انتشر في الآونة الأخيرة جدل متواصل حول إشكالية تغلغل الذكاء الاصطناعي في العديد من مفاصل الحياة، مخلّفا قلقا خلاصته إمكانية خروج هذا التطور عن السيطرة، وكما شاهدنا في العديد من أفلام الخيال العلمي عندما اتحدت الكائنات الآلية -الروبوت- وتحالفت مع بعضها من أجل قهر البشر.

ربما كان هذا المدخل الطريف هو تعبير عن مدى القلق الواسع الذي يساور المشتغلين في هذا الميدان وصولا إلى ما يمس حياة البشر على سطح الكوكب كمثل اتحاد الطائرات المسيّرة على سبيل المثال والتي يوجهها الذكاء الاصطناعي، لتنفيذ عمليات هي خارج نطاق الأوامر البشرية.

وأما على صعيد السينما، فلا شك أن القدرات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لصانعي الأفلام هي قدرات رائدة، تمتد لتشمل مراحل الإنتاج كافة وصولا إلى الجمهور العريض وما يعرض أمامه..

وبسبب اتساع نطاق الاهتمام بهذا الأمر في أحد أهم معاقل إنتاج صناعة الترفيه والأفلام وهو هوليوود فقد انتشرت على نطاق واسع دعوات للحد من هيمنة الذكاء الاصطناعي كما تخطط له بعض الشركات العاملة في هذا الميدان والتي سوف تضمن إنتاجا وافرا وغزيرا وتكلفة أقل، ولقد شهدنا بالفعل إضرابًا عن العمل لنقابة الممثلين الأمريكيين في يوليو 2023، وكان من أهم قضاياهم التي طالبوا بها إيجاد حل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام .

التصورات في هذا الميدان ذهبت بعيدا بحيث يصبح تأثير الذكاء الاصطناعي ملموسًا في هذه الصناعة العالمية، والتي من المتوقع أن يصل حجم سوقها إلى نحو 46 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.5٪.

وتتأثر هذه السوق إلى حد كبير ببعض اللاعبين الرئيسيين مثل شركة والت ديزني، وتايم وارنر، وسوني إنترتينمنت، وشركة سي بي إيه، وسي بي إس وغيرها من كبريات الشركات التي دخلت مرحلة مهمة من مراحل استخدام الذكاء الاصطناعي وهو ما يقلق طواقم ضخمة من الممثلين والكتّاب وسائر المهن السينمائية.

ومع ذلك، فإن هنالك فريقا مقابلا يعبّر عن التفاؤل في إدماج قطاع صناعة الأفلام بالذكاء الاصطناعي وذلك من خلال دمجه في الإنتاج السينمائي بما يعزز الإبداع والتنوع وإيجاد طرق جديدة للتعاون وصنع الأفلام بشكل عام.

نعم إن هنالك من يسلّم بأن انتشار الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام لا يزال في مراحله الأولى وحيث تحضر تقنيات رقمية أخرى بقوة في الإنتاجات الحديثة ومنها التقنيات التي تدور حول الصور المولدة بالكمبيوتر (CGI) والمؤثرات المرئية ومنها التفاصيل ثلاثية الأبعاد كما في ألعاب الفيديو وانتقلت إلى الأفلام والمسلسلات المعروضة على شاشات التلفزيون وحيث يتم استخدام هذه التقنية لإنشاء الشخصيات والبيئات والخلفيات والمؤثرات الخاصة وحتى أفلام الرسوم المتحركة بأكملها.

وأيضا وفي عالم صناعة الأفلام، تقع هذه المرئيات التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر ضمن نطاق فريق آخر من فرق التأثيرات المرئية (أو ما يختصر بVFX).

تعد الرسومات الحاسوبية ثلاثية الأبعاد عنصرًا حاسمًا في عملية الإنتاج باستخدام هذه التقنيات، مما يتيح إنشاء عناصر واقعية وخيالية من الوسائط الرقمية. تتضمن عملية إنشاء هذه الصور المولدة بالكمبيوتر برامج متطورة لإضفاء الحيوية على العوالم الافتراضية.

وامتدادا لهذا التطور يمكن لصانعي الأفلام استخلاص قصص سينمائية باستخدام خوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ويمكن لصانعي الأفلام الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور معقدة تقترب من المستوى الواقعي وبما يقنع الجمهور. بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الممكن الآن ضبط حركة أفواه الممثلين أثناء ترجمة الفيلم إلى لغة أخرى لجعله أكثر طبيعية وتلقائية. وهذا يجعل من السهل ترجمة وتوزيع الأفلام بلغات مختلفة.

تشمل الطرق الأخرى التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي وهي تحسين جودة الأفلام المنتجة ومن ذلك الممثلون الذين وصلوا إلى سن الشيخوخة أو الاكتهال وصار من الصعب بالنسبة لهم الاضطلاع بأفلام ومشاهد الحركة وهنا يدخل الذكاء الاصطناعي ليقدم لنا مشاهد مذهلة وقد تراجع الممثل إلى سنوات الشباب - كما حصل مع الممثل هاريسون فورد، حيث تم تقليص عمره من سن 80 عاما إلى سن أصغر بكثير وذلك في الجزء الأخير من سلسلة أفلام انديانا جونز الذي شاهدناه العام الماضي وكان من إخراج ستيفن سبيلبيرغ.

هنا يصرخ الممثل الأمريكي توم هانكس، بخصوص التأثيرات المرتقبة للذكاء الاصطناعي على صناعة السينما ككل قائلا: إنه قد يستمر في الظهور في الأفلام حتى بعد وفاته، والفضل يعود في ذلك إلى «استخدام أدوات التكنولوجيا لإعادة إنتاج صوره باستخدام الذكاء الاصطناعي»..

باستخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يجد صانعو الأفلام أن مهامهم أقل إرهاقًا مثل إعادة التصوير والمونتاج، والتي يمكن أن تستغرق وقتًا طويلا. على سبيل المثال، باستخدام رؤية الكمبيوتر والتعرف على الوجوه، يقوم فنيّو المونتاج بتنقيح اللقطات بكفاءة.

تقدم شركات مثل Colourlab برامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تعمل على أتمتة مهام المونتاج العادية ولا تترك لمنشئي المحتوى سوى إضافة اللمسات النهائية. توفر هذه الأدوات القدرة على موازنة الألوان في الفيلم بسهولة واستخدام المرشحات الذكية وتحرير الصور.

كما يمكن لهذه التقنية تتبع وتحليل حركات الممثلين بما يساعد فريق الإنتاج على إنشاء مؤثرات خاصة معقدة ومشاهد ذات مظهر طبيعي قد تشكل تحديًا باستخدام الأساليب التقليدية.

ويوفر الإنتاج الافتراضي باستخدام الذكاء الاصطناعي طريقة أكثر أمانًا لإنتاج مشاهد الأفلام. إنه يلغي حاجة الممثلين وأفراد الطاقم إلى القيام بمناورات خطيرة أو الأداء في بيئات محفوفة بالمخاطر.

واقعيا بدأت رحلة الصور المولدة بالكمبيوتر في الأفلام والرسوم المتحركة في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي.

وكان أول مثال على ذلك من خلال فيلم «فيرتيغو» للمخرج الفريد هيتشكوك والمنتج في عام 1958 والذي استخدم أنماط الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد ثم استمرت التطورات مع تقديم نماذج شقت طريقها نحو الرقمية من خلال أفلام مثل حرب النجوم (1977)، وفيلم الغرباء (1979)، والثقب الأسود (1979) ثم توالت أفلام ومنها سلسلة الفاني (1993) والحديقة الجوراسية في العام نفسه وماتريكس في عام 1999 وغيرها.

وبرغم الضجة الكبيرة التي تثيرها الحديقة، إلا أنها لا تزال في بداياتها، وسط تطورات متسارعة وابتكارات ثورية مُذهلة استفاد منها صناع الفيلم عموما بشكل أو بآخر ضمن أعمالهم، ويتوقعون مزيدا من التأثيرات المستقبلية التي قد تعني الكثير بالنسبة لهم (إيجابا وسلبا)..

لكن مهما كان الحذر قائما فقد شهدنا فعليا أفلاما قصيرة مصنوعة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث يورد موقع كريتفتي سكوير قائمة بـ11 فيلما قصيرا انتجت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وبعد هذا فقد صار بالإمكان تجسيد المشهد بالمواصفات والإعدادات التي يوظفها الكاتب والمخرج كما بإمكانه رسم الشخصية ثلاثية الأبعاد بالملامح التي يتطلبها المخرج ولهذا صار بالإمكان الاستغناء عن آلاف الممثلين وصولا إلى ترك الذكاء الاصطناعي هو الذي يتدخل في اختيار الشخصيات وملامحها وكيفية تداخلها مع ملامح نجوم شباك التذاكر من خلال ذلك النوع من التطابق بين تلك الشخصيات وهو ما يثير هلع الممثلين وسائر العاملين في قطاع السينما مما هو آت.

طاهر علوان ناقد سينمائي عراقي

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی من خلال

إقرأ أيضاً:

«ديب سيك» دليل على أنّ الغرب يخسر سباق الذكاء الاصطناعي

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

مهما كانت الحقيقة حول «ديب سيك» (DeepSeek)، فإن القطاع التكنولوجي في الصين يسبق الغرب بسنوات ضوئية من حيث الاستراتيجية والاستثمار، وللمرة الأولى، لم يكن دونالد ترامب مبالغًا في تصريحاته. إنّ وصول روبوت محادثة صيني منخفض التكلفة يُدعى «ديب سيك» لمنافسة ChatGPT «تشات جي بي تي» يُعدّ حقًا بمثابة جرس إنذار. إنه جرس إنذار لعمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وجرس إنذار لوول ستريت، وجرس إنذار لأي دولة متقدمة تسعى إلى دخول سباق الذكاء الاصطناعي.

كل ذلك صحيح حتى لو لم يكن «ديب سيك» بالضبط كما يُروَّج له. ولكن إذا كان منتجًا حقيقيًا، فإن الصينيين قد نجحوا في تطوير ذكاء اصطناعي عالي الجودة يمكن استخدامه بحرية وبتكلفة زهيدة، وهذا أمر مذهل، في عام 1957، صُدمت الولايات المتحدة عندما نجح الاتحاد السوفييتي في إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء. واليوم، تفاجأت بنفس القدر مع ظهور «ديب سيك». حقًا، يمكن اعتبار هذا لحظة «سبوتنيك» جديدة.

بالتأكيد، هناك من يشكك في قدرة شركة صينية ناشئة على تحقيق ما أنفقت عليه شركات التكنولوجيا الأمريكية مليارات الدولارات بميزانية محدودة. وقد يكون هؤلاء المشككون على حق، لكن ذلك لا يغيّر الصورة الكبرى وهي أن تهديد الصين لهيمنة الغرب التكنولوجية حقيقي، وأن السباق للفوز في الذكاء الاصطناعي سيكون بنفس ضراوة سباق الفضاء في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وربما أكثر شراسة. الصين تملك نفوذًا اقتصاديًا أكبر مما امتلكه الاتحاد السوفييتي في أي وقت مضى.

في بدايات نهضتها الاقتصادية السريعة، كانت الصين تُعدّ موقعًا مناسبًا للشركات الأمريكية والأوروبية للاستعانة بمصادر خارجية للإنتاج. كان العمال الصينيون يتقاضون أجورًا منخفضة، ونقل التصنيع إلى الخارج كان يعني أرباحًا أعلى. الفكرة كانت أن جميع الجوانب المتقدمة، مثل: تصميم المنتجات والبحث والتطوير، ستظل في الغرب، بينما يقتصر دور الصين على التجميع في مقاطعة «غوانغدونغ». وكان الاعتقاد السائد أن النظام الماركسي-اللينيني في الصين سيخنق أي إبداع يمكن أن يؤدي إلى ابتكار أفكار ومنتجات جديدة.

لكن هذا التصور أثبت أنه بسيط للغاية، ففي عام 2023، قدمت الصين عددًا من براءات الاختراع يفوق ما قدمه بقية العالم مجتمعًا. وتخرّج الجامعات الصينية في المتوسط أكثر من 6000 دكتور في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات شهريًا، أي أكثر من ضعف العدد في الولايات المتحدة. وكما يُظهر «ديب سيك»، تمتلك الصين مجموعة متزايدة من العقول اللامعة القادرة على التفكير خارج الصندوق عندما يُسمح لها بذلك، كما كان الحال بالتأكيد في تطوير الذكاء الاصطناعي والبطاريات الليثيوم-أيون والمركبات الكهربائية.

الولايات المتحدة تدرك تهديد الصين لهيمنتها، والحد من القوة الاقتصادية لبكين أصبح قضية يتفق عليها الحزبان في واشنطن، لذلك ظلت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات الصينية خلال ولايته الأولى قائمة خلال فترة جو بايدن، بل تمت زيادتها. وقبل أسبوع واحد من مغادرة بايدن منصبه، فرض قيودًا جديدة على تصدير الرقائق الإلكترونية المتطورة المصنعة في الولايات المتحدة لمنع دول مثل الصين من الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة، كما قدم قانون «خفض التضخم» الذي أقره بايدن لمنح إعانات مالية لتشجيع إنتاج المنتجات الصديقة للبيئة داخل الولايات المتحدة.

لكن في بعض القطاعات، قد يكون الأوان قد فات. الصين بالفعل أكبر مُصدّر للسيارات الكهربائية في العالم، ما دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى فرض تعريفات وقائية. البطاريات الليثيوم-أيون التي تصنعها المصانع الصينية أصبحت تكلفتها أقل بسبع مرات لكل كيلوواط/ساعة مما كانت عليه قبل 10 سنوات. لم يكن ينبغي أن يكون مفاجئًا للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى أن تقسيم الجهد العالمي، حيث تقوم الصين بالأعمال اليدوية منخفضة التكلفة بينما يحتفظ الغرب بالتكنولوجيا المتقدمة، سيكون ذا جاذبية محدودة لبكين. وبدلًا من الاكتفاء بإنتاج الأحذية والألعاب وأجهزة التلفزيون، قامت الصين بجهد متعمد لدخول القطاعات التكنولوجية المتقدمة.

بالطبع، لهذه الاستراتيجية حدودها. هناك من يرى أن النموذج الاقتصادي الصيني سيصبح في النهاية غير متوافق مع نظامه السياسي، وأن المطالب بالديمقراطية ستجبر الحزب الشيوعي على تقليل القمع، كما أن الصين ليست بمنأى عن المشكلات الاقتصادية، إذ تعمل العديد من شركاتها الحكومية بخسائر، فيما انفجرت فقاعة سوق العقارات لديها.

ورغم ذلك، من الواضح أن المعركة على التفوق في الذكاء الاصطناعي تزداد سخونة. ترامب يعتقد أن بعض المنافسة من الصين ليست أمرًا سيئًا بالنسبة لقطاع التكنولوجيا الأمريكي، وهو محق. تراجعت قيمة أسهم شركات التكنولوجيا في وول ستريت بعد ظهور خبر «ديب سيك»، لأنه أثار التساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة في الشركات الأمريكية، لكن توافر نماذج منخفضة التكلفة سيؤدي إلى تسريع استخدام الذكاء الاصطناعي. ورغم المخاطر الواضحة، على الخصوصية والأمن والوظائف، فإن هناك فوائد محتملة أيضًا.

يقول كير ستارمر إنه يريد أن تصبح بريطانيا «قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي»، ويجب أن يصبح تحقيق هذا الهدف أسهل مع انخفاض تكاليف التطوير. ولكن الكلام سهل. لم تظهر القطاعات التقنية المتقدمة في الصين من العدم، ولم يكن استحواذها على سوق السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة محض صدفة. مثل دول شرق آسيا الأخرى قبلها، اتبعت الصين نهجًا استراتيجيًا حيال الصناعات التي أرادت أن تكون فيها منافسًا عالميًا، واستثمرت بكثافة في بنائها، وحمتها خلال مراحلها الأولى، وانتظرت بصبر النتائج. لم يكن هناك اعتقاد أعمى في قوى السوق، ولم يكن هناك نفور من دعم الصناعات الناشئة. الفرق بين الصين والمملكة المتحدة واضح وضوح الشمس.

لاري إليوت كاتب في صحيفة الجارديان

مقالات مشابهة

  • رايز أب تطلق أول قمة متخصصة في الذكاء الاصطناعي بمصر
  • بهذا السعر.. الكشف عن أول حذاء مصمم بالذكاء الاصطناعي
  • وكلاء الذكاء الاصطناعي - مستقبل التعلم
  • 695 حالة ولادة باستخدام التلقيح الاصطناعي في أبوظبي
  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • «العالمي للفتوى»: الأزهر يواكب تطورات العصر باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • «2000 فيلم قديم لمنتجين مجهولين».. محمود حميدة يكشف مفاجأة بشأن السينما
  • «ديب سيك» دليل على أنّ الغرب يخسر سباق الذكاء الاصطناعي
  • استشراف مستقبل مؤسسات التعليم العالي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • شاهد| فعاليات الصالون الثقافي "السينما والذكاء الاصطناعي" بحضور نجوم الفن