العادات والتقاليد المتوارثة في الجنوب محور إصدار جديد من مجلة "سلسلة تراث"
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
صدر قبل أيام العدد الرابع من مجلة “سلسلة تراث وفنون الجنوب المغربي”، الذي خصصته لجوانب من التراث اللامادي بالجنوب المغربي الغني بهذا النوع من الموروث.
ويتضمن هذا العدد الخاص دراسات اهتمت ببعض المهارات والعادات والتقاليد المتوارثة، أنجزها أساتذة باحثون متخصصون في المجال كالدراسة التي أعدها لحسن تاوشيخت، فيما تناول سويلام بوغدا التراث اللامادي بدرعة السفلى من المقاربة النظرية إلى البحث والإنتاج العلمي.
أما الحسين حديدي، فقدم أشكالا ونماذج من التراث الثقافي اللامادي بالصحراء.
واتخذت باقي المقالات شكل مونوغرافيات خصصت للتراث اللامادي لقبائل أو لفئة سكانية بعينها، حيث استعرض الحسان الشاكر التراث الثقافي اللامادي لقبيلة اولاد بوعشرى بصحراء واد نون، لاسيما في شقه الشفوي الذي أصبح عرضة للإهمال.
ويتعلق الأمر بالتمظهرات التالية: لغة التواصل اليومي والأمثال الشعبية والألعاب ثم الرقص والغناء، بما في ذلك التسنكيف والكدرة والهرمة. فيما تناول بويزكارن هشام ظاهرة الوشم ودلالته، ثم كيفية وضعه، إلى جانب إبراز دلالات حضور الجسد الموشوم في الوعي الجماعي في فترة ما قبل الاستعمار الفرنسي بالمغرب. أما سهام بلغيتي علوي فقد اشتغلت على بعض الطقوس بتنغير ممثلة في الخطبة والزواج.
كما تناول موضوع المهارات المرتبطة بالحرف، محمد اخريزي بمقال حول التحف الخشبية المزخرفة بين الماهية والمهارة والرمزية: الأبواب التقليدية المزخرفة بواحات باني الغربي نموذجا.
فيما تناول نوحي الحسين الحرف النسوية كتراث لامادي بواحة أقا حرفة العسفيات نموذجا.
وتناولت مقالات أخرى المواسم ذات الحمولة الثقافية الزاخرة بتراث لامادي مازال قائما وممارسات من قبل عدة فئات مجتمعية بالجنوب المغربي.
وتناول عبد الشكور ابريك ونور الدین ازدیدات موضوع الموسم الديني والتجاري لزاوية أسا، وقدم عبد المجيد أمريغ ورتيبة ركلمة دراسة حول التراث اللامادي لموسم سيدي أحمد أوموسى.
وحاول أحمد بومزكو الكشف عن الطقوس والعادات المتوارثة جيلا بعد جيل لطائفة إداو لتيت بمقال عنوانه “المجال والمقدس بسوس حالة طايفة من يداولتيت”.
أما فاطمة الزهراء أهرموش فتناولت موضوع تلقي فن اسمكان من خلال تجارب وتحولات واستأثرت رقصة ترحالت باهتمام أحمد بلاج من خلال مقال بعنوان فنون البدو الرحل الأمازيغ بوادي نون: رقصة تَرْحَالْتْ نموذجا. وسلطت بشرى الأدوزي الضوء على السماع الصوفي النسائي بسوس من خلال تناول فن «أ كراو». كما ناقش جمال البوقعة فن الروايس ونبشت فاطمة الزهراء أوفرة في أحد الفنون المشهورة بالمناطق الأمازيغية؛ يتعلق الأمر بفن أحواش متخذة من إقليم تارودانت نموذجا للدراسة. وقاربت سميرة غيلان العلاقة بين التراث الثقافي بما فيه التراث اللامادي والسياحة.
واختتم العدد بمقال للحسن أودادن ربط بين الموروث المشترك بين ساكنة المغرب من خلال قراءة التفاعل بين الهوية والذاكرة والموسيقى في الأفلام من منظور دراسات الذاكرة.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: التراث اللامادي الجنوب المغربي مجلة التراث اللامادی من خلال
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: مخطط تصميم البرامج الدراسية بالجامعات يربط المناهج بسوق العمل
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن أركان مخطط تصميم البرامج الدراسية التي يتبناها الإطار المرجعي الاسترشادي للتعليم العالي، تتضمن 10 محاور رئيسية، تعمل على تلبية احتياجات سوق العمل من خلال تطوير مهارات متخصصة، وزيادة فرص التوظيف وتعزيز القدرة التنافسية للخريجين، في مقدمتها النظام القائم على "الوحدة الأكاديمية"(block based)، وفيه يمكن تناول المقرر الواحد من خلال تنوع وتكامل طرق التعليم والتعلم بما يضمن تفاعل الطلاب، وبما يتماشى مع فكر الجيل الرابع للجامعات، لتعزيز اندماج الطلاب وتفاعلهم ليس فقط في حيز الحرم الجامعي، بل يمتد ليشمل المستوى المحلي، وأيضًا العلاقات الإقليمية والدولية.
وقال الوزير إن محور التكامل بين الجانب الأكاديمي وسوق العمل والمجتمع، يعزز العلاقة بين قطاع الأعمال واحتياجات المجتمع والتعليم الجامعي؛ لتحقيق الأهداف التعليمية وتوفير فرص ناجحة للطلاب، كما يتيح هذا التفاعل تحديث المناهج وتوجيه الطلاب نحو مجالات العمل الملحة، وتوفير تجارب عملية تطبيقية لما سيقابله الطالب بعد التخرج؛ ما يعزز فهم الطلاب لاحتياجات قطاع الأعمال ويعزز استعدادهم للتوظيف، ويساهم في تطوير مهارات الاتصال والعمل الجماعي.
وفيما يخص محور ربط البرامج والمقررات الدراسية بأهداف التنمية المستدامة، أكد عاشور أن ربط البرامج الجامعية بأهداف التنمية المستدامة يعزز تحقيق الاستدامة عبر تعزيز الوعي وتطوير مهارات الطلاب، كما يساهم في تشجيع التفكير النقدي والمسئولية الاجتماعية، مع تعزيز الابتكار والبحث في مجالات تسهم في التنمية المستدامة.
وأضاف عاشور أن محور تصميم البرامج الدراسية في شكل مراحل متكاملة يعتمد على معايير واضحة تضمن تكامل المراحل التعليمية وتتابعها، حيث تُقسم إلى مستويات مترابطة تُبنى تدريجيًا وفق نموذج من (6) مراحل، ولا يُنتقل من مرحلة لأخرى إلا بعد إتمام السابقة بنجاح، وبشروط تضعها المؤسسة التعليمية، كما تُحدد لكل مرحلة مقررات ومتطلبات نجاح، ويمكن تعديل المعايير حسب طبيعة البرنامج ولوائح المؤسسة.
كما أشار الوزير إلى محور مقرر البحث العلمي، الذي يهدف إلى تعليم الطلاب كيفية إعداد بحث علمي في المرحلة الدراسية المتقدمة، وتبني فكرة فلسفة "التعلم مدى الحياة"، وتطوير مهارات البحث، وتعزيز التفكير النقدي، وتنمية الاستقلالية والتخضير للحياة المهنية، وتعزيز مساهمة الطلاب في المعرفة.
من جانبه، أشار الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، إلى محور "التخصصات الفرعية (Minors) "، وهو الركن السادس من أركان مخطط تصميم البرامج الدراسية والذي يشير إلى مجالات أكاديمية يمكن للطالب دراستها بجانب تخصصه الرئيسي ويطلق عليها فرعية، من خلال عدد محدد من الساعات الدراسية، موضحًا أن الجامعات تحدد شروط الالتحاق بها وفق لوائحها الأكاديمية، لافتًا إلى أن هذا الخيار يتيح للطلاب توسيع معارفهم في مجالات خارج نطاق تخصصهم الرئيسي؛ بما يعزز من فرصهم الأكاديمية والمهنية.
وحول محور اعتماد التدريب العملي كجزء تكاملي عند بناء البرامج الدراسية، أكد الدكتور مصطفى رفعت، دمج التدريب العملي في المقررات الجامعية، من خلال تصميم برامج تعليمية تشمل فترات تدريب عملي، بالتعاون المباشر مع قطاع الأعمال، مما يتيح للطلاب فرصة للممارسة المهنية قبل التخرج، ومن ثم تحسين تحصيلهم الأكاديمي.
وأوضح أن تنوع التدريب ما بين تدريب داخلي يتم من خلال مراكز ووحدات المؤسسة التعليمية ذاتها، وخارجي، حيث يتم من خلال جهات محلية حكومية أو قطاع خاص، أو دولية وفقا لشراكات وبروتوكولات تعاون تسير وفقًا للمهارات ومخرجات التعلم المطلوبة في البرنامج الدراسي.
كما أشار أمين المجلس الأعلى للجامعات، إلى محور الاهتمام بإتاحة مقررات “الموضوعات المختارة ”Selected Topics Courses"، ضمن الخطط الدراسية بهدف تمكين الطلاب من استكشاف قضايا معاصرة واتجاهات ناشئة لا تغطى عادة في المقررات الأساسية، وهو ما تتبناه جامعات الجيل الرابع، بما يسمح بتخصيص رحلة تعلم فردية تتماشى مع أهداف الطالب المهنية أو الأكاديمية.
وذكر أن المحور الخاص بلائحة البرامج الدراسية يتضمن خطة دراسية مرنة ومحددة، موضحًا أن البرامج الأكاديمية تعتمد على خطط دراسية تجمع بين الثبات والمرونة، حيث تشمل مقررات أساسية تُطرح بشكل ثابت، وأخرى اختيارية تُتاح بحسب الإمكانات والموارد المتوفرة.
ولفت إلى أن محور برامج تحويل المسار الأكاديمي يهدف بشكل عام إلى تسهيل الانتقالات المهنية، وتقليص فجوات المهارات، ودعم التعلم مدى الحياة، من خلال توفير فرص تعليمية جديدة تُعزز التطور المهني والتنافسية في سوق العمل.