المقداد: الناس تستشهد والبيوت تُدمّر والبعض يتماهى بخطابه مع العدوّ الإسرائيلي
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
أشار عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب علي المقداد، إلى أن "إسرائيل قصفت البارحة مدينة بعلبك، ولكن الرد كان أقسى وأقوى عندما قصفت المقاومة مستعمرات الجولان بأكثر من 60 صاروخاً. فهذا الإسرائيلي لا ينفع معه إلا القوة، ولا ينفع معه إلا الرد على الصاع صاعين، ولو لم يكن هناك الرد الموجع على كل عدوان، لكانت اليوم أراضي لبنان مجتاحة من قبل العدو الصهيوني الذي بات يحسب ألف حساب لأي اعتداء على لبنان".
جاء ذلك خلال رعايته إطلاق "حزب الله" حملة لتوزيع 30 طنا من الدواجن على العائلات المتعففة في البقاع وبيروت وجبيل، من مسلخ فادي المقداد في مقنة، في إطار "مشروع العباس"، بحضور مدير المشروع السيد حسن الموسوي وفريق العمل.
وأضاف: "المقاومة اليوم بناسها ومجاهديها وبأمنييها وبقادتها، تقف في وجه العدو الصهيوني الغاشم، ولولا وقوفنا في وجه هذا العدو، ولولا مبادرة المقاومة إلى نصرة أهالي غزة ومقاومتها الباسلة في 8 تشرين الأول، أي في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، لكان لبنان مستباحا".
واستغرب المقداد "مواقف البعض من مسألة ترميم البيوت التي دمرها العدوان الإسرائيلي"، متسائلاً "هل هؤلاء لبنانيون؟ هل يمتلكون القليل من الحس الإنساني والكرامة الوطنية؟ الناس تقتل وتستشهد، والبيوت تدمر، والبعض يتماهى بكلامه وخطابه مع العدو الإسرائيلي، عندما يطالب الدولة بأن لا تدعم اللبنانيين، وأن لا تعوض على الذين دمرت بيوتهم. آمل أن يعيد هذا البعض حساباته في تصريحاته ومواقفه، لأن هذا الكلام لا يسيء له فقط، وإنما يسيء إلى كل اللبنانيين، ويسيء إلى الجرحى والشهداء، كما يسيء إلى عوائل الشهداء الذين قدموا أغلى ما عندهم لكي يحافظوا على أمن لبنان واللبنانيين".
ورأى أن "مشروع العباس هو جزء من مشروع المقاومة التي تحمي لبنان، والتي تحمي الأمة الإسلامية اليوم، والمقاومة التي تدافع عن كل إنسان في هذا البلد، ومشروع العباس هو جزء من المقاومة الاجتماعية، وبصراحة هذه العوائل المتعففة ليست بحاجة إلى الحصص الغذائية، إنما يعبر القيمون على هذا المشروع عن محبتهم وحرصهم على أهلنا وناسنا، وخصوصا على المستضعفين منهم، نكون قد قمنا بعملين صالحين، الأول بأن نتكافل ونتضامن، إن كان على الصعيد المادي أو على الصعيدين النفسي والروحي، والثاني بأن نقول للعالم أجمع بأن هذه العائلات الكريمة محتضنة، ولطالما هناك مقاومين على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي أمثال الأخوة الذين يعملون في هذا المشروع، فنحن بإذن الله سننتصر، لأن الإنتصار لا يكون فقط بالسيف والمدفع والقذيفة، بل يكون الانتصار أيضاً عندما نقاوم كمجتمع قوى الشر الصهيونية والأميركية التي تسعى لإيذاء شعبنا وأهلنا. هذا المشروع هو جزء لا يتجزأ من مشروع المقاومة والدفاع عن أهلنا وناسنا".
وختم المقداد: "من بركات مشروع العباس للترميم إنجاز ترميم 530 منزلا لعائلات متعففة. إسرائيل تقصف وتدمر، ومشروع العباس إلى جانب المقاومة يرمم البيوت".
الموسوي
وتحدث السيد الموسوي، فقال: "لقد تعلمنا من كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى أن نحمل السلاح بيد، ونحمل محاربة العوز والفقر بيد، فكما أن البندقية سلاح، والقلم سلاح، كذلك الرغيف سلاح في وجه كل من أراد تجويع ناسنا وأمتنا وأهلنا".
وتابع: "كما وضع الإمام المجتبى كل المقدرات التي بين يديه في سبيل خدمة من حوله، كذلك يقوم مشروع العباس بخدمة مجتمعه وأهله وناسه في هذا الشهر الفضيل، وفي هذه الظروف القاهرة والصعبة، حيث يقدم اليوم أكثر من 30 طناً من حصص الدجاج تطال منطقة بيروت والبقاع وجبيل".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هدي النبوة.. خطيب المسجد النبوي: يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرا
قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه ينبغي بذل الخير والسعي في إسعاد الناس ونفعهم، والتيسير على العباد، ودفع الضرر عنهم، والسعي في إصلاح ذات البين.
هدي النبوةوأضاف“ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الثالثة في جمادي الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أن ذلك امتثالاً لما حثّ عليه دين الإسلام، وبما جاء في كتاب الله جل وعلا، وهدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من القول والعمل.
وأوضح أن من هدي النبوة، ومن نور الرسالة الذي يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرًا وهدفًا، ويربط المسلم مجتمعه، ويجعله فاعلاً بينهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا) رواه الطبراني.
وأشار إلى أن هذا الحديث، يصحّح نظر المسلم للكون والخلق والحياة، ويقوّم المسار، ويوجه البوصلة، وهو جدير بأن نتأمل حروفه ونتبين مدلوله، ليتدفق في عروق الأفراد والمجتمعات طعم الإسلام، وحلاوة هذا الدين.
يصحّح نظر المسلموتابع: خاصة حين تغلب روح الأنانية والفردية، ويتضخم حب الذات، وتجمد العواطف، وتذبل العلاقات، وينشغل المسلم عن واجبه تجاه أمته، وعن رسالته في حق وطنه، وعن دوره في مجتمعه.
ولفت إلى أن أعظم وسام يناله المسلم؛ أن يكون أحبّ الناس إلى الله، وأعظم تحفيز للمسارعين إلى الله وطالبي رضاه، زرع البسمة على الشفاه، وكشفُ الكربة عن المكروبين، وبذل العون للمحتاج.
وأفاد بأنه بمثل هذه التوجيهات الربانية والنبوية يربّي الإسلام أفراده على العطاء، ويجعل كل واحد منهم نبعًا يفيض بالخير والعطاء، فمن سلك هذا المسلك فإن حياته تتّسع، وصدره ينشرح، وتحلّ عليه البركة.
ونبه إلى أن أبواب النفع ليست محدودة في نطاق محصور، ولا في مجال ضيق، مشيرًا إلى وظيفة النبوة التي جُعلت لنفع الخلق وإخراجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام، فترك لنا الأنبياء والصالحون أمثلة عظيمة على المشاريع الحياتية التي كرّسوا حياتهم من أجلها.
أبواب النفعونوه بأنه قام كل نبيٍ بدعوة قومه لتوحيد الله، وأرسى معالم ومنارات اهتدى بها الناس من بعدهم، فنبي الله نوح عليه السلام يبني سفينة النجاة لأمته، ونبي الله إبراهيم عليه السلام يلبّي نداء ربه ويمتثل أمره ببناء الكعبة لتكون قبله للتوحيد وللعبادة للأجيال القادمة.
واستطرد: ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ويرسي فيها مكارم الأخلاق وقيم التربية ومحاسن الأمور، ولما رجع صلوات ربي وسلامه عليه من غار حراء قد عرته الدهشة للملك الذي جاءه في الغار.
وأردف : يقول لخديجة رضي الله عنها: "قد خشيت على نفسي" فقالت له: "كلا، أبشر، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" متفق عليه.
وبين أن هذه الأحوال كلها مشتملة على نفع متعدٍّ للآخرين، فكانت عاصمة له بإذن الله من أن يصيبه خزيٌ أو حزن أو أذى، كما تعلم الصحابة من نبيهم هذا الدرس ووعوه جيدًا وضربوا أروع النماذج في النفع، واستثمر كل واحد منهم ما وهبه الله من قدرات ومواهب في مشاريع حياتية تركت آثارًا خالدة على الأمة الإسلامية.
تعلم الصحابة هذا الدرسوبين الشيخ الثبيتي أن نفع الأمة له أشكال عديدة، فتارة بنشر الإسلام وبناء قيمه السامية، وتارة بإغاثة الملهوفين، ودعم الفقراء والمساكين، ومرة ببناء المساجد ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية.
وواصل: ثم بنفع الوطن الذي عاش على ترابه واستنشق هواءه ونهل من معينه بالإسهام في بناء مؤسساته، والعمل على ازدهاره ورفع شأنه، والانخراط في تنميته والعمل على استقراره وتعزيز لحمته.
وأفاد بأن من بين الناس من يجعل حياته مشروعًا يحمل الخير للناس، يضع نصب عينيه تجاوز حدود الوقت والمكان، فيكون سببًا في نفع أجيال متعاقبة حتى بعد أن يودع هذه الدنيا.
وذكر أن هؤلاء هم أصحاب الهمم العالية والطموحات الكبيرة، الذين يبذلون حياتهم لمشروع واحد عظيم، وهدف سامٍ كبير يملأ حياتهم، ويملأ حياة الناس من بعدهم، فينتفع به الناس أيّما انتفاع، ويسعى دومًا بالارتقاء بشأن المجتمع بخدمة يقدمها في مجال العلم أو الاقتصاد أو الصحة أو أي مجال من مجالات الخير والتطوع والتطوير والبناء.
مشروع الحياةوأكد أن مشروع الحياة حتى لو كان صغيرًا فإنه كبير بالنية الصادقة، وهي رسالة يحملها صاحبها طيلة حياته، يعمل من أجلها في كل لحظة من لحظات عمره، يبذل في سبيلها من جهده ووقته وماله؛ ليكون أثره ممتدًا بعد وفاته، ونفعه وأجره مدرارًا في ميزان حسناته، ومن أخلص النية وكان هدفه إرضاء ربه؛ نال مراده وبارك الله في جهده.
وأشار إلى أن مشروع الحياة قد يستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، لكن أصحاب الهمم العالية لا تثنيهم العقبات، ولا يحبطهم الفشل، بل يتعلمون ويمضون قدمًا بالصبر ومداومة العمل والعطاء وبذل الخير، مذكرًا بمن ساهموا في نفع الناس وتطوير المجتمعات بتأسيس المدارس والجامعات والمستشفيات، وتطوير العلوم والمعارف، ونشر العلم، وغرس القيم والدعوة إلى الله، فخلّد التاريخ أسماءهم، وحفظ الرب أجرهم، لا لأنهم بحثوا عن المجد الشخصي، ولكن لأنهم اختاروا نفع الناس، والارتقاء بأمتهم ووطنهم، ولا ينقطع أجرهم بوفاتهم.
ودعا إلى استشعار هذه المفاهيم العظيمة في تطوير المجتمع، وتأسيس المبادرات التي تنهض بالوطن، وتعزز من قوة الأمة، مشيرًا إلى حاجة الأمة اليوم إلى كل جهد نافع، ولكل مشروع يحمل الخير للأجيال القادمة.