تصر إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على أنه "لن تطأ قدمي أي أميركي" غزة، خلال عملية تسليم المساعدات الإنسانية التي ستجري من رصيف عائم يتم العمل عليه قبالة سواحل القطاع، إلا أن اقتراحات أخرى، شملت قيام موظفين من دول أخرى بهذه المهمة، تنطوي كذلك على مخاطر أمنية، وفقا لما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية عن مسؤول سابق ومسؤولين حاليين في الإدارة.

وحسب الشبكة، تمثل هذه المخاوف أحدث العقبات أمام مساعي البيت الأبيض لتوصيل المساعدات لسكان القطاع، عبر ميناء مؤقت.

ويعتزم الجيش الأميركي بناء رصيف عائم على بعد عدة أميال من شاطئ غزة، حيث ستقوم السفن المدنية بتفريغ إمدادات المساعدات، ثم بعد ذلك يتم تحميل المساعدات في شاحنات تستقل قوارب الجيش الأميركي، يتم نقلها إلى ميناء مؤقت منفصل على شاطئ القطاع.

وقالت "إن بي سي نيوز": "بما أن الإدارة لا تريد وجود أي قوات أميركية على الأرض، فيجب على شخص آخر إيصال المساعدات إلى المواقع التي يتم توزيعها فيها على سكان غزة".

سفينة أميركية تنقل معدات الميناء المؤقت إلى غزة.. ومسؤول يكشف موعد تشغيله أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن سفينة أميركية محملة بالمعدات الثقيلة ومستلزمات بناء الرصيف المؤقت لنقل المساعدات لقطاع غزة غادرت، الخميس، من ولاية فرجينيا باتجاه البحر الأبيض المتوسط. ما الخيارات؟

ونقلت الشبكة عن مسؤولين، أن أحد الخيارات قيد الدراسة هو "تعيين سائقين وحراس من دول أخرى، أو حراس أمن من شركات خاصة، لنقل الشاحنات من الرصيف إلى الأرض وتوزيع المساعدات، ثم إعادة الشاحنات الفارغة إلى الميناء المؤقت".

وبمجرد إعادة الشاحنات الفارغة إلى الميناء المؤقت، سيتم تسليمها مرة أخرى إلى الأميركيين، الذين سيأخذونها بعد ذلك إلى الرصيف البحري العائم لملئها بالمساعدات وإعادتها مرة أخرة، وفق المسؤولين.

ولم يتم تحديد ما إذا كان يجب أن يكون السائقون وحراسهم، إسرائيليين أو فلسطينيين أو من جنسية أخرى.

ومن شأن هذا الاقتراح أن يحمي الأفراد الأميركيين من خطر التعرض لهجوم داخل غزة، أو إطلاق النار على أي تهديد محتمل، غير إن خطة تمثل خطرا أيضا، وفقا للمسؤولين، لأن "شاحنات المساعدات ستتم قيادتها وحراستها في رحلات ذهابا وإيابا في غزة، من قبل أشخاص ليسوا من أفراد الخدمة الأميركية".

وذكر مسؤول عسكري أميركي: "يمكن لشخص ما أن يضع قنبلة على شاحنة، أو جهاز تفجير عن بعد، ويتسبب في كارثة".

وقال المسؤولون إن هناك خيارا آخرا قيد الدراسة، هو "قيادة الشاحنات لمسافة قصيرة إلى الشاطئ وتفريغها داخل محيط أمني، من المحتمل أن يوفره الجيش الإسرائيلي"، إلا أن ذلك سيستغرق المزيد من الوقت والموارد والتنسيق، وسيؤدي إلى انتظار الفلسطينيين لفترة أطول للحصول على المساعدات، وفق "إن بي سي نيوز".

وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض هذا الأسبوع، قال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، إن الجيش الإسرائيلي "سيحمي عمليات التسليم بمجرد إنشاء نظام الرصيف".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي هو من سيقوم بتأمينها، "حتى لا تكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة".

برا وبحرا وجوا.. ما حجم المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة؟ يعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء، وبينما شبح المجاعة يلوح في الأفق، يتضور الأطفال في شمال غزة جوعا حتى الموت، وفي مواجهة ذلك هناك سباق مع الزمن في محاولة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية المباشرة من خلال إلقائها من الجو أو من خلال ممر بحري انطلاقا من قبرص.

فيما نقلت الشبكة عن مسؤولين عسكريين أميركيين، أنهم ما زالوا يعملون على جميع الخطط، بما في ذلك المسؤولين عن تأمين وتفتيش الشاحنات بمجرد وصولها إلى أراضي غزة، ومن وإلى نقاط التوزيع.

ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، التعليق لشبكة "إن بي سي نيوز".

أسرع طريقة؟

وقال دبلوماسيون إن "أسرع طريقة" لتوصيل المساعدات، هي قيادة الشاحنات مباشرة إلى نقطة التوزيع، وهذا يتطلب فحص الشاحنات عدة مرات بعد تسليم المساعدات، قبل السماح لها بالعودة إلى الميناء المؤقت.

ويمكن للجيش الإسرائيلي أن يقوم بفحص أولي على الشاطئ، وبعد ذلك يمكن للجيش الأميركي استخدام أجهزة فحص المركبات المحمولة لفحص الشاحنات بحثا عن متفجرات أو مخاطر، قبل أن يتم نقلها إلى الرصيف، وفق "إن بي سي نيوز".

وشبّه أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين هذه العملية، بفحص الشاحنات التي تدخل قاعدة عسكرية أميركية في منطقة حرب.

وفي حين أن الأجهزة المحمولة تمنح الولايات المتحدة بعض إمكانات الفحص عن بعد، فإن المسؤول العسكري أقر، وفق الشبكة، بأنه يتعين عليهم وضع الشاحنات على الرصيف وعلى مسافة قريبة، لإجراء الفحص الشامل.

واندلعت الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر، نتيجة هجوم غير مسبوق شنه مسلحو حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) من قطاع غزة على إسرائيل، أودى بحياة ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، حسب أرقام إسرائيلية رسمية.

وردا على ذلك، تشن إسرائيل عمليات عسكرية متواصلة، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص في قطاع غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

ودفعت الحرب 2,2 مليون شخص إلى شفير المجاعة، وثلاثة أرباع السكان في القطاع المدمر إلى النزوح، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المیناء المؤقت إن بی سی نیوز قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة: واشنطن ستعلن تخفيف القيود على المساعدات إلى سوريا

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تعتزم الإعلان، الاثنين، عن تخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسوريا، في خطوة لتسريع تسليم الإمدادات الأساسية دون رفع العقوبات التي تقيّد المساعدات الأخرى للحكومة الجديدة في دمشق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف عن هويتهم، أن الخطوة المحدودة التي وافقت عليها الإدارة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، تخول وزارة الخزانة إصدار إعفاءات لمجموعات المساعدات والشركات التي تقدم الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والإمدادات الإنسانية الأخرى.



وبحسب المسؤولين، فإن الإعفاء، المتاح مبدئياً لمدة ستة أشهر، سيعفي موردي المساعدات من طلب التصريح في كل حالة على حدة، لكنه يأتي بشروط لضمان عدم إساءة استخدام سوريا للإمدادات.

وتسعى الإدارة الجديدة في سوريا منذ وصولها إلى السلطة إلى تعزيز علاقاتها الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى إلغاء العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول غربية، خلال سنوات حكم رئيس النظام السابق.

وأسقطت الولايات المتحدة بالفعل مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لاعتقال أحمد الشرع، الملقب بـ"أبي محمد الجولاني"، قائد هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أطاح بنظام بشار الأسد، والمصنفة على لوائح الإرهاب الأميركية.

وفي تصريحات سابقة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الولايات المتحدة منفتحة على تخفيف العقوبات عن سوريا، ولكن ليس بعد.

وأوضح أنه في حال مضت العملية الانتقالية قدما، "سننظر من جانبنا في عقوبات مختلفة وإجراءات أخرى سبق أن اتخذناها، ونرد بالمثل."



ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة بايدن تسعى لتحقيق توازن بين تسريع تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين، وبين الحفاظ على الضغوط الاقتصادية المفروضة على دمشق.

من جهة أخرى يعتزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عقد لقاء في روما، الخميس، مع وزراء خارجية أوروبيين بشأن سوريا، في الوقت الذي يسعى فيه الغرب للتواصل مع القيادة السورية الجديدة. وأفاد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية صدر خلال زيارة بلينكن لسول، الاثنين، أن وزير الخارجية الأمريكي "سيلتقي بنظراء أوروبيين لدعم انتقال سياسي سلمي وشامل بقيادة وملكية سوريين".

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة الفلسطينية: نقدم الشكر لمصر على جهودها الحثيثة لإدخال المساعدات لغزة
  • سمير فرج: مصر قدمت 80% من المساعدات الإنسانية والطبية لغزة
  • واشنطن تجدد دعمها لعملية انتقال سياسي سلمي في سوريا
  • وزير الخارجية يكشف عن سعي سعودي اماراتي لتسعير الحرب
  • ترامب يدرس خيارات ضد إيران بينها الضربات الجوية
  • واشنطن تخفف قيود المساعدات عن سوريا وتبقي على العقوبات
  • صحيفة: واشنطن ستعلن تخفيف القيود على المساعدات إلى سوريا
  • واشنطن تعتزم تخفيف القيود على المساعدات إلى سوريا
  • قرار أمريكي مرتقب بشأن سوريا
  • واشنطن بوست: إدارة ترامب تدرس خيارات ضد إيران بينها الضربات الجوية