أقيمت اليوم الأحد،  14 رمضان 1445هــ الموافق 24 مارس 2024م، فعاليات اليوم الرابع عشر لملتقى الفكر للواعظات بـمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، الذي تنظمه وزارة الأوقاف المصرية يوميًّا عقب صلاة الظهر، بعنوان: "مكانة الصحابة (رضي الله عنهم)"، وذلك بحضور الواعظة/ ماجدة محمد عبد القادر عبد الرحمن، والواعظة/ رحاب خيري السيد بوزارة الأوقاف، والواعظة/ نعمة عبد العال عبد الباقي بالأزهر الشريف.

"مكانة الصحابة" عنوانا لـ ملتقى الفكر للواعظات بمسجد السيدة نفيسة

وخلال اللقاء أكدت الواعظات أن الله (عز وجل) كما يصطفي لرسالاته من يشاء من عباده - وفق ما فطرهم عليه من طهارة القلب ، وصفاء الذهن ، وكريم الطباع ، وعظيم الأخلاق - فإنه (سبحانه وتعالى) يختار لأنبيائه من يصلح لصحبتهم ، والدفاع عن رسالتهم ، والقيام بأداء هذه الرسالة بأمانة وصدق وتضحية من بعدهم ، لذا كان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) خير هذه الأمة قلوبًا ، وأعمقها علمًا ، وأقلها تكلفًا ، ولا عجب في ذلك.

وتابعن: فهم قوم اختارهم الله (عز وجل) لصحبة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وإقامة دينه، وتبليغه للعالمين، وأن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هم الصفوة من البشر بعد الأنبياء والمرسلين ، وأن المتدبر لكتاب الله (عز وجل) يدرك رفعة مكانة أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ، وعلو منزلتهم ، وعظيم فضلهم ، فهم الذين رضي الله (عز وجل) عنهم ، وشهد لهم بصدق الإيمان ، حيث يقول الحق سبحانه: “لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَن الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا”.

فضائل العشر الأواخر.. إمام مسجد السيدة زينب خطيبًا للجمعة الثالثة من رمضان الأوقاف: اعتماد 91 مجلس إدارة جديدًا بالمساجد الكبرى بالمديريات الإقليمية

وجاءت الأحاديث النبوية الصحيحة شاهدة على مكانتهم عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وموضحة تضحياتهم ومظهرة صدق عزائمهم ، فهم الذين عزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه وقدموا محبته على محبة أنفسهم ، وأهليهم ، والناس أجمعين ، وقد أوصى النبي (صلى الله عليه وسلم) الأمة كلها بأصحابه جميعًا ، وحذر من الإساءة إليهم ، أو الانتقاص من حقهم ، وبين أن محبتهم دليل محبته (صلى الله عليه وسلم) ، وأن بغضهم دليل بغضه (صلى الله عليه وسلم) ، فقال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي ، لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبَبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي ، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ"، وأن محبة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة ، والدعاء لهم قربة ، والاقتداء بهم وسيلة ، والأخذ بآثارهم فضيلة ، وأن الحديث عن مكانة أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبيان فضلهم يعزز دور القدوة الحسنة التي لا غنى لأبنائنا وشبابنا عنها ، فإن للتربية بالقدوة أثرًا بالغا في ترسيخ منظومة القيم النبيلة والأخلاق العالية والسلوكيات الإيجابية في المجتمع بصفة عامة ، ولدى النشء والشباب بصفة خاصة.

يأتي ذلك في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والاهتمام بدور المرأة وبالتعاون مع الأزهر الشريف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ملتقى الفكر للواعظات مسجد السيدة نفيسة وزارة الأوقاف صلاة الظهر صلى الله علیه وسلم رسول الله عز وجل

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل ما ترك لنا طريقًا يبلغنا رضاه وجنته إلا وقد أرشدنا إليه، وحثنا عليه رسوله الكريم ﷺ ، وما ترك لنا طريقا يؤدي بنا إلى النار إلا وحذرنا منه وأحدث لنا منه ذكرا، وتركنا رسول الله ﷺ على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه لما زاغ الناس عن المحجة البيضاء شاع الفساد، وفشت الفتن من حولنا، تلك الفتن التي وصفها سيدنا رسول الله ﷺ فقال : (يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل : أبي يغترون ؟ أم علي يجترئون ؟ فبي حلفت، لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم  منهم حيرانًا) [رواه الترمذي]. وفي ذلك تصديق لقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ) .

ذلك الحليم الذي يفكر فلا يعرف قابيل الفتن من دبيرها، يحاول أن يعلم أين هو منها، فإذ به وكأنه في ظلمات بعضها فوق بعض، كموج البحر، قال تعالى : (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّور)ٍ ، فهي فتن يصبح الرجل فيها مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ونحن إذ في هذه الحالة نريد أن نعتصم بحبل الله، ونتعلق بسفينة النجاة التي توصلنا إلى الله بإذنه تعالى.

لابد أن نحاول معرفة أسباب ما يجري من حولنا، فإن العصر اتسم بالإنجاز الذي قد سبق الأخلاق والقيم، وسبق النشاط الفكر والتفكر والتدبر، وقدمت المصلحة على الشريعة، وتقدمت اللذات على عبادة الله، فكان الناس في العصر على ثلاثة أنحاء : فاجر قوي، وعاجز تقي، ومؤمن كامل وفي.

أما الفاجر القوي فقد تمكن اليوم من العالم، وأراد أن يثبته فكره الذي يقدم الإنجاز على القيم والأخلاق، فهذا الرجل الذي كان يحكم أكبر دولة في العالم علم بفضائحه وسوء أخلاقه الكبير والصغير، ولكن عقلية شعبه لا ترى مع ذلك ضررًا خاصة طالما أنه ما زال ينجز وينجح في عمله، فماذا يتعلم أولادنا من هذه القصة من غير كلام، يتعلمون أن النجاح هو القوة والإنجاز حتى وإن كان فاجرًا.

وفي المقابل نرى تربية الله ورسوله لنا على غير هذا الشأن، فسيدنا رسول الله ﷺ يربينا أن نكون أقوياء، وأن نأخذ بيد العاجز منا ونصل به إلى القوة، فالعجز مذموم خاصة إن كان في عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس، غير أن المؤمن العاجز خير من الفاجر القوي عند الله، وينبغي أن يكون كذلك عند الناس، فالمؤمن يمتلك القيم والأخلاق، والإصلاح الطهر الذي يكون به الحضارة الإنسانية الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • ليلى مراد.. قصة اعتناقها للإسلام وعلاقة السيدة نفيسة بها (صور)
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • احصل على ثواب صلاة الجماعة خلف رسول الله في دقائق.. اعرف هذه العبادة
  • علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه
  • هل يجوز تمييز الابنة في العطية؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • خالد الجندي: يجوز تمييز الابن والابنة في العطايا والهدايا
  • معنى قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾ وسبب نزولها
  • مشروب محرم في الأفراح يخسف بك الأرض ويمسخك قردا أو خنزيرا.. فاحذره