حركة تجارية نشطة تشهدها المحلات والأسواق العمانية خلال شهر رمضان المبارك، في ظل تقديم العديد من العروض والخصومات التي تساهم في الإقبال على التسوق وتزيد من زخم النشاط التجاري. وشهد قطاع التجزئة في مختلف المحلات التجارية إقبالا على البضائع، مع توقع تضاعف الإقبال على الشراء مع اقتراب أيام عيد الفطر.

وقال مستهلكون استطلعت "عمان" آراءهم إن هناك وفرة كبيرة في السلع والمنتجات، خاصة مع افتتاح بعض المحلات الكبيرة التي تهتم بقطاع التجزئة في عدد من الولايات، وأوضحوا أن هناك ارتفاعا طفيفا في الأسعار عن الأعوام الماضية، وتحظى المنتجات المحلية بالاختيار الأول عوضا عن المنتجات المستوردة من الخارج.

وأشاروا إلى ضرورة تكثيف الجهود لدعم المنتجات العمانية واستغلال الموارد الطبيعية للإنتاج والزراعة والصناعة للاستغناء عن السلع المستوردة.

تصاعد مستمر

قال إبراهيم الرويضي إن جميع المنتجات والسلع الأساسية متوفرة بشكل جيد، ولا توجد تحديات في توفر المنتجات في مختلف المحلات التجارية، موضحا أن الأسعار في تصاعد مستمر وارتفاعها يزيد عاما بعد عام ولو بنسبة بسيطة جدا، ولكن تلك النسبة تكون كبيرة خلال عدة سنوات، موضحا أن الزيادة كل مرة تكون بارتفاع يصل إلى 50 بيسة في العام لمنتج قيمته ريال واحد، مما نتفاجأ بعد 4 سنوات وصوله لأربعة أضعاف، وهكذا الحال في باقي السلع.

ويرى إبراهيم الرويضي أن الأسواق التقليدية لها طابع خاص ومذاق يتكيف معه المتسوق لبساطة التجول في أنحائه وأسعاره في متناول اليد فضلا عن تنوع المنتجات بشكل كبير، فما لا تجده في هذا المحل تجده بسهولة في باقي المحلات وبأسعار متفاوتة. أما المحلات التجارية الكبيرة، فيغلب عليها طابع الغلاء في الأسعار ربما بسبب ارتفاع إيجار المحلات والإعلانات التجارية، واستطرد بقوله: برأيي أن التسوق في الأسواق التقليدية أفضل لبساطتها وتلبيتها لاحتياجات ممن هم من متوسطي الدخل أو الدخل المحدود، ولكن هذا التفضيل لا يعني الاستغناء عن الأسواق التجارية الكبيرة، فهي أيضا تلبي احتياجات الكثير منا.

وأوضح الرويضي أن المنتجات العمانية لها الأفضلية في كل شيء لعدة عوامل وأسباب تعود منها لدعم أصحاب المشاريع العمانية ورفد الاقتصاد الوطني وغيرها من الأسباب بعكس المنتجات الخارجية التي يلزم قراءتها جيدا والدقة والبحث قبل شرائها.

من ناحيته قال يحيى الساعدي إن جميع المنتجات التي يحتاجها المواطن خلال الشهر الفضيل متوفرة، خاصة بعد فتح مركز تسوق كبير في ولاية جعلان بني بو علي أصبح كل شيء متاحا ومن جميع السلع. ويرى الساعدي أن هناك ارتفاعا بسيطا في الأسعار عن العام الماضي ولكن هناك ارتفاعا ملحوظا في أسعار الأسماك.

ويفضل الساعدي التسوق من المحلات والمراكز التجارية الكبيرة عوضا عن الأسواق التقليدية كونها توفر جميع المنتجات وتتيح للمستهلك خيارات أكثر وأوسع، كما أن الأسعار مخفضة مقارنة بالأسواق التقليدية المحلية، حيث يمكن للمستهلك أن يقارن بين الأسعار واختيار الأقل سعرا.

كما يفضل الساعدي دائما اختيار المنتجات العمانية لجودتها ولدعمها أردف قائلا:" ولكن في حالة وجود منتج خارجي بسعر أقل اتجه للأقل سعرا".

من جهتها قالت زينب الزدجالية: خلال هذا العام وجدنا وفرة كبيرة لجميع السلع والمنتجات المحلية والعربية والخليجية خاصة بعد الأوضاع السياسية في غزة، وأشارت الزدجالية إلى ضرورة تكاتف الجهود لاستغلال الموارد الطبيعية وإنشاء مصانع لإنتاج السلع والمنتجات التي يحتاجها المواطنون للاستغناء عن السلع المستوردة وتحقيق فائض في الميزان التجاري لسلطنة عمان، مما يسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني للبلد.

وتابعت حديثها قائلة: فيما يتعلق بالأسعار، بعد فرض الضرائب لاحظنا ارتفاعا في أسعار السلع والمنتجات، مما أثر سلبا -للأسف- على بعض الأسر من ذوي الدخل المحدود.

ودائما يكون خيار زينب الزدجالية للتسوق الأسواق التقليدية والصغيرة لدعم أصحاب المؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة وهو ممتع بالنسبة لها كما تفضل شراء بعض المنتجات مثل القهوة والبهارات والأعشاب خاصة في شهر رمضان من الأسواق الشعبية لجودتها، في حين تتجه زينب في بعض الأحيان للتسوق من المراكز والمحال التجارية الكبيرة للحصول على بعص السلع والمنتجات.

حراك اقتصادي

من جهة أخرى قال الدكتور قيس السابعي خبير اقتصادي: تشهد المنطقة خلال شهر رمضان حراكا اقتصاديا واسعا أكثر عن غيره من الأشهر نتيجة عدد أيام الشهر ويليه عيد الفطر، فتصاحبه قوة شرائية في مختلف الأنشطة التجارية في المنتجات الغذائية والاستهلاكية والكماليات والعطور والبخور وغيرها مما يسهم في رفع الاقتصاد الجزئي، وزيادة دخل الأسر المنتجة والمؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة وتعزيز السيولة المالية نتيجة ارتفاع الطلب على السلع والمنتجات.

وأضاف الخبير الاقتصادي: نرى خلال الشهر الفضيل تسابقا بين التجار ورجال الأعمال لرفد الأسواق والمحلات بمختلف البضائع المتنوعة وتقديم العروض والتخفيضات مما يسهم في تعزيز القوة الشرائية وتعزيز الاقتصاد الجزئي.

وحول دور العروض والتخفيضات في رفع القوة الشرائية أفاد السابعي أن العروض والتخفيضات لها دور في تعزيز القوة الشرائية، إذ يتنافس الأفراد والأسر على اقتناء وشراء السلع والمنتجات، وهي عملية تقوم بها المحلات التجارية لاستقطاب وجذب أكبر قدر ممكن من الزبائن والتأثير عليهم وعلى أذواقهم ومقتنياتهم، فيتهافت المستهلكون والأفراد على محلات العروض والتخفيضات لاستغلال الفرص وهو ما يسهم في سرعة شراء المنتجات وإحلالها بمنتجات أخرى، مما يدفع إلى رفع القوة الشرائية.

ونوّه السابعي إلى أن بعض المحلات التجارية تقوم بعملية التلاعب بالأسعار ورفع قيمتها ثم خفضها إلى سعرها الصحيح وذلك لإيهام المستهلك بوجود تخفيضات، وهو معاب لأن التخفيضات والعروض تعني أن تحصل على منتجات أكثر بأقل الأسعار، ودعا المستهلكين إلى أخذ الحذر وتوخي الدقة عند الشراء والتسوق، وتجنب الشراء الاندفاعي، وعمل قائمة بالسلع والمنتجات الأساسية المطلوبة والتقيد بها، لأن كثرة التبضع والتسوق يؤديان إلى تكدس المنتجات في المنزل وبعد ذلك انتهاء مدة صلاحيتها وتصبح غير قابلة للاستهلاك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العروض والتخفیضات المحلات التجاریة التجاریة الکبیرة السلع والمنتجات القوة الشرائیة یسهم فی

إقرأ أيضاً:

المحافظة على روحانية الشهر الفضيل

قبل أن يهل هلاله، تجتمع اللجان المختصة وعامة الناس لاستطلاع ثبوت رؤيته بعد أن ينقضي شهر شعبان المبارك، رغم أنه تطور العلم حاليا في رصد الكواكب وأهلة الشهور من خلال استخدام أجهزة حديثة مزودة بالتقنيات المتقدمة.

وبعد ثبوت رؤيته يبث الخبر في جميع القنوات الإخبارية ليتم الإعلان رسميا عن بداية شهر الرحمة والغفران، ويتبادل الناس التهاني بقدوم شهر رمضان الفضيل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتزين الشوارع العامة بالأنوار، والمنازل بالفوانيس الرمضانية، وتقوم المؤسسات التجارية بعمل العروض والتخفيضات الرمضانية، أما المنازل فإنها تعج بقراءة القرآن وتنتشر بداخلها الطقوس الرمضانية والاستعدادات المختلفة.

ويحرص الجيران على زيارة بعضهم البعض خلال فترة المساء في الشهر الفضيل هذه الزيارات توطد علاقات المحبة والمودة، كما يتبادل البعض قبل الإفطار الأطباق الرمضانية بأصناف مختلفة من المأكولات التي يشيع تقديمها على المائدة الرمضانية في هذا الشهر العظيم الذي هو خير الشهور وأجملها، فشهر رمضان يملأ منازل المسلمين بالروحانية والسكينة، فهو يأتي كل عام ليطهرنا وينقينا ويحقق أمانينا ويجمعنا على المحبة والتواد والتراحم فيما بيننا وبين الآخرين.

إن لشهر رمضان المبارك مكانة خاصة ومميزة عند المسلمين لأنه شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات، شهر الصيام الذي يعد ركنا من أركان الإسلام، وفيه فرضت عبادة الصوم التي لم يحدد الله عز وجل أجرها كون الصيام يكون خالصا لله سبحانه وتعالى فهو يجزي به الصائمين.

ورمضان، شهر عظيم ينتظره المسلمون في بقاع العالم كل عام للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة كالصيام وكثرة الصلاة وكثرة الدعاء والصدقات طمعا في المغفرة والأجر الكثير.

إن شهر رمضان يعج بالكثير من الفضائل والحكم العظيمة والفوائد العديدة بما فيه من صوم وتقرب إلى الله تعالى منها: أنه سبب لاستجابة الدعاء وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ»؛ لذلك على المسلم أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله في شهر رمضان لما فيه من فضل كثير ودعوات مستجابة.

كما أن رمضان هو شهر القرآن فقد خصه الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن الكريم على سيد البشرية وهاديها إلى الطريق المستقيم، وقد روي عن عثمان بن عفان أنه كان يختم القرآن الكريم كل يوم في رمضان.

إلى ذلك كله في رمضان ليلة من أعظم الليالي المباركة وهي «ليلة القدر» التي ميزها الله تعالى عن باقي الليالي وتقع في أواخر هذا الشهر الفضيل، وجاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام فقال الله تعالى: «ليلة القدر خير من ألف شهر»، أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خير من العمل في ألف شهر، فما أعظمها من ليلة مباركة!

وأخيرا علينا أن نعي بأن لشهر رمضان منزلة عظيمة عند الله تعالى، ففيه يفتح الله أمام العباد أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل الشياطين، لذا فهو فرصة كبيرة أمام المسلم للتوبة والمغفرة وتجنب ارتكاب المعاصي والذنوب، إضافة إلى أنه فرصة لعبادة الله على أكمل وجه.

إن هذه الفضائل التي ذكرتها لتعد نقطة في بحر ممتد لكثرتها ومنافعها؛ لذا وجب على المسلم الفطن أن يستغل أيام هذا الشهر وما بقي من لياليه في الأعمال الصالحة ابتغاء وجهه تعالى؛ ولذا ندعو الله ونسأله أن يعيننا على صيامه وقيامه ويتقبل منا خالص الأعمال ويجعلنا المولى عز وجل وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.

مقالات مشابهة

  • طنجة.. الخيام تعوض المحلات التجارية المحترقة بسوق بني مكادة
  • تحرير 64 مخالفة تموينية خلال حملات رقابية على الأسواق والمخابز بالمنيا
  • مبادرات مستمرة لحماية المستهلكين والمعتمرين.. الغذاء والدواء: رصد 52 منشأة مخالفة خلال 800 جولة تفتيشية
  • سوق “الجردة” الشعبي.. تجربة مميزة للتسوق في رمضان
  • برلماني يتقدم بطلب إحاطة بشأن إحكام الرقابة على الأسواق والأسعار
  • المحافظة على روحانية الشهر الفضيل
  • "الغذاء والدواء" تضبط 52 ألف منتج طبي وتجميلي مخالف خلال شهر
  • محافظ أسيوط يتفقد السوق بالوليدية ويوجه باستمرار فتح منافذ لبيع الخضروات من المزارع إلى المستهلك
  • أسيوط.. استمرار فتح منافذ لبيع الخضروات من المزارع إلى المستهلك مباشرة
  • «عيال الفريج» تجذب 2000 طفل إلى المساجد في رمضان