سقطت مصداقية الشاشات المدججة بالتقنيات الحديثة.. وارتفع الصدق من ثقب الخنادق. ذات إعلامٍ منافق.. وثّق طفل بشاشة هاتفة المكسورة أصدق صورة، كشفت زيف تمثيلية كانت تعدّها محطة «سي إن إن» التي تتباهى بنقلها الحقيقة.. لتبدو مجرد مهزلة استطاع هاتف طفل مقهور كشف زيفها الذي طالما خدع المشاهد.. ارتبكت كبيرة المراسلين في محطة ال«سي إن إن» كلاريسا وارد، وفريقها، وهي تقوم بتمثيل حادثة لم تقع إلا في خيال المخرج، وتُمثل دور الخوف من الصواريخ العربية التي تستهدف المراسلين.
أتقنوا السيناريو والتصوير، ونَشرت المحطة الفيديو الكاذب الذي ما كاد ينتشر حتى صدمهم هاتف الطفل الذي وثق أكاذيبهم. انتشرت الحقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي في نقل حيّ صادق فضح إعلامهم المنافق.. إعلام بلا ضمير يبحث عن إدانة يلصقها بهذا الشعب المناضل. وتوالت المحاولات وبقي للمظلوم نافذة يرسل منها صور الكارثة، إبادة حلت بشعبه مع أدلة موثقة لا تقبل التأويل. كان لمنصات التواصل دور في انتصار الإنسانية على الزيف والهمجية، في انتشار الصدق على الكذب. وجد الإعلام التقليدي المُمول من شركات تَفرض عليه توجهاته السياسية، نفسه خارج دائرة الاهتمام بل وأكثر في قفص الاتهام.. برتبة منافق.
جيل شباب اليوم أكثر وعياً من أن يُخدع بالإعلام المُبِهر بتقنيته العالية، جيل يبحث عن الصدق في صور هاتف بسيط ينقل الواقع من تحت الدمار، صور صادقة صدمت كل العالم. كانت هناك حرب أخرى (حرب بين الشاشات التقليدية المقيدة بمصالحها، وبين شاشة الطفل المكسورة الحرة بحقها وصدقها). وكان لشاشة الهاتف تأثير غيّر مسار الإعلام كله. امتلأت شوارع العواصم العالمية بالتظاهرات رفعت لأول مرة الأعلام الفلسطينية وصور المأساة التي طُمست 75 عاماً.
هنا تحرك العقل المُدمر الباحث عن تعطيل الحقيقة. اجتمع (ملوك الإعلام العالمي) (فيسبوك وإنستغرام وتبعهم على استيحاء إكس وتلغرام وتيك توك) وهمهم إرضاء الشركات المُمولة تلك التي تتحكم في دول بحالها، كيف تعجز أمام هاتف طفل بشاشة قديمة ومكسورة وهي تنقل إلى الشعوب صورة كافية لتحريك ضمير العالم. والضمير يخيفهم.. هذا خطر داهم.. فكروا بكسر الهاتف وتدميره وسرقته من يد الطفل ولم يفلحوا.. دمروا كل المدينة والهاتف لم يُدمّر.. قطعوا الإنترنت لكن الحقيقة لم تُقطع مازال التيار يندفع حاملاً صوراً لمجازر قتل ودمار وبكاء أطفال صغار لم يكبروا كفاية ليفهموا سبب هذه الحروب.
اجتمع (ملوك الإعلام العالمي) مجدداً وقرروا التضليل في لعبة (الخوارزميات).. نعم هذا حل مدهش. انفض المجلس مرتاح البال، وجُمعت الأموال لإعادة برمجة (الخوارزميات).. بحيث تعطل انتشار المحتوى الذي لا يتناسب مع مصالحهم.. وهكذا اشتعلت حرب جديدة هي الأولى في التاريخ.. (حرب خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي) عطلوا حركة الناشطين المدافعين بالكلمة الحرة وبالصورة الصادقة المعبرة عن معاناة شعبهم.. وحذفوا منشوراتهم، وقرروا استبدالها بنشر سيل من المنشورات المضللة.
الأبرز في هذه الحرب كانت منصة (ميتا) المالكة (فيسبوك وإنستغرام) وبدرجة أقل منصة (إكس) بعد أن أقدمت هذه المنصات على حذف ملايين المنشورات الخاصة بما يجري في غزة. معللة ذلك بقوانينها التي ترفض أي محتوى يحرض على القتل والكراهية. لكنها أوقفت كل محتوى يحرض على الإنسانية واستخدمت (الخوارزميات) لتمرير ما يدعم المعتدي ويتجاهل أوجاع الضحية. استخدموا كل قدرتهم في الذكاء الاصطناعي لمنع انتشار الحقيقية ولتستمر روايتهم التي كلفت ملايين الدولارات بالانتشار متحدية شاشة هاتف الطفل المكسورة التي بقيت رغم ذلك أصدق صورة. وبرع الشباب باختراع ألف حيلة تخترق (الخوارزميات). كيف تعلموها؟ وكيف درسوها؟ وكيف انتصروا عليها؟ هي الأسئلة لم يفهمها (ملوك الإعلام العالمي). هم لا يعرفون أن العرب أسياد اللعبة وأن مصطلح (خوارزميات) «Algorithm» هو أصلاً اختراع عربي.
يقول التاريخ أن مخترع (الخوارزميات) هو (أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي)، وهو عالم رياضيات ويعتبر من أوائل علماء الرياضيات المسلمين عاش في عصر الخليفة العباسي (المأمون)، وعمل في بيت الحكمة في بغداد. اليوم تعتبر (الخوارزميات) العصب الأساسي الذي بنيت عليه منصات التواصل الاجتماعي، وهي بمثابة منجم الذهب الذي لا ينضب لما تدره من أرباح خيالية بسبب حجم المعلومات والبيانات التي تجمعها، حيث يعاد استغلالها في سوق التجارة الإلكترونية، وفي سوق تشكيل ما يسمى (الرأي العام).. وهنا في نقطة (تشكيل الرأي العام) دارت معركة هي الأشرس بين الحق والباطل بين تقنياتهم الغالية وشاشة الهاتف الصغير.
لكن علم (الخوارزميات) الذي يتباهون به جاء من تاريخنا وشبابنا اليوم أحق بأن يتابعوا المسير.. يقولون إن الشدائد تخلق الإبداع.. التحايل واختراق (الخوارزميات) كان نصراً للشباب الحر الرافض للذل، أبدعوا في اختراق (الخوارزميات) وتحدوا الظلم حتى وجد الإعلام المنافق نفسه في وضع مُتخبط. يوماً يرسل طائراته بالقنابل.. ويوماً يرسلها بالمساعدات.. كأنه يسخر من شعب يعلم أنه هو اليد التي تمنع وقف إطلاق النار وأنه اليد التي تغلق المعابر.. ذات إعلام منافق سقطت أصواتهم بين تخبط وضياع.
انتصرت شاشة الهاتف المكسور بصورة وصوت هو الأعلى لأنه صوت الحق.. في خيمة أطفال جياع.
د. ندى أحمد جابر *كاتبة وباحثة في الدراسات الإعلامية
صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كيف تحول هاتفك القديم إلى كاميرا مراقبة منزلية؟
امتلاكك لـ هاتف جديد لا يعني بالضرورة أن جهازك القديم قد انتهى دوره، فبدلا من تركه في إحدي الادراج يجمع الغبار، يمكنك إعادة توظيفه وتحويله إلى كاميرا مراقبة منزلية دون تكلفة.
صحيح أن كاميرات المراقبة المتخصصة توفر ميزات احترافية، لكن الاعتماد على هاتف ذكي قديم يعد خيارا عمليا وفعالا لتعزيز أمان المنزل دون الحاجة لشراء أجهزة جديدة، وبقليل من الإعداد وتطبيق مناسب، يمكن لهذا الهاتف أن يتحول إلى أداة ذكية لرصد التحركات الغريبة أو حتى متابعة الحيوانات الأليفة أثناء غيابك.
1. تأمين الهاتف القديم: قبل أي شيء، احرص على إعادة ضبط المصنع للهاتف القديم لحذف أي بيانات شخصية، مع التأكد من تحديث نظام التشغيل لضمان أعلى مستويات الأمان.
2. تحميل تطبيق مخصص للمراقبة: قم بتنزيل تطبيق متخصص في تحويل الهاتف إلى كاميرا مراقبة، على الجهازين: الهاتف القديم (الذي سيكون الكاميرا) والهاتف الجديد (الذي ستراقب منه).
ومن بين أشهر التطبيقات التي يمكنك الاعتماد عليها تطبيق Alfred، الذي يوفر ميزات مثل البث المباشر، اكتشاف الحركة، والتخزين السحابي.
3. إعداد التطبيق: بعد تثبيت التطبيق على الجهازين، يمكنك ربطهما بسهولة عبر مسح رمز QR، ما يجعل العملية سلسة وسريعة.
4. تحديد وظائف الأجهزة: اضبط الهاتف القديم على وضع "الكاميرا"، بينما قم بضبط الهاتف الجديد على وضع "المراقبة" أو “المشاهد”، حيث يمكنك تبديل الأدوار بسهولة من خلال القائمة العلوية في التطبيق.
5. اختيار موقع الكاميرا: ضع الهاتف في مكان استراتيجي مثل مداخل المنزل، بالقرب من النوافذ، أو عند المناطق التي تحتوي على مقتنيات ثمينة، تأكد من أن ميزة اكتشاف الحركة تعمل بكفاءة، مع ترك مسافة 1 إلى 2 متر عن الهدف المراد مراقبته.
6. ضبط الإعدادات: قم بتخصيص إعدادات التطبيق حسب احتياجاتك، مثل درجة حساسية استشعار الحركة وتفعيل إشعارات التنبيه.
7. بدء المراقبة: يمكنك استخدام حامل هاتف أو قاعدة تثبيت لتثبيت الهاتف في مكانه المناسب، وإذا أردت تغطية زاوية أوسع، يمكن استخدام عدسة بزاوية عريضة (متوفرة بسعر زهيد عبر الإنترنت) يفضل إبقاء الهاتف موصولا بالشاحن لتفادي انقطاع الطاقة.
8. متابعة البث: بمجرد الانتهاء من الإعدادات، يمكنك متابعة البث المباشر من هاتفك الجديد في أي وقت ومن أي مكان.