بعد الجوع… العطش يحاصر ولاية الجزيرة في السودان
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
تعاني بلدات وقرى ولاية الجزيرة في وسط السودان، المكتظة بالسكان، من أزمة مياه خانقة بسبب قطع الإمداد الكهربائي جراء المواجهات العسكرية المتقطعة التي تدور بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، في وقت تزداد الحاجة إلى المياه والكهرباء خلال شهر رمضان مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول البلاد فعلياً في فصل الصيف.
واضطر سكان عشرات البلدات الريفية إلى الشرب من مياه الترع، وسط مخاوف من انتشار العديد من الأمراض بسبب المياه الملوثة.
وقال سكان في عدد من البلدات في الجزيرة لـ«الشرق الأوسط» إن مياه الشرب أصبحت شبه معدومة، وإن ما يحصلون عليه بالكاد يكفي لشرب النساء والأطفال وتجهيز القليل من الطعام.
نفوق الحيوانات
ويتخوف كثير من سكان الولاية، الذين يعتمدون في معاشهم على الزراعة والرعي، من نفوق حيواناتهم من الأبقار والغنم والماعز بسبب نقص المياه في الآبار والمصارف المائية المتفرعة من جداول المياه الرئيسية في المشاريع الزراعية. وتعمل معظم محطات ضخ المياه في ولاية الجزيرة بالكهرباء، عدا بعض المناطق التي أدخلت الطاقة الشمسية لاستخدامها في حالة انقطاع التيار الكهربائي، فيما لا تزال مناطق أخرى تعتمد على وقود الغازولين، الذي يجدون صعوبة كبيرة في الحصول عليه، فضلاً عن غلاء أسعاره.
وقال عبد الغفار علي، إنه يسير يومياً على قدميه مسافة 4 كيلومترات للحصول على مياه شرب نظيفة من بئر في منطقة مجاورة تعمل بالضغط اليدوي، ويطلق عليه اسم «كرجاكة». وأضاف: «لا نستطيع الذهاب إلى البلدات والمدن القريبة لشراء معدات الطاقة الشمسية لتشغيل المحطة في القرية»، مشيراً إلى أن الطرق أصبحت غير آمنة لانتشار قوات «الدعم السريع» التي تقوم بإنزال المواطنين من السيارات ونهب أموالهم.
وقالت «لجان المقاومة الشعبية» في منطقتي مدني والحصاحيصا: «لا تزال معظم مدن وقرى ولاية الجزيرة تعاني أزمة حادة في انقطاع المياه والكهرباء، ومع دخول شهر رمضان ازدادت معاناة المواطنين بدرجة أكبر كثيراً».
الماء سلعة غالية
وأفادت بأن «قوات الدعم السريع تستغل حاجة المواطنين للمياه وتبيعها لهم بأسعار مرتفعة». وحذرت اللجان من خطر مجاعة وشيكة في ولاية الجزيرة التي نزح إليها مئات الآلاف من مناطق الاقتتال في مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم. وقالت «لجان المقاومة الشعبية» في مدينة «ود مدني» وهي عاصمة ولاية الجزيرة، إن «قوات الدعم السريع تواصل ارتكاب الانتهاكات بحق المواطنين، واقتحام القرى ونهب ممتلكات الأهالي العزل». وأشارت اللجان إلى الغلاء وندرة المواد الغذائية والماء، مع انعدام السيولة النقدية بسبب توقف الخدمات المصرفية جراء انقطاع خدمات الاتصالات الهاتفية والإنترنت، ما يفاقم من خطر حدوث مجاعة واسعة النطاق.
وسيطرت قوات «الدعم السريع» على مدينة ود مدني في 19 ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وهي المدينة التي كانت تعد المركز الرئيسي للعمليات الإنسانية لوكالات الإغاثة التابعة لهيئة الأمم المتحدة. ووثقت تجمعات أهلية في ولاية الجزيرة مقتل العشرات خلال هجمات لقوات «الدعم السريع» على المدنيين، أدت إلى فرار غالبية السكان من بلدات غرب الولاية إلى ولايات مجاورة، كما اشتكى عدد من السكان من قصف الطيران الحربي التابع للجيش، بطريقة عشوائية.
الشرق الأوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” يدين الجريمة التي ارتكبها الدعم السريع بامدرمان وأدت لمقتل 31 مواطنا
يدين التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” بأشد العبارات الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع، عقب نشرها مقطع فيديو يؤكد فداحة وفظاعة الجرائم المرتكبة في حرب الخامس عشر من أبريل، و أظهر الفيديو مجموعة من الشباب بالزي المدني، زعمت القوات أنهم يتبعون لسلاح المهندسين، قبل أن تقوم بإطلاق وابل من الرصاص عليهم، مما أدى إلى مقتلهم، بشكل بشع ووحشي.
ويعد هذا الفعل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي ولكافة القوانين والأعراف التي تحمي حقوق الإنسان في أوقات النزاعات المسلحة.
كما يجدد التحالف إدانته لاستهداف معسكرات النازحين ومحطات الكهرباء بولايات الشمالية ونهر النيل، معتبرًا أن هذه الاعتداءات تساهم في تعميق المأساة الإنسانية وتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في البلاد.
وفي هذا السياق، يدعو تحالف “صمود” مجددًا أطراف النزاع إلى تحكيم صوت العقل ووقف هذه الحرب فورًا ودون إبطاء، ويناشد الأسرة الدولية والإقليمية بتكثيف جهودها لتنسيق الدعم الإنساني ومعالجة الكارثة المتفاقمة في السودان.
كما يدعو كافة أبناء وبنات الشعب السوداني إلى توحيد الصفوف وحشد الطاقات من أجل ترجيح كفة جهود السلام ووقف نزيف الدم، فبلادنا تنهار، وشعبنا يموت كل يوم جراء حرب وحشية إجرامية تتسع رقعتها وتطال كل جزء من وطننا الجريح.
اللجنة الإعلامية
27 أبريل 2025 م