جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-24@02:22:23 GMT

يوم الأُم

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

يوم الأُم

 

 

 

◄ تعزيز الهوية والانتماء إلى الدين والبلد والمجتمع للحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية يُعد جزءًا مهمًا من دور الأم

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

عندما نتحدَّث عن دور الأم في التربية، فإننا نتحدَّث عن دور حيوي ولا يُمكن إغفاله في بناء شخصية الإنسان وتوجيهه نحو السلوكيات الصحيحة والقيم الإيجابية، فالأم ليست مجرد وجود جسدي يُطعم ويُسكن، بل هي المعلمة الأولى والأم المُحبة التي تمتلك القدرة الفريدة على نقل القيم والأخلاق وتعليم الأطفال كيف يتعاملون مع العالم من حولهم.

اليوم ومع تعرض الأطفال للكثير من الأفكار الغربية المتناقضة التي تنافي الطبيعة الإنسانية يجعل من دور الأم أكثر أهمية من أي وقت مضى وأكثر صعوبة كذلك ففي عصرنا الحالي الذي تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتغير القيم والمعتقدات بشكل سريع، تظهر الأم كركيزة أساسية لاستقرار الأسرة وتوجيه أفرادها نحو الطريق الصحيح فدور الأم في بناء الشخصية الإنسانية لا يقتصر على تعليم القيم والأخلاق فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم الدعم العاطفي والحنان الذي يُساعد الطفل على بناء شخصيته وثقته بنفسه وتوجيه السلوكيات الصحيحة؛ فمثلاً: تعزيز التفكير الناقد الذي لا يقبل أي إسقاط مهما كان مصدره دون تفكير وتحليل، يُعتبر أيضًا جزءًا لا يتجزأ من دور الأم، فهي تسعى دائمًا لتوجيه أبنائها نحو السلوكيات الإيجابية وتشجيعهم على التفكير النقدي واتخاذ القرارات المناسبة.

ومن جانب آخر فإنَّ تعزيز الهوية والانتماء إلى الدين والبلد والمجتمع للحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية يُعد أيضًا جزءًا مهمًا من دور الأم، حيث تعمل على نقل القيم والتقاليد العائلية وتعريف أطفالها بتاريخ بلدهم وأسرتهم وأصولها وانعكاس ذلك على المجتمع الذي يعيشون فيه ودمج ذلك مع التعلم والاكتشاف من خلال توفير بيئة داعمة لتطوير مهاراتهم العقلية والاجتماعية هكذا فقط، تمتزج مهارات الأم بالحنان والتوجيه لتشكل مُحيطًا داعمًا ومليئًا بالحب والتعلم، يساهم في بناء أطفالها كشخصيات متوازنة ومتعلمة، قادرة على تحقيق النجاح والتفوق في مختلف مجالات الحياة.

ولا نغفل ونحن نشير إلى دور الأم كمربية وصانعه للأجيال إنها كذلك في زمن يطالبها بتحقيق ذاتها في مجال العمل وتحقيق النجاح المهني، وهذا قد يشكل تحدياً كبيراً في موازنتها بين العمل والأسرة. لكن على الرغم من ذلك، فإن تحقيق الأم لنجاح مهني لا يُقلل من أهمية دورها في التربية، بل يُمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الأطفال عن طريق توجيههم نحو الاجتهاد والتفاني في مسعى تحقيق أهدافهم، ولتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية، يمكن للأم اتباع استراتيجيات تنظيم الوقت بشكل فعّال، وتقدير الأولويات، والتواصل الجيِّد مع الزوج وبقية أفراد الأسرة لتقاسم المسؤوليات الأسرية، بالإضافة إلى الاستفادة من الدعم المتاح من الأقارب أو الخدمات المجتمعية.

لا يُمكن إنكار أن تحقيق التوازن بين العمل والأسرة يتطلب تضحيات وجهداً إضافياً، ولكن بالتأكيد يمكن للأم أن تكون قدوة لأطفالها في تحقيق التوازن بين مختلف جوانب الحياة وتحقيق النجاح في كل مجال من مجالاتها.

وفي هذا المقال أردتُ فقط أن أُعبِّر عن امتناني العميق وتقديري الكبير لكل الأمهات الرائعات اللواتي يبذلن جهودًا مذهلة في تربية أطفالهن وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم، إن دور الأم لا يمكن تقديره بمقدار قيمته، فهي عماد الأسرة وروحها، وعبر تضحياتها وتفانيها، تزدهر الأجيال وتنمو الأمم.

وليقف العالم اليوم إجلالًا أمام شجاعة وإرادة الأمهات في غزة، ولنمنحهن كل التقدير والدعم الذي يستحقنه. وكل عام وأمهاتنا رمزًا للحب والقوة والإرادة وليبقى عطاؤهن حافزًا لتحقيق التنمية والازدهار في كل مجتمعاتنا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المجلس البلدي زوارة: الاعتداء على علم الهوية الأمازيغية خطوة خطيرة واستفزازية

استنكر المجلس البلدي زوارة الاعتداء على علم الهوية الأمازيغية، واصفًا إياه بالخطوة الخطيرة والاستفزازية.

وأشار المجلس البلدي في بيان رسمي إلى أن هذا الفعل يستهدف طمس هوية أصيلة وزرع الفتنة بين أبناء الوطن، مبينًا أن هذا التصرف مشين ويعكس عقلية عنصرية مقيتة.

وأكد المجلس البلدي أن هذا الفعل مرفوض ولا يمكن السكوت عليه بأي حال من الأحوال، ولا يُسمح له بالتمدد أو التأثير في النسيج الاجتماعي.

وأوضح المجلس أن هذه الراية ليست مجرد رمز، بل هي علم وطني قدمت جميع المدن الأمازيغية دماءها في سبيل بقائه، والاعتداء عليه يُعد انتهاكًا جسيمًا لقيم التعايش والاحترام المتبادل التي ينبغي أن تسود بين أبناء الوطن الواحد.

ودعا المجلس الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد مرتكبي هذا الفعل المرفوض، مطالبًا جميع القوى من جمعيات ومنظمات وهيئات مدنية بالتكاتف للدفاع عن القيم المشتركة التي تجمع الليبيين.

وتداولت بعض من مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة يضعون علم الأمازيغ على الطريق بإحدى مناطق العاصمة ويجبرون السيارات على المرور فوقه.

مقالات مشابهة

  • عبارات عن عيد الأم 2025
  • صور| مهرجان الجوبة يبرز أصالة الهوية السعودية في الجوف
  • حال وفاة الزوجة.. كيف تُوزع قائمة المنقولات الزوجية على الورثة؟
  • وطن
  • الهوية والمواطنة في عصر التحول الرقمي
  • إقتسام .. !! . نص سردي
  • بعد معاناة سلمى أبو ضيف| كل ما تود معرفته عن الرضاعة الطبيعية
  • المجلس البلدي زوارة: الاعتداء على علم الهوية الأمازيغية خطوة خطيرة واستفزازية
  • اليوم العالمي للغة الأم.. ما أكثر اللغات المهددة بالانقراض؟
  • روشتة ونصائح ذهبية للمعاملة بين الأم والزوجة