رغم أن أيام الفحم - أقذر أنواع الوقود الأحفوري - "معدودة"، عقب تسجيل انخفاض في الاعتماد عليه من قبل دول متقدمة، فإن الطلب عليه "لا يزال صامدا"، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

وجعل التقدم في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، هذه التكنولوجيات النظيفة أرخص بكثير من الفحم في معظم أنحاء العالم.

ومن الممكن أن تؤدي مكاسب مماثلة للبطاريات وأنظمة تخزين الطاقة، أخيرا، إلى جعل الطاقة المتجددة ذات تكلفة معقولة بالقدر الكافي، لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي.

ومع ذلك، لا تزال الصين والهند تعتمدان على الفحم لتوليد الطاقة الكهربائية، مما جعل الإنتاج يسجل رقما قياسيا في العام الماضي، في وقت يستعد فيه المنتجون لمستقبل غير مؤكد، إذ سيُطلب منهم لعقود من الزمن تحقيق التوازن بين الطاقة التقليدية والمتجددة.

وبفضل مزيج من انعدام أمن الطاقة في الصين، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب بالهند، والتداعيات المستمرة للحرب في أوكرانيا، والبرامج الدولية المتعثرة لفطم الاقتصادات النامية عن الوقود الأحفوري، أثبت الفحم قدرته على الصمود بشكل ملحوظ.

نهاية عصر الوقود الأحفوري.. العالم أمام "توازنات دقيقة" تتزايد الضغوط على منتجي النفط والغاز بالتحول إلى زيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة وخفض تطوير الأصول التي تعمل بالوقود الأحفوري المسبب للتغير المناخي.

وأفادت الوكالة الدولية للطاقة، أن الفحم هو مصدر نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين، التي تولد من خلاله 60 بالمئة من حاجاتها من الكهرباء.

وبحلول عام 2026، ستشكل الصين والهند وحدهما أكثر من 70 بالمئة من استهلاك العالم للفحم. وبدأت الدولتان الكبيرتان بالإضافة إلى إندونيسيا، في تشغيل محطات جديدة لتوليد الطاقة بالفحم، تبلغ طاقتها 59 غيغاوات في العام الماضي، وأطلقت أو أحيت مقترحات لإنشاء 131 غيغاوات أخرى - حوالي 93 بالمئة من الإجمالي العالمي، وفقا لـ "غلوبال إينرجي مونيتور".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة التعدين الأسترالية "نيو هوب كورب"، روب بيشوب: "إذا نظرت إلى آسيا، ومعدلات الطلب وبناء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، خاصة في الهند، فإن الفحم لن ينتهي في أي وقت قريب".

وفي ديسمبر الماضي، تبنت دول العالم بالتوافق، أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحول" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري، بما يشمل الفحم والنفط والغاز، وهي جميعا مسؤولة عن الاحترار العالمي.

ويصنف الفحم على أنه "أقذر أنواع الوقود الأحفوري"، لكونه مصدرا رئيسيا لانبعاث الميثان، وهو غاز يساهم في زيادة الاحتباس الحراري على كوكب الأرض بنسبة أكبر من ثاني أكسيد الكربون.

وفي عام 2022، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا، وانقطاع التيار الكهربائي خلال موجات الحر في الهند، إلى تعزيز الطلب على الفحم.

وبحلول العام الماضي، ارتفع الإنتاج إلى مستوى قياسي بلغ 8.7 مليار طن، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

ومن المتوقع أن ينخفض هذا الرقم هذا العام، لكن الوكالة الدولية تتوقع أن يستقر الوضع حتى عام 2026، بما يتماشى مع توقعات الصناعة بالتخلص التدريجي من الفحم.

والهند هي الدولة الوحيدة التي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو إنتاج الفحم فيها هذا العام، حيث من المتوقع أن يتجاوز الإنتاج مليار طن، للمرة الأولى.

وفي الصين، التي تنتج وتستهلك نصف الفحم في العالم، يكافح عمال المناجم للحفاظ على معدلات النمو، بعد زيادة الإنتاج بنسبة 21 بالمئة على مدى السنوات الثلاث الماضية إلى 4.7 مليار طن.

وفي الوقت ذاته، تتوقع إندونيسيا، أكبر مصدر للفحم الحراري في العالم، استقرار الإنتاج خلال العامين المقبلين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الوقود الأحفوری

إقرأ أيضاً:

طارق الحسيني: تنظيم كأس العالم لسلاح الشيش بمصر يعكس مكانتها الدولية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحدث طارق الحسيني، رئيس الاتحاد المصري للسلاح، عن تنظيم مصر لبطولة كأس العالم لسلاح الشيش للرجال والسيدات، والمقامة في العاصمة الإدارية الجديدة خلال الفترة من 6 إلى 9 مارس، مشيرًا إلى أهمية استضافة مثل هذه البطولات على أرض مصر.

وأكد الحسيني أن تنظيم البطولات يحقق مكاسب مباشرة وغير مباشرة، حيث يسهم في رفع الاقتصاد الوطني من خلال العوائد المادية، إلى جانب الفوائد الفنية التي تتمثل في مشاركة اللاعبين دون الحاجة لتحمل تكاليف السفر إلى الخارج.

وأوضح أن مصر نجحت في تنظيم كأس العالم للناشئين لسيف المبارزة، كما تستضيف حاليًا بطولة كأس العالم لسلاح الشيش للرجال والسيدات، على أن تُنظم نهاية الشهر الجاري كأس العالم لسلاح السيف للسيدات.

وأضاف الحسيني: "في العام القادم سنحافظ على تنظيم البطولات الثلاث، مع استبدال بطولة كأس العالم لسلاح السيف للسيدات بمنافسات الرجال مما يعكس مكانة مصر المتقدمة وثقة الاتحاد الدولي في نجاح البطولات على أرضها".

وعن مستوى اللاعبين، أشار الحسيني إلى امتلاك مصر أسماء بارزة مثل محمد حمزة وعبدالرحمن طلبة صاحب ال 17 عاما والذي ظهر مؤخراً بمستوى مميز ووصل في منافسات البطوبة لدور ثمن النهائي وهو لاعب واعد ولايزال صغيرا ونقوم بإعداده بشكل جيد لأولمبياد لوس أنجلوس 2028.

وعن الإنجازات الأفريقية الأخيرة، قال الحسيني: "تفوقنا واضح في بطولات أفريقيا، وهو ما تجسد في نتائجنا ببطولة أفريقيا للناشئين والشباب في أنجولا، هذه البطولة لها أهمية خاصة لأنها تمنحنا نقاطًا تسهّل قرعتنا في البطولات العالمية، كما أنها محطة إعداد لبطولة العالم للناشئين في الصين".

واختتم الحسيني تصريحاته بالتأكيد على تطلع الاتحاد لتحقيق إنجاز عالمي جديد، قائلًا: "نسعى لحصد ميدالية أو اثنتين في بطولة العالم للناشئين بالصين، ونعمل بكل قوة لتحقيق هذا الهدف".

مقالات مشابهة

  • خلال يناير الماضي.. وصول 398 ألف طن من الوقود والمواد الغذائية إلى مواني الشرعية
  • العراق يطلق سلسلة مشاريع عملاقة لتأمين الوقود لمحطات إنتاج الطاقة الكهربائية
  • موسكو تحتضن حوارا عالميا لاستشراف مستقبل الاستثمار في التكنولوجيا كقاطرة للنمو الاقتصادي
  • بالتعاون مع الوكالة الدولية.. مصر تقتحم عالم علاج السرطان بتقنيات متطورة|تفاصيل
  • كيف تحاول سوريا الجديدة تأمين إمدادات النفط وسط العقوبات الدولية؟
  • الكهرباء تستعد للصيف بخزين ستراتيجي من الوقود
  • لا يزال الحمل والولادة والأمومة تجربة قاتلة في معظم أنحاء العالم.. إليكم السبب
  • طارق الحسيني: تنظيم كأس العالم لسلاح الشيش على أرض مصر يعكس مكانتها الدولية
  • طارق الحسيني: تنظيم كأس العالم لسلاح الشيش بمصر يعكس مكانتها الدولية
  • الطاقة الدولية: مصر ثاني أكبر منتج للطاقة الشمسية في إفريقيا