موقع النيلين:
2024-11-24@06:25:27 GMT

إعلام غربي منافق

تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT


سقطت مصداقية الشاشات المدججة بالتقنيات الحديثة.. وارتفع الصدق من ثقب الخنادق. ذات إعلامٍ منافق.. وثّق طفل بشاشة هاتفة المكسورة أصدق صورة، كشفت زيف تمثيلية كانت تعدّها محطة «سي إن إن» التي تتباهى بنقلها الحقيقة.. لتبدو مجرد مهزلة استطاع هاتف طفل مقهور كشف زيفها الذي طالما خدع المشاهد.. ارتبكت كبيرة المراسلين في محطة ال«سي إن إن» كلاريسا وارد، وفريقها، وهي تقوم بتمثيل حادثة لم تقع إلا في خيال المخرج، وتُمثل دور الخوف من الصواريخ العربية التي تستهدف المراسلين.

أتقنوا السيناريو والتصوير، ونَشرت المحطة الفيديو الكاذب الذي ما كاد ينتشر حتى صدمهم هاتف الطفل الذي وثق أكاذيبهم. انتشرت الحقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي في نقل حيّ صادق فضح إعلامهم المنافق.. إعلام بلا ضمير يبحث عن إدانة يلصقها بهذا الشعب المناضل. وتوالت المحاولات وبقي للمظلوم نافذة يرسل منها صور الكارثة، إبادة حلت بشعبه مع أدلة موثقة لا تقبل التأويل. كان لمنصات التواصل دور في انتصار الإنسانية على الزيف والهمجية، في انتشار الصدق على الكذب. وجد الإعلام التقليدي المُمول من شركات تَفرض عليه توجهاته السياسية، نفسه خارج دائرة الاهتمام بل وأكثر في قفص الاتهام.. برتبة منافق.

جيل شباب اليوم أكثر وعياً من أن يُخدع بالإعلام المُبِهر بتقنيته العالية، جيل يبحث عن الصدق في صور هاتف بسيط ينقل الواقع من تحت الدمار، صور صادقة صدمت كل العالم. كانت هناك حرب أخرى (حرب بين الشاشات التقليدية المقيدة بمصالحها، وبين شاشة الطفل المكسورة الحرة بحقها وصدقها). وكان لشاشة الهاتف تأثير غيّر مسار الإعلام كله. امتلأت شوارع العواصم العالمية بالتظاهرات رفعت لأول مرة الأعلام الفلسطينية وصور المأساة التي طُمست 75 عاماً.

هنا تحرك العقل المُدمر الباحث عن تعطيل الحقيقة. اجتمع (ملوك الإعلام العالمي) (فيسبوك وإنستغرام وتبعهم على استيحاء إكس وتلغرام وتيك توك) وهمهم إرضاء الشركات المُمولة تلك التي تتحكم في دول بحالها، كيف تعجز أمام هاتف طفل بشاشة قديمة ومكسورة وهي تنقل إلى الشعوب صورة كافية لتحريك ضمير العالم. والضمير يخيفهم.. هذا خطر داهم.. فكروا بكسر الهاتف وتدميره وسرقته من يد الطفل ولم يفلحوا.. دمروا كل المدينة والهاتف لم يُدمّر.. قطعوا الإنترنت لكن الحقيقة لم تُقطع مازال التيار يندفع حاملاً صوراً لمجازر قتل ودمار وبكاء أطفال صغار لم يكبروا كفاية ليفهموا سبب هذه الحروب.

اجتمع (ملوك الإعلام العالمي) مجدداً وقرروا التضليل في لعبة (الخوارزميات).. نعم هذا حل مدهش. انفض المجلس مرتاح البال، وجُمعت الأموال لإعادة برمجة (الخوارزميات).. بحيث تعطل انتشار المحتوى الذي لا يتناسب مع مصالحهم.. وهكذا اشتعلت حرب جديدة هي الأولى في التاريخ.. (حرب خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي) عطلوا حركة الناشطين المدافعين بالكلمة الحرة وبالصورة الصادقة المعبرة عن معاناة شعبهم.. وحذفوا منشوراتهم، وقرروا استبدالها بنشر سيل من المنشورات المضللة.

الأبرز في هذه الحرب كانت منصة (ميتا) المالكة (فيسبوك وإنستغرام) وبدرجة أقل منصة (إكس) بعد أن أقدمت هذه المنصات على حذف ملايين المنشورات الخاصة بما يجري في غزة. معللة ذلك بقوانينها التي ترفض أي محتوى يحرض على القتل والكراهية. لكنها أوقفت كل محتوى يحرض على الإنسانية واستخدمت (الخوارزميات) لتمرير ما يدعم المعتدي ويتجاهل أوجاع الضحية. استخدموا كل قدرتهم في الذكاء الاصطناعي لمنع انتشار الحقيقية ولتستمر روايتهم التي كلفت ملايين الدولارات بالانتشار متحدية شاشة هاتف الطفل المكسورة التي بقيت رغم ذلك أصدق صورة. وبرع الشباب باختراع ألف حيلة تخترق (الخوارزميات). كيف تعلموها؟ وكيف درسوها؟ وكيف انتصروا عليها؟ هي الأسئلة لم يفهمها (ملوك الإعلام العالمي). هم لا يعرفون أن العرب أسياد اللعبة وأن مصطلح (خوارزميات) «Algorithm» هو أصلاً اختراع عربي.

يقول التاريخ أن مخترع (الخوارزميات) هو (أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي)، وهو عالم رياضيات ويعتبر من أوائل علماء الرياضيات المسلمين عاش في عصر الخليفة العباسي (المأمون)، وعمل في بيت الحكمة في بغداد. اليوم تعتبر (الخوارزميات) العصب الأساسي الذي بنيت عليه منصات التواصل الاجتماعي، وهي بمثابة منجم الذهب الذي لا ينضب لما تدره من أرباح خيالية بسبب حجم المعلومات والبيانات التي تجمعها، حيث يعاد استغلالها في سوق التجارة الإلكترونية، وفي سوق تشكيل ما يسمى (الرأي العام).. وهنا في نقطة (تشكيل الرأي العام) دارت معركة هي الأشرس بين الحق والباطل بين تقنياتهم الغالية وشاشة الهاتف الصغير.

لكن علم (الخوارزميات) الذي يتباهون به جاء من تاريخنا وشبابنا اليوم أحق بأن يتابعوا المسير.. يقولون إن الشدائد تخلق الإبداع.. التحايل واختراق (الخوارزميات) كان نصراً للشباب الحر الرافض للذل، أبدعوا في اختراق (الخوارزميات) وتحدوا الظلم حتى وجد الإعلام المنافق نفسه في وضع مُتخبط. يوماً يرسل طائراته بالقنابل.. ويوماً يرسلها بالمساعدات.. كأنه يسخر من شعب يعلم أنه هو اليد التي تمنع وقف إطلاق النار وأنه اليد التي تغلق المعابر.. ذات إعلام منافق سقطت أصواتهم بين تخبط وضياع.

انتصرت شاشة الهاتف المكسور بصورة وصوت هو الأعلى لأنه صوت الحق.. في خيمة أطفال جياع.

د. ندى أحمد جابر *كاتبة وباحثة في الدراسات الإعلامية
صحيفة الخليج

 

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مدرس بـ«إعلام القاهرة»: يجب وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الشائعات والأخبار المضللة

قالت الدكتورة سارة فوزي، مدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن محاربة الشائعات لها طرق عالمية، منها طريقة استباق التزييف وطريقة الرد بعد الشائعات.

وأوضحت أن الطريقة الأولى تعني نشر التنبيهات بشكل مسبق على وسائل التواصل الاجتماعي للجمهور المتعلق بالواقعة، لكن ثبت فشل هذه الطريقة في بعض دول العالم النامي، حيث كان الجمهور يتفاعل مع التنبيهات بشكل كوميدي، مما يوحي بعدم صحة الواقعة.

أما الطريقة الثانية، فهي التوضيح والنشر بعد انتشار المعلومات المزيفة بالفعل، حيث يبدأ المدققون بمتابعة الأخبار والتأكد منها، وهو ما يحدث بالفعل على بعض المنصات مثل منصة "X" (تويتر سابقًا).

تفاصيل الاستراتيجية الوطنية

وأوضحت «فوزي» في تصريح لـ الوطن، أنه لا بد من وضع استراتيجية وطنية تعمل على التربية الرقمية ومحو الأمية الإعلامية لكل المواطنين في كل القطاعات، وتدريبهم على التحقق من المعلومات والأدوات الرقمية المساعدة في كشف صحة المعلومات ومقاطع الفيديو، خاصة في ظل انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، وتدريب الجمهور على الإبلاغ عن الأخبار الزائفة، كما يجب وضع استراتيجية لتطوير خوارزميات تتحقق من المعلومات وتكون مدعومة باللغة العربية من خلال دعم الدولة لكليات الحاسبات والمعلومات ووزارة الاتصالات، بالإضافة إلى خوارزميات لكشف التضليل، لأنه لدينا ضعف في الأدوات التي تدعم لغتنا.

العقوبات القانونية لمروجي الشائعات

وأشارت المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة إلى أن الشائعات والأخبار المضللة لها تأثيرها كبير، ولابد من مبادرة تتضمن الاستعانة بخبراء الإعلام والقانون وأمن المعلومات والذكاء الاصطناعي في عمل الاستراتيجية لوضع الكلمات والمصطلحات التي يمكن اعتمادها على المستوى الإعلامي، خاصة الكلمات الجاذبة التي تستخدمها بعض المواقع الصحفية، حتى لا يتصادم عملها من آليات عمل الاستراتيجية، كما يجب تشديد العقوبات الجنائية على مروجي الشائعات والأخبار المضللة سواء بالغرامات المالية أو العقوبات العامة لردع الآخرين، كما أن الشركات المصنعة للتكنولوجيا لابد ألا تعطي مقدمي المحتوى مكافآت مالية على محتوى يتضمن خطابات كراهية أو معلومات مسيئة ومضللة.

مقالات مشابهة

  • تسريبات جديدة تكشف تفاصيل عن هاتف Huawei Mate 70 Pro+ من «ريتشارد يو»
  • تعرف على سعر هاتف iPhone 16 Pro Max أحدث إصدار لشركة آبل الأمريكية
  • "iPhone 16 Pro الهاتف الذي يغير قواعد اللعبة مع تصميم فريد وأداء استثنائي" في السعودية
  • انطلاق دورة تطوير المهارات الإعلامية وصحافة الموبايل للواعظات بأكاديمية الأوقاف الدولية.. صور
  • قيادي بارز.. كشف هوية عضو حزب الله الذي استهدفه غارة إسرائيلية في بيروت
  • واقعة مذهلة لسمكة قرش ابتعلت هاتف غواص بإحدى الجزر الساحلية.. ماذا حدث؟
  • مدرس بـ«إعلام القاهرة»: يجب وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الشائعات والأخبار المضللة
  • تسريبات جديدة تكشف مواصفات هاتف Honor 300
  • بإمكانيات لم يسبق لها مثيل.. هونر تغزو الأسواق بأقوى هاتف|إليك مواصفاته
  • ما الذي يجعل Huawei Y6p خيارًا ميسور التكلفة؟