جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-21@23:23:34 GMT

يوم الأُم

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT

يوم الأُم

 

 

 

◄ تعزيز الهوية والانتماء إلى الدين والبلد والمجتمع للحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية يُعد جزءًا مهمًا من دور الأم

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

عندما نتحدَّث عن دور الأم في التربية، فإننا نتحدَّث عن دور حيوي ولا يُمكن إغفاله في بناء شخصية الإنسان وتوجيهه نحو السلوكيات الصحيحة والقيم الإيجابية، فالأم ليست مجرد وجود جسدي يُطعم ويُسكن، بل هي المعلمة الأولى والأم المُحبة التي تمتلك القدرة الفريدة على نقل القيم والأخلاق وتعليم الأطفال كيف يتعاملون مع العالم من حولهم.

اليوم ومع تعرض الأطفال للكثير من الأفكار الغربية المتناقضة التي تنافي الطبيعة الإنسانية يجعل من دور الأم أكثر أهمية من أي وقت مضى وأكثر صعوبة كذلك ففي عصرنا الحالي الذي تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتغير القيم والمعتقدات بشكل سريع، تظهر الأم كركيزة أساسية لاستقرار الأسرة وتوجيه أفرادها نحو الطريق الصحيح فدور الأم في بناء الشخصية الإنسانية لا يقتصر على تعليم القيم والأخلاق فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم الدعم العاطفي والحنان الذي يُساعد الطفل على بناء شخصيته وثقته بنفسه وتوجيه السلوكيات الصحيحة؛ فمثلاً: تعزيز التفكير الناقد الذي لا يقبل أي إسقاط مهما كان مصدره دون تفكير وتحليل، يُعتبر أيضًا جزءًا لا يتجزأ من دور الأم، فهي تسعى دائمًا لتوجيه أبنائها نحو السلوكيات الإيجابية وتشجيعهم على التفكير النقدي واتخاذ القرارات المناسبة.

ومن جانب آخر فإنَّ تعزيز الهوية والانتماء إلى الدين والبلد والمجتمع للحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية يُعد أيضًا جزءًا مهمًا من دور الأم، حيث تعمل على نقل القيم والتقاليد العائلية وتعريف أطفالها بتاريخ بلدهم وأسرتهم وأصولها وانعكاس ذلك على المجتمع الذي يعيشون فيه ودمج ذلك مع التعلم والاكتشاف من خلال توفير بيئة داعمة لتطوير مهاراتهم العقلية والاجتماعية هكذا فقط، تمتزج مهارات الأم بالحنان والتوجيه لتشكل مُحيطًا داعمًا ومليئًا بالحب والتعلم، يساهم في بناء أطفالها كشخصيات متوازنة ومتعلمة، قادرة على تحقيق النجاح والتفوق في مختلف مجالات الحياة.

ولا نغفل ونحن نشير إلى دور الأم كمربية وصانعه للأجيال إنها كذلك في زمن يطالبها بتحقيق ذاتها في مجال العمل وتحقيق النجاح المهني، وهذا قد يشكل تحدياً كبيراً في موازنتها بين العمل والأسرة. لكن على الرغم من ذلك، فإن تحقيق الأم لنجاح مهني لا يُقلل من أهمية دورها في التربية، بل يُمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الأطفال عن طريق توجيههم نحو الاجتهاد والتفاني في مسعى تحقيق أهدافهم، ولتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية، يمكن للأم اتباع استراتيجيات تنظيم الوقت بشكل فعّال، وتقدير الأولويات، والتواصل الجيِّد مع الزوج وبقية أفراد الأسرة لتقاسم المسؤوليات الأسرية، بالإضافة إلى الاستفادة من الدعم المتاح من الأقارب أو الخدمات المجتمعية.

لا يُمكن إنكار أن تحقيق التوازن بين العمل والأسرة يتطلب تضحيات وجهداً إضافياً، ولكن بالتأكيد يمكن للأم أن تكون قدوة لأطفالها في تحقيق التوازن بين مختلف جوانب الحياة وتحقيق النجاح في كل مجال من مجالاتها.

وفي هذا المقال أردتُ فقط أن أُعبِّر عن امتناني العميق وتقديري الكبير لكل الأمهات الرائعات اللواتي يبذلن جهودًا مذهلة في تربية أطفالهن وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم، إن دور الأم لا يمكن تقديره بمقدار قيمته، فهي عماد الأسرة وروحها، وعبر تضحياتها وتفانيها، تزدهر الأجيال وتنمو الأمم.

وليقف العالم اليوم إجلالًا أمام شجاعة وإرادة الأمهات في غزة، ولنمنحهن كل التقدير والدعم الذي يستحقنه. وكل عام وأمهاتنا رمزًا للحب والقوة والإرادة وليبقى عطاؤهن حافزًا لتحقيق التنمية والازدهار في كل مجتمعاتنا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"حماية الهوية وصون الذاكرة الاجتماعية".. محاضرة بمكتبة الفيوم العامة

نظم فرع ثقافة الفيوم عددا من اللقاءات التثقيفية والورش الفنية ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان.

يأتي هذا في إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، والمنفذة بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية بالقرى والمراكز.

وفي السياق ذاته نظمت مكتبة الفيوم العامة التابعة لثقافة الفيوم عدداً من الفعاليات والأنشطة الثقافية حيث عقد قسم أطلس المؤثرات الشعبية محاضرة بعنوان تراث جسر بين الماضي والمستقبل حماية الهوية وصون الذاكرة الجماعية حاضرها ياسر حمدي سيد كبير الباحثين.  

تناول "حمدي" الحديث عن التراث الثقافي باعتباره جسراً حياً يربط الماضي بالمستقبل ويحفظ الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية للمجتمعات وأكد على أهمية التراث في تعزيز الانتماء والتماسك الاجتماعي مع تسليط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجهه مثل العولمة والتحضر السريع، مؤكدا على الدور المحوري للتعليم في صون التراث ونقله بين الأجيال. 

خلال المحاضرة تم استعراض ما يتخذ من التدابير للحفاظ على التراث الثقافي ممثلة فى أطلس المأثورات الشعبية ومعارض الحرف اليدوية وغيره من مجهودات الدولة فى هذا الشان واختتمت المحاضرة بالتأكيد على أن حماية التراث ليست واجباً أخلاقياً فحسب بل استثماراً في المستقبل الثقافي والحضاري يتطلب جهوداً مشتركة من الأفراد والمجتمعات والمؤسسات. 

حوار مفتوح مع الأطفال حول القيم الأخلاقية والسلوكيات الصحيحة بثقافة الفيوم …

 

وفي سياق متصل نفذت مكتبة الطفل بمكتبه الفيوم العامة حوار مفتوح مع الأطفال حول القيم الأخلاقية والسلوكيات الصحيحة التى يجب علينا أن نتبعها ونتحلى بها فى معاملاتنا اليومية ادراته هناء حسن مسئول مكتبه الطفل، فيما نفذت أيضا مكتبه الطفل ورشة رسم وتلوين بمناسبة ذكرى أكتوبر المجيد تضمنت رسومات مختلفة لعلم مصر والجندى المجهول والدبابات المدفعية تحت اشراف فاطمه محمد. 

ومن جانب آخر نفذ قسم نادى المرأة بالمكتبة ورشة أشغال يدوية من خيوط الصوف لتعليم الأطفال طريقة عمل كرات البنوبون بالخطوات لتنفيذ ميدالية وتوك للشعر، وقامت بتنفيذ التدريبات فاطمة محمد مشرفه نادى المرأة، بينما نفذ قسم البيئة بمكتبة الطفل ورشة أعمال فنية لإعادة تدوير خامات البيئة لتنفيذ مجسم على شكل طائرة مدفعية باستخدام ورق الكرتون وذلك في إطار ذكرى انتصارات اكتوبر المجيدة نفذتها ثناء سيد أخصائي قسم البيئة بالمكتبة. 

مقالات مشابهة

  • والدة فتاة بورسعيد تطالب بأقصى عقوبة على زوج ابنتها الذى ألقاها من الشرفة
  • دهان مطبوعة.. كورنيش مصيف بلطيم بألوان الهوية البصرية
  • وزارة الثقافة تطلق تطبيق «تحوت» لتعزيز الهوية لدى الأطفال
  • العثور على رفات مجهول الهوية بنينوى واعتقال متهم بالقتل في ميسان
  • الإمبراطورة الأم ميتشيكو تحتفل بعيد ميلادها الـ 91
  • "حماية الهوية وصون الذاكرة الاجتماعية".. محاضرة بمكتبة الفيوم العامة
  • بعد حادث دهس.. أول رد من مدرسة خناقة طلاب الشيخ زايد
  • دهس أب وابنه في مشاجرة بمدرسة دولية في الشيخ زايد.. والأم تكشف التفاصيل
  • الأيتام‭ ‬الأربعة‭ ‬والحمل‭ ‬الثقيل
  • فضل بر الأم وكيف يكون البر في الإسلام؟