“شطب دفتر الذمم”.. تقليد رمضاني تتوارثه الأجيال في تركيا
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
يواظب الأتراك خلال شهر رمضان على إحياء تقليد عثماني يحمل اسم “شطب دفتر الذمم”، حيث يقومون بسداد ديون أهالي الحي الفقراء المسجلة على دفاتر الدين في المحلات التجارية.
وإبان العهد العثماني، انتشر الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية التي حرص المسلمون على أدائها خلال شهر رمضان المبارك، ومنها سداد ديون السكان الفقراء في الأحياء، وهو تقليد معروف باسم “شطب دفتر الذمم”، أو ما يسمى اليوم “دفتر الديون”.
وفي حديث، أشار عميد كلية الإعلام في جامعة “ميديبول” التركية، الأستاذ علي بويوك أصلان، إلى أهمية التقاليد الرمضانية المترسخة في المجتمع التركي خلال العهدين العثماني والسلجوقي.
وأكّد بويوك أصلان على أهمية نقل تلك التقاليد الرمضانية “الهامّة والأصيلة” إلى الأجيال القادمة للمحافظة على استمرارها.
وذكر الأكاديمي التركي أنه “خلال شهر رمضان، يتشكل على نحو عفوي مناخ اجتماعي يسوده التعاون ومساعدة المحتاجين، وفق الحديث (حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)”، كناية عن الإنفاق والتصدق في الخفاء.
وبخصوص تقليد “شطب دفتر الذمم”، قال بويوك أصلان: “من خلال هذا التقليد، يقوم أحد التجار بشطب ديون الأسر الفقيرة والمتعففة في دفاتر الذمم (دفاتر الديون) الموجودة لدى محلات البقالة” في الحي.
وأضاف: “في الحقيقة، لا أحد يعرف من دفع تلك الديون ومن هي العائلات التي دفع دينها”.
وأردف أن “تقليد شطب دفتر الذمم ازدهر وانتشر في عهد الدولة العثمانية وما يزال مستمرًا حتى اليوم، كواحد من التقاليد الهامة التي تظهر أهمية إعلاء روح التضامن والتعاضد داخل المجتمع، حيث يمد الأغنياء يد العون للفقراء”.
** حماية المستهلك
وذكر بويوك أصلان أن العهد العثماني شهد تعاضدا اجتماعيا قويا ضد تقلبات الأسعار خلال شهر رمضان.
وقال: “خلال العهد العثماني كان يتم تسجيل الأسعار في دفاتر خاصة تعرف باسم “نرخ دفترلري” (دفاتر الأسعار) لحماية المستهلك من أي تقلبات في الأسعار خلال شهر رمضان”.
وتابع: “كان موظفو الدولة يجوبون الأسواق متنكرين بملابس العامة لمراقبة التزام السوق بالأسعار المحددة، وعدم السماح لبعض التجار باللعب بقوت الشعب واحتياجات العامة”.
وأشار بويوك أصلان إلى تقليد صلاة التراويح بالطريقة الأندرونية، والتي يتم فيها قراءة القرآن الكريم بتلاوات مختلفة.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: خلال شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
“رسول من بلاد المغول”… عرض للمسرح القومي في اللاذقية
اللاذقية-سانا
تستضيف خشبة مسرح دار الأسد للثقافة باللاذقية حالياً العرض المسرحي “رسول من بلاد المغول” للكاتب والباحث المصري محفوظ عبد الرحمن، وإعداد وإخراج سلمان شريبة.
العرض الذي يأتي بالتعاون بين مديرية المسارح والموسيقا والمسرح القومي باللاذقية، يتناول مرحلة تاريخية شهدت أحداثاً معقدة، تم العمل على تقديمها بشكل “فانتازي” يحاكي أحداث واقعنا العربي الحالي وتجلياته.
أحداث العرض تدور خلال حصار الخاقان تيمورلنك لبغداد، حيث يضع شرطاً لفك الحصار بأن يتزوج الأميرة ذهب ابنة الملك، وإلا سوف يدمر المدينة، وتتصاعد الأحداث مع وصول رسول المغول وتسليم هذا الطلب، والذي من خلاله تتكشف الشخصيات وتوضع أمام الاختيار بين مصالحها.
وأشار المخرج شريبة في تصريح لمراسلة سانا إلى أنه اختار هذا العرض المأخوذ عن مسرحية “عريس لبنت السلطان” والذي يحكي عن حصار المغول لبغداد، وأجرى إعداداً له بعنوان رسول من بلاد المغول لكون واقعنا العربي اليوم يعاني من حصارات كثيرة أنتجت أزمات اجتماعية واقتصادية كبيرة.
وأوضح شريبة أن العرض الذي قدمه من خلال مسرح شعبي موجه للعائلة ويطرح قضايا عدة، منها أن من يدافع عن البلاد هم الشرفاء فيها، وليس من سلب خيراتها وأن الوطن يبنى بالاعتماد على شبابه وبالاعتماد على العقل والعلم، بعيداً عن الدجل والخرافات والجهل وبإعطاء المرأة حقها ودورها الريادي في المجتمع.
ونوه شريبة بأهمية أن يأتي العرض من خلال فرقة المسرح القومي والتي كانت سنوياً تقدم من خمسة إلى ستة عروض، ولكن وبسبب تعطل خشبة المسرح القومي منذ خمس سنوات إلى الآن ومع وجود صالة وحيدة هي صالة دار الأسد وغير قادرة على استيعاب كل العروض، تقلصت العروض إلى عرض أو عرضين.
من جهته، رأى المخرج والممثل المسرحي هاشم غزال أحد أبطال العمل بشخصية العراف العائد بعد غياب أكثر من عشر سنوات كممثل أن النص يتحدث عن الخيانة التي كانت من الأسباب الرئيسية لسقوط إمبراطوريات وممالك، ولذلك أحب كادر العمل أن يسلط الضوء على هكذا خيانات والتي تعتبر السبب الرئيسي بخيبات أمل شعوب كثيرة.
الممثل المسرحي عبد لله شيخ خميس أحد أبطال العمل بشخصية الملك رأى أن المسرح هو رسالة يجب أن نؤديها في المجتمع، وهذا العمل يحمل رسالة مهمة بأن نكون أمة قوية تنتج وتصنع وتزرع وتصون خيراتها.
ويستمر عرض العمل الذي يشارك في بطولته، مصطفى جانودي وراما قرحالي وغربا مريشة ومحمد وجيه إبراهيم وعلي يونس وأوس غدير وأنطونيو عشي وسلمان شريبة، حتى يوم الخميس القادم.
فاطمة ناصر