أخبارنا:
2025-04-14@23:12:24 GMT

هل سيعود حكام الجزائر يوما إلى رشدهم؟

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

هل سيعود حكام الجزائر يوما إلى رشدهم؟

بقلم: إسماعيل الحلوتي

بينما يحرص المغرب على احترام روابط الأخوة وحسن الجوار مع الأشقاء الجزائريين، منذ أن طالب المغفور له الملك محمد الخامس في خطابه التاريخي من مدينة وجدة سنة 1956 بضرورة تحرر الشعب الجزائري الشقيق من ربقة المستعمر الفرنسي الغاشم، مشددا على أن استقلال الجزائر يندرج ضمن وحدة الصف المغاربي.

وفي الوقت الذي ينهج فيه حفيده القائد الملهم الملك محمد السادس سياسة اليد الممدودة مع حكام قصر المرادية، ملتزما بالمبادئ والقيم الإنسانية، يحدوه الأمل في عودتهم إلى رشدهم، والتعجيل بطي صفحة الخلافات وبناء المستقبل المشترك.

تأبى النخبة العسكرية الجزائرية، صانعة القرار والماسكة بالملفات الأمنية والإقليمية والدولية، إلا أن تتمادى في غيها وفرض وجهة نظرها على توجهات سياستها الخارجية، متمسكة بعقيدة العداء الاستراتيجي للمغرب، ومصرة على اختلاق الأزمات معه مهما كلفها الأمر من ثمن باهظ، ضاربة عرض الحائط بمصالح الشعب الجزائري وتدهور أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية. وقد تضاعف منسوب الحقد والهجمات مع قدوم عبد المجيد تبون الواجهة المدنية لهذه النخبة وبعد تحرير الكركرات من ميليشيا البوليساريو الانفصالية، إذ أنه سارع إلى الكشف عن نواياه في خطاب تنصيبه رئيسا للجزائر في 19 دجنبر 2019، عندما هاجم المغرب ووحدته الترابية، لترتفع بعد ذلك وتيرة التصريحات الهوجاء، وتشتغل الآلة الإعلامية بسرعة جنونية في ترويج الأكاذيب والشائعات ضد المملكة المغربية الشريفة ورموزها.

فالحكام الجزائريون يعانون بشدة من عقدة اسمها "المروك"، ويحاولون على الدوام الهروب إلى الأمام باختزال سبب كل الأزمات والمشاكل الاجتماعية والسياسية والدبلوماسية فيه، باعتباره العدو الخارجي الذي لا يكف عن القيام بأعمال عدائية ضد بلدهم وتهديد أمنها واستقرارها. بيد أنه رغم المسار الطويل من الخلافات بين البلدين، لم يسبق أن بلغت الأزمة السياسية إلى مثل هذا الحد من التعقيد، لما يكنونه من حقد وكره بالغين للمغرب، الذي يدرك كبار مسؤوليه جيدا ألا جدوى من الرد على هلوساتهم، حفاظا على سمعة بلدهم الطيبة بين بلدان العالم.

فقمة الإفلاس السياسي والأخلاقي لدى "جنرالات الجزائر" لا تكمن فقط في عدائهم المزمن للمغرب، بل كذلك في صرف ميزانيات ضخمة في محاولة ضرب وحدته الترابية، من خلال شراء الذمم وتمويل المرتزقة والحركات الانفصالية، غير عابئين بما لذلك من أضرار بليغة على الجزائر والجزائريين الذين يعيشون ظروفا صعبة. ويكفي أن نشير هنا إلى أن إحدى المجلات الأمريكية المختصة في الأخبار والقضايا البحرية نشرت في عددها الصادر يوم 4 فبراير 2024 مقالا تحت عنوان "الجزائر جد متضررة بمقاطعتها للموانئ المغربية"، لأن حكام الجزائر قرروا منع شركات النقل البحري من دخول الجزائر إذا مرت عبر موانئ المغرب وخاصة ميناء "طنجة المتوسط"، بهدف الحد من وتيرة نجاحه الاقتصادي.

والأكثر من هذا أن الغاز الجزائري يتكبد خسائر فادحة منذ اتخذ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإيعاز من الحاكم الفعلي "شنقريحة" في نهاية شهر شتنبر 2021 قرارا يقضي بعدم تجديد عقد استغلال خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي مع المغرب، وأن تقتصر إمدادات الغاز لإسبانيا على الأنبوب البحري "ميدغاز"، تحت ذريعة "الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية" كما ورد في البيان الرئاسي، والحال أن القرار اتخذ بهدف حرمان المغرب مما يحصل عليه من غاز بالمجان مقابل عبور الخط عبر أراضيه، فكان أن تأذت واردات الغاز الجزائري نحو إسبانيا وتراجعت بنسبة 41 في المائة في النصف الأول من سنة 2022.

والأدهى من ذلك أن الطغمة العسكرية الفاسدة، التي أنفقت دون جدوى ملايير الدولارات من عائدات النفط والغاز على قضية خاسرة، في دعم ميليشيا البوليساريو الانفصالية على مدى أزيد من أربعة عقود، تاركة الشعب الجزائري يعاني من ندرة المواد الغذائية الأساسية. وبعدما تبين لها أن ملف "الصحراء" بات محسوما لصالح المغرب، اختارت لشدة غبائها أن تلعب نفس الورقة بممثلين جدد من الخونة المغاربة المقيمين في هولندا، وهم شرذمة من الانفصاليين يدعون انتسابهم لمنطقة الريف وهي منهم براء، حيث سارع "شنقريحة" إلى احتضانهم والتكفل بمصاريف تنقلهم، وهيأ لهم بناية خاصة قصد إنشاء مكتب في الجزائر لتمثيل ما أسموه "جمهورية الريف"، مما يؤكد أن النظام الجزائري يستطيب كثيرا لعبة التحرش بمصالح المغرب واستقراره.

ثم ما معنى أن يقيم حكام الجزائر الدنيا ويقعدونها متهمين المغرب بالاستيلاء على عقارات تابعة للسفارة الجزائرية في الرباط، ويتوعدون بالرد على هذه "الاستفزازات بكل الوسائل التي يرونها مناسبة"، علما أنه سبق لوزارة الخارجية المغربية أن تدبرت الأمر بشفافية ووضوح مع السلطات الجزائرية، حيث تقدمت عام 2022 بطلب شراء ذلك المبنى المجاور لمقر الوزارة، لكونه ظل "مهجورا" منذ تغيير مقر السفارة الجزائرية، ويعودون للكشف عن اتخاذ الجزائر قرارا قبل عامين يقضي بنزع ملكية سفارة المغرب بالجزائر وعرض المقر السباق لسفارة الجزائر بالرباط للبيع؟

إن المغرب وخلافا للجزائر ظل دائما حريصا على النأي بنفسه عن منطق التصعيد وتعميق الخلافات، وأنه لا يمكن له البتة الإقدام على هكذا خطوات عشوائية دون اللجوء إلى القانون، وإنما حدث أن تواصل مع السلطات الجزائرية في الموضوع بشكل ودي، حفاظا على علاقات الأخوة وحسن الجوار، لكن الجزائر تتجه دائما صوب افتعال الأزمات واتهام المغرب بالممارسات العدائية، على غرار واقعة "نزع ملكية". 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: حکام الجزائر

إقرأ أيضاً:

إجراءات جديدة ستسهل دخول منتجات اللحوم البرازيلية إلى السوق المغربية

أعلنت الحكومة البرازيلية عن موافقة السلطات الصحية في المغرب على اقتراح بإصدار شهادة صحية دولية جديدة، تهدف إلى تحديث متطلبات تصدير لحوم الأبقار، مما سيسهل دخول منتجات اللحوم البرازيلية إلى السوق المغربية.

ويعتبر هذا الاتفاق خطوة هامة نحو تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، حيث يعتبر المغرب سوقًا واعدًا للمنتجات الزراعية البرازيلية، ويوفر فرصًا جديدة للمزارعين البرازيليين لتوسيع نطاق أعمالهم في المملكة. ويعكس البيان المشترك بين وزارتي الزراعة والخارجية البرازيلية أهمية هذه الخطوة في تعزيز العلاقات التجارية الزراعية بين البلدين.

في عام 2023، استورد المغرب نحو 43 مليون دولار أمريكي من منتجات اللحوم، حيث كانت البرازيل أكبر موردي اللحوم إلى المغرب. كما صدرت البرازيل حوالي 1.36 مليار دولار أمريكي من المنتجات الزراعية إلى المملكة المغربية، بما في ذلك السكر، والطاقة، والحبوب، والدقيق، والبن.

ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي البرازيلي نموًا ملحوظًا، إذ تم فتح 46 سوقًا جديدة للمنتجات الزراعية منذ بداية عام 2023، مما أسفر عن توفير 346 فرصة عمل جديدة في هذا القطاع الحيوي. كما تشير التوقعات إلى استمرار النمو في هذا القطاع في السنوات القادمة.

مقالات مشابهة

  • بوريطة في زيارة عمل إلى باريس لتعزيز الشراكة المغربية الفرنسية
  • ثلاثة حكام يمثلون الصافرة الجزائرية في كأس العالم للأندية 2025
  • الحرة تطرد الصحافي الجزائري بوشفرة الذي تطاول على المغرب بعد إقالته سابقاً من سكاي نيوز
  • الخارجية الجزائرية تعلن احتجاجها على احتجاز أحد دبلوماسييها في فرنسا
  • مهلة تصحيحية 90 يوماً لمخالفات توزيع الغاز للمساكن
  • إجراءات جديدة ستسهل دخول منتجات اللحوم البرازيلية إلى السوق المغربية
  •  الجزائر تحتج على وضع موظف بالقنصلية الجزائرية بفرنسا رهن الحبس
  •  الجزائر تحتج على وضع القائم بأعمال القنصل الجزائري رهن الحبس
  • شيوخ الزاوية التيجانية بإيليزي وتقرت يعبّرون عن دعمهم للدولة الجزائرية ويستنكرون حملات حكام مالي
  • الكشف عن حكام لقاءي نصف نهائي كأس الجزائر