليبقى كما كان ولايزال، مدرسة رمضانية متميزة وفريدة، وذلك إعلانا منك للثورة الروحية الرمضانية المنسية حفاظا علي دينك وأهلك ووطنك ودنياك وأخرتك، وإحتفاءا بهذا الشرف العظيم أن بلغك رمضان هذا العام.

 

وفي النهاية أوصيكم ونفسي بشهر الفقراء وعيد الأولياء، إنها دعوة لمسح الذنوب وتحرير النفوس، إنها دعوة لتجديد العهد والإستجابة لنداء المولي عز وجل، إنها وصية رب العالمين للأولين والآخرين عندما ينادي مناد في أول ليلة من رمضان العظيم فيقول" يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر"، فمن يستجيب لنداء الله ورسوله لسبيل الصلاح والفلاح؟!، إنهض وإبدأ لاتزال لديك الفرصة.. لا تيأس ولا تستسلم..فقط إطلب المدد من الله..ﻷﻧﻚ ﻓﻌﻼ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ه علیه وسلم لیلة القدر شهر العظیم الله تعالی شهر رمضان رسول الل فی رمضان شهر ربیع لیلة من إذا کان صلى الل رضی الل نجد أن

إقرأ أيضاً:

حكم حفظ القرآن الكريم وبيان فضل حفظه

أوضحت دار الإفتاء أن حفظ القرآن واجبٌ كفائيٌّ على أهل كل بلدة، وذلك حتى يظل القرآن الكريم محفوظًا بينهم، مؤكدًا أنه واجب عيني على كل فرد فيما يتأدى به فرض الصلاة، ومن مقاصد الشرع تيسير حفظ القرآن الكريم؛ فقد قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ القمر: 17.

 

قال الإمام الرازي في "تفسيره" (29/ 300، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه وجوه؛ الأول: للحفظ، فيمكن حفظه ويسهل، ولم يكن شيء من كتب الله تعالى يُحفظ على ظهر القلب غير القرآن، وقوله تعالى: ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ أي: هل مَن يحفظ؟] اهـ.

وقال الإمام القرطبي في "تفسيره" (17/ 134، ط. دار عالم الكتب): [أي: سهَّلناه للحفظ وأعنَّا عليه مَن أراد حفظه، فهل مِن طالبٍ لحفظه فيعان عليه؟.. وقال سعيد بن جبير: ليس مِن كُتُبِ الله كتابٌ يُقرَأُ كلُّه ظاهرًا إلا القرآن] اهـ.

وأضافت الإفتاء أن المسلمون مكلَّفون بما في وسعهم وطاقتهم، ولم يحمِّلهم الشرع إلَّا على قدر ما آتاهم الله من الوسائل لتحقيق المقاصد؛ قال الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقال سبحانه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذا أَمرتكُم بِأَمْر فائتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم» رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

فضل حافظ القرآن الكريم

قالت الإفتاء إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أن متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرُ الأمة؛ فقال: «خَيْرُكُمْ -وفي رواية: إِنَّ أَفْضَلَكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.

قال الإمام أبو الحسن بن بطال في "شرح البخاري" (10/ 256، ط. مكتبة الرشد): [حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دلَّ ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا] اهـ.

وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن حافظ القرآن وقارئَه مع الملائكة في المنزلة؛ فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

وتابعت الإفتاء، قائلة: وحافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار] اهـ. نقلًا عن "الآداب الشرعية" للعلامة ابن مفلح (2/ 33، ط. عالم الكتب). وممَّا سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.

مقالات مشابهة

  • همسات في آذان بعض الأزواج
  • حكم قراءة القرآن مصحوبا بالموسيقى.. دار الإفتاء تجيب
  • نورهان حشاد تكتب: بالحب تزهو الحياة
  • امرأة غريبة تُرعب صاحب بقالة في صنعاء.. دخلت عليه قبل الفجر وطلبت إغلاق صوت القرآن ومدت يدها نحوه ”فيديو”
  • حكم حفظ القرآن الكريم وبيان فضل حفظه
  • لماذا لعن الله قوما تحكمهم امرأة؟.. الحديث صحيح والإفتاء توضح قصته ومقصده
  • ريهام العادلي تكتب: المنتدي الحضري العالمي .. شهادة دولية لجهود مصر في التنمية
  • تعليم الشرقية يناقش الحلول المناسبة للقضاء على الفترة المسائية في جميع المراحل
  • محمد رجب لـ«الأسبوع»: «الحلانجي» يعيدني إلى الدراما الرمضانية.. و«كوكتيل» فيلمي الجديد في السينما
  • طعنه زميله داخل المدرسة.. ننشر أول صورة لطالب بورسعيد المجني عليه