لبنان ٢٤:
2024-11-07@20:54:29 GMT
حزب الله من دون حلفاء والانفتاح على خصومه أساسي
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
بالتوازي مع المعركة العسكرية التي يقودها "حزب الله" في جنوب لبنان، وفي ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، يصبح السؤال عن طبيعة التسوية السياسية والتوازنات التي قد تتحقق بعد الهدنة اكثر من ضروري خصوصاً أن النتائج الميدانية للتطورات العسكرية ليست كافية لفرض شكل التسوية التي ستتأثر بعوامل اخرى اكثر اهمية مثل الواقع السياسي والاقتصادي المحيط والذي يسيطر على لبنان او على باقي الدول المحيطة.
من الواضح أن "حزب الله" وفي حال استمرت المعركة ضمن شكلها وسقوفها الحالية، سيخرج سليماً بنسبة كبيرة، كبنية عسكرية وتنظيمية، وسيكون قادرا على استيعاب التطورات التي ستحصل في المنطقة، وتحديداً في حال فرضت اسرائيل معادلات جديدة مختلفة كلياً في قطاع غزة، لكن هل يكفي الحزب ان يحافظ على واقعه العسكري والتنظيمي ليتمكن من فرض معادلاته ضمن اي تسوية سياسية جديدة. في الداخل اللبناني يعاني "حزب الله" بشكل لافت من تراجع مستوى تحالفاته السياسية، فاليوم لم يعد للحزب اي حليف وازن في لبنان سوى حركة أمل، اذ ان "التيار الوطني الحر" الحليف المسيحي الابرز لحارة حريك بات اليوم خصماً حقيقياً له، ويعارضه في القضايا الاستراتيجية والداخلية وقد أعلن الرئيس السابق ميشال عون الطلاق الكامل في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، وهذا يعني أن الحزب، وان كان اقل حاجة للغطاء المسيحي الا انه خسر عمقاً اجتماعياً كبيراً في الداخل. واذا كان واقع الحزب في البيئات الأخرى، الدرزية والسنية تحديداً، افضل مما كان عليه في السنوات السابقة، فإن هذا التحول الذي احدثه النائب السابق وليد جنبلاط ليس تحولاً عميقاً بل مجرد فض اشتباك وتجنب الذهاب الى معركة سياسية في لحظة اشتعال الحرب على اكثر من ساحة اقليمية، كذلك الامر بالنسبة للساحة السنيّة التي تقاطعت مع "حزب الله" بسبب حصول المعركة في قطاع غزة لكن ليس اكيداً أن تبقى على تقاطعها هذا في المراحل المقبلة. وترى مصادر مطلعة أن الحزب، حتى لو حقق انتصاراً عسكرياً حقيقياً لا يستطيع الاستمرار في الحياة السياسية الداخلية من دون تحالفات فعلية وفاعلة، لانه سيكون عندها يكرر تجارب لبنانية سابقة اثبتت فشلها وستؤدي حتماً الى اشتباك سياسي او حتى عسكري كبير يدفع البلد نحو اصطدام كبير لا احد يريد الوصول إليه، من هنا بات ملحاً ان يصل الحزب إلى قناعة عملية بضرورة الانفتاح على خصومه التقليديين او حتى على النواب الجدد اصحاب الطروحات المغايرة. قد تفتح التسوية باباً لـ"حزب الله" لاعادة تشكيل تحالفاته، لكنه في حال دخل المفاوضات من دون اي حلف وطني حقيقي سيكون موقفه أضعف ولن يتمكن من فرض شروطه السياسية وتحديداً تلك المرتبطة بالواقع الداخلي واعادة تركيب النظام السياسي بما يخدم زيادة حضور الحزب فيه، لذلك فإن المرحلة المقبلة ستشكل تحدياً حقيقياً امام حارة حريك من اجل اعادة وصل ما انقطع مع الحلفاء وترتيب مسار تحالفي جديد مع الخصوم. المصدر: خاص "لبنان24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل بإمكان نتنياهو أن يقطع الأوكسيجين عن حزب الله كما يهدّد؟
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": في نقطة متاخمة للحدود، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً، ليعلن أنه انطلق في إنفاذ خطة جديدة - قديمة عنوانها العريض العمل لـ"قطع الأوكسيجين" عن "حزب الله".التعبير يحاكي التعبير الذي استخدمته إدارة بوش الابن يوم قررت الذهاب إلى حربها مع "الإرهاب" وهو تعبير فحواه أننا نريد "تجفيفمنابع الإرهاب أولاً".
وليس خافياً أن نتنياهو لمّح إلى ذلك مراراً منذ أن بدأ عمليته البرية قبل شهر ونيف، ومن ثم انطلق لترجمته عملانياً من خلال العمل على قطع تدريجي للمعابر بين لبنان وسوريا باعتبارها الشريان الأساس الذي يستخدمه الحزب لتعزيز ترسانته العسكرية والحيلولة دون نفاذها.
وبناءً على ذلك قطعت إغارات الطائرات الإسرائيلية حتى الآن ثلاثة من أصل خمسة معابر شرعية بين البلدين وهي معبر المصنع - جديدة يابوس ومعبر جوسية وأخيراً معبر جسر أكروم. ولم يبق عملياً إلا معبرا العريضة والعبودية اللذان يصلان الشمال بالداخل السوري.
ويبدو أن إسرائيل تركت هذين المعبرين وشأنهما ليقينها أن الحزب، لأسباب لوجستية، لا يستفيد منهما بقدر استفادته من المعبرين الأولين.
لذا ركزت إسرائيل على قصف معابر أخرى غير شرعية كمثل معبر حوش السيد علي الذي يصل الهرمل بمنطقة القصير السورية.
والمعلوم أن هذا المعبر أساسي للحزب منذ أن دخل الميدان السوري، فهومعبره إلى منطقة القصير أي المعقل والقاعدة الخلفية الاستراتيجية للحزب.
ووفق أوساط على صلة فإن الحزب على اقتناع ضمني بأن إسرائيل تجهد لقطع كل المعابر وهذا يعني أن الإسرائيلي قد بدأ فعلياً مرحلة "قطع الأوكسيجين" عن الحزب تمهيداً ليوم ينفد فيه ما في ترسانات الحزب ومخازنه من صواريخ وقذائف ومسيّرات. وبناءً على ذلك فإن الحزب بات يوقن بأن الإسرائيلي وسّع دائرة السبل الآيلة إلى بلوغه هدف "خنق الحزب" وإن اقتضى الأمر فرض حصار تدريجي على لبنان كله. ويتبدّى هذا من خلال منع السلطات اللبنانية المعنيّة من ردم الحفرة العميقة التي أحدثتها غارات الطائرات الإسرائيلية على معبري المصنع وجوسية.
واستكمالاً لهذا الواقع، الواضح أن القيادة الإسرائيلية قد بدأت تصرف جهداً في الآونة الأخيرة لملاحقة الشاحنات والسيارات والفانات التي تشتبه في أنها تنقل شحنات أسلحة وذخائر للحزب إبان عبورها طريق البقاع - بيروت.
ولأن عملية "خنق الحزب" تتخذ عند الإسرائيليين طرقاً مختلفة، أتت عملية خطف وحدة كوماندوس إسرائيلي للقبطان البحري عماد أمهز من البترون كجزء متمّم لتلك الجهود. وبصرف النظر عن المزاعم الإسرائيلية حول هوية المختطف وعلاقته بالحزب، فإن للفعل الإسرائيلي أهدافاً أوسع منها بعث رسالة للحزب تنبّهه فيها إلى أنها ولجت للتوّ عملية "قطع أذرعه" وملاحقته أينما اختبأ، فضلاً عن أن عملية البترون نفسها هي بمثابة برهان عملاني آخر تقدّمه إسرائيل لإثبات قدراتها المطلقة على التحرّك والضرب في أيّ بقعة لبنانية وأنها مقدّمة لعمليات أوسع وأكثر عمقاً وإيلاماً.