أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي عن إنجاز 75% من مشروع تطوير تقاطع شارع جرن السبخة مع شارع الشيخ محمد بن زايد، الذي يشمل تنفيذ أربعة جسور، بطول 2874 متراً، وبطاقة استيعابية قدرها 17600 مركبة في الساعة.

ويأتي تنفيذ المشروع تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، باستكمال تطوير البنية التحتية لشبكة الطرق، لمواكبة التنمية المستمرة، التي تشهدها إمارة دبي، واستيعاب احتياجات التطور العمراني والنمو السكاني.

. ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

وأنجزت الشركة المنفذة للمشروع أعمال القواعد والأعمدة للجسور، والعمل جارٍ في صب حوائط الجسور والدعامات الحديدية، وتوسعة الطرق وأعمال الإنارة، وشبكات تصريف مياه الأمطار، والتحويلات المرورية اللازمة لاستكمال أعمال الجسور، ويتوقع الانتهاء من تنفيذ أحد الجسور الرئيسة في الربع الثاني من العام الحالي.

وقال معالي مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات “ يأتي المشروع ضمن خطة تطوير محور شارع جرن السبخة، أحد المحاور المهمة التي تربط بين شارعي الشيخ زايد والشيخ محمد بن زايد، ويسهم في تحقيق انسيابية الحركة المرورية، بين شارع الشيخ زايد، وشارع الشيخ محمد بن زايد، وشارع الخيل الأول، وشارع الأصايل”.

وأكد أن المشروع سيسهم عند افتتاحه في اختصار المسافة، وخفض زمن الرحلة للحركة المرورية المتجهة من شارع جرن السبخة إلى شارع الشيخ محمد بن زايد باتجاه القصيص وديرة، بنسبة 40%، حيث سينخفض الوقت المستغرق من 20 دقيقة إلى 12 دقيقة خلال ساعات الذروة، كما يسهم في خفض زمن الرحلة للحركة المرورية المتجهة من شارع الشيخ محمد بن زايد يميناً إلى شارع اليلايس باتجاه ميناء جبل علي، من 21 دقيقة إلى 7 دقائق، بنسبة 70%.

وأوضح معالي المدير العام ورئيس مجلس المديرين أن المشروع يشمل تنفيذ أربعة جسور، الأول جسر عند تقاطع شارع جرن السبخة مع شارع الأصايل، بطول 943 متراً، وبسعة مسارين في كل اتجاه، وبطاقة استيعابية تبلغ 8000 مركبة في الساعة في الاتجاهين، ويسمح الجسر باستمرارية الحركة المرورية الحرة الواصلة بين شارع الشيخ زايد وشارع الشيخ محمد بن زايد، أما الجسر الثاني فيبلغ طوله 601 متر، بسعة مسارين، ويخدم الحركة المرورية من شارع جرن السبخة شرقاً باتجاه شارع الشيخ محمد بن زايد، ومنه شمالاً باتجاه القصيص وديرة، وتقدر طاقته الاستيعابية بنحو 3200 مركبة في الساعة.

وأضاف “ ويبلغ طول الجسر الثالث في المشروع، 646 متراً، بسعة مسارين، ويسمح باستمرارية الحركة المرورية الحرة، وتفادي التداخل المروري للحركة القادمة من شارع الشيخ محمد بن زايد، المتجهة شمالاً إلى شارع اليلايس، باتجاه ميناء جبل علي، وتقدر الطاقة الاستيعابية للجسر بنحو 3200 مركبة في الساعة، أما الجسر الرابع فيبلغ طوله 666 متراً ، وبسعة مسارين، ويسهم في تحقيق انسيابية حركة السير، وتفادي تداخل الحركة المرورية القادمة من شارع الشيخ محمد بن زايد إلى طريق الخدمة المؤدي إلى مداخل منطقة مدينة دبي للإنتاج ”Dubai Production City”، وتقدر الطاقة الاستيعابية للجسر بنحو 3200 مركبة في الساعة.

ويتضمن المشروع تنفيذ أعمال طرق بطول يزيد على سبع كيلومترات، وتطوير التقاطعات السطحية على طريق الخدمات المحاذي لشارع الشيخ محمد بن زايد، إلى جانب أعمال إنارة الطرق والإشارات الضوئية، والأنظمة المرورية، وتنفيذ شبكة تصريف مياه الأمطار، وشبكة أنظمة الري.

يذكر أن تنفيذ مشروع تطوير تقاطع شارع جرن السبخة مع شارع الشيخ محمد بن زايد، يأتي استكمالاً للخطة الشاملة التي وضعتها هيئة الطرق والمواصلات، لتطوير محاور الطرق الاستراتيجية والطرق الشريانية باتجاه “الشرق والغرب”، مثل محوري شارع اليلايس وشارع إكسبو، اللذين أنجزتهما الهيئة في السنوات الماضية، وتدعم تلك المحاور منظومة التنقل في إمارة دبي، وتخدم العديد من المشاريع التطويرية القائمة على جانبي الطرق، واستيعاب الأحجام المرورية الحالية والمستقبلية.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: شارع الشیخ محمد بن زاید الحرکة المروریة من شارع

إقرأ أيضاً:

قراءة تفكيكية في كتاب “التصوف والسياسة في السودان” للدكتور عبد الجليل عبد الله صالح

حين أرسل إليّ الصديق العزيز، الأستاذ صلاح شعيب، هذه النسخة الإلكترونية من كتاب "التصوف والسياسة في السودان"، وجدت نفسي مأخوذًا منذ اللحظة الأولى بموضوعه. كنا قد خضنا نقاشًا مطولًا حول التصوف في السودان ودوره في السياسة، وعندما وصلني الكتاب، شرعتُ في قراءته بشغف عجيب، مدفوعًا برغبة في الغوص في هذا التداخل المعقد بين الروحي والسياسي في تاريخ السودان. ومنذ الصفحات الأولى، بدا لي أن الكاتب يطرح رؤى تتطلب قراءة تفكيكية تتجاوز السطح النصي إلى بنيته العميقة، محاولًا تحليل الخطاب الكامن وراءه.
يقدم الكتاب تحليلًا موسعًا للتفاعل بين التصوف والسياسة في السودان، بدءًا من دولة الفونج (1504) وحتى الفترة الانتقالية (2022). يعتمد المؤلف على سرد تاريخي يُظهر كيف شكلت الطرق الصوفية، مثل السمانية والختمية والقادرية، قوة اجتماعية وسياسية، لا سيما في مقاومة الاستعمار وبناء الهوية الإسلامية. لكن رغم شمولية الإطار الزمني، يمكن ملاحظة تركيز الكاتب على الفترات الإسلامية المبكرة دون التعمق الكافي في التحولات الحديثة، مثل دور الصوفية في مواجهة الأنظمة العسكرية، خاصة في عهد النميري وبعد انقلاب 1989. كما أن الكتاب لم يتوسع في تحليل تأثير العولمة والحركات السلفية على تراجع النفوذ الصوفي، وهي عوامل كان من شأنها أن تثري النقاش حول طبيعة التحولات الصوفية في العصر الحديث.
يُجادل الكتاب بأن الصوفية لم تكن "دمى في يد الأنظمة"، بل كانت ضمانة لحماية الدين من الاستغلال السياسي. ويستشهد المؤلف بمواقف شيوخ الصوفية الذين رفضوا الانخراط في الصراعات السياسية المباشرة، مع الحفاظ على دورهم كوسطاء اجتماعيين. لكن هنا يظهر التناقض في الطرح، حيث يناقش الكاتب أيضًا تحالف بعض الشيوخ مع الأنظمة العسكرية، مثل حكومة الإنقاذ، لكنه يفسر ذلك كـ"استثناء" ناتج عن استغلال السلطة لهم. غير أن هذا التفسير يبدو قاصرًا، إذ لم يتناول الكاتب آليات هذا الاستغلال بشكل معمق، كما لم يحلل كيف قاومت الطرق الصوفية هذا النفوذ السياسي، أو إن كانت بالفعل قد نجحت في تحييد نفسها عنه.
على مستوى المنهجية، يعتمد المؤلف على مزيج من المصادر الأولية، مثل المقابلات مع شيوخ الصوفية، والمصادر الثانوية كالأدبيات التاريخية. هذا الأسلوب يضفي طابعًا توثيقيًا على الكتاب، لكنه في ذات الوقت يطرح تساؤلات حول الحياد البحثي، إذ أن المقابلات مع الصوفيين قد تعكس تحيزًا ذاتيًا، بينما يغيب في الكتاب صوت المعارضين أو النقاد الخارجيين. كما أن غياب المراجع الأرشيفية الداعمة، مثل الوثائق الحكومية أو المراسلات التاريخية، يجعل بعض الاستنتاجات بحاجة إلى تدعيم إضافي.
يرى الكاتب أن التصوف يشجع التعددية ويرفض الإقصاء، مشيرًا إلى أن كل شيخ يمتلك طريقته الخاصة في التعبد والممارسة. ويذهب أبعد من ذلك بمقارنته مع الليبرالية، حيث يُصور المسيد أو الزاوية كنموذج مصغر لدولة المواطنة التي تذوب فيها الانقسامات القبلية. هذه المقاربة تفتح أفقًا جديدًا لفهم التصوف، لكنها قد تكون مبالغًا فيها. فبعض الطرق الصوفية تعاني من مركزية شديدة في السلطة الروحية للشيخ، وقد تكرس الانقسامات بين مريديها بدلًا من إذابتها. كما أن فكرة "التصوف الليبرالي" تتعارض مع الممارسات الصارمة لبعض الطرق، حيث لا يزال بعض الشيوخ يفرضون طقوسًا متشددة لا تترك مجالًا كبيرًا للفردانية أو التعددية الفكرية.
عند مناقشة علاقة الصوفية بالأنظمة العسكرية، يفند الكتاب الادعاء بأن الطرق الصوفية كانت دائمًا حليفة لهذه الأنظمة، مشيرًا إلى أن هذا الاستقطاب السياسي أضر بسمعتها في بعض الفترات. يوضح كيف استخدمت حكومة الإنقاذ الصوفية كأداة لتقويض الأحزاب التقليدية، مثل الأمة والاتحادي. لكن رغم أهمية هذه الإشارة، فإن التحليل يظل ناقصًا، إذ لم يناقش الكاتب الأسباب الهيكلية التي جعلت الصوفية عرضة للاستغلال، مثل ضعف التنظيم المؤسسي للطرق الصوفية واعتمادها على الزعامات الفردية، مما سهّل على الأنظمة السياسية استقطاب بعض رموزها.
على مستوى الإسهامات، يبرز الكتاب دور الصوفية في بناء السلام الاجتماعي، حيث استخدمت الطرق الصوفية كوسيط في حل النزاعات القبلية، وساهمت فيما يمكن وصفه بـ"الدبلوماسية الشعبية" من خلال نشر الإسلام بطريقة سلمية في مناطق متعددة. لكن في المقابل، يغيب عن الكتاب تحليل الصوفية في جنوب السودان، رغم وجود ممارسات صوفية هناك قبل انفصال الجنوب. كما أن البعد الاقتصادي لم يحظَ بالاهتمام الكافي، رغم أن بعض الطرق الصوفية كانت تسيطر على شبكات اقتصادية واسعة، مما أثر على علاقتها بالسلطة والمجتمع.
إعادة قراءة النص من زاوية تفكيكية تكشف أن الكتاب ليس مجرد سجل تاريخي محايد، بل هو خطاب يحمل رؤية ضمنية عن التصوف ودوره في السودان. ثمة تردد واضح بين تقديم التصوف كفاعل مستقل عن السياسة، وبين الاعتراف بأنه كان جزءًا من اللعبة السياسية في فترات متعددة. هذا التوتر بين الرؤيتين يعكس تناقضًا لم يُحسم بالكامل داخل النص، وهو ما يجعل القراءة النقدية ضرورية لفهم مآلاته الفكرية. لكن هذا ليس بالعيب أو النقصان من قيمة هذا السفر، بل هي ملاحظات وتأملات قارئ يحاول فهم دقائق الأشياء، ويبحث عن مقاربة نقدية تضيء النص من زوايا متعددة.
يبقى الكتاب، رغم هذه الملاحظات، إضافة مهمة للمكتبة السودانية، حيث يفتح بابًا واسعًا للنقاش حول علاقة الدين بالسياسة. لكنه في نهاية المطاف ليس نصًا مغلقًا، بل نص قابل لإعادة التأويل، وهو ما يجعله محفزًا لحوارات أعمق حول التصوف والسياسة، ليس فقط في السودان، بل في العالم الإسلامي عمومًا.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • قراءة تفكيكية في كتاب “التصوف والسياسة في السودان” للدكتور عبد الجليل عبد الله صالح
  • إنجاز 70% من ثاني مراحل مشروع تطوير سوق طوي الحارة بالرستاق
  • المسار الرياضي.. “رئة الرياض” تنبض بالحياة
  • محافظ الإسكندرية يتفقد مشروع تطوير ميدان الغزالتين
  • هيئة الطرق تطلق “دليل الطرق الآمن” في رمضان
  • اتفاقية تنفيذ حلول مرورية بـ 6 مليارات درهم
  • تنويه هام من حلويات الحاج محمود حبيبة وأولاده “الأصلية” : هذه فروعنا فقط في الأردن وليس لنا أي فروع أخرى .. ورمضان مبارك
  • بالصور: بلدية جباليا النزلة تعلن بدء تنفيذ مشروع فتح الشوارع وإزالة الركام
  • نيابة عن هزاع بن زايد.. محمد بن حمدان بن زايد يفتتح “نادي بركة الدار الاجتماعي” في رماح بمنطقة العين
  • «طرق دبي» تنجز أعمال توسعة مواقف استراحة الروية للشاحنات