السلام: رحلة الوفاق والتفاهم نحو عالم أفضل
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
السلام، هذا المفهوم الجميل الذي يمثل أمل البشرية في بناء عالم خالٍ من الصراعات والحروب، ومملوء بالتفاهم والتعاون بين الشعوب والثقافات المختلفة. إن السلام ليس مجرد غياب للحروب، بل هو حالة من الهدوء الداخلي والوئام الخارجي يسود فيها العدل والمساواة والاحترام المتبادل بين الناس.
أهمية السلامتعزيز التعايش السلمي: يساهم السلام في خلق بيئة ملائمة للتعايش السلمي بين مختلف المجتمعات والأعراق والثقافات، مما يقلل من احتمالات الصراعات والتوترات العنيفة.
تحفيز التنمية الاقتصادية: يوفر السلام الاستقرار اللازم لتحقيق التنمية الاقتصادية، حيث يشجع على استثمارات الأعمال ويسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
تعزيز حقوق الإنسان: يساهم السلام في حماية حقوق الإنسان وكرامته، من خلال تعزيز العدالة والمساواة ومحاربة كافة أشكال التمييز والظلم.
حماية البيئة والثروات الطبيعية: يسهم السلام في الحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية، من خلال تقليل الاضطرابات والتلوث الناتج عن الحروب والنزاعات.
طرق تحقيق السلامالتسوية الدبلوماسية والحوار: يعتبر الحوار والتفاوض الدبلوماسي أحد أهم الطرق لحل النزاعات وتحقيق السلام بين الدول والمجتمعات المتنافسة.
تعزيز العدالة وحقوق الإنسان: يجب على المجتمع الدولي العمل على تعزيز العدالة وحماية حقوق الإنسان كأساس لتحقيق السلام والوئام الاجتماعي.
التعليم والتوعية: يمكن للتعليم والتوعية بقيم السلام والتسامح أن تسهم في تغيير الثقافة وتعزيز ثقافة الحوار والتعاون.
تحقيق العدالة الاقتصادية: يجب على المجتمع الدولي العمل على تقليل الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين الدول وداخل الدول، وذلك من خلال توفير فرص العمل وتحسين ظروف الحياة.
الدور الفردي في بناء السلامعلى الصعيد الفردي، يمكن لكل فرد أن يساهم في بناء السلام من خلال التزامه بقيم الاحترام والتسامح والعدالة، وممارسة الحوار وحل النزاعات بطرق سلمية وبناءة.
إن بناء السلام ليس مسؤولية حكومية فقط، بل هو تحدي يواجهه كل فرد في مجتمعنا. إن الالتزام بقيم السلام والتسامح والعدالة، والعمل معًا نحو تحقيقه، هو الطريق الوحيد لبناء عالم أفضل يسوده الوئام والتعاون والازدهار للجميع. دعونا نبذل جهودنا معًا لتحقيق هذا الهدف النبيل ونرسم مستقبلًا مشرقًا للأجيال القادمة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السلام الوفاق التفاهم من خلال
إقرأ أيضاً:
من العوجة إلى ميسان رحلة تحول الحكم الكبرى
بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..
على مدى قرون من الزمن رزح الجنوب العراقي تحت حكم السطوة السياسية المحكومة بالجذور الأولى لقيام الدولة العربية الإسلامية في بغداد وما تبعها من أنظمة حكم مختلفة كانت سبباً في تكريس مفهوم السلطة الغالبة والمهيمنة على القرار السياسي والإقتصادي وتفاعلات السطوة على الثقافة والنسيج الإجتماعي الذي تصنعه أياد بتوجهات معينة ثابتة مستقرة غير قابلة للتحول والإنهيار لتلك الإعتبارات التي رسخها الوجود العثماني في العراق على مدى قرون من الزمن والذي كرس هو الآخر سلطة متفردة واحدة غالبة غير قابلة للتصدع مدعومة من هيمنة عثمانية في غالب الدول العربية حتى شمال افريقيا والمناطق الداخلية البعيدة نسبياً عن البحر المتوسط ومدن الساحل المتوسطي الذي يطبعه وجود ديني وطائفي متجذر وممتزج بالوجود التركي الذي كان يقاوم في البداية وفقاً لقاعدة الصراع القومي بين العرب والأتراك الذين مارسوا سياسة التتريك في المناهج العلمية والثقافية العامة وحتى إشتراطات الدين والمذهب من خلال تكريس الفكر الصوفي المتماهي مع الدولة وغير الراغب في المواجهة لأنه يعتمد الروحانية الخالصة البعيدة عن المنافسة والتي تقترب وتبتعد وفقاً لمزاج خاص مع المذاهب الدينية في الجسد الإسلامي ما سمح بتهدئة الأوضاع بين جماعات فكرية والسلطة العثمانية مع أن الوازع القومي كان يتصاعد في الجغرافيا التركية حتى إنهيار الخلافة العثمانية وصعود التيار الأتاتوركي الذي دفع بالدين خارج مساحة التاثير ودعم الثقافة التركية القومية الممتزجة مع العلمانية الحديثة المتأثرة بأوربا وتداعيات التحولات الكبرى فيها منذ الثورة الفرنسية التي غيرت وجه العالم .
ومع إنهيار الوجود التركي ودخول القوات البريطانية من جنوب العراق في العام 1916 وترسخه عام 1917 بإحتلال بغداد وقيام المملكة الهاشمية التي كرست هيمنة دينية خالصة لم تسمح لجغرافيا الجنوب العراقي من النهوض لكن بمرور الوقت وتجذر الثقافة الدينية والإنفتاح الثقافي وظهور الإعلام بشكله الجديد وتأسيس برلمان ونظام حكم ملكي ووزارات راعية لشؤون الدولة .
كانت هيمنة بغداد على الجنوب تتآكل ببطء رهيب يشبه التحولات المناخية أو ذوبان الجليد في القطبين وإرتفاع درجة حرارة الكوكب رويداً رويداً وهنا كان صعود الجنوب من خلال زيادة السكان ونزوحهم نحو المركز ومدن الفرات الأوسط وقيام ثقافة متجذرة من خلال نشوء الحوزات الدينية وظهور فئات إجتماعية تشتغل في التجارة والسياسة والثقافة وكان الثقل السكاني في بغداد يتحول تدريجياً رغم محاولات نظام صدام حسين منع ذلك وإصدار قوانين وتشريعات لا تتيح الإنتقال أو التملك في بغداد وبرغم أن القانون كان شاملاً للمحافظات كافة لكنه كان واضحاً في قصديته لسكان الجنوب والفرات الأوسط الذي يتمثل فيه ثقل السكان الذين تمكنوا من الإنتقال بنسبة كبيرة إلى ضواحي العاصمة وما إن إنهار نظام صدام حسين حتى وجدنا أن الحكم والنفوذ والهيمنة السياسية والإقتصادية تحول من شمال وغرب ووسط العراق إلى الجنوب الفاعل والمتحفز والمنتظر لتلك اللحظة التاريخية .
بدأ الصعود السياسي والإقتصادي والثقافي المدعوم من اغلبية سكانية متصاعدة ونسبة إنجاب عالية أدت إلى سطوة وهيمنة كبرى للجنوب العراقي على بقية الجغرافيا العراقية .
كان صدام حسين يتعمد في مناسبات عدة أن يتوجه إلى تكريت مملكته الخاصة وعاصمتها قرية العوجة ليمارس رقصة الجوبي في المناسبات المختلفة وكان يبعث بإشارات الإهتمام والأفضلية من خلال تغليب تكريت والعوجة إقتصادياً وسياسياً وثقافياً وحتى من خلال اللهجة التي بدأ العديد من العراقيين بنطقها على قاعدة : ( عجل يابا .. هينه .. يولو ) وبدأت سلطة القرية تتكرس في العاصمة العتيدة بغداد التي تمتزج فيها اللغات واللهجات والثقافات ، لم يجرؤ أي رئيس وزراء على إرسال إشارات التحدي والنظرة بإعتزاز بمحافظات الجنوب كما فعل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي جال بلباس عربي تقليدي على مضايف محافظة ميسان وصلى صلاة عيد الفطر وزار أسرها وتوغل في نواحيها ومعروف عن ميسان أنها المحافظة الأكثر معاناة من سطوة البعث والسلطة المهيمنة التي جعلت الجنوب يتراجع ويتخلف ويتحول إلى نكتة وسخرية ونوع من القمع غير المسوق .
التحولات السياسية الكبرى في العراق في هذا القرن تنسف أربعة عشر قرناً من هيمنة الرأي الواحد والفكر الواحد ولعل زيارة السوداني إلى ميسان مسقط رأسه دليل على نوع التحول ومداه وإلى أين يذهب .
Fialhmdany19572021@gam