«بلدي مسقط» يناقش تحديات تطبيق لائحة جمع الخردة
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
استعرض المجلس البلدي بمحافظة مسقط في اجتماعه برئاسة معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، وبحضور سعادة رئيس بلدية مسقط الموضوعات المدرجة على جدول أعماله وفي مقدمتها التصديق على محضر اجتماع المجلس البلدي الثاني وما تضمنه من توصيات بشأن بيان شركة بيئة حول قطاع إدارة النفايات في محافظة مسقط لإيجاد الإطار الموحد والمشترك بين الجهات المختصة، حيث ستتم توعية المجتمع بطرق التخلص الآمنة للنفايات؛ لتمكين استمرارية عمل القطاع وتحقيق الاستدامة البيئية والارتقاء بجودة الحياة.
إلى جانب ذلك، استعرض المجلس توصيات لجنة الشؤون القانونية بشأن تحديات تطبيق لائحة تنظيم ممارسة نشاط جمع وتداول الخردة في محافظة مسقط، والذي جاء كنتيجة لتداعيات عدة أبرزها استمرار تجول مركبات جمع الخردة وسط الأحياء السكنية بشكل متكرر دون مراعاة للأنظمة والقوانين التي تضمنت الحظر على المرخص له بممارسة النشاط والعاملين لديه التجول في الأحياء السكنية بغرض جمع الخردة أو تداولها بأي وسيلة كانت، حيث أصبحت هذه المركبات بؤرة إزعاج وقلق للقاطنين من خلال إطلاق الزمارات بشكل متواصل مخلفة استياء لدى السكان، ولتأثيرها البيئي والاقتصادي؛ الأمر الذي يعد تجاوزًا واستغلالًا غير مشروع، فضلًا عن التلوث البيئي للمركبات المهترئة والذي يعتبر مظهرًا غير حضاري للمحافظة يحول دون تحقيق التنمية المستدامة.
وتعتبر هذه اللائحة ذات أهمية بالغة للتحكم في نشاط جمع الخردة وتقديم الضوابط اللازمة لضمان سلامة الأفراد والحد من الآثار الناجمة عن هذه المركبات، حيث تأتي هذه الخطوة في إطار السعي لضمان تطبيق اللائحة بشكل فعال وتوفير بيئة مستدامة وملائمة للعيش الآمن لسكان محافظة مسقط.
وفيما يخص الشأن الاجتماعي فقد تم استعراض ما خرجت به لجنة الشؤون الاجتماعية حول برنامج تأهيل المقبلين على الزواج الذي ينفذه مركز زلفى بهدف تعزيز ثقافة الأسرة، ونشر الوعي الأسري والزواجي بين شرائح المجتمع، حيث سيتم إشراك أصحاب السعادة الولاة في ولايات محافظة مسقط للتعاون مع مراكز تأهيل المقبلين على الزواج في تقديم التسهيلات اللازمة بالولايات عبر لجان التنمية الاجتماعية.
كما استعرض المجلس توصيات لجنة الشؤون الصحية والبيئة بشأن مشروع القوارب المتطورة الذي يشرف عليه جهاز الاستثمار العماني ممثلًا بمجموعة تنمية أسماك عُمان، والذي يستهدف تطوير أسطول الصيد العماني، وتمكينه من المساهمة في الاستغلال الأمثل والمستدام للثروات المائية الحية من جهة، والمحافظة على جودة المنتجات السمكية من جهة أخرى، ورفع عائدات الصيادين العمانيين، وتحسين ظروف عملهم، وتطبيق اشتراطات الأمن والسلامة على ظهر هذه القوارب المتطورة، ويتمثل المشروع في إدخال ما يقارب من 200 قارب صيد متطورة عبر مراحل، وبأطوال تتراوح من 10 إلى أقل من 14 مترًا وبمواصفات تستجيب لمتطلبات الصيد الرشيد والمسؤول، وتوفير ظروف عمل مناسبة للصياد الذي سيمكّنه من جعل العمل في قطاع الصيد عمله الأساسي ودخله الرئيسي، وذلك بتيسير المجال للصيادين والباحثين عن العمل من خلال إدخال أسطول صيد من القوارب المتطورة يعمل بتقنيات ومعدات صيد حديثة ومتطورة تتميز بعائد اقتصادي عالٍ، وبيئة عمل ممتازة مناسبة للشباب الراغبين في العمل في قطاع الصيد وارتياد البحر لاستغلال الموارد السمكية في المياه العميقة ولأيام عديدة، كما تمتاز تلك القوارب بمعايير عالية من الأمن والسلامة.
ويرجع التوجه في إدخال هذه الفئة من القوارب المتطورة إلى معالجة التحديات التي تواجه الشباب في مهنة الصيد والمتمثلة في استدامة الموارد السمكية من حيث نمو أسطول القوارب الحرفية، ومن المؤمل أن يساهم هذا المشروع في إرساء مبادئ استدامة الموارد السمكية في سلطنة عُمان، حيث يصل المشروع في مراحله النهائية لتوفير آليات تمويل مناسبة مع المؤسسات التمويلية وذلك حسب الاشتراطات والمعايير المعتمدة في ذلك، وقد رحبت اللجنة بالمشروع؛ لما سيمثله من نقلة نوعية على مستوى تحسين جودة الأسماك، وتوفير فرص تجارية ووظيفية للشباب العماني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محافظة مسقط
إقرأ أيضاً:
الصيد التقليدي الضواغي في ولاية صحم
تعد مهنة صيد سمك السردين، والمعروفة محليا بـ"الضواغي" (جمع ضاغية)، من أقدم وأهم الحرف التي مارسها أهالي ولاية صحم في سلطنة عمان. وقد ارتبطت هذه المهنة ارتباطا وثيقا بحياة السكان المحليين، حيث كانت تمثل مصدر رزق رئيسي لهم منذ القدم، ولا تزال تلعب دورا اقتصاديا مهما حتى اليوم. ويمتد موسم صيد الضواغي من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل من كل عام، حيث يتهيأ البحر في هذه الفترة لاحتشاد كميات كبيرة من سمك السردين، الذي يُصطاد باستخدام وسائل وتقنيات تقليدية. ويعتبر هذا الموسم وقتا حاسما للصيادين في ولاية صحم، حيث يعتمدون عليه للحصول على دخل جيد يكفل لهم مستلزمات حياتهم. ورغم تطور مهن أخرى، ما زال صيد الضواغي يشكل مصدرا مهما للدخل للأسر في المنطقة. وفي ولاية صحم، يعتبر الصيد التقليدي للسردين (الضواغي) جزءا من الأنشطة الاقتصادية الأساسية إلى جانب الزراعة والرعي، حيث يعتمد العديد من الصيادين على هذا النشاط كمصدر رئيسي للرزق، خاصة في فصل الشتاء، حيث يكون البحر أكثر غزارة في إنتاج السردين. وكانت هذه المهنة تاريخيا من أهم مصادر الدخل في الولاية، وأدت إلى تحفيز العديد من المشاريع المرتبطة بها، مثل تجفيف السردين واستخدامه في صناعات أخرى.
استخدامات السردين المجفف
السردين المجفف يعد من أبرز المنتجات الناتجة عن مهنة صيد الضواغي، بحيث يستخدم السردين المجفف في عدة أغراض، أبرزها: العلف الحيواني: حيث يعتمد العديد من المزارعين في ولاية صحم على السردين المجفف كعلف للحيوانات في فصل الصيف، حيث يكون المصدر الرئيسي للعلف الطبيعي قليل التوفر، والسماد الزراعي: يتم استخدام السردين المجفف أيضا كسماد عضوي للزراعة، إذ يسهم في تحسين خصوبة التربة ويعزز نمو المحاصيل الزراعية، وكذلك يستخدم في الاستهلاك البشري: يُحفظ السردين المجفف أيضا ليُستهلك من قبل الأهالي في وجباتهم اليومية، ويعد طعاما تقليديا مميزا في بعض الأوقات.
وعلى صعيد متصل، تتابع لجنة سنن البحر بولاية صحم تحديد وتنظيم مواعيد الصيد ومراقبته لضمان استدامته والحفاظ على الثروات السمكية، وتُسهم هذه اللجنة في تنظيم الصيد من خلال وضع قوانين تحكم فترات الصيد وحجم السمك المسموح به للصيد، إضافة إلى تعزيز التوعية بين الصيادين بشأن أهمية الحفاظ على البيئة البحرية من خلال ممارسات صيد مستدامة، كما تسعى دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في ولاية صحم إلى نشر الوعي بين الأهالي والصيادين حول أهمية صيد الضواغي بشكل مستدام. وتقوم الدائرة بتنظيم ورش عمل ومحاضرات توعوية للصيادين حول طرق الصيد الصحيحة وضرورة الحفاظ على الثروة السمكية، كما يتم العمل على تحسين تقنيات الصيد وتطوير أدواته لزيادة الإنتاجية دون التأثير على البيئة.
وتشير الإحصائيات إلى أن ولاية صحم تستمر في إنتاج كميات كبيرة من السردين سنويا، رغم التحديات التي تواجه هذا القطاع، ففي السنوات الأخيرة، لوحظ زيادة في عدد الصيادين الذين يعتمدون على هذه المهنة.