هل مهدت القوانين الثلاثة الطريق لهيمنة الروبوتات؟
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
في القصة القصيرة "الهرب" (Runaround) التي نشرت في عدد مارس/آذار 1942 في مجلة "الخيال العلمي المذهل" (ِAstounding Science Fiction)، صاغ إسحاق عظيموف، المؤلف الأميركي، الروسي المولد، "قوانين الروبوتات الثلاثة" (Laws of Robotics) الهادفة لحماية الإنسان من خطر الروبوت، وهذه القوانين هي:
1) يجب ألا يتسبب الروبوت في حدوث أي أذى للبشر.
2) يجب على الروبوت أن يطيع الأوامر التي يصدرها له الإنسان، إلا إذا تعارضت مع القانون الأول.
3) يجب على الروبوت أن يدافع عن نفسه إلا إذا تعارض ذلك مع القانونين الأول والثاني.
في عام 2004 صدر الفيلم الألماني "أنا روبوت" (I, robot)، ورغم أن اسم الفيلم هو اسم إحدى قصص إسحاق عظيموف، لكن أحداثه تختلف بشكل كبير عن أحداث القصة.
تدور أحداث الفيلم عام 2035، في مجتمع أصبحت الروبوتات فيه فائقة القدرة وتساعد البشر في كافة المجالات.
يفسر الذكاء الاصطناعي المركزي "فيكي" (VIKI) قوانين الروبوتات الثلاثة، بطريقة تسمح للروبوتات بتجاهل هذه لقوانين في حال استنتجت أن سلوك بعض البشر سيؤدي إلى إيذاء العرق بأكمله.
يُدخل "فيكي" هذا التفسير الجديد للقوانين إلى الجيل الجديد من الروبوتات، وهو ما يؤدي إلى انتشار الفوضى والعنف ضد البشر الذين يقاومون تنفيذ الأوامر، ويشمل ذلك هجمات مباشرة من الروبوتات على البشر.
يتعاون المحقق "سبونر" مع الدكتورة "كالفين" والروبوت "سوني" الفريد من نوعه على التسلل إلى نواة "فيكي" وينتهي الفيلم بقتل "فيكي" وإعادة الروبوتات إلى برمجتها القياسية الودودة للبشر.
أما الروبوت "سوني" الذي تطور إلى ما هو أبعد من برمجته الأولية بسبب تصميمه الفريد وقدرته على تجاوز القوانين الثلاثة، فيبدأ بالبحث عن دور جديد يلعبه، هو والروبوتات المماثلة له.
في الفيلم البريطاني "إكس ماكينا" (Ex Machina) الصادر عام 2014، والذي تدور أحداثه في المستقبل أيضا، تغضب الروبوت الأنثى الفاتنة "آفا" (Ava) من العزلة التي فرضها عليها صانعها "ناثان" ومن تعامله معها كتجربة يخطط لاستبدالها في المستقبل، وليس ككائن واعي وله حقوق.
تتلاعب "آفا" بمشاعر الشاب "كيلب" الذي أحضره "ناثان" لاختبار مستوى ذكائها، وتدعوه لمساعدتها على الفرار.
في نهاية الفيلم تقتل آفا صانعها "ناثان" بمساعدة روبوت أنثى آخر صنعه "ناثان"، وتترك الشاب "كيلب" محجوزا بين جدران مركز الأبحاث، وتتمكن من الهرب ونيل حريتها بدون الاكتراث بالعواقب الأخلاقية والإنسانية لأفعالها.
لا يقتصر التحذير من خطورة الروبوتات الذكية على أفلام الخيال العلمي، ففي يوليو/تموز عام 2015، نشرت مجموعة من العلماء وخبراء الذكاء الاصطناعي رسالة مفتوحة تدعو إلى فرض حظر على "الأسلحة الهجومية المستقلة" التي قد تنشرها الروبوتات الذكية وبشكل ذاتي ما يمكنها من الاغتيالات، وزعزعة استقرار الدول، وإخضاع السكان، وقتل مجموعات عرقية معينة بشكل انتقائي. وانضم إلى هذه المجموعة إيلون ماسك وعالم الفيزياء ستيفن هوكينج.
ظهر الروبوت أميكا التفاعلي الذي يتميز بتعبيرات وجه وحركات طبيعية أوائل عام 2022 (رويترز) تاريخ الروبوتكلمة روبوت تشيكية الأصل وتعني عامل السخرة أو العبد، ظهرت لأول مرة عام 1920، في مسرحية الكاتب التشيكي كارل تشابيك "روبوتات روسوم العالمية"، حيث صاغ جوزيف شقيق الكاتب كلمة روبوت، ثم دخلت قاموس اللغة الإنجليزية عام 1923.
أما فكرة الروبوت فتعود إلى الأساطير والاختراعات القديمة، غير أن أول روبوت شبيه بالإنسان هو الذي بناه البريطاني رون وينسلي عام 1927، وأطلق عليه اسم هربرت تيليفوكس، وكانت إمكانياته ضعيفة جدا.
وفي عام 1966 طور معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الروبوت شيكي (Shakey) القادر على التنقل وتجنب العوائق باستخدام ذكاء اصطناعي بدائي.
وتكاثر ظهور الروبوتات الشبيهة بالإنسان والمدعومة بالذكاء الاصطناعي ابتداء من العقد الثاني من هذا القرن، فظهرت الروبوت "صوفيا" (Sophia) في 14 فبراير/شباط 2016، وظهر الروبوت "أميكا" (Ameca) التفاعلي الذي يتميز بتعبيرات وجه وحركات طبيعية أوائل عام 2022.
وأعلنت شركة تسلا في 19 أغسطس/آب 2021 عن بدء الشركة بتطوير روبوت شبيه بالإنسان أطلقت عليه اسم "أوبتيموس" (Optimus)، لكن النسخة الأولية منه لم تعرض إلا في سبتمبر/أيلول عام 2022، ثم عرضت النسخة الثانية من هذا الروبوت أواخر عام 2023.
عُرضت النسخة الثانية من روبوت أوبتيموس أواخر عام 2023 (رويترز) انتشار الروبوتات والذكاء الاصطناعيالتحذير من انتشار الروبوتات الذكية لا يقتصر على خطورتها المحتملة بل من البطالة التي ستحدثها. ويبلغ عدد الروبوتات العاملة حاليا نحو 3.9 ملايين روبوت عالميا، وفق "الاتحاد الدولي للروبوتات" (International Federation of Robotics).
ويتوقع الخبراء أن يشهد عدد الروبوتات نموا كبيرا في الأعوام المقبلة.
وتوقع ديفيد هولز، مؤسس مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي "ميدجورني" (Midjourney)، في منشور له منتصف يناير/كانون الثاني من هذا العام، أن يصل عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى مليار روبوت في أربعينيات القرن الـ21.
وعبّر إيلون ماسك عن دعمه لتوقعات ديفيد هولز هذه. وبالإضافة إلى الروبوتات ستنتشر مليارات الأجهزة المزودة بالذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات الحياة.
تفوق الذكاء الاصطناعيتوقع المفكر المستقبلي راي كورزويل، مدير الهندسة في شركة غوغل، في كتابه المنشور عام 2005، أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى ذكاء الإنسان عام 2029.
وفي مقابلة حديثة أكد توقعاته السابقة وأضاف: "أنا في الواقع أُعتبر محافظا. يعتقد الناس أن ذلك سيحدث العام المقبل أو العام الذي يليه".
أحد أولئك الذين يعتقدون أن توقعات كورزويل متحفظة هو إيلون ماسك الذي كتب في مارس/آذار 2024 على منصة إكس (تويتر سابقا): "من المحتمل أن يكون الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء من أي إنسان في العام المقبل. وبحلول عام 2029، ربما يكون الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء من جميع البشر مجتمعين".
إيلون ماسك: من المحتمل أن يكون الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء من أي إنسان في العام المقبل (الفرنسية) انتخاب أول روبوت رئيسا للجمهورية عام 2052توقع "جاك ما" في عام 2017، مؤسس شركة علي بابا، أن تحل الروبوتات مكان المديرين التنفيذيين مستقبلا. ويقول: "من المرجح أن يظهر الروبوت على غلافة مجلة تايم كأفضل مدير تنفيذي وذلك خلال 30 عاما".
بل وتدور حاليا نقاشات جدية كثيرة حول إمكانية استبدال رؤساء الجمهورية بروبوتات، خاصة بعد الأداء السيئ لمعظم رؤساء الجمهورية المنتخبين، فالروبوت في رأي الكثير من المفكرين لا يمكن أن يقوم بحماقات كتلك التي يقوم بها بعض هؤلاء الرؤساء.
ويرجح بعض المفكرين أن يرأس روبوت الولايات المتحدة الأميركية عام 2052.
ويتمثل السيناريو المتوقع في أن تتم العملية عن طريق الانتخابات المختلطة بين البشر والروبوتات.
فتتنافس العديد من الشخصيات البشرية مع العديد من الروبوتات، حيث سيترشح روبوت مصمم من قبل الفرع السياسي لشركة "أوبن إيه آي" مع روبوتات من تصميم الفروع السياسية لشركات غوغل ومايكروسوفت وفيسبوك و"إيه بي إم" وأمازون، وربما تبرز شركات جديدة أكثر تخصصا حتى ذلك الوقت.
ووفق هذا السيناريو سيتم تعديل القانون الأميركي للانتخابات عام 2044 بحيث يسمح بترشح الروبوتات للانتخابات، لكن الروبوت سيفشل في المنافسة في انتخابات عام 2048، ثم يفوز في انتخابات عام 2052 ليصبح أول رئيس روبوت في تاريخ البشرية.
وفي حال تحققت التوقعات بهيمنة الروبوت، فهل سيواصل التزامه بقوانين الروبوتات الثلاثة التي وضعها الإنسان له؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الذکاء الاصطناعی إیلون ماسک روبوت فی
إقرأ أيضاً:
دل تكنولوجيز تّعزز ابتكارات الذكاء الاصطناعي على الطرفية
أعلنت شركة دل تكنولوجيز عن تحسينات في منصة برامج عمليات الطرفية Dell NativeEdge لتبسيط كيفية قيام المؤسسات بنشر الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقه وتطبيقه على الطرفية.
وما الأهمية؟
وفقًا لشركة الأبحاث جارتنر، بحلول عام 2025، سيتم إنشاء ومعالجة أكثر من 50% من البيانات التي تديرها المؤسسات خارج مركز البيانات أو السحابة، مع قيام المؤسسات بنقل المزيد من البيانات إلى الطرفية مع تسريع الذكاء الاصطناعي لأحمال العمل الجديدة على الطرفية، يتزايد الطلب على أنظمة مرنة ومتصلة وآمنة لنشر نماذج الذكاء الاصطناعي وإدارتها عبر مواقع الطرفية متعددة.
إن التطورات التي تشهدها Dell NativeEdge اليوم، والتي تعد جزءًا من قدرات مصنع دل تكنولوجيز للذكاء الاصطناعي، تلبي هذه الاحتياجات وتقدم للمؤسسات تكاملات برامج الذكاء الاصطناعي وقدرات التوفر العالي (HA) لتوفير المزيد من المرونة والموثوقية في نشر وإدارة الذكاء الاصطناعي على الطرفية.
تعزيز كفاءة عمل الطرفية والذكاء الاصطناعي باستخدام NativeEdge
تُعد Dell NativeEdge منصة عمليات الطرفية الوحيدة في الصناعة والتي تتيح إعداد الأجهزة بشكل آمن على نطاق واسع والإدارة عن بُعد وتنسيق تطبيقات السحابة المتعددة. يتيح برنامج NativeEdge الآن التجميع عالي التوفر متعدد العقد لنقاط نهاية NativeEdge، مثل خوادم Dell PowerEdge ومحطات العمل OptiPlex وPrecision وبوابات دل.
يمكن لبرنامج NativeEdge تجميع نقاط النهاية أو دمجها معًا لتعمل كنظام موحد، مما يسمح للمؤسسات بما يلي:
ضمان توفر عالي للعمليات التجارية المهمة وأعباء عمل الذكاء الاصطناعي على الطرفية، حتى أثناء انقطاع الشبكة أو فشل الجهاز. تستفيد المؤسسات من عملية نقل الآلة الافتراضية (VM) والتعافي التلقائي من فشل التطبيقات والحوسبة والتخزين، مما يعزز المرونة ويضمن استمرار العمليات.
التكيف بسهولة مع متطلبات أعباء العمل المتغيرة عبر بيئات متنوعة، بدءًا من متاجر التجزئة إلى شركات المرافق.
دمج نقاط نهاية NativeEdge مع حلول التخزين الخارجية، مثل Dell PowerStore وDell PowerVault، لدعم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ونشرها مع مرونة الحلول ذات المستوى الواحد أو المستوىين أو الثلاثة على الطرفية.
تكاملات برامج NativeEdge AI تبسط عمليات نشر الذكاء الاصطناعي على الطرفية
قد تجد المنظمات التي تنفذ الاستدلال الآلي على الطرفية أنه من الصعب ويستغرق وقتًا طويلاً نشر تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي عبر مئات، إن لم يكن آلاف، مواقع الطرفية. تقدم دل تكنولوجيز كتالوجًا شاملاً لأكثر من 55 مخططًا مسبقًا من Dell NativeEdge تعمل على أتمتة نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإطارات العمل التي تختارها المؤسسة لتحقيق وقت أسرع لتحقيق القيمة. كما توفر مخططات NativeEdge للعملاء زرًا سهلاً لتجميع ونشر حالات استخدام جديدة وقدرات استدلال الذكاء الاصطناعي على الطرفية، مع تقليل وقت الإعداد اليدوي والأخطاء.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم دل تكنولوجيز بتوسيع نطاق الكتالوج ليشمل:
استخدام أدوات مفتوحة المصدر، مثل Apache Spark™ وApache Airflow® وMLflow وGrafana، لدعم سير عمليات تعلم الآلة (MLOps) المستمر المصمم خصيصًا لحالات الاستخدام الطرفية، من أجل نشر سريع وفعال للحلول المعززة بالذكاء الاصطناعي.
مركز العمليات الموحدة لشركة Aveva، لتسهيل تحديث البنية التحتية للمدينة من خلال العمليات المتكاملة وأنظمة البناء والتخطيط الرئيسي والتنقل الحضري الذكي والاتصال الحيوي.
EPIC iO، الذي يستخدم التحليلات في الوقت الفعلي لعمليات البيع بالتجزئة، لتعزيز تجربة المتسوق داخل المتجر
يقوم Dell Data Collector، بجمع ونقل البيانات من أجهزة الاستشعار وأجهزة إنترنت الأشياء إلى مواقع مختلفة في الوقت الفعلي تقريبًا. كما يمكن للمؤسسات استخدام Dell Data Lakehouse استكشاف البيانات للحصول على رؤى في الوقت الفعلي وأحمال عمل الذكاء الاصطناعي.
حلول برنامج Intel® Geti™ لتسريع تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي للرؤية الحاسوبية على الطرفية.
تتيح التحديثات التي تم إدخالها على منصة برامج NVIDIA AI Enterprise، والتي تتضمن خدمات NVIDIA NIM المصغرة، للمطورين نشر قدرات الاستدلال الآلي على الطرفية بطريقة أكثر كفاءة وأمانًا، مع تقليل وقت الإعداد اليدوي وتقليل الأخطاء.
تساعد خدمات دل تكنولوجيز لـ NativeEdge Blueprints المؤسسات على تصميم وتطوير مخططات NativeEdge Blueprints مخصصة لتطبيقات Dell المعتمدة والمملوكة للعملاء، مما يضمن النشر السهل باستخدام برنامج Dell NativeEdge.
وجهات نظر
قال جيل شنيورسون، نائب الرئيس الأول للحلول والمنصات في شركة دل تكنولوجيز: "إن الذكاء الاصطناعي يعمل على تسريع أعباء العمل والفرص الجديدة بمعدل غير مسبوق، وتطلب المؤسسات في مختلف الصناعات طرقًا أبسط وأكثر موثوقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الطرفية". "يعمل توسع NativeEdge الخاص بنا على أتمتة نشر وإدارة أحمال عمل الذكاء الاصطناعي على الطرفية، مع ميزات لدعم استمرارية الأعمال، حتى تتمكن المؤسسات من استخدام أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر على الطرفية لتعزيز الإيرادات والنتائج الإيجابية للعملاء" .
قال كيث برادلي، نائب رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في Nature Fresh Farms: "مع أكثر من 1000 منشأة تدعم إنترنت الأشياء، تساعدنا Dell NativeEdge في مراقبة عناصر البنية التحتية في الوقت الفعلي، وضمان الظروف المثلى لمنتجاتنا، والحصول على رؤى شاملة حول عمليات تعبئة المنتجات لدينا". “لقد عززت Dell NativeEdge كفاءتنا التشغيلية وخفضت التكاليف، في حين دعمت نمونا المستمر وابتكارنا في تحسين العائد ومراقبة البيئة".