فيناسترا تكشف أهمية الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الخدمات المصرفية للشركات
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
عقدت "فيناسترا"، المزود العالمي لتطبيقات البرمجيات والأسواق المالية، سلسلة من الفعاليات المصرفية للشركات والتي أقيمت في دبي ولندن، وشارك فيها كوكبة من كبار المسؤولين التنفيذيين من البنوك والمؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا. وتضمنت الفعاليات سلسلة من المحادثات والجلسات النقاشية البنّاءة سلّط المشاركون خلالها الضوء على الاتجاهات والتحديات والفرص التي تواجه المؤسسات المالية، مع التركيز على مبادرات التحول الرقمي والأتمتة، والمشهد الحالي لممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات وتأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التمويل.
وكان من بين المتحدثين رؤساء وحدة أعمال الإقراض في "فيناسترا"، بما فيهم ليكشمي ناير، الرئيس التنفيذي للمخاطر، وستيفن مو، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، بالإضافة إلى مسؤولين من شركات رائدة على غرار "مايكروسوفت" و"آي بي إم" و"نيودسك" Neudesic، إحدى شركات "آي بي إم"، وبنك قطر الدولي الإسلامي. وقد أقيمت الفعاليات برعاية كل من شركة "جينباكت" Genpact و"فيري بارك" Veripark و"تيسيلات" Tesselate.
من أبرز الموضوعات الرئيسة التي تم تداولها في سلسلة الفعاليات، ما يلي:
التغيير المطلوب في ثقافة العمل لنجاح تبني وتنفيذ الحلول التكنولوجية: في بيئة تتسم بالتضخم المفرط وتقلب أسعار الفائدة، تحتاج جهات إقراض الشركات إلى التركيز على المعالجة المباشرة (STP) لتقليل أوقات التسوية وجعل الأسواق أكثر كفاءة وسيولة، وتلبية الطلب المتزايد على الخدمات المصرفية التجارية التي لها تأثير إيجابي على تجارب الأفراد. عندما يتعلق الأمر بالتمويل التجاري، تظل العقبات هي نفسها إلى حد كبير: الامتثال والرقمنة وتحسين تجربة المستخدم. والتكنولوجيا موجودة بالفعل لمعالجة هذه التحديات التي تواجه القطاع. ومع ذلك، للتمكّن من استخدام التكنولوجيا بفعالية، يجب تغيير سلوك العديد من المؤسسات المالية التقليدية.
التحديث أمر بالغ الأهمية لتحقيق النمو: مع زيادة أحجام المعاملات (خاصة القروض المجمّعة)، يحتاج المقرضون إلى تحديث بنيتهم التكنولوجية الأساسية. وهذا يُمهّد الطريق للتحول الرقمي والنمو، والابتعاد عن الأنظمة القديمة والانتقال إلى مجموعة تكنولوجية أصغر حجماً وأكثر مرونة. من خلال التحديث، سيكون بمقدور المؤسسات، على سبيل المثال، الاستفادة من تحديثات دقيقة وسريعة للتسعير والمنتجات، وكذلك عمليات الاكتتاب وإعداد تقارير الائتمان المؤتمتة، والامتثال المؤتمت للمتطلبات المحلية، مثل قانون الشريعة الإسلامية. كما أن التكامل مع الجهات الخارجية والاستضافة متعددة السحابة من شأنه أن يُشكّل قوة دافعة في هذا الاتجاه من خلال السرعة وقابلية التوسع.
الذكاء الاصطناعي لا علاقة له بالتكنولوجيا، بل يتعلق بمدى إدراك البشر لكيفية استخدامه: يجب على البنوك النظر في حالات الاستخدام الواقعية للذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تعزيز عمليات ومنتجات الإقراض من خلال أتمتة عمليات التحقق من الامتثال واستخراج البيانات من المستندات، واستخدام مجموعات البيانات المتنوعة، مثل البيانات المناخية دون إدخال أدوات جديدة. وهذا يسهل اتخاذ القرارات والإجراءات في الوقت الفعلي في تفاعلات العملاء. تمكن قيمة الذكاء الاصطناعي التوليدي في إبداعه وعمله التحليلي، والذي يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في زيادة الانتاجية من خلال تمكين الموظفين، ويساهم في الوقت ذاته في تعزيز نمو الإيرادات وخفض التكاليف والتخفيف من المخاطر.
الحاجة إلى معايير مشتركة في التمويل المستدام: لايزال التمويل المستدام موضع تركيز عالمي، مع نمو كبير في إصدار السندات الخضراء، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا على وجه الخصوص. ومع ذلك، فإن وجود مصادر بيانات عالمية متعددة يجعل من الصعب إدراك حجم مخاطر الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات وإصدار تقارير بشأنها، بما في ذلك في سلاسل التوريد المعقدة، ووضع الأهداف. تحتاح الجهات التنظيمية والبنوك والكيانات الأخرى في القطاع إلى العمل معاً لاعتماد وتبني المعايير وأفضل الممارسات العالمية، مما سيساعد أيضاً في معالجة المخاوف المتزايدة بشأن الغسل الأخضر.، أي تضليل المستهلكين حول الممارسات البيئية للشركة أو الفوائد البيئية لمنتج أو خدمة ما.
هناك حاجة إلى تضافر الجهود الجماعية لمعالجة الفجوات في تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة: على الرغم من تقلبات السوق، فقد استمر النمو في إقراض الشركات الصغيرة والمتوسطة وحلول التمويل المتطورة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي. ومع ذلك، لاتزال الشركات الصغيرة والمتوسطة على مستوى العالم تواجه عوائق في الحصول على التمويل. تحتاج البنوك وشركات التكنولوجيا المالية ومقدمو الحلول التكنولوجية إلى العمل معاً لتعزيز قابلية التشغيل البيني بين المنصات والأنظمة المملوكة لها، وتبسيط عمليات الإقراض ورقمنتها وتحسينها لتحقيق قدر أكبر من الشمول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی من خلال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
#الذكاء_الاصطناعي والدخول إلى #خصوصيات_البشر
أ.د رشيد عبّاس
منذُ أكثر من عامين كنتُ قد كبتُ أكثر من مقال حول الذكاء الاصطناعي من حيث تقنيته وخوارزمياته, ومن حيث أقسامه وادواته وآليات عمله, وصولاً إلى تطبيقاته المتنامية في جميع جوانب الحياة البشرية, وتوقفتُ عند خطورة الجانب الأخلاقي له ببعديه المادي والمعنوي على حياة البشر.
تبدو خطورة الذكاء الاصطناعي من عدم وجود تشريعات وقوانين ضابطة له, الأمر الذي جعل مبدأ المسائلة معطّل تماماً, وجعل أيضاُ انضباط الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني في هذا الذكاء منعدم إلى حد ما, فضلاً عن خصوصية حياة البشر باتت متاحة وتحت رحمة التحول الرقمي لخوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية.
مقالات ذات صلة نجاح اداره البنك المركزي في حمايه الائتمان المالي ودعم بيئهً الاستثمار في الاردن 2025/03/15لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه قادراً على التحكم في جميع شؤون مجالات حياة البشر, وقادراً على احتلال آلاف الوظائف التي كان وما زال يقوم بها البشر والتي تُنذر بالاستغناء عن هؤلاء البشر, لنصل بعد ذلك ومن خلال الجيل الخامس من هذا الذكاء إلى نقطة مُقلقة تتمثل بضرب البشر بعضهم ببعض اجتماعياً, واختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني سواء بسواء.
رواد الذكاء الاصطناعي (إيلون ماسك, سام إلتمان, جفري هينتون,..) وصولوا إلى نقطة خطيرة للغاية تتمثل في إمكانية أن تعطي الروبوتات أوامر معينة لبعضها البعض دون تدخل البشر فيها, وأبعد من ذلك وصولوا إلى مرحلة متقدمة في توجيه طائرات الدراون تعليمات معينة لبعضها البعض في غياب تحكم البشر فيها.. وفي نفس الوقت أبقوا على الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني دون تشريعات وقوانين ناظمة تحترم وتراعي خصوصيات البشر, بالذات في الجانب الشعوري للإنسان, الأمر الذي فتح الباب على مصرعيه أمام الكثيرين للدخول إلى خصوصيات البشر وأسرارهم والتلاعب فيها كإضافة أو حذف محتوى معين, أو تشوية الصوت والصورة, وذلك من خلال التلاعب في تركيب الاصوات والصور معاً.
اليوم ومن خلال خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الأسية قد تشاهد فيديو لزوجتك في سرير رجل غريب, وقد يُنقل عنك عبر فيديو حديث غير لائق لم تقله عن شخص ما, وقد تشاهد فيديو لمشاجرة أب لك مع جار له, وأكثر من ذلك قد تشاهد حادث اصطدام سيارة ابنك في عمود كهرباء, لا بل هناك امكانية خوارزميات ولوغرتمات الذكاء الاصطناعي وأقتراناته الاسية أن تشاهد بنتك تغني بلباس فاضح على مسرح كبير يعج بالحضور من الرجال في احد المناسبات.
الأمر قد يبدو هنا مضحكاً, فقد يأتوا بمذيع اخبار معروف ويجعلوه يعلن خبر مزعج ويترتب عليه مشاكل اجتماعية عديدة, وقد يجعلوك تقود سيارة نفايات في احدى المدن وتتوقف عند الحاويات فيها, ثم هناك امكانية عالية لدى الذكاء الاصطناعي بجعلك جزاراً تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها على الزبون, وقد يأتوا بصاحب عمامة كبيرة ليفتي بقضية عليها خلاف ديني معين.. نعم قد يجعلوا منك رجلاً متسولاً في احدى الزقاق.
والحال هكذا سيجد العالم نفسه أمام ذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إيقاع الفتن بين أفراد البشر حاكمين ومحكومين وضربهم ببعضهم البعض دون أية ضوابط تُذكر, والعمل على اختراق خصوصياتهم دون أية مراعاة للجانب الأخلاقي والإنساني في ذلك, في الوقت الذي فيه ما هو عيب/ مُحرّم في مكان ما, قد يكون ليس عيباً/ ومُحلّل في مكان ما آخر.
ولعدم وجود تشريعات وقوانين ناظمة للذكاء الاصطناعي ستكون المجتمعات أمام مشكلات وخلافات اجتماعية وأيدولوجية عديدة, يصعب إيجاد حلول لها, وللخروج من هذه التحديات, لا بد من تفعيل مبدأ المساءلة, في ظل وجود تشريعات وقوانين ناظمة, تحترم خصوصيات البشر, وتراعي الجانب الأخلاقي والجانب الإنساني لهم.. كيف لا والذكاء الاصطناعي سيكون عابر لجميع المجتمعات, في الوقت الذي فيه خصوصية اجتماعية وأيدولوجية لكل مجتمع من هذه المجتمعات.