لجريدة عمان:
2025-01-30@16:20:00 GMT

بوصلة السراب..رواية التحولات لأحمد الرحبي

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

بوصلة السراب..رواية التحولات لأحمد الرحبي

يواصل الكاتب العُمانيّ أحمد الرحبي مشروعه الإبداعيّ (كتابة وترجمة)، حيث صدر له مؤخرًا روايته الثالثة (بوصلة السراب) عن دار أوكسجين، بعد روايتيه الوافد (2006)، وأنا والجدة نينا (2015).

يشتغل الرحبي على خط خفي في سرده، هو الاغتراب، اغتراب الإنسان، وهي ثيمة واسعة ومتشعبة وعميقة، ثيمة أصبحت ملازمة لحياة الإنسان المعاصر، وربما تُلامس روح الكاتب الذي اختار موسكو موطنا لدراسته وحياته.

وهذه الثيمة ظهرت بأشكال ومظاهر مختلفة في أعمال الكاتب.

من العتبة الأولى للنص (بوصلة السراب) نحن أمام لعبة المتناقضات، وهي متناقضات ضرورية لكشف جوانب، وحياة الشخصيات. الشخصيات التي تعيش في قرية مغلقة/ ومفتوحة على كل الاحتمالات وتحولات الزمن، وتمدد الأمكنة وتوحّش الإنسان، وانكسار الأحلام.

الشخصيات التي نسجها الرحبي بإتقان فني عال، ووعي سردي. والتناقضات هنا ليس على مستوى الشخصيات وما تفعله في الحدث السردي، بل حتى الأمكنة، رغم الوصف الرومانسي للقرية الذي يطفو في التفاصيل هناك رأس للرأسمالية بدأ يطل على هذه القرية داخل النص، والرأسمالية مرتبطة بالسلطة دائما.

فالبوصلة هي التي تحدد الطريق والاتجاه، والبوصلة كذلك تشير بشكل خفيّ إلى خوف من الضياع والانحراف عن الطريق لمن يحملها، لكن الكاتب أضافها إلى السراب. فمن هذا الذي يتبع السراب؟ هذا السراب الذي ستتبعه الشخصيات، وخاصة إذا علمنا أن الرحبي قد اختار زمنا مفصليا لأحداث روايته، يمكن أن نطلق عليه زمن التحوّلات في المجتمع العمانيّ العالق بين زمنين، زمن القرية وزمن النفط والمدينة. الجو العام للشخصيات عالق بين منطقتين قلقتين (الماضي الذي يحمل حقائبه، والمستقبل الذي يتكوّن في حقول السلطة). هل يمكننا أن نتبع نحن قرّاء هذه البوصلة سراب الأحداث؟ أو هذا السراب مرتبط بزمن ما أم إنه سراب يطاردنا؟ أتستطيع هذا البوصلة أن تحدد الخطاب العام للسرد أم أن السراب سيشوش هذا الخطاب العام؟ ويمكن أن نضع ملاحظة بأن السراب هي منطقة خطيرة أقرب إلى الوهم، فالذي يتبع السراب يظل يتوهم أنه سيصل قريبا.

« كان محمد، القادم من المدينة لقضاء إجازته الصيفية عند ذويه، يمشي في ذلك الصمت الرابض على الأرض والخلائق» ص7 في ذلك الصمت المتشبث بالأرض والبشر يبدأ أحمد الرحبي بناء معماره السردي ومملكته، وهي مهمة ليست سهلة لعدة أسباب: فمحمد القادم من المدينة عليه أن يؤثث بيت الرواية بكل الأمكنة التي يصفها، فبناء عالم روائي مكتمل في قرية ليست مهمة سهلة، والجو العام للقرى جو راكد ويلفه الصمت، فكيف يمكن للرحبي أن يحرك نهر السرد في هذا الجو؟

زمن الرواية هو زمن التحولات، ليس تحولات عامة فقط، بل تحولات على مستوى الشخصيات وعوالمها، اختار الكاتب القرية مكانا لهذا الرصد، ليس لتمجد القرية مقابل قبح المدينة، التي لا تظهر سوى كظلال في الرواية. ومن الملاحظ في موضوع الزمن، أن هناك ثلاثة أجيال داخل الرواية الجد والأب (الغائب في معظم أحداث الرواية) والحفيد الذي يرصد عوالم الحياة والعلاقات البشرية في القرية، وهذا الربط والتداخل بين هذه الأجيال الثلاثة خلق تصاعدا وتمازجا بين الأحداث لخلق المفارقات السردية، ورصد المكونات الثقافية للأجيال الثلاثة ورصد بنية الأفكار والهواجس والمشاعر والأحلام لكل جيل.

رغم أن الكاتب رسم المكان بشكل دقيق، وجعل المكان بطلا في الرواية، إلا أنه لم يعط الأمكنة أسماء محددة، فهناك المكان والسوق والمسجد، والحارات، والمقبرة، ومكتب الوالي. وهنا يتبادر إلى الذهن لماذا هذه الضبابية في وضع الأسماء رغم دقة الوصف للأمكنة؟ هل هذه الضبابية مرتبطة بالسراب الذي عنون به الكاتب عمله الروائي؟

قسّم الرحبي روايته إلى ستة فصول، وأعطى لكلِّ فصل عنوانا خاصا به، يرتبط بعوالم هذا الفصل وأحداثه (مدخل إلى المكان، مشاريع العم صالح، ابن المجنونة، السوق، أفراح وأتراح، الخروج من المكان). وخلال هذه الفصول شيّد الرحبي عوالمه وبنى حيوات وأحداثا ورصد تحولات الشخصيات وانهزاميتها، كل هذا البناء، وهذا الرصد قائم على التفاصيل الصغيرة، للأمكنة والأشياء وحوارات الشخصيات.

« أما الكاسر، الشبيه ببرميل صغير، فتناوله رجل ضئيل، لا شيء يوصف فيه، فوجهه صغير قد غارت ملامحه، وملابسه واسعة تكاد أن تبلعه، ينقران على الطبلين، نقرا رتيبا لكنه قوي، يريدان أن يوقظا به المنشدين وينقلاهم إلى درجة أخرى من الطرب، وهو ما تم بالفعل». ص186

من خلال التفاصيل الصغيرة التي نحت بها الكاتب عوالم وأمكنة وشخصياته السردية استطاع أن يمرر من خلال ـ التفاصيل ـ رسائله المضمرة والجمالية.

الغياب والحضور

هناك ثيمة أو تقنية استخدمها الكاتب في روايته بذكاء، وهي ثنائية الحضور والغياب، فحضور عائلة الطفل محمد من العاصمة إلى القرية، سيولّد غياب الأب، الذي سيذهب إلى الحرب في الكويت، وعندما تحضر السلطة (مكتب الوالي) في حياة صالح ستغيب عنه أشياء كثيرة ومنها محبوبته الأولى، الذي يُضحّي بها لكي يقترب من السلطة، غياب الحب وحضور السلطة في حياة صالح، وكذلك عند عودة أبو محمد من الحرب يعني غياب محمد عن عوالم القرية، وحضور مظاهر المدنيّة إلى بيت الجد سليم التويجر سيولد غياب البهجة من حياة العائلة. فمتوالية الحضور والغياب تتوالى وتظهر بأشكال ومظاهر مختلفة في الرواية. فالغياب محرض لحضور حدث ما، وحضور حدث ما سيولد غياب شيء ما. وبين هذين الخطين تتصاعد الأحداث.

السرد بين واقعية الكبار وأحلام الأطفال

رغم إن الطفل محمد هو ركيزة أساسية للسرد، ومحرّك شبكة العلاقات في الرواية، إلا أن المتتبع للشخصيات وعلاقتها بالأحداث السرديّة يُلاحظ أن السرد تأرجح بين عالمين، عالم الكبار وما يمثله من واقعية وحنين جارف وتوحش، وتشبث بالأشياء كما هي، وبين عالم الأطفال الذي يُؤسس للحياة أحلامها الصغيرة ويرصد زوايا الواقع بصدق وشفافية.

مثلما قلنا سابقا إن الرواية تذهب إلى زمن مفصلي في حياة العُماني المعاصر، زمن التحولات، وهذه التحولات رصدتها هذه الأصوات السردية المتناقضة كذلك في نظرتها وتشبثها بالأرض.

محمد الطفل هو الحلقة الرابطة بين الأصوات السردية داخل الرواية، رغم أن محمد كائن غير منتم إلى القرية رغم محبته الظاهرة لها، وبين المدينة التي لا تظهر سوى في بداية العمل ونهايته. ولكن هذه العين الراصدة تكشف لنا تناقضات الحياة، بكل تحولاتها وجمالها وقبحها، لا تقارن القرية وأهلها، بل ترصد، تتأمل، تتعرّف، دون أي حكم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الروایة الذی ی

إقرأ أيضاً:

حضور الشخصية التاريخية في مجموعة «أما آن لهذا الفارس أن يترجّل» لأحمد الدرمكي

تُعدّ العودة إلى التاريخ وتوظيف أشكاله المختلفة فـي الكتابة الأدبية الحديثة شكلًا من أشكال التجديد الكتابي لتقديم النص فـي صورة فنية يشتغل الكاتب من خلالها على استحضار مضمرات التاريخ والكتابة عنه وعن شخصياته فـي صورة تتقاطع مع حوادث الماضي.

ولعلنا نجد هذا الشكل من الكتابة الشعرية عند عدد من شعراء العصر الحديث فـي الوطن العربي؛ فقد اشتغل غير واحد من الشعراء على ثيمات التاريخ وموضوعاته وحوادثه وشخصياته مقدمين صورة شعرية تتقاطع مع الماضي وعن التاريخ وشخصياته فـي هيئة استعادة تتناول جوانب مختلفة فـي قراءة التاريخ وإعادة تشكيله شعرًا.

فـي المقال الأخير فـي هذه الصفحة كتبتُ عن استحضار التاريخ عند الشاعر عبدالله حمد سعيد فـي قصيدته (صهيل فرس حروري) التي تعود بنا إلى فترة تاريخية من التاريخ العربي والإسلامي مقدمة شخصية تاريخية مرتبطة بحادثة تاريخية كان لها الأثر فـي تشكيل النص الشعري عند الشاعر.

اليوم فـي هذا المقال أتناول شاعرًا عمانيًا آخر عاد بنا إلى التاريخ مقدمًا إياه فـي صورة نص شعري، وهو الشاعر أحمد الدرمكي فـي مجموعته الشعرية الوحيدة (أما آن لهذا الفارس أن يترجل) الصادرة عن دار الانتشار العربي عام 2006م، والتي يمكن العودة إليها لقراءة نصوص تشتغل على هذا الجانب مثل نصوص: (أما آن لهذا الفارس أن يترجل) و(وقالت غرناطة حين بكى)، و(وقال امرؤ القيس ذات صحو) للتعرف على جوانب التاريخ المختلفة فـيها. يشتغل أحمد الدرمكي على التاريخ فـي النصوص الثلاثة السابقة مقدّمًا شخصيات التاريخ فـي هيئة مساءلة وتبرير، يستعيد شخصيات التاريخ بانيًا نصه الشعري من الحوادث التي تشكّلت عليها الشخصية. فـي نص (أما آن لهذا الفارس أن يترجل) يستحضر شخصيتي عبدالله بن الزبير وأمه أسماء بنت أبي بكر فـي حادثة قتل الحجاج لابن الزبير وصلبه أمام الكعبة. فـيما تلعب مقولة أسماء الشهيرة: «أما آن لهذا الفارس أن يترجل» دورًا محوريًا فـي النص كونها عتبة مهمة فـي الكشف عن دلالات النص الشعري ومضمونه؛ إذ إنّ الشاعر قد لجأ إلى تكثيف الدلالات دون أن يكشف شيئًا من ملامح النص، لكنّ المقولة السابقة/ عنوان النص كشف هذه الدلالات وأبان عن الفكرة الرئيسة التي ينطلق منها الشاعر فـي نصه. يوجّه الشاعر خطابه لشخصية أسماء واصفًا لها لحظة صلب ابنها، وكأنه يوجه خطابه إلى التاريخ نفسه، مستعيدًا إياه فـي واقعنا الذي نعيشه، فـيخاطب الشاعر شخصية أسماء قائلًا:

تمرّين كالنساكِ قاب حكايةٍ

من الجوهر المسفوح ذات ترهّلِ

هيولية الأنحاء تكتم صدرَهُ

وعيناكِ تُعطيه فضاءَ التأملِ

تخطّينَ وَشمًا فـي الهواء، ووُجْهَةً

تسوق عُروجًا مأتميًا لمُقْبِلِ

وتُحصين من يبقى إلى الفجر واقفًا

لقاء دم يرفو جبينَ التَّوَسُّلِ

لم يكن الوصف هنا إلا مقدمة لربط الشخصية/ أسماء بشخصية ابنها فـي لحظة تقف فـيه الشخصية الأم على لحظة الوجع والانكسار على المشهد الحاصل. هنا تشتغل اللغة فـي انكسارها واصفة اللحظة المليئة بالحزن والموت، وهنا تتعاضد اللغة والوصف فـي تقديم الشخصية الزبيرية لحظة الصلب الذي تبصره الأم:

سماؤكِ حزنٌ، والغيوم ببابها

تكابد طين الغيب وجهًا لجدولِ

وتخفق يا ذات التقى إن تهاطلت

شموعًا ستكسو الصخر ثوبَ التَّبَتِّلِ

على ضفة الوادي السحيق تركتِه

خطيبًا سيلقي دمعةً لم تُرَتلِ

صغيرًا، ولا نبعٌ يُرَبِّتُ ذُعْرَهُ

فـيا ويحه بالعمر لم يَتَبَلَّلِ

هنالك كان الموت ينحت بالصدى

قميصًا وذئبًا بالبراءة ممتلي

ولحظة تبرير الثورة والقيادة:

أكان له أن يمنح الحلم ذاته

ويصبغ شطآن الهجير بمعولِ؟

يُمَنّي جبالًا فـي سماوات خصبها

تموت عجافًا كالندى حين يصطلي

ويحرث أرضًا كُلَّمَا قامَ غَرسُهَا

قيامًا بكائيًا

يعود فـينجلي!!

هذه الاستعادة الحزينة تلتها استعادة تاريخية أخرى أكثر حزنًا وخسارة فـي التاريخ لحظة سقوط غرناطة، وهنا يستعيد الشاعر شخصية أبي عبدالله الصغير حاكم غرناطة وشخصية أمه عائشة. يوجه الخطاب فـي النص على لسان عائشة والدة أبي عبدالله الصغير وهي تلومه وتعاتبه. إنّ حضور الشخصيتين (الأم والابن) هنا استعادة تاريخية بعد السقوط التاريخي الذي جاء فـي النص على لسان الأم:

عاشوا ثمانيةً برغم شتاتهم *** وبُعثتَ أنت لهم لكي يتبددوا

وكأنّ أبا عبدالله كان هو السبب الرئيس فـي انتهاء مجد المسلمين فـي بلاد الأندلس، فـيأتي العتاب فـي النص محملًا بدلالات فقد المكان والتاريخ والهُوية:

أَنَّى تُشظّيك الجهات؟ أيا تُرى

ستُحيلُ صمتَكَ غابةً وستصمدُ؟

اذرفْ.. فما عيناك إلا قِصَّةٌ

يحنو عليها الفجر ثم يُبدِّدُ

وجّه حصانك فـي سديم هارب

وأقم صلاتك فالرمال ستوقدُ

قل لي بأنك مُرغَمٌ، هَرِمُ الخطى

وبأن وحيكَ لم يعُدْ يَتَجَسَّدُ

قل لي هلامي وقوفُكَ مَرَّةً

فـي عُدوةِ السَّفَرِ المُشِتّ، مُوحَدُ

قل لي بأنك «مُذنبٌ ومبرأ»

واسكت سيكتبنا الغياب ويُنشِدُ

الملاحظ فـي النصين السابقين استعادة شخصيتي الأم مقابل شخصية الابن، ومعهما تظهر صورة الأم فـي مخاطبة الابن موجهة رسالة تاريخية فـي إزاء الحدث التاريخي؛ فأسماء بنت أبي بكر تواجه الهزيمة والقتل الصلب، فتشد من عزيمة ابنها المصلوب وترفع من قدره التاريخي، وعائشة أيضًا تقدّم رسالة تاريخية إلى ابنها لحظة الانكسار والهزيمة والسقوط محاولة تذكيره بالماضي والتاريخ قبل السقوط.

لكننا فـي النص الثالث (وقال امرؤ القيس ذات صحو) نرى ظهور شخصية الابن مقابل شخصية الأب فـي استعادة تاريخية لحادثة مقتل بني أسد لوالد امرئ القيس الذي قرّر أخذ ثأر أبيه قائلًا «اليوم خمر وغدًا أمر».

يبدأ النص افتتاحيته بالحديث على لسان امرئ القيس، وهنا تظهر صورة امرئ القيس الثائرة الممزقة فـي استعادة المُلْك الضائع، واصفًا تلك اللحظات بقوله:

أصوغ تشرُّدي عِنبًا

وأعصره على جرحي..

لأنسى تربة الصبوات فـي مهدي

لعلّي حينما أغزو يقين الذات

أعلم أنَّ هذا اليوم

لن يحنو لأمر غدي...

وجاءتني سوافـي الغيب

تجلبني

كملتفٍ بأكفان على قلقي

كأنّ الوهم

حين يضمد العينين يعشقها

يُسرمِدُها مُلفَعَةً

بأشلاء الندى المذبوح

قربانًا

يُكَفِّرُ سكتة الماضين فـي يأس

على أيقونة الغرق...

سَأَسْلُو...

ريثما يقفون

كي تدنو إلى الوادي

أحاديث الصباح الكهل

تَعْرُو المرجل المنصوب فـي جَلَدِي

نهاياتٌ لحزن الرمل..

يشير المقطع السابق إلى لحظة التمزق الداخلي الذي تعيشه الشخصية نظير فقدان المُلك، ومقتل المَلِك/ الأب؛ لتعيش الشخصية حالة تشرد ومزيدًا من الجراح والقلق والوهم لا يمكن أن يبرأ إلا بأخذ الثأر:

وأبقى فـي امتداد الصحو

تجلدني بما جاءت به الريحُ

أعالج صوتها المبحوح فـي ألم..

«تمدّدَ فـي الدم القاني..

غريبًا

بين من ذهبوا بلا غدرِ

أسيفًا

حين يأوي الجذع للأغصانِ

ملتمسًا سماء العمرِ

بين الحقد والقدر»

وهنا يُعيد الشاعر بناء الشخصية المتمزقة بين الطالب لثأر أبيه وبين الشاعر مازجًا بين الثأر وبين لحظة الشعر والوقوف على الأطلال، فامرؤ القيس الشاعر هو الثائر، وللدلالات كلها بزوغ فـي النص الشعري وهما مقترنتان ببعضها أعادهما الشاعر فـي مقاطع مختلفة فـي النص:

إذًا... أمرُ!!

فلا تقفا فلن نبكي

أتدمع أعين الموتور

كي ينسى؟؟

أيغدو ما يُكن القلب

أمواهاً تراق على عذارى البيد

كي تمتصها الشمسُ....

هناك يكون....

-من يدري؟؟-

سرابٌ يحتوي صدقي

ويكتبني

حكاية مفرغٍ بالوهم

عاد لرمز رحلته

ليسكن وثبة أخرى

ويحوي ظله المسفوح من أمد

فمن يدري؟؟

أأصحو مرة أخرى

سليل الحزن فـي خلدي

أأصحو خيمة تبكي

مقوضة

بلا وتد!!!

إذن للشخصية دورٌ مهمٌ فـي استكمال حاجات التاريخ وأحداثه عند الشاعر، فنجده مهتمًا بها يصفها ويصنع منها ذاكرة قديمة ومرجعية نصية يبني الدلالات من خلالها، وهنا يظهر تعاضد النص الشعري مع التاريخ فـي تشكلاته الأدبية.

مقالات مشابهة

  • “اللجنة” لصنع الله إبراهيم: كيف تسائل الرواية أنظمة القهر؟
  • عاجل.. أمير قطر يبارك لأحمد الشرع بتوليه قيادة الدولة السورية الجديدة
  • توجيهات تحدد شروط دعوة كبار الشخصيات للمؤتمرات والندوات
  • قلعة للنشاط الحرفي والصناعي.. “اللواء صبيح” تحصد لقب القرية الخضراء بالوادي الجديد
  • مسرحية "بني آدم" لأحمد حلمي تكتسح السوشيال ميديا وتتصدّر التريند في موسم الرياض
  • الهيمنة المكانيّة من خلال تحوّلات شخصيّة البطل قراءة في رواية «طبول الوادي» لمحمود الرحبي
  • أميرة فتحي تشارك الكاتب هيثم مازن توقيع رواية "الملثم" بمعرض الكتاب
  • ننشر السيرة الذاتية لـأحمد الوصيف عضو اللجنة الإستشارية للاقتصاد الكلي
  • بث مباشر.. حلقة جديدة لأحمد موسى على الهواء
  • حضور الشخصية التاريخية في مجموعة «أما آن لهذا الفارس أن يترجّل» لأحمد الدرمكي