#سواليف

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته فيفيان يي وإياد أبو حويلة وأبو بكر بشير وأميرة حارودة، قالوا فيه إن #غزة التي لا تزيد مساحتها عن 140 ميلا، تحولت إلى #مقبرة خشنة، وفي كل مبنى أو بناية هناك بشر #مدفونون تحتها.

وأشار الكتاب إلى الفيديوهات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي عن شاب يبحث في أنقاض بيت صديقه، ويمسك بهاتفه بين يديه المرتجفتين لكن بدون جواب، ويقول: “يا ربي، أحمد… يا ربي”.

وفي شريط آخر، يزحف والد فوق جبل من الكتل الخرسانية الرمادية، وينادي أطفاله: “لا أسمعكم حبايبي”، ويبدأ في الفيديو الذي تأكدت الصحيفة من صحته، بمحاولة ثانية وينادي “سلمى” ويصرخ وهو يضرب بيده المغبرة “ألم أقل لك أن تعتني بأختك”.

مقالات ذات صلة هل ستطرد الصين الدولار الأمريكي من الشرق الأوسط؟ 2024/03/24

وفي فيديو آخر، رجل يبحث في #الركام عن زوجته وأولاده، رهف (6 أعوام) وعبود (4 أعوام) قبل أن يقول: “ماذا فعلت لتستحق هذا؟”.

وتقول الصحيفة إن آخر رقم قدمته وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن #المفقودين كان 7,000 شخص، إلا أن الرقم لم يحدّث منذ تشرين الثاني/ نوفمبر. وتقول الوزارة ومسؤولو #الإغاثة، إن أعدادا أخرى أضيفت إلى الرقم في الأسابيع والأشهر التي تلت.

وتم دفن البعض بسرعة بدون تسجيل أسمائهم في عداد الموتى، فيما تُركت الجثث الأخرى لتتحلل في العراء، نظرا لعدم الوصول إليها بسبب خطورة الأوضاع. وهناك من اختفوا وسط الفوضى والقتال والاعتقال الإسرائيلي. أما البقية، فيُحتمل أنهم لا يزالون عالقين تحت الأنقاض.

وتضاعفت أكوام الأنقاض منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر. فبعد كل غارة جوية، يتجمع المسعفون أو من يُعتقد أنهم مسعفون، وهم أفراد في الدفاع المدني وأفراد العائلة والجيران حيث يحاولون الحفر وسط حطام البيوت والبنايات. إلا أن الآمال تتلاشى بسرعة، ويُعثرون على الأشخاص الذين يبحثون عنهم في الأنقاض بعد أيام وأسابيع أو بعد أشهر.

ويشكل المدفونون تحت الأنقاض حصيلة ظل في غزة، ونجمة رمادية في أرقام وزارة الصحة التي سجلت الحصيلة بأكثر من 31,000 ألف شهيد، ويظلون جرحا مفتوحا لعائلاتهم التي تنتظر معجزة للعثور عليهم. وقد قبلت معظم العائلات بأن المفقودين هم ميتون، ومن غير الواضح إن كانت التقديرات الخاصة عن المفقودين تنعكس في الأرقام الرسمية.

ومن الصعوبة بمكان البحث عن جثث في الحطام وسط القصف المتواصل وتبادل إطلاق النار والغارات الجوية. وفي بعض الأحيان، تكون عملية البحث صعبة نظرا للمسافة البعيدة التي تفصل أفراد العائلة الذين غادروا بحثا عن أماكن آمنة. وتظهر الصور التي جاءت من غزة، رغبة العائلات في استعادة الموتى يوما ما، فقد كتب على بناية مدمرة: “عمر الرياتي وأسامة بدوي تحت الأنقاض”.

وقال سالم قاسم، الذي فرّ من بيت حانون نحو جباليا: “عائلتي تحت الأنقاض منذ أربعين يوما ولا نستطيع الوصول إليهم”. وقال إنه سارع نحو بيت حانون ليكتشف أن بيت والده المكون من ثلاثة طوابق دمر تماما. ولم يستطع العثور على والده ولا زوجة والده وأخواته وأخيه.

وحاول سالم الحفر لكنه توقف بعد تعرض الحي لقصف جديد، وحتى لو استطاع تجنب الجيش الإسرائيلي الموجود في المنطقة، فلن “يعثر على جثث ولكن رماد” كما قال.

وعندما تنهار البنايات المتعددة الطوابق، فمن الصعب تمشيط تلة الأنقاض بدون آليات ثقيلة، وهي غير متوفرة في العادة. وتعاني غزة منذ سيطرة حماس على الحكم في 2007، من حصار شامل فرضته إسرائيل ومصر، ويُحظر دخول المعدات الثقيلة المستخدمة في عمليات الإنقاذ بعد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل أو الدمار الشامل.

ويقول أحمد أبو شهاب، من الدفاع المدني، إنه لا يعرف إلا عن آليتين متوفرتين للحفر. وفي غياب المعدات الثقيلة، يعتمد عمال الإنقاذ على المجارف والمثقاب وأيديهم، وهي مهمة قاتمة وطويلة يقوم بها رجال غاضبون أو فاقدون لعائلاتهم بدون طعام أو شراب أو فرصة للراحة.

وقال أبو شهاب إنه استخدم وفريقه في الخريف جرافات وحفارات لإخراج العشرات من بناية متعددة الطوابق دمرها القصف، وكانت عملية طويلة ولم يصلوا إلى العالقين في الأنقاض إلا بعد 48 ساعة، وكانوا كلهم قد فارقوا الحياة. وقال أحمد إسماعيل (30 عاما) من مخيم النصيرات، إن غارة جوية دمرت في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر بناية متعددة الطوابق، ولم تستطع الجرافات الوصول إلى المكان بسبب ضخامة الركام وصعوبة الطريق. ولم تنج سوى عائلتين في البناية المحاذية، فيما قتل العشرات بمن فيهم أطفال.

وقال إسماعيل الذي يعمل ممرضا إن قريبته كانت من بين القتلى. وفرّت العائلة الممتدة من حي الشيخ رضوان، ولكنها قررت أن توزع نفسها على عدة أماكن، حسب قول إسماعيل. واستطاع المنقذون إخراج بعض الجثث من الطابق الثاني عبر الحفر بأيديهم، إلا أن قريبة إسماعيل، سلوى وأحد أولادها وشقيقها محمد لا يزالون تحت الأنقاض، إضافة لخمسة أفراد من العائلة التي استضافتهم.

ولم تساعد الجرافة، فبعد أن نظفت الشارع أخبر السابق المنقذين أن الوقود قد نفد. ولم يعد الاتصال برقم 101 للطوارئ مجديا، لأن شبكات الاتصال ضعيفة ومتقطعة وغير عاملة. وبدلا من ذلك، خاطر العديد من الناس بحياتهم وذهبوا بأنفسهم إلى الدفاع المدني طلبا للمساعدة. وحتى لو وصلوا، فإن نقص الوقود واستمرار القتال يعني أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني لن تكون قادرة على التحرك في غزة.

كما أن احتلال إسرائيل لشمال القطاع ومدينة غزة، منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى هناك، ولا يمكن عمل شيء للرد على مكالمات 101 من تلك المناطق. وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نبال فرسخ: “للأسف، نشعر بالعجز لأننا لا نستطيع الوصول إلى تلك المناطق” و”لا يزال آلاف الأشخاص عالقين تحت الأنقاض، وقد ماتوا الآن بسبب طول المدة”.

وكانت نيفين المدهون (40 عاما) في مدينة رفح عندما علمت أن غارة إسرائيلية ضربت بناية كان فيها شقيقها مجد وعائلته في الشمال. وشعرت بدافعية للذهاب والبحث في الأنقاض مستخدمة يديها، لكنها لم تستطع لأن الجيش الإسرائيلي عزل الشمال عن الجنوب. وذهب أقارب آخرون للبحث حيث ناشدتهم للعثور ولو على ناج واحد. وكانت العملية طويلة حيث عثر على سوار (14 عاما) لاعبة كرة السلة والتي كانت تحلم بأن تصبح مدربة. وتقول: “عندما علمت أنهم ماتوا بدأت بالبكاء والصياح، لكن لا أحد يسمعك في مكان غريب” و”لكن عندما قالوا إنهم أخرجوهم شعرت ببعض الراحة لأن الكثيرين لم يُنتشلوا”. ودفنوا جميعا في مقبرة العائلة ببيت لاهيا، وتأمل بزيارتهم يوما ما.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف غزة مقبرة الركام المفقودين الإغاثة تحت الأنقاض فی غزة

إقرأ أيضاً:

مؤرخ فرنسي: المنظمات الإنسانية قلقة من تحول غزة إلى مقبرة جماعية

كتب أستاذ العلوم السياسية والمؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو أن الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل منذ الثاني من مارس/آذار يوشك أن يحول قطاع غزة إلى "مقبرة جماعية"، في سياق حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير المسبوقة في الشدة والعنف والمدة.

وأشار الكاتب -في عموده بصحيفة لوموند- إلى أن هذه الحرب، رغم تعهد نتنياهو مرارا بتحقيق "نصر شامل" فيها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لم تعزز سوى قبضة الحركة على القطاع، وقضت على أي بديل سياسي أو اجتماعي لها، بل وخنق القصف المتواصل الاحتجاجات الأخيرة المناهضة لها.

وذكر فيليو بالإسرائيليين المحتجزين في غزة، وقال إن 24 منهم فقط ما زال يعتقد أنهم على قيد الحياة في غزة، وهذا يزيد من قلق أحبائهم، وأكد أن إطالة أمد الحرب لا يضمن سوى تماسك الائتلاف اليميني المتطرف، والحفاظ على سلطة نتنياهو، رغم المحاكمات والفضائح العديدة التي استهدفته.

وتابع أستاذ العلوم السياسية أن هذه الحرب التي أصبحت غاية في حد ذاتها لدى نتنياهو، دمرت قطاع غزة بالفعل، بعد قتل أكثر من 51 ألف شخص، مع عدد مماثل من الضحايا غير المباشرين بسبب الجوع والأوبئة، وانعدام الرعاية الصحية، والإرهاق العام للسكان، حيث يعاني حوالي 4 آلاف طفل من سوء تغذية حاد، في وقت يستمر فيه حصار الجيش الإسرائيلي المحكم للقطاع منذ ما يقرب من شهرين.

إعلان مجزرة 23 مارس/آذار

وما كانت كارثة إنسانية بهذا الحجم لتتواصل -حسب فيليو- لولا منع وسائل الإعلام الأجنبية من الوصول إلى قطاع غزة، وقتل نحو 200 صحفي فلسطيني، إضافة إلى قتل 400 من عمال الإغاثة، بينهم 15 عامل إنقاذ فلسطينيا في مدينة رفح، تعرضوا للقصف أثناء بحثهم عن زملائهم المفقودين، وأنكرت إسرائيل في البداية قتلهم، قبل أن تقر بعد شهر بوجود "أخطاء".

وبالفعل قامت مطالبات ملحة بإجراء تحقيقات مستقلة ودولية، ولكن إسرائيل رفضتها باستمرار، وحذرت مجموعة من 12 منظمة غير حكومية دولية من "انهيار تام" للمساعدات الإنسانية، في ظل غياب "ضمانات تمكن فرقنا من أداء عملها بأمان تام"، كما أدانت منظمة أطباء بلا حدود الغارات التي لم تعد تستثنى منها المواقع الإنسانية، وقالت إن "غزة أصبحت مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يهبون لمساعدتهم"، وأضافت "هذا ليس فشلا إنسانيا، بل خيار سياسي وهجوم متعمد على شعب، ينفذ في ظل إفلات تام من العقاب".

وحتى اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفعت صوتها في أعقاب القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضرارا بمبناها الرئيسي في قطاع غزة مرتين، وقالت إنها تدين "بأشد العبارات" أي إجراء يعوق قدرتها على تقديم "المساعدة والحماية لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة في بيئة إنسانية متقلصة باستمرار".

وخلص فيليو إلى أن نتنياهو وحكومته يظهران، بمهاجمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استخفافهم لا بالقانون الدولي الإنساني فقط، بل أيضا بحياة مواطنيهم المحتجزين في القطاع الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • الوصول إلى الساحل وإقليم تيغراي.. هل تندلع حرب أخرى بين إثيوبيا وإريتريا؟
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • اليونيسف: غزة تحوّلت إلى مقبرة أطفال.. يواجهون الموت والجوع بلا رحمة (فيديو)
  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • مؤرخ فرنسي: المنظمات الإنسانية قلقة من تحول غزة إلى مقبرة جماعية
  • شرطة نيويورك تحقق في صدامات أثناء زيارة بن غفير
  • حصيلة جديدة لعدد قتلى عملية الدهس في كندا
  • نيويورك تايمز تكشف أسباب انفجار ميناء الشهيد رجائي في إيران
  • “نيويورك تايمز”: وقود صاروخي قد يكون وراء انفجار ميناء رجائي الإيراني
  • الحريق يشتد.. ارتفاع حصيلة انفجار ميناء إيران إلى 8 قتلى و750 جريحًا