داعش خراسان يزداد جرأة وعنفا.. وما سر العداء مع طالبان؟
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
أصبح تنظيم "داعش خراسان"، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم موسكو الدموي "أكثر جرأة وعنفًا"، إذ امتدت هجماته من أفغانستان إلى باكستان ثم روسيا حاليًا.
وسلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الضوء على التنظيم الذي يشكل مصدر رعب وتهديد بشكل أساسي لحركة طالبان الأفغانية.
ووصل الأمر إلى أنه بعد سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان عام 2021، عقب انسحاب القوات الأميركية والغربية، اتهم "داعش خراسان" طالبان بأنها "ليست متشددة بما يكفي" فيما يتعلق بنظام الحكم الإسلامي.
وبدأ التنظيم بتنفيذ هجمات في أنحاء مختلفة من أفغانستان خلال السنوات الأخيرة، طسعيا لاستخدام العنف لتقويض علاقات طالبان مع حلفائها، وإظهار أنها غير قادرة على ضبط الأمن"، وفق نيويورك تايمز.
ما هو "داعش خراسان"؟داعش-خراسان، الذي يعرف باسم (ISIS-K)، هو فرع للتنظيم الإرهابي الذي ظهر لأول مرة في سوريا والعراق. وفي حين أن المنتسبين يشتركون في أيديولوجية وتكتيكات، فإن عمق علاقتهم فيما يتعلق بالتنظيم والقيادة والسيطرة، لم يتم تحديده بالكامل.
ويأتي اسم التنظيم "خراسان"، نسبة إلى اسم قديم للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان.
ونقل تقرير سابق لشبكة "سي إن إن" الأميركية، عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، أن فرع تنظيم داعش-خراسان يضم "عددا صغيرا من المتطرفين السابقين من سوريا، وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب".
وأشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة "حددت ما بين 10 إلى 15 من كبار العناصر (بداعش خراسان) في أفغانستان".
ما هو تنظيم "داعش-خراسان"؟ يعيد هجوم موسكو الجمعة إلى الأذهان الهجوم الذي جرى في يناير الماضي في إيران، حيث يتشاركان بأنهما استهدفا تجمعات حاشدة أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص في كلا البلدين. هجمات أكثر دمويةوقالت "نيويوك تايمز" إن تنظيم داعش خراسان نفذ في الأشهر التي أعقبت استيلاء طالبان على الحكم، هجمات شبه يومية، استهدفت جنودا وأحياء تضم أقلية الهزارة الشيعية، كما استهدف السفارة الروسية في كابل، وحاول اغتيال أكبر دبلوماسي باكستاني في أفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات التنظيم "أصبحت أكثر جرأة خلال الفترة الأخيرة، حيث امتدت إلى خارج البلاد، فقتلت أكثر من 43 شخصا في هجوم استهدف تجمعا سياسيا شمالي باكستان في يوليو الماضي". كما قتل التنظيم "ما لا يقل عن 84 شخصا، إثر تفجيرين انتحاريين في إيران، في يناير الماضي".
ثم جاء الهجوم الأكثر دموية، حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم في موسكو، الجمعة، الذي أسفر عن مقتل 133 شخصا على الأقل.
وكان التنظيم قد أعلن في بيان على تلغرام، أن عناصره "هاجموا تجمعا كبيرا (...) في محيط العاصمة الروسية موسكو"، مضيفا أنهم "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام".
والأحد، ذكر موقع "سايت" المتخصص في رصد مواقع التنظيمات المتطرفة، أن التنظيم نشر فيديو مدته دقيقة و31 ثانية، يظهر عددا من الأشخاص الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوشة، وهم يمسكون بنادق هجومية وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول".
وبينما كان المهاجمون يطلقون رشقات نارية، شوهدت جثث على الأرض، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفية، وفق فرانس برس.
وظهر مقطع الفيديو هذا على حساب في تلغرام، قال موقع "سايت" إنه يعود لوكالة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي.
نيويورك تايمز قالت في تقريرها، إن التنظيم "هدد خلال الأشهر الماضية باستهداف السفارات الصينية والهندية والإيرانية في أفغانستان، بجانب تكثيف الدعاية المناهضة لروسيا والتي تهاجم الكرملين بسبب تدخلاته في سوريا، وتدين طالبان لتعاملها مع السلطات الروسية بعد عقود من غزو الاتحاد السوفيتي للبلاد".
بينما يتهم الكرملين أوكرانيا.. "داعش" ينشر فيديو لـ"هجوم موسكو" الدامي نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عادةً ما يستخدمها تنظيم داعش شريط فيديو صوره على ما يبدو مُنفّذو الهجوم داخل قاعة للحفلات الموسيقية قرب العاصمة الروسية موسكو، وفق ما أفاد موقع "سايت" المتخصص في رصد مواقع التنظيمات المتطرفة، على الرغم من اتهام الكرملين لأوكرانيا بالتورط وراء العملية.وأوضح الخبير البارز في معهد الولايات المتحدة للسلام، أسفنديار مير، للصحيفة: "طالما كان داعش خراسان يسعى لزيادة حجم هجماته. يحاول التنظيم التفوق على المتشددين المنافسين عبر تنفيذ هجمات أكثر جرأة، لتأكيد التفوق بين الجماعات الجهادية العالمية".
ومنذ تأسس التنظيم عام 2015، كان في تنافس مع طالبان. وقبل الانسحاب الأميركي من أفغانستان، كانت الغارات الأميركية وعمليات القوى الأمنية الأفغانية قد نجحت في احتواء التنظيم شرقي البلاد.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن انسحاب القوات الغربية من أفغانستان، "جعل التنظيم يعزز نفوذه، ليشمل جميع مقاطعات البلاد تقريبا بعدما كان يتمركز في الشرق"، وذلك نقلا عن بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان.
ونفذت طالبان حملات ضد "داعش خراسان"، لكنها واجهت اتهامات بتجاوزات تتعلق بحقوق الإنسان. وحذر مراقبون أمميون هذا العام من أن عمليات طالبان "يبدو أنها تتركز على التهديدات الداخلية، أكثر من العمليات الخارجية للتنظيم".
بعد هجوم موسكو الدموي.. تبعات قد تطال الداخل والخارج بعد أيام قليلة من إعلان فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية خامسة، شهدت البلاد هجوما إرهابيا دمويا على حفل موسيقي في ضواحي موسكو أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص في حصيلة أولية، ما سيكون له تبعات على الداخل الروسي في الحرب الدائرة على أوكرانيا.وأوضحت نيويورك تايمز أنه قبل الهجوم في موسكو بيوم واحد، نفذ التنظيم تفجيرا انتحاريا في قندهار، استهدف عناصر مسلحة في طالبان، "في محاولة لإثبات أن الجماعة ليست آمنة في معقلها".
وقال خبراء للصحيفة الأميركية، إن التنظيم "غيّر من نهجه، فبدأ بتنفيذ عمليات كبيرة داخل وخارج أفغانستان، بدلا من شن هجمات ضد جنود وضباط شرطة من ذوي الرتب المنخفضة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز من أفغانستان فی أفغانستان داعش خراسان هجوم موسکو تنظیم داعش إلى أن
إقرأ أيضاً:
زمرد للبيع.. طالبان تعيد إحياء الاقتصاد الأفغاني من باطن الأرض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ولاية بنجشير، المعروفة بثرواتها من الزمرد الأخضر، تقيم حكومة طالبان مزادات أسبوعية لبيع الأحجار الكريمة، في محاولة لإنعاش الاقتصاد الأفغاني الذي يعاني من أزمة خانقة منذ انسحاب القوات الأمريكية في عام 2021 وتوقف المساعدات الدولية.
وفق تقرير نشرته نيويورك تايمز الأمريكية داخل قاعة مظلمة مضاءة بمصابيح ساطعة، اجتمع تجار الأحجار الكريمة لتقييم أكوام من الزمرد المعروض للمزاد. بدأت المزادات بعرض قطعة تزن 256 قيراطًا، وسط تنافس بين التجار للحصول على الأحجار ذات الجودة العالية.
ثروات مدفونة تحت الأرضمنذ سيطرتها على الحكم، تسعى طالبان إلى استثمار الثروات المعدنية الهائلة في أفغانستان، التي تُقدّر قيمتها بأكثر من تريليون دولار وفقًا لتقديرات الحكومة الأمريكية. تشمل هذه الثروات النحاس، والذهب، والزنك، والليثيوم، والأحجار الكريمة مثل الزمرد، والياقوت، والسفير، والعقيق.
وقد وقّعت طالبان اتفاقيات مع مستثمرين من الصين، وروسيا، وإيران، وتركيا، وقطر، بالإضافة إلى دول أخرى، لاستغلال هذه الموارد. كما استحوذت الصين على دور رائد في هذه الاستثمارات من خلال مبادرة "الحزام والطريق".
ضرائب على الأحجار الكريمةأقرت حكومة طالبان ضرائب بنسبة 10% على مبيعات الزمرد في المزادات. ويُمنع التجار من الحصول على الأحجار إلا بعد دفع الضرائب. كما تُفرض ضرائب على بيع الأحجار الأخرى، مثل الياقوت والسفير.
رحمة الله شريفي، أحد التجار، عبّر عن استعداده لدفع الضرائب قائلاً: "الحكومة تحتاج إلى المال لتنمية البلاد، لكن السؤال هو: هل ستستخدم هذه الأموال لمساعدة الشعب الأفغاني؟"
تحديات التعدين في أفغانستانرغم الجهود المبذولة، تواجه صناعة التعدين في أفغانستان تحديات كبيرة، مثل نقص البنية التحتية، وضعف الأمن، وغياب الكوادر الفنية المتخصصة. وتعمل حكومة طالبان على إصدار تراخيص جديدة للمستثمرين المحليين والأجانب مع اشتراط تدريب العمالة المحلية.
تجارة الأحجار الكريمة: بين الأمس واليومقبل سيطرة طالبان، كانت تجارة الزمرد تخضع لهيمنة أمراء الحرب وتفتقر للشفافية. لكن مع المزادات الجديدة، أصبحت العملية أكثر تنظيماً. ومع ذلك، يواجه التجار صعوبات في إيجاد المشترين، حيث تراجع الطلب من الأسواق الغربية بعد انسحاب القوات الأجنبية.
حاجي غازي، أحد التجار في كابول، أكد أنه يبيع معظم الأحجار الكريمة لمشترين من دول الخليج والهند وتايلاند. وأضاف: "نفتقد المشترين من الولايات المتحدة وأوروبا الذين كانوا يساهمون في انتعاش السوق خلال فترة الاحتلال."
بديل اقتصادي للمخدرات؟حظر طالبان لزراعة الأفيون، الذي كان يمثل مصدر دخل رئيسي للمزارعين، أدّى إلى خسائر اقتصادية فادحة. ومع ذلك، تأمل الحركة أن يوفر التعدين بديلاً مستدامًا يعوّض هذه الخسائر.
المستقبل الغامضبينما تبذل طالبان جهودًا حثيثة للاستفادة من ثروات أفغانستان المعدنية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن هذه الموارد من إنقاذ الاقتصاد الأفغاني وتحقيق التنمية للشعب، أم أنها ستظل مجرد مصدر دخل محدود في ظل التحديات الراهنة؟