قريباً شرائح ذكية بالدماغ ستعيد للمشلولين القدرة على المشي
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
يمن مونيتور/القدس العربي
أطلق الملياردير الأمريكي المعروف ورجل الأعمال إيلون ماسك تنبؤات تكنولوجية طموحة أقرب الخيال العلمي منها إلى الحقيقة، وذلك في سياق ترويجه للشريحة الإلكترونية الذكية التي يجري العمل على تطويرها في شركته من أجل زرعها في دماغ الإنسان مستقبلا.
وقدم ماسك واحداً من أكثر ادعاءاته المذهلة حتى الآن، حيث قال إن رقائق الدماغ «Neuralink» ستسمح يوماً ما للأشخاص المصابين بالشلل بالمشي مرة أخرى.
وتأتي ادعاءاته في الوقت الذي شاركت فيه شركة «Neuralink» مقطع فيديو لأحد المرضى الأوائل من البشر وهم يلعبون الشطرنج بشكل تخاطري.
والشريحة الموجودة حالياً تجعل الدماغ قادراً على الاتصال بأجهزة الكمبيوتر، لكن ماسك يدعي أنها قد تسمح يوماً ما للدماغ بالتواصل مع الأجزاء المشلولة من الجسم.
وفي منشور على موقع «إكس» (تويتر سابقاً) كتب ماسك: «على المدى الطويل، من الممكن تحويل الإشارات من القشرة الحركية للدماغ إلى ما بعد الجزء التالف من العمود الفقري لتمكين الناس من المشي مرة أخرى واستخدام أذرعهم بشكل طبيعي».
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» فقد كانت شريحة الدماغ «نيورالينك» قيد التطوير منذ عام 2016 على الأقل عندما أسس ماسك شركة «نيورالينك» كشركة أبحاث طبية. ومع ذلك، لم تكشف الشركة إلا في كانون الثاني/يناير من هذا العام أن أول مريض بشري قد تلقى عملية الزرع.
وفي بث مباشر على منصة «إكس» ظهر رجل مصاب بشلل نصفي، نولاند أربو، يبلغ من العمر 29 عاماً، وهو يستخدم شريحة «نيورالينك» للعب الشطرنج على جهاز الكمبيوتر الخاص به.
وأصيب أربو بالشلل من الرقبة إلى الأسفل منذ تعرضه لحادث قيادة غريب قبل ثماني سنوات.
ومع ذلك، بعد زرع الشريحة كجزء من الموجة الأولى من التجارب البشرية، أصبح أربو الآن قادراً على التفاعل المباشر مع الكمبيوتر.
وقال أربو وهو يحرك مؤشر الكمبيوتر الخاص به من كرسيه المتحرك: «هل ترى هذا المؤشر على الشاشة؟ هذا كل ما عندي.. إنها كلها قوة عقلية».
وبتشبيه القدرة على استخدام «القوة» من حرب النجوم، يوضح أربو أنه كان يحب لعب الشطرنج قبل أن يحرمه الحادث من قدرته على الحركة. ويضيف: «هذا أحد الأشياء التي مكنتموني جميعًا من القيام بها… لم أتمكن حقًا من فعل الكثير في السنوات القليلة الماضية».
وكان ماسك قد أعلن سابقاً أن التجارب البشرية الأولى أظهرت «اكتشافاً واعداً لارتفاع الخلايا العصبية».
ومع ذلك، يقدم هذا الفيديو أول لمحة حقيقية عن كيفية تأثير شريحة الدماغ على حياة المرضى المصابين بالشلل.
وتعمل الشريحة نفسها عن طريق دمج 64 قطباً كهربائياً يشبه الخيوط في مواقع مختلفة في الدماغ، وهذه الخيوط قادرة على تسجيل الزيادات في نشاط الدماغ وإرسال تلك البيانات لاسلكياً إلى جهاز كمبيوتر يستخدم التعلم الآلي لتفسير نشاط الدماغ.
وللحصول على الشريحة، يجب على المرضى إزالة جزء صغير من جمجمتهم حتى يتمكن جراح روبوت «يشبه ماكينة الخياطة» من زرع كل الخيوط.
وبعد ذلك، يقوم الجراح الآلي بخياطة الثقب، ولا يترك سوى ندبة صغيرة حول الشق. ويدعي ماسك أنه خلال العملية التي تستغرق 30 دقيقة، لا يحتاج المرضى إلى الخضوع للتخدير العام ويجب أن يكونوا قادرين على العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
وقال أربو إن الجراحة كانت «سهلة للغاية» وليس هناك «ما يدعو للخوف».
وحالياً، تعمل شريحة «Neuralink» بمثابة «واجهة بين الدماغ والحاسوب» ما يعني أنها تسمح للأشخاص بالتحكم في الكمبيوتر باستخدام نشاط الدماغ.
وفي حالة أربو، كما أوضح بليس تشابمان، مهندس شركة «نيورالينك» خلال البث المباشر، يمكنه تحريك المؤشر من خلال تخيل أو محاولة تحريك ذراعيه.
لكن ماسك يقترح الآن أن الشريحة يمكن استخدامها أيضاً لإرسال إشارات من الدماغ إلى أجزاء أخرى من الجسم. وسيكون هذا مفيداً بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من تلف في الحبل الشوكي، ويمكن أن يسمح لهم، كما يدعي ماسك، باستعادة استخدام أطرافهم.
ومن الناحية النظرية، يمكن تسجيل إشارة في القشرة الحركية للدماغ بواسطة شريحة الدماغ وإرسالها إلى جهاز ثانٍ مثبت في أسفل العمود الفقري، أسفل الجزء التالف. ويمكن لهذا الجهاز بعد ذلك تكرار الإشارة من الدماغ أو إعادة إنتاجها بطريقة ما، ما يؤدي إلى تنشيط العضلات في المناطق المصابة بالشلل سابقاً.
وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو بعيد المنال، إلا أن هناك بالفعل عدداً متزايداً من الأمثلة الحقيقية التي نجحت فيها هذه التقنية.
وعلى سبيل المثال، استخدم فريق من علماء الأعصاب السويسريين «جسراً رقمياً» لتمكين رجل مشلول من تسلق السلالم والمشي أكثر من 100 متر.
وفي حالة أخرى، استخدم الباحثون أسلوباً مشابهاً لاستعادة السيطرة الجزئية على عضلات اليد، ما سمح لرجل مشلول بالعزف على جيتار هيرو وتناول مشروب.
ومع ذلك، لم يقدم ماسك بعد مزيداً من التفاصيل حول خطط «نيورالينك» لتنفيذ هذه التكنولوجيا أو متى قد يتم طرحها.
وعلى الرغم من تطلعاتها النبيلة، لم تخل شركة نيورالينك من الجدل. وعلى وجه الخصوص، واجهت شركة ماسك انتقادات شديدة بسبب معاملتها القاسية المزعومة لحيوانات المختبر بما في ذلك القرود.
وكانت جريدة «دايلي ميل» كشفت الشهر الماضي أن الشركة تستضيف آلاف الحيوانات لاختبار هذه التقنية. وشهدت هذه التجارب قيام الموظفين بحفر ثقوب في رؤوس القرود وملئها بالغراء، كما كشفت الوثائق أن القردة خضعت لعمليات جراحية على جماجمها تصل إلى 10 مرات لكل منها قبل أن يتم إعدامها، وقُتل ما لا يقل عن 1500 حيوان أثناء تطوير الرقاقة، بما في ذلك القرود والخنازير والأغنام.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الدماغ الصحة اليمن ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
دراسة..قلة النوم في الأربعينيات من العمر تعجل بشيخوخة الدماغ
أظهرت دراسة حديثة أن قلة النوم في الأربعينيات من العمر قد تسرع شيخوخة الدماغ، مع تأثير محتمل يمتد حتى أواخر الخمسينيات.
وقالت الدكتورة كريستين يافي، من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن “نتائجنا تسلط الضوء على أهمية معالجة مشاكل النوم في وقت مبكر للحفاظ على صحة الدماغ، بما في ذلك الحفاظ على جدول نوم ثابت، وممارسة الرياضة، وتجنب الكافيين والكحول قبل الذهاب إلى الفراش واستخدام تقنيات الاسترخاء”.
وشملت الدراسة نحو 600 بالغ في الأربعينيات من العمر، أكملوا استبيانا حول النوم، وتم تصنيف المشاركين بناء على سمات نومهم إلى ثلاث مجموعات لتحديد شدة مشاكل النوم لديهم. وشملت المجموعة المنخفضة نحو 70 بالمائة من المشاركين، كانت لديهم مشاكل نوم قليلة أو واحدة فقط من بين ست مشاكل تم تقييمها، مثل صعوبة النوم، والاستيقاظ المتكرر، أو الاستيقاظ مبكرا.
وضمت المجموعة المتوسطة نحو 22 بالمائة من المشاركين، الذين عانوا من اثنتين أو ثلاث من مشاكل النوم. وتعد هذه المجموعة متوسطة في مستوى الشكوى من النوم، وشملت المجموعة العالية نحو 8 بالمائة من المشاركين الذين واجهوا أربع إلى ست من مشاكل النوم. وكان لدى هؤلاء الأشخاص مستوى عال من الشكوى، ما يدل على أن نومهم متأثر بشكل كبير.
وبعد 15 عاما، من مراعاة العمر والجنس وارتفاع ضغط الدم والسكري وعوامل أخرى، أظهرت فحوصات الدماغ أن أفراد المجموعة المتوسطة كانت أعمار أدمغتهم أكبر بمعدل 1.6 سنة مقارنة بالمجموعة المنخفضة، بينما كانت أعمار أدمغة المجموعة العالية أكبر بمعدل 2.6 سنة.
ومن بين عادات النوم الست التي شملتها الدراسة، ارتبطت جودة النوم السيئة وصعوبة النوم والاستيقاظ في الصباح الباكر بزيادة عمر الدماغ، خاصة عندما عانى الأشخاص من هذه المشاكل لمدة خمس سنوات على الأقل.