قصة شهيد.. ابن البطل بطل النقيب كريم أسامة أحد شهداء مأمورية الواحات
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
تمر الأيام وتمضى السنين وتبقى ذكراهم خالدة خلود الدهر لا تندثر باندثار أجسادهم التي وراه الثرى، فما قدموه من تضحية وفداء دون مقابل أو نظير تجاه هذا الوطن الغالي، يوجب علينا تقديرا وإجلالا لهم أن نحفظ هذه السيرة العطرة التي تركوها لنا لنورثها للأجيال القادمة لتكون درسا لا ينسى في الحفاظ على الوطن من المتربصين به من أهل الشر.
"وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله"، هكذا قال الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات واصفا أبطال هذه الأمة العظيمة، ونحن مع كل مناسبة سواء دينية أو اجتماعية، نتذكر فيها دائما أبطالنا الأبرار الذى ضحوا بالغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم الزكية ثمنا لأمن مصر وشعبها، ونستعرض خلال شهر رمضان المبارك قصص هؤلاء الأبطال الشهداء، حتى تظل ذكراهم خالدة وشاهدة على ما قدمه أبناء هذا الوطن من تضحيات لا تقدر بثمن من أجل رفعة الوطن واستقراره.
قصتنا اليوم مع الشهيد البطل النقيب كريم أسامة أحد الأبطال الذين لاذوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن في حادث الواحات، الذى راح ضحيته 16 ضابطا ومجندا من رجال وزارة الداخلية خلال مداهمتهم لإحدى البؤر الإرهابية التي كانت متمركزة في الصحراء الغربية، والتي نفذت عددا من العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والجيش، حيث قررت تلك الجماعة الإرهابية أن تقوم بعمليات داخل العاصمة، فتم وصول هذه المعلومات إلى جهاز الأمن الوطنى، وبالتنسيق مع رجال العمليات الخاصة تم تشكيل مأمورية كبيرة من رجال العمليات الخاصة وعلى رأسهم ضباط جهاز الأمن الوطنى، وأثناء اقتراب المـأمورية من المكان الذى كانت تختبئ فيه الجماعة الإرهابية والتي كانت تتخذ منه مكانا لها لانطلاق عملياتها، فتحت النار على المأمورية بأكملها، فتم تبادل إطلاق النيران مع العناصر التكفيرية، إلا أن بسبب وعورة المنطقة الجبلية التي كانت تتمركز بها الجماعة الإرهابية تمكنت من استهداف 16 ضابطا ومجند من رجال وزارة الداخلية بعد أن أبلوا بلاء حسنا إلى أن لفظوا أنفاسهم الزكية دون أن يولوا الدبر أو يتراجعوا أمام هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تسعى أن تنال من أمن واستقرار مصر.
الشهيد البطل تربى وترعرع في كنف أسرة شرطية، فهو نجل اللواء أسامة فرحات، ما غرز في نفسه حب الحياة العسكرية وحب الوطن من طفولته، فعلى الرغم من حصوله على مجموع كبير في الثانوية العامة ما يؤهله إلى دخول إحدى كليات القمة، إلا أن حلم الطفولة ظل يراوده بأن يلتحق بكلية الشرطة التي تخرج منها في عام 2010 لينطبق عليه مقولة "هذا الشبل من ذاك الأسد".
وفى أعقاب ثورة الــ30 من يونيو اندلعت موجة عنف من قبل جماعة الإخوان الإرهابية ضد الشعب المصري ومؤسسات الدولة الشرطة والجيش، الأمر الذى دفع الدولة المصرية لأن تكون في حالة استنفار دائم بسبب العمليات الإرهابية التي قامت بها التكفيريين في ربوع مصر.
بسالة وجراءة واقدام الشهيد في التضحية والفداء جعلته دائما يكون في الصفوف الأولى لمواجهة الخطر الذى استهدف رجال الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة، كل هذه الصفات والعمل المشرف الذى قام به الشهيد ما دفع القيادات الأمنية المباشرة له في جهاز الأمن الوطني أن تختاره ليكون ضمن الــ18 ضابطا الذين وقع عليهم الاختيار لمداهمة إحدى الخلايا التكفيرية التي تمركزت في الصحراء الغربية وقامت بأكثر من عملية هجوم على أكمنة تابعة للجيش واستهدفت رجالها بها، والتي كانت تنوى التحضير للقيام بعمليات نوعية داخل العاصمة نفسها تستهدف المنشآت الحيوية، إلا أن قدر تلك المجموعة من أبطال الوطن أن يقوموا بهذه العملية لينالوا الشهادة وهم واقفين على أقدامهم مقبلين غير مدبرين يواجهون أعداء الوطن للحفاظ على أمن مصر وشعبها.
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: قصة شهيد شهداء الوطن كلية الشرطة الجماعة الإرهابیة التی کانت
إقرأ أيضاً:
تشييع جثامين كوكبة من شهداء الوطن والقوات المسلحة بصنعاء
حيث تم تشييع جثامين الشهداء العقيد أحمد جابر الرزامي، والرائد زيد حسن حميد الدين، والرائد حسن خالد الشريف، والرائد إبراهيم علي السراجي، والرائد يحيى علي النمس الشريف، والرائد عبدالله علي السراجي، والنقيب صقر صالح الدهشاء، والملازم ثاني مصطفى إسماعيل الوظري، والملازم ثاني بشير علي الخبي، والملازم ثاني فؤاد أحمد مقبولي، والملازم ثاني مازن حامد الشميري، والمساعد علي عبدالجبار السراجي، والمساعد ناصر محمد الجبهة، والجندي سلمان أحمد القرقري.
وقد أقيم لجثامين الشهداء مراسيم تشييع رسمية شارك فيها نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، ومحافظ صنعاء عبدالباسط الهادي، وعضو مجلس الشورى يحيى النمس، ووكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، ومدير دائرة تقييم القوى البشرية العميد الركن عبدالعزيز صلاح، ونائب مدير دائرة التقاعد العميد أحمد الحسيني، وشخصيات اجتماعية وزملاء وأقارب الشهداء.
وجرت مراسم التشييع للشهداء بعد الصلاة عليهم في جامع الشعب بأمانة العاصمة ليتم مواراتهم الثرى كل شهيد في مسقط رأسه.