عربي21:
2025-03-10@04:19:54 GMT

إسلام الخلاط وسوء الطالع.. تأملات في النحس العربي (2-2)

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

في عالم القمار والمقامرين تتم المراهنات المعروفة عادة وبخاصة في سباق الخيل بترجيح فوز فرس على بقية الخيول، والقوانين الضابطة لهذا الموضوع لا تقوم على حسابات دقيقة، وإنما تقوم على استعراض سيرة الحصان في السباقات الماضية، ومن ثم فالحدس والتخمين والاحتمالات هي المرجح الأول لفوز الحصان المختار في هذا النوع من المقامرة.



ومن سوء الطالع أن يتجه الحدس والتخمين في كل مرة إلى المراهنة على الحصان الخاسر، ويترتب على ذلك خسارة المال بيقين، لكن الأكثر سوءا وغرابة وجنونا هو أن يراهن مقامر لا على فرس في السباق، ولا حتى على بغل خارج السباق، وإنما يختار حمارا هزيلا ليراهن عليه في غير سباق.

بعض الناس بالفعل يسلك هذا المسلك مدفوعا بغلّ وكراهية لفكرة ما، فيدفع بماله وجهده في عكس الحقائق والقوانين الكونية الثابتة، ويوظف لذلك دوائر ومؤسسات وكتاب ومراكز دراسات، ويستأجر باحثين ليشوهوا الفكرة التي يعاديها صاحبنا.

الممول حامل دفتر الشيكات ومعه الجوقة المستأجرة، تحسب أن الإسلام أصابه الكبر وله ذرية ضعفاء، فيجتهد المؤلفة جيوبهم بأقلامهم وأبحاثهم في البهتان والكذب "ويتكادمون على دين الله تكادم الحُمر"، ولا تتحرج تلك الجوقة من تسخير كل قواها لخدمة وإرضاء الممول في ابتداع دين جديد مُصَنَّع في خلاط العته العقلي يطلق عليه "الديانة الإبراهيمية"
الممول حامل دفتر الشيكات ومعه الجوقة المستأجرة، تحسب أن الإسلام أصابه الكبر وله ذرية ضعفاء، فيجتهد المؤلفة جيوبهم بأقلامهم وأبحاثهم في البهتان والكذب "ويتكادمون على دين الله تكادم الحُمر"، ولا تتحرج تلك الجوقة من تسخير كل قواها لخدمة وإرضاء الممول في ابتداع دين جديد مُصَنَّع في خلاط العته العقلي يطلق عليه "الديانة الإبراهيمية" يجمع في عقيدته كل التناقضات، كما تتكون عبادته من خليط مختصر من كل الديانات. يعني كما يقال في المثل المصري "سمك لبن تمر هندي"، فتراهم بقصد وسبق إصرار، يبذلون كل جهد في التزوير والتحوير والتشويه، وهم يعلمون يقينا أن كل جهد يُبذل في هذا المجال تأثيره وقتي، وبقاؤه ليس محكوما عليه بالفشل فقط، وإنما بالمحو والمحق، مهما بلغت قوة المال خلفه، وستكون العاقبة أن يلحق العار والخزي بالممول وخدمه المستأجرين.

وتلك سنة كونية وقانون حاكم في ثوابت الوجود الاجتماعي في الأفراد والمجتمعات والناس.

النموذج لذلك بعض الأنظمة الحاكمة التي تعيش حالة "فوبيا" (خوف مرضي) من كل ما هو إسلامي المنشأ والاتجاه، وتحاول أن تخفي هذا الغل تجاه الإسلام الحقيقي، فتجمع المؤلفة جيوبهم والمختلة أفكارهم من شتات الأرض وتغدق لهم العطاء في محاولة لصناعة إسلام بديل هو إسلام "الخلاط" الذي ينتج "سمك لبن تمر هندي".

خلاط الإسلام البديل تكاليفه عالية وعوائده الخسار، والجهد المبذول فيه لتزوير التاريخ وتدنيس الحقائق والتلبيس على خلق الله لو بذلت الأنظمة ربعه في تطور البلاد وتنمية المجتمعات لربما وصلت إلى مصاف الدول الكبرى، لكن العمى الإرادي والأهواء الضالة يسيطران على قرار هذه الأنظمة لدرجة الهوس أو الصرع
الجوقة المستأجرة لهذا الخلاط عمال غير مهرة ولا يتقنون الصنعة، ولا يحسنون تسويق السلعة (سمك لبن تمر هندي)، وإنما يكشفون عوار الفكر وعورة التوجه وقبح المنتج، وكم هو رخيص ومبتذل.

خلاط الإسلام البديل تكاليفه عالية وعوائده الخسار، والجهد المبذول فيه لتزوير التاريخ وتدنيس الحقائق والتلبيس على خلق الله لو بذلت الأنظمة ربعه في تطور البلاد وتنمية المجتمعات لربما وصلت إلى مصاف الدول الكبرى، لكن العمى الإرادي والأهواء الضالة يسيطران على قرار هذه الأنظمة لدرجة الهوس أو الصرع، فلا تجد مصيبة حلت بالمسلمين في مكان ما إلا وكان المال السياسي المغتصب من حقوق الناس خلف تلك المصيبة.

الكارثة الكبرى أن كل هذا البذل الشيطاني سيذهب سدى، لأن غباء أصحابه قادهم إلى معاندة الله في وعده، ولذلك فلن يرفع الله لهم راية، ولن يحقق لهم غاية، فضلا عن فضيحة الحال وسوء المآل، تأمل ما قال ربنا جلا وعلا: "وَمَكَرُوا مَكْرا وَمَكَرْنَا مَكْرا وَهُمْ لَا يَشْعُرُون، فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ، فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَة بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَة لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ، وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ" (النمل 53-50).

وعجيب أمر النحس العربي حين يراهن لا على حصان خاسر فقط، وانما يراهن على حمار فاشل لا يصلح حتى لحمل سبخ ولا ليجر عربة.. والجنون فنون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المال السياسي الاسلام تشويه المال السياسي سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع

أكد الدكتور مجدي عبد الغفار، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا يحقق التوازن بين أفراد المجتمع، وليس مجرد تفضّل أو إحسان، بل هو مسؤولية شرعية واجتماعية، حيث أمر الله به في قوله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾. 

بث مباشر .. الآلاف يؤدون العشاء والتراويح بالجامع الأزهر ليلة 9 رمضاندرس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثامنة من شهر رمضان

وأوضح أن أمة الإسلام وُصفت بأنها أمة التكافل والتراحم، وقد تجلّى ذلك في سيرة النبي ﷺ قبل بعثته وبعدها، حيث وصفته السيدة خديجة رضي الله عنها بقولها: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق.

وأشار الدكتور عبد الغفار خلال درس التراويح اليوم السبت بالجامع الأزهر، إلى أن التكافل في الإسلام يتجاوز الجانب المادي إلى أبعادٍ أعمق، تشمل التكافل النفسي والاجتماعي، فالإنسان قبل البنيان، والمجتمع المتراحم لا يمكن أن يترك فيه الغنيُّ الفقيرَ دون سند، ولا الطبيبُ المريضَ دون علاج، بل يسود فيه الشعور بالمسؤولية الجماعية. 

واستشهد بما وقع لسلمان الفارسي رضي الله عنه، حين كان مكاتبًا مديونًا، فجاء رجلٌ إلى النبي ببيضةٍ من ذهب، فسأله النبي: ماذا صنع الفارسي؟ فلما علم أنه لا يزال في كربه، أرسل له المال ليساعده في سداد دينه، حتى استطاع سلمان أن يتحرر من الرق ويلزم النبي في كل غزواته بعد ذلك.

وبيّن أن التكافل لا يقتصر على سد الاحتياجات المالية، بل يشمل أيضًا التكافل في المشاعر، فالإنسان قد يُثقل كاهله الهمّ، فيحتاج إلى من يواسيه، كما حدث مع قيس بن ثابت رضي الله عنه، الذي نزل فيه قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾. إذ اعتزل في بيته باكيًا، يظن أن عمله قد حبط، حتى أرسل إليه النبي من يطمئنه ويبشره بأنه من أهل الجنة.

وأكد الدكتور مجدي أن هذا النموذج الإسلامي في التكافل يُظهر أن الإسلام لا يسعى إلى القضاء على العاصي، بل يسعى للقضاء على المعاصي، وأن واجب المجتمع المسلم أن يكون قائمًا على التراحم والأخذ بيد الضعيف والمخطئ، حتى يكون الجميع في طريق الخير والاستقامة. فالتكافل في الإسلام ليس إحسانًا من فردٍ إلى آخر، بل هو ركيزة من ركائز بناء الأمة، تجعلها قادرةً على مواجهة التحديات، وتحقيق معاني العدل والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • ماذا حدث لأصحاب السبت بعد مخالفة أمر الله؟.. إسلام النواوي يشرح
  • دروس وعبر من قصة سيدنا موسى.. ما هي معجزة شق البحر؟
  • النحس شعار مهمة كابتن حسام الجديدة في مسلسل الكابتن
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: الإسلام جعل التكافل مبدأً راسخًا لتوازن المجتمع
  • إبراهيم عليه السلام رمزٌ وقدوةٌ في البراءة من أعداء الله، لا التطبيع معهم!
  • مسجد قباء أول مسجد أسس في الإسلام يحمل في جنباته عبق السيرة النبوية
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • خالد الجندي: هذه الكلمة من أحب الألفاظ إلى الله
  • «الضويني»: الأزهر منحة ربانية منّ الله بها على الأمة لتعبر عن روح الإسلام
  • الزعاق: الإسلام جعل علم الفلك علم استقرائي .. فيديو