فضل الله: هناك من يبخل بتقديم التعويضات إلى من قدموا أنفسهم لحماية الوطن
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
رعى العلامة السيد علي فضل الله، حفل الإفطار الذي أقامه مجلس أصدقاء مبرة الإمام الرضا في النبطية، بحضور النائب ناصر جابر، المدير العام لجمعية المبرات الدكتور محمد باقر فضل الله، الشيخ فؤاد خريس وعدد من الفاعليات الدينية والتربوية والاجتماعية والثقافية وأعضاء المجلس.
وقال فضل الله في كلمة له: "أبارك لكم هذا اللقاء الرمضاني الذي يستظل بفيوضات الرحمة والمحبة التي يغدقها الله على عباده في هذا الشهر والعطاء غير المحدود الذي وعدهم به".
وأضاف: "يأتي هذا اللقاء الذي حرص مجلس أصدقاء مبرة الإمام الرضا مع إدارتها على القيام به وأنتم حرصتم على ان تشاركوهم رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها جنوبنا العزيز بفعل الاعتداءات الإسرائيلية والتي أصابت هذه المدينة العزيزة، وهنا نسأل الرحمة للشهداء الذين ارتقوا إلى ربهم فيها والدعاء لله عز وجل أن يحميها ويحمي جنوبنا الأبي الصامد من غدر هذا العدو واعتداءاته وأن ينعم هذا الوطن بالأمن والسلام والاستقرار الذي يستحقه".
وتابع: "ان هذه المشاركة هي تعبير منكم عن إرادة الخير التي تحملونها وحرصكم الدائم على مد يد العون لأولئك الذين فقدوا الأب والمعيل والراعي ممن يعانون ظروفا اجتماعية صعبة احتضنتهم هذه المبرة كما سائر المبرات لدينا"، معتبرا ان "في ذلك تعبيرًا عمليّا وصادقًا عن إنسانيتكم التي لا تكتمل إلا بأن تنغرس في إنسانية الآخر وعن مدى إيمانكم، حيث لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لها، فلا يمكن أن يكون المؤمن مؤمناً حتى يؤمن احتياجات الذي يعانون الفقر والعوز".
وقال: "نحن عندما نتحدث عن العطاء نريده عاما وشاملا وان لا يقف عند حدود وأن يتسع باتساع حاجات الناس وكل من يتألم ويعاني ويحتاج إلى من يسنده لا بد أن نقف إلى جانبه لا نفرق في ذلك بين عباد الله ولا بين خلقه فكما ينزل الله العطاء على الجميع نحن نريده أن يصل للجميع".
وأشار إلى أن "المجتمع المتماسك لا يبنى إلا بالتراحم والتحابب والتباذل كما أشار رسول الله عندما قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وبهذه الروحية وبهذا المنطق نستطيع أن نبني وطنا فهو لا يبنى بالذين يختنقون في إطار ذواتهم او من يحيطون بهم او بطوائفهم أو بمذاهبهم تاركين الآخرين لمصيرهم بل المطلوب أن نكون معنيين بكل الوطن وبكل إنسانه".
وأردف: "إننا نعاني في هذا الوطن وسنبقى نعاني إن بقينا على هذه الصورة التي بتنا نشهدها اليوم حيث يغيب الشعور بالذين يتألمون ويعانون كالذي يجري اليوم في هذه المنطقة، وكأن لا علاقة للبعض بهؤلاء الناس وكأن هذه المنطقة ليست من لبنان حتى وصل الأمر إلى أن يبخل بتقديم التعويضات إلى من تهدمت بيوتهم وباتوا بالعراء وقدموا أنفسهم حفاظا على كرامة هذا الوطن وسيادته"، مضيفا "أنتم هنا تقدمون صورة جميلة عن هذا الوطن عندما تستحضرون إنسانيتكم التي لا تقف عند حدود تعينون أي يتيم وأي فقير وأي عاجز وأي نازح من دون أن تسألوا عن طائفته او مذهبه او موقفه السياسي يكفيكم أنه إنسان".
واعتبر أن "هذا التوجه الإنساني هو رسالتكم إلى كل هذا الوطن وهي الرسالة التي دعا إليها السيد وتربينا عليها والتي تأسست عليها المبرات وستبقى دائما حاضرة في كل ميادين خدمة الناس وهي تعمل على توسعة دائرتها لكي تصل إلى كل من يحتاج إليها".
وهنأ مجلس أصدقاء مبرة الإمام الرضا لما يقدمه، معتبرا انهم "يمثلون أنموذجا في الصداقة الصادقة وهو عمل في أعلى الدرجات حيث العطاء دون مقابل والهدف فقط هو مرضاة الله. تابعوا هذا الطريق وسنتابعه معكم حتى نعزز إنساننا ونعزز إنسان هذا الوطن".
وختم متوجها بالشكر لإدارة هذه المبرة على "جهودها وجهود العاملين فيها وهم الذين لا يتوانون عن تأدية واجبهم والقيام بكل ما يستطيعون رغم الظروف الصعبة، ان على الصعيد الأمني او الاقتصادي او الاجتماعي"، مجددا شكره للحضور على تشريفهم، ومضيفا "لن ننسى أولئك الذين يقفون اليوم لحماية هذا الوطن وأهله".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الوطن فضل الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله: ندين الهجوم الذي تعرضت له قوات يونيفيل في محيط مطار رفيق الحريري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدان حزب الله الهجوم الذي تعرضت له قوات يونيفيل في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، اليوم الأحد، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".
وأفادت "اليونيفيل"، في بيان رسمي، بأن موكبًا تابعًا لها تعرض، مساء الجمعة، لهجوم عنيف أثناء توجهه إلى مطار بيروت، حيث أُضرمت النيران في إحدى المركبات، ما أدى إلى إصابة نائب قائد القوة المنتهية ولايته، الذي كان في طريقه إلى بلاده بعد انتهاء مهمته.
ودعت القوة الأممية السلطات اللبنانية إلى فتح تحقيق شامل وفوري، وتقديم جميع المسؤولين عن الهجوم إلى العدالة، مشددة على أن "مثل هذه الاعتداءات تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وقد تصل إلى جرائم حرب".
وأعربت الأمم المتحدة عن إدانتها الشديدة للهجوم، محذرة من أن مثل هذه الحوادث تهدد سلامة موظفيها الذين يعملون للحفاظ على استقرار لبنان.
وأكد الجيش اللبناني، في بيان رسمي، رفضه لأي اعتداء على "اليونيفيل"، مشيرًا إلى أن قائد الجيش بالنيابة، اللواء الركن حسان عودة، أبلغ قائد القوات الأممية أن الجيش سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتوقيف المعتدين وتقديمهم إلى العدالة.
ووعد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، السبت، بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف موكب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، والذي أسفر عن إصابة ضابطين، أحدهما نائب قائد القوة.
وجاء في بيان نشرته الرئاسة عبر منصة "إكس"، أن عون "أدان الاعتداء، وأكد أن المعتدين سينالون عقابهم"، مشددًا على أن "القوى الأمنية لن تتهاون مع أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد".
وعقد السلطات اللبنانية اجتماعًا طارئًا أمس السبت لمناقشة تداعيات الهجوم، وسط توجيهات من وزير الداخلية والبلديات، العميد أحمد الحجار، للأجهزة الأمنية بتحديد هوية المعتدين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام".
وزار الحجار الضابطين المصابين، وبينهما نائب قائد "اليونيفيل"، في المستشفى، مؤكدًا "رفض الحكومة اللبنانية لهذا الاعتداء الذي يعد جريمة بحق قوات حفظ السلام".