بقلم: الدكتور صفوت ابريغيث*

اقرأ ايضاًداعش ينشر مقطع فيديو مروع لهجوم موسكو

من ظن أن افريقيا ارض مشاع يتجرأ عليها الطامعون ويستبيح ثرواتها المستعمرون فهو مخطئ، فالافارقة هم اصحاب الارض الاصليين وهم ابناء هذه القارة السمراء وصناع تاريخها وثقافاتها والاقدر على سيادتها وتقرير مصيرهم فوقها بدون وصاية او تبعية للاجنبي.

ومن يعتقد أن السنغال في الغرب الافريقي ستبقى وقفا فرنسيا للأبد فهم مغفلون بل ومستهترون في فهم طبيعة السنغالي.

فالشعب السنغالي شعب عزيز وحر بالفطرة ومتأصل بهويته وايمانه. وليس السنغال ببعيد عن تجربة دول الجوار (مالي، بوركينا فاسو والنيجر..)الذين يتعاقبون على طرد الجيوش الاجنبية ونفوذ الغرب من بلادهم.

"أرض التيرانغا"

ومن هذا المنطلق فقط نستطيع تحليل الواقع السياسي في ذلك البلد، المسمى بأرض "التيرانغا" أي الضيافة،  وبالتحديد إدراك الاحوال التي تشهدها البلاد عشية الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية والتي ستسفر عن اختيار الشعب السنغالي لرئيسه الخامس في تاريخه الحديث، وهو الذي سيخلف الرئيس الحالي "ماكي سال" المنتهية ولايته رسمياً في ٢ نيسان المقبل.

الحياة الحزبية والنقابية

لا بد من التذكير أن السنغال بلد يملك اعراف ديمقراطية راسخة تتمثل بوجود حياة حزبية ونقابية نشيطة وترافقها تعددية واضحة في المنابر الإعلامية بما يعكس تعدد الآراء السياسية وحالة التنافس في ميادين السياسة المتعددة. ومثالنا على ذلك هو التعايش الحي والنادر الذي يجمع ثلاثة رؤوساء في ذات البلد منهم الرؤوساء السابقين "عبده ضيوف" و"عبدالله واد"، علما أن الأول يناصر الرئيس الحالي والثاني يقود جزء من المعارضة السياسية ضده.

الطرق الصوفية

كذلك تتميز السنغال بأنها بلد طرائقي صوفي بامتياز وذلك لوجود معاقل الطرق الصوفية الأفريقية على ارضه وأبرزها التيجانية واللاهينية والمريدية والقادرية، ولسيطرة اتباعهم على المشهد اليومي بما في ذلك امتلاكهم لوسائل التأثير في المجالات الاقتصادية والسياسية. 

بالرغم من تعدد الاثنيات والاعراق المختلفة، إلا أن السنغال يبقى بلد موحد ومسالم ويعود ذلك لشيوع قيم السلام والإخاء والتضامن وهي من القيم المنتشرة بين الغالبية الساحقة من سكانه وهم من المسلمين اتباع المذهب المالكي إضافة للاقلية المسيحية المتنوعة او "عبدة الطبيعة" وهي من الديانات الافريقية القديمة.

ولربما كان هذا السبب الرئيس لتفرد "أرض التيرانغا" بالاستقرار الامني والابتعاد عن مسلسل الحروب القبلية او الإثنية السائدة على مستوى القارة او حتى الخضوع لمنطق الانقلابات العسكرية الشائعة في دول المحيط والجوار. 

استقلال السنغال

نالت السنغال استقلالها في الرابع من نيسان من العام ١٩٦٠ ولكنها بقيت منذ ذلك الحين مرتعاً لأطماع المستعمرين القدامى الذين لم يكتفوا بصبغ لغتهم وثقافتهم على هيئات الدولة بل قاموا بخلق نظام مالي وأمني تابع إلى حدٍ ما لسياسات قصر "الاليزيه" الذي كرس هيمنته من خلال بناء قواعد عسكرية كتلك الجاثمة في قلب العاصمة “دكار” . 

اقرأ ايضاًمأساة نساء غزة: اغتصاب أمام الزوج والأطفال وجرائم قتل بلا رحمةالتدخل الأجنبي

ويستمر التدخل الاجنبي في استقطاب القادة السياسيين والتشبيك معهم عبر شبكة مصالح فاسدة الى أن بدأت الاوساط الشعبية تتمرد وقد برز خطاب عالي الصوت يعبر عن حالة الكراهية اتجاه الفساد وحالة الوصاية والتبعية المترتبة عن العلاقة التي تربط تلك الطبقة الحاكمة بالخارج  وهو ما تجلى عبر معارضة متزايدة من جهة، قابلتها السلطات بقمع وكبت للحريات من جهة أخرى.

وقد ساعدت دول الغرب “الاستعمارية” في العديد من الأحيان تلك الأنظمة الديكتاتورية والشمولية- بحجة حماية وجودها ومصالحها- إلى حد تنفيذ عدد من الاغتيالات الجسدية بحق رموز القارة والمطالبين بوحدتها ونهضتها كما حصل في حالة الزعيم البوركيني " توماس سانكارا ".

*السفير الفلسطيني السابق لدى السنغال من العام 2015 - 2022

المصدر: البوابة

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يشيد بالزخم الذي يشهده التعاون البرلماني بين مصر والمجر

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، لازلو كوفير، رئيس البرلمان المجرى، وذلك بحضور المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب.

وصرح المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب برئيس البرلمان المجرى، مشيراً إلى تثمينه للشراكة الإستراتيجية بين مصر والمجر، التي تستند إلى علاقات تاريخية وطيدة بين البلدين والشعبين الصديقين، مؤكداً على الحرص المتبادل على تطوير هذه الشراكة ودفعها قدماً في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال البرلماني، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أشاد بالزخم الذي يشهده التعاون البرلماني بين البلدين، مؤكدًا أهمية دور برلماني البلدين في تعزيز الحوار والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب دعم الجهود المبذولة لتحقيق المصالح المشتركة، خاصة في مجال التعاون الاقتصادي بين مصر والمجر، كما أثنى الرئيس على الدور الذي تضطلع به المجر في دعم مصر داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي المختلفة، مشيدًا بالتفاهم والتنسيق المستمر بين قيادتي البلدين، الذي يقوم على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة.

الرئيس السيسي يستقبل رئيس البرلمان المجرى

وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس استعرض الجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود لضمان استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، بالإضافة إلى إنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع بكميات كافية لمعالجة الوضع الكارثي الذي يعاني منه الفلسطينيون في القطاع.

من جانبه، أعرب رئيس البرلمان المجري عن تقديره للدور الحيوي الذي تضطلع به مصر في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، مشيرًا إلى حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر على مختلف المستويات، بـ إعتبارها شريكًا رئيسيًا للمجر والإتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط، كما أشاد بالدور المحوري لمصر في معالجة القضايا الإقليمية التي تؤثر على أمن القارة الأوروبية، خاصة في إستعادة التهدئة بالمنطقة، وتجنب اتساع الصراع الإقليمي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي وحاكم أستراليا يؤكدان رفضهما استخدام التجويع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني

جبران: الرئيس السيسي أصدر توجيهات مهمة بشأن قانون العمل

الرئيس السيسي يوفد مندوبين للتعزية

مقالات مشابهة

  • عرض الحلقة الأولى من مسلسل “لام شمسية” بمهرجان SeriesFest في أمريكا
  • الإبادة العرقية.. وجه الغرب الخفي في تدمير الحضارات.. قراءة في كتاب
  • الدبيبة يبحث مع «اللافي» تطورات المشهد السياسي
  • تكريم 221 طالبًا وطالبة في مسابقة اقرأ وشارك بالعوابي
  • الرئيس السيسي يشيد بالزخم الذي يشهده التعاون البرلماني بين مصر والمجر
  • المركز الوطني للامتحانات يعلن بدء سحب درجات تقدير الحلقة الأولى
  • رئيس البرلمان السنغالي يعرب عن تضامن بلاده مع حكومة وشعب السودان
  • شاهد | إعادة الإعمار يشكّل استحقاقًا رئيسيًا في المشهد السياسي اللبناني
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • قراءة في خطاب الرئيس المشاط خلال اجتماعه مع لجنة الدفاع الوطني