لماذا تتمسك إسرائيل بغزو رفح برغم تحذير واشنطن ؟..تفاصيل
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
على الرغم من كافة الانتقادات الدولية لاسيما الأميركية التي تواجهها إسرائيل حول اجتياحها المرتقب لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، إلا أن الأخيرة تتمسك بهدفها هذا.
وتواجه القيادة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات متزايدة في الداخل والخارج بسبب الحرب في غزة وغزو رفح.
خاصة أنه بعد احتلال مدينة غزة وخان يونس، أكبر مدينتين في القطاع، لم تحقق القوات الإسرائيلية تقدماً كبيراً يذكر سواء ميدانيا أو على صعيد المفاوضات الجارية لإتمام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
فلماذا يتمسك نتنياهو باجتياح رفح؟ يجمع العديد من المراقبين على أن لدى إسرائيل قناعة راسخة بأن حماس تستخدم منذ سنوات معبر رفح والمنطقة الحدودية بين غزة ومصر لتهريب الأسلحة، على الرغم من أن القاهرة نفت مراراً الأمر.
كما ترجح إسرائيل وجود 4 وحدات لحماس مختبئة تحت الأنفاق في رفح، لذا يعتبر السيطرة على تلك المدينة مهماً بالنسبة لها.
وفي السياق، قال داني أورباخ، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية بالقدس، إن "السيطرة على رفح أمر حيوي إذا أرادت إسرائيل إحباط تحركات حماس".
وأردف "لا يمكن لعمليات حماس أن تتكثف إلا عندما يكون لديها ملاذات آمنة"، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال.
من جهته، اعتبر ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، أن "القادة الأميركيين لا يفهمون أنه بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، أصبح الجمهور الإسرائيلي يدعم بقوة القضاء على الحركة الفلسطينية، باعتبارها تهديدًا أمنياً كبيراً، مهما كانت التكلفة في الأرواح الإسرائيلية أوالفلسطينية"، وفق قوله.
كما أضاف: "في النهاية، علينا أن نذهب إلى هناك وندمر القدرة العسكرية لحماس في رفح".
قد تنبت مجدداً في المقابل، نبه بعض المحللين إلى أن "تحقيق المزيد من الانتصارات التكتيكية لإسرائيل في رفح، مثل تدمير وحدات حماس هناك، لن يضمن بالضرورة عدم إعادة تشكيل حماس لمجموعاتها مرة أخرى".
وقالت سنام فاكيل، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط في مركز تشاتام هاوس البحثي ومقره لندن "إن تقطيع أوصال حماس يوفر فرصة آنية لإسرائيل لإعلان النصر".
لكنها أضافت أن "حماس قد تنبت مجدداً مثل الحشيش في غياب استراتيجية سياسية أوسع للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، وفق تعبيرها.
من المقرر أن يقود اثنان من كبار المسؤولين الإسرائيليين، رون ديرمر، المقرب من نتنياهو بالإضافة إلى مستشاره للأمن القومي تساحي هنغبي، وفدا يزور البيت الأبيض في الأيام المقبلة، حيث من المتوقع أن تطرح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خطة بديلة عن الاجتياح للتعامل مع حماس في رفح.
يذكر أن الأيام الماضية كانت شهدت توتراً غير مسبوق بين بايدن ونتنياهو حول قضية رفح التي تؤوي نحو مليون و400 ألف نازح فلسطيني.
كما أثار احتمال غزو المدينة الفلسطينية المكتظة قلق عشرات المنظمات الإغاثية الدولية.
إلى ذلك، أدى إحجام نتنياهو عن اتخاذ القرار الصعب بشأن من يجب أن يحكم غزة بعد حماس إلى تصاعد التوترات مع الجيش الإسرائيلي، الذي حذر لأسابيع عديدة من أن الفراغ السياسي قد يفيد حماس
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
نتنياهو مُعلقاً على تسليم المُحتجزين: مشاهد صعبة لن تتجاهلها إسرائيل
أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، بياناً علق فيه على مراسم تسليم المُحتجزين الإسرائيليين من قِبل حركة حماس.
اقرأ أيضًا.. صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
وقال بيان مكتب نتنياهو :"المشاهد الصعبة التي شاهدناها اليوم لن تمر مرور الكرام، ظهور الرهائن في حالة هزيلة أمر لن تتجاهله إسرائيل".
وفي هذا السياق، أكد الجيش الإسرائيلي أن المُختطفين المُحررين وهم أوهاد بن عمي وأور ليڤي وإلياهو شرعابي عبروا الحدود ودخلوا إلى داخل الأراضي الإسرائيلية .
وذكر الجيش في بيانه أن قوة من القوات المسلحة والشاباك رافقتهم وهم في طريقهم الآن إلى نقطة الاستقبال الأولية في منطقة الغلاف حيث سيلتقون بأفراد عائلتهم.
وردت هيئة شئون الأسرى الفلسطينيين على طرح نتنياهو قائلةً إن الاحتلال فرض الجوع على أهالي غزة والمُحتجزين الإسرائيليين، هو الأمر الذي تسبب في حالة الأسرى المُحررين.
شهدت السنوات الأخيرة عدة صفقات تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، كان أبرزها صفقة شاليط عام 2011، التي تُعدّ واحدة من أكبر وأهم الصفقات في تاريخ الصراع بين الطرفين. نجحت حماس في هذه الصفقة في إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم قيادات سياسية بارزة وأشخاص محكومون بالسجن المؤبد، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أُسر عام 2006 في عملية عسكرية نفذتها المقاومة الفلسطينية عبر الأنفاق. استمرت المفاوضات لخمس سنوات بوساطة مصرية، إلى أن تم الاتفاق على تفاصيل التبادل الذي نُفذ على مرحلتين في أكتوبر وديسمبر 2011. اعتُبرت الصفقة انتصارًا سياسيًا وعسكريًا لحماس، حيث عززت شعبيتها بين الفلسطينيين وأثبتت قدرتها على فرض شروطها على إسرائيل. بالمقابل، أثارت الصفقة جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حيث رأى معارضوها أنها تشكل خطرًا أمنيًا بسبب عودة بعض الأسرى المحررين إلى العمل المسلح، ومن بينهم يحيى السنوار، الذي أصبح لاحقًا قائد حركة حماس في قطاع غزة.
بعد صفقة شاليط، لم يتم التوصل إلى صفقات تبادل كبرى بنفس الحجم، لكن كانت هناك محاولات متكررة لإبرام اتفاقيات جديدة. في عام 2014، خلال الحرب على غزة، أسرت حماس عدة جنود إسرائيليين، من بينهم هدار غولدين وأورون شاؤول، بالإضافة إلى مدنيين إسرائيليين دخلوا القطاع في ظروف غير واضحة. منذ ذلك الوقت، تجري مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصرية وقطرية وأممية لمحاولة التوصل إلى اتفاق يشمل هؤلاء الأسرى. حماس تطالب بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، خصوصًا من ذوي الأحكام العالية، وإعادة اعتقال الأسرى الذين أُفرج عنهم في صفقة شاليط وأعيد اعتقالهم لاحقًا، بينما تصر إسرائيل على استعادة جنودها بأقل تنازلات ممكنة. ورغم تكتم الطرفين على تفاصيل المفاوضات، فإن التطورات الأخيرة في غزة زادت من الضغط على إسرائيل لعقد صفقة جديدة، خاصة مع تنامي الاحتجاجات الداخلية لعائلات الأسرى الإسرائيليين. ومع تصاعد الأوضاع، تشير بعض التوقعات إلى أن أي اتفاق قادم قد يكون الأكبر منذ صفقة شاليط، ما يعكس أهمية هذا الملف في المعادلة السياسية والأمنية بين الجانبين.