السفير الفرنسي: المستقبل يحمل فرصا واعدة للتعاون المشترك مع هيئة قناة السويس
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأحد، السفير إيريك شوفالييه السفير الفرنسي بالقاهرة، لبحث سبل التعاون المشترك، وذلك بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.
مجمع الإسماعيلية الطبي يستقبل وفد الوكالة الفرنسية للتنمية |صور
تعد الزيارة هى الزيارة الرسمية الأولى للسفير إيريك شوفالييه لهيئة قناة السويس بعد توليه مهام منصبه سفيرا لدولة فرنسا بالقاهرة، وقد رافقه خلال الزيارة وفد رفيع المستوى من السفارة الفرنسية بالقاهرة.
في بداية اللقاء، أعرب الفريق ربيع عن اعتزازه بالعلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر وفرنسا على كافة الأصعدة، مبديا تطلعه لفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك ضمن الجهود المبذولة لتعزيز التقارب الاقتصادي والثقافي بين البلدين وتوطيد العلاقات الثنائية.
وأكد رئيس الهيئة أن قناة السويس تعكف على تطبيق استراتيجية طموحة للتطوير من خلال تبني حزمة من المشروعات القائمة على توطين صناعة بناء الوحدات البحرية المختلفة بترسانات وشركات الهيئة ،واستحداث خدمات بحرية جديدة لتلبية متطلبات السفن العابرة، علاوة على قيامها بتطوير مراين اليخوت التابعة لها في مدن القناة الثلاث ضمن خطة الدولة لتشجيع سياحة اليخوت.
وثمن الفريق ربيع الجهود الفرنسية في دعم متحف قناة السويس بمجموعة من المقتنيات من خلال جمعية أصدقاء ديليسبس بما يمثل نموذجا للتعاون الثقافي الفرنسي المصري.
من جانبه، أكد السفير إيريك شوفالييه السفير الفرنسي بالقاهرة حرص بلاده على تفعيل التعاون والتنسيق المشترك مع هيئة قناة السويس لما تمثله القناة من أهمية خاصة باعتبارها حلقة وصل أساسية لخدمة حركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب، وركنا رئيسيا لتعزيز العلاقات المصرية الفرنسية.
وأوضح السفير الفرنسي أن المستقبل يحمل فرصا واعدة للتعاون المشترك مع هيئة قناة السويس التي تأتي على قمة أولويات أجندة العمل خلال الفترة المقبلة ضمن جهود تعزيز التعاون الفرنسي المصري.
وأعرب السفير الفرنسي بالقاهرة عن أمله في استقرار الأوضاع بمنطقة البحر الأحمر وعودة انتظام سلاسل الإمداد العالمية إلى ماكانت عليه قبل توترات الأوضاع في المنطقة، مؤكدا على أهمية قناة السويس لحركة الشحن البحري الفرنسي، وحرص الخط الملاحي الفرنسي CMA CGM على استمرار العبور من قناة السويس.
في ختام اللقاء، قدم الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة درع قناة السويس الجديدة إلى السفير إيريك شوفالييه السفير الفرنسي في القاهرة، ثم دعاه للقيام بجولة تفقدية لعدد من المشروعات القومية شملت مارينا اليخوت بالإسماعيلية، تلاها القيام بجولة بحرية في قناة السويس الجديدة، ثم زيارة متحف قناة السويس.
وخلال جولته بمارينا اليخوت بالإسماعيلية، أبدى السفير الفرنسي بالقاهرة إعجابه بتصميم المارينا الذي يسمح بزيادة طاقتها الاستيعابية إلى ١٠٠ يخت تقريبا، مشيدا بتنوع الخدمات المقدمة من خلالها وما تحظى به من موقع متميز في منتصف القناة.
كما أشاد السفير الفرنسي بالقاهرة بمشروع متحف قناة السويس الذي يعد منارة ثقافية للتعريف بتاريخ ومراحل تطور القناة والتعريف بدورها في خدمة حركة التجارة العالمية.
IMG-20240324-WA0018 IMG-20240324-WA0019 IMG-20240324-WA0020 IMG-20240324-WA0017 IMG-20240324-WA0015 IMG-20240324-WA0014 IMG-20240324-WA0016المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ترامب يعيد طرح قضية قناة بنما ... هل سيخدم ذلك مصالح أمريكا؟
واشنطن "د ب أ": تعد قناة بنما إحدى البنى الأساسية الأكثر أهمية في العالم، وهي تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، مما يجعلها شريانا حيويا للتجارة العالمية. ومع أن السيطرة على القناة انتقلت إلى بنما منذ عقود، فإن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد السيطرة على هذه القناة، نظرا لأهميتها الاستراتيجية في الأمن القومي الأمريكي.
ويقول ألكسندر جراي، الذي شغل منصب نائب مساعد للرئيس وكبير الموظفين في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض في الفترة من 2019 إلى 2021، في تقرير نرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية ، إن ترامب أعرب مؤخرا عن أسفه لأن الولايات المتحدة تخلت عن السيطرة على قناة بنما لصالح بنما في عهد إدارة الرئيس الراحل جيمي كارتر، وهو موقف يتسم بالمنطق الاستراتيجي ويتوافق مع السياق التاريخي. وأوضح أن ترامب، الذي يعد الرئيس المحافظ الأكثر تأثيرا منذ عهد رونالد ريجان، يشترك مع ريجان في فهمه الغريزي للمصالح الوطنية الأمريكية، وبشكل أكثر تحديدا، في تشككه المنطقي تجاه التنازل عن القناة التي شقتها الولايات المتحدة.
وتعكس تصريحات ترامب الأخيرة بشكل وثيق مواقف ريجان خلال مناظرة عام 1978 بشأن التصديق على معاهدات توريخوس-كارتر، التي أنهت السيادة الأمريكية على القناة. وقال ريجان، الذي كان يستعد لمنافسة جيمي كارتر في انتخابات 1980، إنه "سيتحدث لأطول فترة ممكنة وبأعلى صوت ضد ذلك"، محذرا بحس استشرافي: "أعتقد أن العالم في الأساس لن ينظر إلى هذا (التنازل عن القناة) على أنه بادرة سخية من جانبنا، كما يريدنا البيت الأبيض أن نعتقد."
ومثل العديد من مبادرات ترامب في السياسة الخارجية، جلبت معارضة ريجان المستمرة للتخلي عن القناة سخرية الخبراء في السياسة الخارجية في ذلك الوقت. وحتى ويليام باكلي الابن، الأب الروحي للحركة المحافظة الحديثة، اختلف مع ريجان وأيد إعادة القناة إلى بنما. ومع ذلك، أدرك ريجان، مثل ترامب، أن المصلحة الأمريكية في القناة تتجاوز العلاقات الأمريكية مع البنميين أو احتمالية الحصول على قدر غامض من "حسن النية" من دول العالم الثالث (التي تعرف اليوم غالبا باسم الجنوب العالمي) من خلال منح السيطرة المحلية.
ويقول جراي إنه أولا، كما كان الحال في زمن ريجان، لا تزال قناة بنما اليوم تلعب دورا عسكريا حيويا للولايات المتحدة، وهو ما يبرر وحده استمرار السيطرة الأمريكية عليها. ويتطلب نقل الجزء الأكبر من القوة البحرية الأمريكية في أوقات الأزمات من السواحل الشرقية إلى الغربية، ومن ثم إلى منطقة المحيط الهادئ، وصولا غير معرقل إلى القناة.
وأوضح أن هذا المنطق هو نفسه الذي دفع الرئيس ثيودور روزفلت في أوائل القرن العشرين إلى الشروع في شق القناة في المقام الأول، والذي حدد أبعاد بناء السفن الحربية الأمريكية لعقود طويلة لضمان قدرة السفن البحرية على عبور نظام الغلق المتعلق بالقناة.
وعلى الرغم من أن السفن اليوم أصبحت أكبر حجما وأن الحرب باتت أكثر تعقيدا، لا تزال الضرورة الأساسية لنقل أطنان ضخمة من القوة البحرية عبر أقصر طريق ثابتة ولم تتغير منذ اكتمال القناة عام 1914.
وثانيا، كما كان الحال خلال الحرب الباردة، تقع قناة بنما اليوم في خطوط المواجهة لصراع القوى العظمى، وهذه المرة بين الولايات المتحدة و الصين. وبينما كانت واشنطن غارقة في حربين مستمرتين في أفغانستان والعراق، استحوذت شركة مقرها هونج كونج على اثنين من أهم خمسة موانئ في بنما، وهي الآن بصدد بناء ميناء عميق و محطة رحلات بحرية و جسر رابع عبر القناة. وكما هو الحال في أفريقيا و جنوب المحيط الهادئ، تستخدم الصين مثل هذه البنية التحتية للحصول على سيطرة اقتصادية وسياسية قسرية، كما تجسد ذلك في حملتها للضغط على بنما لإيقاف اعترافها بتايوان في عام 2017.
وسيكون من الغفلة القصوى الافتراض أن اهتمام بكين ببنما والقناة ليس له علاقة بالأهمية الاستراتيجية لهذا الممر المائي بالنسبة للدفاع الوطني الأمريكي، بحسب جراي. أخيرا، كان ريجان يرى أن السيطرة الأمريكية على القناة مرتبطة ارتباطا مباشرا بنفوذ الولايات المتحدة على الساحة العالمية و جدية الطريقة التي تؤخذ بها كلمات واشنطن في العواصم الأجنبية. وتساءل ريجان خلال الجدل حول نقل القناة: "ماذا يعني هذا لحلفائنا حول العالم بشأن نوايانا القيادية ودورنا الدولي ورؤيتنا لقدرتنا الدفاعية الوطنية؟". ومثل الرئيس الأسبق، يبدو أن ترامب يرى أن قدرة الولايات المتحدة على التأثير ومواجهة تأثيرات الأعداء على القناة تعد حالة اختبار لقوة واشنطن العالمية. وإذا كان بإمكان واحدة من أعظم عجائب الخبرة الهندسية الأمريكية و الصلابة الوطنية أن تسلم بشكل متهور، رغم كل المنطق الاستراتيجي، وتوضع تحت تهديد التدخل الأجنبي المستمر، فما هي الرسالة التي سترسل إلى الأعداء من طهران إلى موسكو إلى بيونج يانج؟
وقوبلت تعليقات ترامب التي تشير إلى إمكانية استعادة الولايات المتحدة للقناة بهجوم متوقع من مراكز الأبحاث في واشنطن وحتى أبواق الدعاية التابعة للحزب الشيوعي الصيني. ومع ذلك، فإن الرئيس الخامس والأربعين والسابع والأربعين، مثل الرئيس الأربعين قبله، يمتلك إحساسا فطريا بمصالح أمريكا الوطنية الأساسية، وهو ما يبدو أنه يفلت من أيدي العقول الكبيرة في واشنطن. ويختم جراي بأنه مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ستجد هذه البصيرة عالما في حاجة ماسة إلى رئيس أمريكي مستعد لمتابعة قضايا مثيرة للجدل من أجل الميزة الاستراتيجية لبلاده وأمن مواطنيها.