لله على عباده فضل كبير في كل طاعة وعبادة يفرضها، بما في ذلك فريضة الصوم، التي تأتي في شهر الخيرات، وتتهيأ فيه النفوس إلى عمل الصالحات، وتُقبل فيها القلوب على الله راجية أن تنال عفوه ورضاه، فالحكمة من الصيام ليس الامتناع عن الأكل والشرب، وحسب،فرمضان والمتأمل في سره الكبير، يرى أنه فرصة للتغيير، نغير فيه من أنفسنا فنحبسها عن الشهوات، ونفطمها عن المألوفات.


– فرمضان خطوة نحو التغيير لمن كان مفرطا في صلاته، فلا يصليها مطلقا، أو يؤخرها عن وقتها، بأن يواظب على أداء الصلوات في أوقاتها، فأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإذا صلحت صلح سائر عمله، وإذا فسدت فسد سائر عمله.
رمضان خطوة نحو التغيير لمن اعتاد الخوض في سفاسف الكلمات، أن يغير من نفسه ولا يقول إلا خيرا فالكلمة الطيبة صدقة، وحفظ اللسان طريق لدخول الجنة والنجاة من النار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم”
– رمضان خطوة نحو التغيير لمن خاصم أحداً من الناس أن يعفو ويصفح، ويصفي قلبه من شوائب الأنانية والمصالح الذاتية، قال تعالى: “فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ..”
– رمضان خطوة نحو التغيير للغارقين في بحور الذنوب والمعاصي أن يسارعوا بالتوبة والرجوع لله سبحانه وتعالى فهو سبحانه: “غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ..”
– رمضان خطوة نحو التغيير لمن هجر قراءة وحفظ القرآن الكريم وتدبره والعمل بما فيه، بأن ينتهز شهر القرآن فيحدد لنفسه ورداً معيناً يحافظ عليه في كل يوم، وأيضا الذكر آناء الليل وأطراف النهار: “يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً..”
– رمضان خطوة نحو التغيير لم ن اعتاد الشح والبخل أن يكثر من الصدقات فالله سبحانه وتعالى يربي الصدقة لصاحبها حتى تصير مثل الجبل، قال تعالى: “يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ..”
– رمضان خطوة نحو التغيير لمن اعتاد الكذب أن يترك هذه العادة السيئة ويتحلى بالصدق، وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن كذاباً ؟ قال: لا، وقال: “ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا”
– رمضان خطوة نحو التغيير لمن قطع رحمه أن يصلها، فصلة الرحم تزيد في الرزق وتطيل العمر ومن وصلها وصله الله تعالى.

لكن كيف يكون التطبيق..؟
أجل إن التطبيق مسألة تحتاج منا المواجهة فقط، فحتى تقوم بالتغيير عليك أن تواجه نفسك بأخطائها ومعاصيها، ولا تتنصل من تلك ولا تبرر نفسك، واعلم أنك لن تُصلح من شأنك إلا إذا كنت عازماً ومصراً على التغيير، فلتكن جاداً في تغيير نفسك من الآن، ولا تؤجل ولا تسوف، فما عليك أنت سوى البدأ وعلى الله التمام، يقول الله تعالى في حديث قدسي: “ابن آدم، قم إلي أمشي إليك، امش إلي أهرول أليك”، فاستعن بالله أولاً وأخيراً ، ولتكن لك إرادة وعزيمة قوية في أن تغير نفسك إلى الأفضل، واعلم أن التغيير لا بد أن يبدأ من أعماق نفسك، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
وأخيرا: افتح صفحة جديدة في حياتك، وجدد نيتك، واعلم أنك إذا لم تنجح في تغيير نفسك في رمضان فإنك لن تقدر على التغيير، بل أظنك لا تريد التغيير، حدد لك هدفا واضح تريد الوصول إليه، تعيش من أجله، وتجعله دائماً نُصب عينيك، ولا شك أن أعظم وأسمى هدف يسعى إليه المؤمن في هذا الشهر الكريم أن يعتق الله رقبته من النار .
جعلنا الله وإياكم من عتقائه، والفائزين بمرضاته، والغانمين بجنانه يا رب
**

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

ناهد السباعي بمهرجان الإسكندرية:«يوم للستات» الأقرب لقلبي وعملي مع يسري نصر الله علامة فارقة

خلال حلقة نقاشية ثرية حول دور المرأة في الفن، أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، تحدثت الفنانة ناهد السباعي عن تجربتها الفنية والأدوار التي قدمتها والتي تعكس صورة المرأة في المجتمع.

وأكدت السباعي على أن "كل دور قدمته يحمل جانبًا من شخصيتي، وهناك أدوار تحتل مكانة خاصة في قلبي، وبالتأكيد أستفيد وأتعلم من كل تجربة أخوضها، فعلى سبيل المثال، فيلم 'يوم للستات' كان قريبًا جدًا مني، وكذلك مسلسل 'منورة بأهلها'. ومعظم أعمالي التي جمعتني بالمخرج القدير يسري نصر الله والمخرجة المتميزة كاملة أبو ذكري أعتز بها كثيرًا".

وعن الأعمال التي أثرت فيها مؤخرًا، أشارت ناهد السباعي إلى فيلم "الهوى سلطان" كواحد من "أحب الأعمال التي شاهدتها وتركت فيّ أثرًا عميقًا"، بالإضافة إلى مسلسلات مثل "٨٠ باكو" و"لام شمسية" و"أولاد الشمس".

وأوضحت السباعي حرصها الدائم على تقديم أدوار متنوعة ومختلفة، معربة عن شعورها بـ"الحظ الكبير" لتعاونها مع نخبة من الممثلين وصناع السينما الذين كانت تتمنى العمل معهم، كما تطرقت إلى بداياتها الفنية، حيث أشارت إلى أن أدوارها كانت في البداية "محصورة في شخصية الفتاة الشعبية".

وفي إجابتها عن سؤال حول ما إذا كان الفن قادرًا على إحداث تغيير في المجتمع، أكدت ناهد السباعي قائلة: "بالتأكيد الفن له قوة تأثيرية كبيرة على المجتمع، والدليل على ذلك فيلم 'جعلوني مجرمًا' الذي ساهم في تغيير القانون. هناك الكثير من الأعمال الفنية التي تؤثر في المجتمع وتدفعه نحو التغيير الإيجابي".

والجدير بالذكر أن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير تستمر حتى الثاني من شهر مايو، وتتضمن عروضًا متنوعة لأفلام قصيرة من مصر ومختلف دول العالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار وتبادل الآراء حول قضايا الفن وصناعة السينما.

يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى توفير منصة هامة لصناع السينما لعرض إبداعاتهم أمام الجمهور.

المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام تحت رعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، بالإضافة إلى عدد من الرعاة والداعمين من القطاع الخاص والمؤسسات الثقافية.

مقالات مشابهة

  • بعد تحذير الأرصاد اليوم .. كيف تحمى نفسك من الأمراض
  • عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الثقافة اللبناني التعاون الثقافي
  • 3 شخصيات تنشر عدوى التوتر.. نصائح علمية لتحصين نفسك
  • لمرضى الحساسية.. كيف تحمي نفسك من العاصفة الترابية؟
  • ناهد السباعي بمهرجان الإسكندرية:«يوم للستات» الأقرب لقلبي وعملي مع يسري نصر الله علامة فارقة
  • قيادي بالمؤتمر: مرافعة مصر أمام «العدل الدولية» خطوة جديدة من الدولة لدعم القضية الفلسطينية
  • علي جمعة: المفتي الماجن أخطر من الجاهل الصريح لأنه يدعو إلى فتنة تفسد المجتمع كله
  • «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يؤكد على أهمية عام المجتمع
  • رمضان عبد المعز: الجنة منحة من الله وليست استحقاقا حتى للمتقين
  • أيها البرشلونيون: ارحموا عزيزَ قومٍ ذل ..!