مستقبل السينما وصناعة الأفلام في زمن الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
انتشر في الآونة الأخيرة جدل متواصل حول إشكالية تغلغل الذكاء الاصطناعي في العديد من مفاصل الحياة، مخلّفا قلقا خلاصته إمكانية خروج هذا التطور عن السيطرة، وكما شاهدنا في العديد من أفلام الخيال العلمي عندما اتحدت الكائنات الآلية -الروبوت- وتحالفت مع بعضها من أجل قهر البشر.
ربما كان هذا المدخل الطريف هو تعبير عن مدى القلق الواسع الذي يساور المشتغلين في هذا الميدان وصولا إلى ما يمس حياة البشر على سطح الكوكب كمثل اتحاد الطائرات المسيّرة على سبيل المثال والتي يوجهها الذكاء الاصطناعي، لتنفيذ عمليات هي خارج نطاق الأوامر البشرية.
وأما على صعيد السينما، فلا شك أن القدرات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لصانعي الأفلام هي قدرات رائدة، تمتد لتشمل مراحل الإنتاج كافة وصولا إلى الجمهور العريض وما يعرض أمامه..
وبسبب اتساع نطاق الاهتمام بهذا الأمر في أحد أهم معاقل إنتاج صناعة الترفيه والأفلام وهو هوليوود فقد انتشرت على نطاق واسع دعوات للحد من هيمنة الذكاء الاصطناعي كما تخطط له بعض الشركات العاملة في هذا الميدان والتي سوف تضمن إنتاجا وافرا وغزيرا وتكلفة أقل، ولقد شهدنا بالفعل إضرابًا عن العمل لنقابة الممثلين الأمريكيين في يوليو 2023، وكان من أهم قضاياهم التي طالبوا بها إيجاد حل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام .
التصورات في هذا الميدان ذهبت بعيدا بحيث يصبح تأثير الذكاء الاصطناعي ملموسًا في هذه الصناعة العالمية، والتي من المتوقع أن يصل حجم سوقها إلى نحو 46 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.5٪.
وتتأثر هذه السوق إلى حد كبير ببعض اللاعبين الرئيسيين مثل شركة والت ديزني، وتايم وارنر، وسوني إنترتينمنت، وشركة سي بي إيه، وسي بي إس وغيرها من كبريات الشركات التي دخلت مرحلة مهمة من مراحل استخدام الذكاء الاصطناعي وهو ما يقلق طواقم ضخمة من الممثلين والكتّاب وسائر المهن السينمائية.
ومع ذلك، فإن هنالك فريقا مقابلا يعبّر عن التفاؤل في إدماج قطاع صناعة الأفلام بالذكاء الاصطناعي وذلك من خلال دمجه في الإنتاج السينمائي بما يعزز الإبداع والتنوع وإيجاد طرق جديدة للتعاون وصنع الأفلام بشكل عام.
نعم إن هنالك من يسلّم بأن انتشار الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام لا يزال في مراحله الأولى وحيث تحضر تقنيات رقمية أخرى بقوة في الإنتاجات الحديثة ومنها التقنيات التي تدور حول الصور المولدة بالكمبيوتر (CGI) والمؤثرات المرئية ومنها التفاصيل ثلاثية الأبعاد كما في ألعاب الفيديو وانتقلت إلى الأفلام والمسلسلات المعروضة على شاشات التلفزيون وحيث يتم استخدام هذه التقنية لإنشاء الشخصيات والبيئات والخلفيات والمؤثرات الخاصة وحتى أفلام الرسوم المتحركة بأكملها.
وأيضا وفي عالم صناعة الأفلام، تقع هذه المرئيات التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر ضمن نطاق فريق آخر من فرق التأثيرات المرئية (أو ما يختصر بVFX).
تعد الرسومات الحاسوبية ثلاثية الأبعاد عنصرًا حاسمًا في عملية الإنتاج باستخدام هذه التقنيات، مما يتيح إنشاء عناصر واقعية وخيالية من الوسائط الرقمية. تتضمن عملية إنشاء هذه الصور المولدة بالكمبيوتر برامج متطورة لإضفاء الحيوية على العوالم الافتراضية.
وامتدادا لهذا التطور يمكن لصانعي الأفلام استخلاص قصص سينمائية باستخدام خوارزميات تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ويمكن لصانعي الأفلام الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور معقدة تقترب من المستوى الواقعي وبما يقنع الجمهور. بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الممكن الآن ضبط حركة أفواه الممثلين أثناء ترجمة الفيلم إلى لغة أخرى لجعله أكثر طبيعية وتلقائية. وهذا يجعل من السهل ترجمة وتوزيع الأفلام بلغات مختلفة.
تشمل الطرق الأخرى التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي وهي تحسين جودة الأفلام المنتجة ومن ذلك الممثلون الذين وصلوا إلى سن الشيخوخة أو الاكتهال وصار من الصعب بالنسبة لهم الاضطلاع بأفلام ومشاهد الحركة وهنا يدخل الذكاء الاصطناعي ليقدم لنا مشاهد مذهلة وقد تراجع الممثل إلى سنوات الشباب - كما حصل مع الممثل هاريسون فورد، حيث تم تقليص عمره من سن 80 عاما إلى سن أصغر بكثير وذلك في الجزء الأخير من سلسلة أفلام انديانا جونز الذي شاهدناه العام الماضي وكان من إخراج ستيفن سبيلبيرغ.
هنا يصرخ الممثل الأمريكي توم هانكس، بخصوص التأثيرات المرتقبة للذكاء الاصطناعي على صناعة السينما ككل قائلا: إنه قد يستمر في الظهور في الأفلام حتى بعد وفاته، والفضل يعود في ذلك إلى «استخدام أدوات التكنولوجيا لإعادة إنتاج صوره باستخدام الذكاء الاصطناعي»..
باستخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يجد صانعو الأفلام أن مهامهم أقل إرهاقًا مثل إعادة التصوير والمونتاج، والتي يمكن أن تستغرق وقتًا طويلا. على سبيل المثال، باستخدام رؤية الكمبيوتر والتعرف على الوجوه، يقوم فنيّو المونتاج بتنقيح اللقطات بكفاءة.
تقدم شركات مثل Colourlab برامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تعمل على أتمتة مهام المونتاج العادية ولا تترك لمنشئي المحتوى سوى إضافة اللمسات النهائية. توفر هذه الأدوات القدرة على موازنة الألوان في الفيلم بسهولة واستخدام المرشحات الذكية وتحرير الصور.
كما يمكن لهذه التقنية تتبع وتحليل حركات الممثلين بما يساعد فريق الإنتاج على إنشاء مؤثرات خاصة معقدة ومشاهد ذات مظهر طبيعي قد تشكل تحديًا باستخدام الأساليب التقليدية.
ويوفر الإنتاج الافتراضي باستخدام الذكاء الاصطناعي طريقة أكثر أمانًا لإنتاج مشاهد الأفلام. إنه يلغي حاجة الممثلين وأفراد الطاقم إلى القيام بمناورات خطيرة أو الأداء في بيئات محفوفة بالمخاطر.
واقعيا بدأت رحلة الصور المولدة بالكمبيوتر في الأفلام والرسوم المتحركة في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي.
وكان أول مثال على ذلك من خلال فيلم «فيرتيغو» للمخرج الفريد هيتشكوك والمنتج في عام 1958 والذي استخدم أنماط الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد ثم استمرت التطورات مع تقديم نماذج شقت طريقها نحو الرقمية من خلال أفلام مثل حرب النجوم (1977)، وفيلم الغرباء (1979)، والثقب الأسود (1979) ثم توالت أفلام ومنها سلسلة الفاني (1993) والحديقة الجوراسية في العام نفسه وماتريكس في عام 1999 وغيرها.
وبرغم الضجة الكبيرة التي تثيرها الحديقة، إلا أنها لا تزال في بداياتها، وسط تطورات متسارعة وابتكارات ثورية مُذهلة استفاد منها صناع الفيلم عموما بشكل أو بآخر ضمن أعمالهم، ويتوقعون مزيدا من التأثيرات المستقبلية التي قد تعني الكثير بالنسبة لهم (إيجابا وسلبا)..
لكن مهما كان الحذر قائما فقد شهدنا فعليا أفلاما قصيرة مصنوعة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث يورد موقع كريتفتي سكوير قائمة بـ11 فيلما قصيرا انتجت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وبعد هذا فقد صار بالإمكان تجسيد المشهد بالمواصفات والإعدادات التي يوظفها الكاتب والمخرج كما بإمكانه رسم الشخصية ثلاثية الأبعاد بالملامح التي يتطلبها المخرج ولهذا صار بالإمكان الاستغناء عن آلاف الممثلين وصولا إلى ترك الذكاء الاصطناعي هو الذي يتدخل في اختيار الشخصيات وملامحها وكيفية تداخلها مع ملامح نجوم شباك التذاكر من خلال ذلك النوع من التطابق بين تلك الشخصيات وهو ما يثير هلع الممثلين وسائر العاملين في قطاع السينما مما هو آت.
طاهر علوان ناقد سينمائي عراقي
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی من خلال
إقرأ أيضاً:
العالم في عصر الذكاء الاصطناعي الفائق
أعلنت شركة أوبن إيه آي (OpenAI) منذ تأسيسها في سان فرانسيسكو عام 2015 أن هدفها الرئيسي يتمثل في تطوير ذكاء اصطناعي عام (AGI) وآمن يحاكي ذكاء الإنسان، ويفيد البشرية جمعاء، لكنها لم تتحدث عن موعد إنجاز ذلك حتى فترة قريبة.
في شهر يوليو/تموز 2024، تحدثت أوبن إيه آي عن تصنيف الذكاء الاصطناعي ضمن 5 مستويات، هي:
المستوى الأول: الذكاء الاصطناعي التحاوري (Conversational AI)يشير هذا المستوى إلى التقنيات التي تُمكّن الآلات من فهم ومعالجة لغة البشر والحوار معهم بطريقة طبيعية وسياقية، ومساعدتهم في إنشاء المحتوى الخاص بهم. يشمل ذلك روبوتات الدردشة، والمساعدات الافتراضية، وأدوات أخرى مصممة للتفاعل مع المستخدمين من خلال النص أو الصوت أو كلاهما معا.
تتوافر حاليا عدة برمجيات تقع ضمن هذا المستوى، ولكن بدرجات متفاوتة من حيث الهدف وطبيعة الاستخدام، منها شات جي بي تي من أوبن إيه آي، وأليكسا من أمازون، وكوبايلوت من مايكروسوفت، وسيري من آبل، وجيميناي من غوغل، وواتسون من آي بي إم، إلخ. المستوى الثاني: الذكاء الاصطناعي المنطقي (Reasoning AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة الذكية المصممة لمحاكاة التفكير المنطقي واتخاذ القرارات بشكل مشابه للبشر. يتضمن ذلك استخدام خوارزميات لحل المشكلات، واستخلاص الاستنتاجات، واتخاذ القرارات بناءً على البيانات والقواعد المعطاة. بدأت بعض الشركات حديثا بتجريب تقنيات تعتبر ضمن المراحل الأولى لهذا المستوى، مثل "o1" من أوبن ايه آي. المستوى الثالث: الذكاء الاصطناعي المستقل (Autonomous AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة القادرة على أداء المهام واتخاذ القرارات بشكل مستقل دون تدخل بشري. تستخدم هذه الأنظمة التعلم الآلي الذاتي، والاستدلال المنطقي، والإدراك للتكيف والاستجابة لبيئتها بشكل ديناميكي. يمكن لهذه الأنظمة العمل كوكيل (Agent) مستقل نيابة عن المستخدم، كممارسة عمله أثناء إجازته.
تعمل العديد من الشركات للوصول إلى هذا المستوى، لكنها لم تبلغه بعد بشكل كامل. أبسط الأمثلة على ذلك هو السيارات ذاتية القيادة عندما تصل إلى مستوى لا يتطلب مراقبة بشرية لعملها. المستوى الرابع: الذكاء الاصطناعي الابتكاري (Innovating AI)
يشير هذا المستوى إلى الأنظمة الذكية القادرة على استكشاف وابتكار وتطوير أفكار أو منتجات أو حلول جديدة بشكل مستقل. يستخدم التفكير الناقد في هذا المستوى لتطوير الأعمال وتحقيق الأهداف بكفاءة عالية. يمثل بلوغ هذا المستوى قفزة هائلة في قدرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تقربه من الذكاء الاصطناعي الفائق. المستوى الخامس: الذكاء الاصطناعي التنظيمي (Organizational AI)
يشير هذا المستوى الأخير إلى ذكاء اصطناعي فائق (Superintelligence) قادر على أداء عمل منظمة أو مؤسسة بأكملها أي يقوم بأعمال كل شخص لدى المنظمة أو المؤسسة، وكل وظيفة يتم تنفيذها، وذلك بواسطة وكلاء آليين يعملون معا، ويجرون التحسينات، ويديرون كل ما هو مطلوب دون الحاجة لوجود إنسان.
لا يكتفي الذكاء الاصطناعي التنظيمي بإدارة أعمال المنظمة أو المؤسسة بأكملها فقط، بل ويحسن ويعزز العمليات التجارية واتخاذ القرارات من خلال تحليل البيانات، والتوصل إلى رؤى تدعم التخطيط الإستراتيجي وتحسن كفاءة العمل.
في سبتمبر/أيلول 2024، صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، أن تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق الذي يتفوق على البشر في جميع المجالات، قد يكون ممكنا في غضون "بضعة آلاف من الأيام"، أي بضع سنوات.
لا يكتفي الذكاء الاصطناعي التنظيمي بإدارة أعمال المنظمة أو المؤسسة بأكملها فقط بل يحسن ويعزز العمليات التجارية واتخاذ القرارات (غيتي إيميجز) الذكاء الاصطناعي العام في 2025في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أجرى جاري تان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لحضانة الشركات الناشئة واي كومبينيتور (Y Combinator)، مقابلة مع سام ألتمان، سأله فيها "ما الذي أنت متحمس له في عام 2025؟" "ماذا سيأتي؟"
أجاب ألتمان على الفور: "الذكاء الاصطناعي العام". "أنا متحمس لذلك".
هل هذا واقعي؟في مارس/آذار 2023 وبعد مدة وجيزة من إطلاق شات جي بي تي 4، تم إخضاعه للعديد من الامتحانات المطلوبة للقبول في الجامعات الأميركية أو لممارسة الأعمال، حيث أحرز فيها نتائج جيدة. ففي اختبار سات (SAT) الذي تعتمده الجامعات الأميركية للقبول، حصل في قسم القراءة والكتابة المستندة إلى الأدلة (Evidence-Based Reading & Writing) على درجة 710 من 800، أي حقق درجة أفضل من 93 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الاختبار.
وحصل في قسم الرياضيات (Math) على درجة 700 من 800، محققا بذلك درجة أفضل من 89 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الاختبار. وحصل بالمجمل على 1410 درجات من أصل 1600، مما يؤهله للقبول في جميع الجامعات الأميركية بما فيها جامعات النخبة (مثل هارفارد وستانفورد)، التي تتطلب عادة درجات أعلى من 1400.
وفي اختبار القبول في كلية الطب (MCAT) حصل على 511 درجة من أصل 528، وكان أداؤه أفضل من أداء 80 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الامتحان. وكانت درجته تؤهله للقبول في أرقى الكليات التي تتطلب 510 درجات على الأقل. وأحرز شات جي بي تي 4، درجة قدرها 297 في امتحان نقابة المحامين الأميركيين الموحد (UBE)، الذي يؤهل المحامين لممارسة المهنة، وهي نتيجة تتجاوز الحد الأدنى المطلوب للنجاح في كافة الولايات الأميركية، مع العلم أن الحد الأدنى للنجاح في ولاية أريزونا هو الأعلى بين كافة الولايات الأميركية ويبلغ 273 درجة من 400.
وجاء أداؤه أفضل من أداء 90 بالمئة من الأشخاص الذين تقدموا لهذا الامتحان. هذه النتائج لا تعني أن مستوى ذكائه أصبح قريبا من ذكاء البشر، إذ لا يزال لديه العديد من نقاط الضعف وخاصة في مجال المنطق (reasoning)، وذلك ما حاولت أوبن إيه آي تحسينه في إصدارتها الحديثة "o1″، كما أنها تبذل جهودا كبيرة حاليا لتطوير القدرات المنطقية في إصدارات العام المقبل.
وفق المستويات الخمسة التي حددتها أوبن إيه آي، يمكن القول إن المستوى الذي يؤهل للذكاء الاصطناعي العام، هو المستوى الثاني، أي الذكاء الاصطناعي المنطقي. أما المستويات التي تتجاوز ذلك (الذكاء الاصطناعي المستقل والابتكاري والتنظيمي) فتمثل خطوات متقدمة نحو الذكاء الاصطناعي الفائق (ASI)، متجاوزة قدرات الذكاء الاصطناعي العام الأساسية.
إذا نجحت أوبن إيه آي في مسعاها لتطوير القدرات المنطقية للذكاء الاصطناعي لمنتجاتها خلال عام 2025، فيمكننا القول إننا بلغنا المستوى الأساسي للذكاء الاصطناعي العام، وفق اختبار آلان تورينغ (المتعارف عليه حاليا) الذي يقيس قدرة الآلة على محاكاة السلوك البشري في الحوار، بحيث لا يستطيع الشخص معرفة إن كان يتفاعل مع إنسان أو آلة.
التحذير من أخطار تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر ليست بالجديدة (غيتي) هل العالم جاهز للذكاء الاصطناعي العامفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 وخلال مناقشة عامة تتناول مستقبل الذكاء الاصطناعي، قال سام ألتمان: "إذا لم نبنِ بنية أساسية كافية، فسيكون الذكاء الاصطناعي العام متاحا لعدد قليل من الناس، مما قد يشعل الحروب، ويصبح في الغالب أداة بيد الأثرياء".
التحذير من أخطار تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر ليست بالجديدة. ففي مقابلة مع بي بي سي عام 2014، قال عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ: "تطوير الذكاء الاصطناعي الكامل يمكن أن يؤدي إلى نهاية الجنس البشري". أما إيلون ماسك فيعتقد أن هذا الاحتمال هو 20 بالمئة فقط، لكن يجب علينا أن نفعل ذلك على أي حال، حسب رأيه.
أما عالم الحاسوب الكندي الحائز جائزة تورنغ عام 2018 والذي يعتبر أحد آباء الذكاء الاصطناعي، يوشوا بينجيو فقال عن الذكاء الاصطناعي "نحن نخلق وحوشا أقوى منا".
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرارا من خطورة استخدام الأسلحة الذكية التي تعمل تلقائيا قائلا "استهداف البشر بواسطة آلات مزودة بذكاء اصطناعي مستقل هو خط أخلاقي لا يجب تجاوزه".
وما يؤكد الشكوك في احتمال استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير أسلحة ذاتية العمل هو ما أعلنته شركة ميتا أوائل هذا الشهر من أنها ستسمح لوكالات الأمن القومي الأميركية ومقاولي الدفاع باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر لاما (Llama) الذي طورته.
أخيرا، وفي أثناء مناقشة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي جرت عام 2017، قال فلاديمير بوتين: "من سيتربع على عرش الذكاء الاصطناعي سوف يحكم العالم".
الذكاء الاصطناعي العام والفائق على الأبواب، وسوف يجعل من يمتلكه قادرا على القيام بأشياء تبدو خيالية حتى الآن. وقد تقوم الحروب من أجله، وقد ينتهي في أيدي فئات قليلة من أصحاب النفوذ، ما لم يتغير النظام العالمي الراهن.