طروحات في الدين والدولة والتاريخ(مشروع كتاب) الدولة ظل الله في الارض(1-500)
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
بقلم: محسن الشمري ..
ولد نموذج الدولة الحديثة بعد مخاضات وتجارب الامم والشعوب عبر تاريخ طويل من سومر واكد وبابل وآشور إلى عصبة الامم والامم المتحدة،فحجبت الغرابيل اصنام من الأحجار والهة من البشر والهة الرياح والمطر والحب وغيرها،وتمزقت عقود وعقود بين هذه الالهة والكهنوت عبر التاريخ وفي كل بقاع الارض.
غاية التوحيد ترتبط بتحرير الانسان من سطوة الحاكم والكهنوت وإطلاق العنان لعقله في التدبر والتفكر في نفسه وفي النفس الأخرى وفي الملكوت وفي مالك الملك والارتقاء بمستوى الوعي إلى مرحلة بناء النفس والأسرة والمجتمع والدولة والتعايش بسلام وتسامح وتكامل في الفضاءات المجاورة والقريبة ومع باقي شعوب الارض والانتقال إلى مرحلة تطبيقية لنظريات الحكم والإدارة وتبويب وتنظيم الطاقات الكامنة للمواطن وتناغمها مع الثروات.
لذلك تكون الدولة ظل الخالق(وليست السلطة)في تلبية كل الضرورات والتحديات الحياتية الشخصية والأسرية والمحلية والدولية،وهذه الدولة اعلى وابعد وأكمل واتم من طموح توماس هوبز للدولة عندما شبهها بالكائن الأسطوري في كتابه المرجعي الرائع(الليفاثان).
حتمية قدوم الدولة نابعة من ارادة الخالق القادر لان الخالق يريد لها ان تكون وموعد ولادتها يقترب مع ارتفاع مستوى الوعي وطغيان الفساد والافساد وعندها يبدا انحسار السلطويين واضمحلالهم وتلاشيهم،لان ارادة الخالق تتدخل لدفع المفاسد عندما تبلغ مرحلة الطغيان والشواهد القريبة والبعيدة لا حصر لها.
ان فضائح الزعيم أو الرئيس او الوزير أو عضو مجلس النواب أو المستشار أو وكيل الوزير أو عميد الكلية او الضابط الكبير او صاحب الاموال؛عمليا تطيح بالمنظومة الحاكمة او بالحزب او تذهب بصاحبها إلى السجن وعندما يتم الاعلان عن الفضائح باستمرار دون محاسبة او عقاب،فيختلط الأمر على المواطنيين بأن قوانين الشيطان تحكم وليس قوانين الرحمن في المساواة والإنصاف والعدل والاخلاق الحميدة والقيم الأعراف والمبادئ،عندها تتجلى ارادة الخالق بهزيمة الشياطين الأنسيين بطريقة تثبت للجميع قدرة واستطالت الواحد الاحد.
الكتب السماوية تذكر عبر كثيرة من هذا النوع وشواهد التاريخ المنظورة لاتخرج عما تذكره الكتب السماوية بدحر الشياطين عند طغيانهم ولبس ثوب الالهة الأنسيين.
الاحتجاجيون(proteters) في كل مكان وزمان هم من يقودون المستقبل؛لانهم ببساطة يفكرون خارج صناديق السلطويين ويقتربون من الدولة مع مرور الزمن فيضيفون المؤثرات الايجابية لمعادلات ادارة وطنهم والعمل بروح الدستور والالتزام بمواده وتطبيق القانون وحفظ الاموال العامة.
الاحتجاجيون كانوا ومازالوا ويبقون احرار وهم بشر وليسوا ملائكة ولا يكونوا شياطين إنسيين لان فطرتهم اسلم بكثير من السلطويين ومن الذين يدورون في فلكهم وكذلك يتمتع الاحتجاحيون بنسبة اعلى من الصدق مقارنة بالسلطويّين واتباعهم.
قال ديكارت:(أنا افكر إذا انا موجود)
وقال بايرون:(أنا أحب إذا انا موجود)
وكافكا:(أنا خائف إذا انا موجود)
الاحتجاجيون يقولون:
أنا حر إذا انا موجود
أنا واعي إذا انا موجود
أنا صادق وأمين ومخلص إذا انا موجود
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
أول الدين وآخره.. خطيب المسجد النبوي: الله خلق الخلق لعبادته وحده
قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن اللَّهُ تعالى خَلَقَ الخَلْقَ لعبادتِه وحده لا شريكَ له، وأمرهم بتوحيدِه، ونهاهم عن الإشراكِ به.
خلق الخلق لعبادتهوأوضح " القاسم" خلال خطبة الجمعة الأولى من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أنه تعالى قَرَّرَ هذا الأمرَ وبرهنَ عليه، وضربَ له الأمثالَ لتقريبِ المعاني للأفهام، وعامَّةُ القرآنِ في تقريرِ هذا الأصلِ العظيمِ؛ الذي هو أصلُ الأصولِ، وأوَّلُ الدِّين وآخرُه، وباطنُه وظاهرُه.
وأشار إلى أنه قد بَيَّن سبحانَه في كتابِه كمالَ صفاتِه؛ لتُصْرَف العبادةُ له وحدَه؛ إذ العبادةُ لا يَستحِقُّها إلَّا مَنْ كان مُتَّصِفًا بصفاتِ الكمال، وأوَّلُ الرُّسلِ نوحٌ عليه السلام نَفَى هذه الثَّلاثةَ عن نفسِه.
واستشهد بما قال الله تعالى : ﴿ وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ﴾، وأمر اللَّهُ نبيَّنا مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم أن يَبْرَأ من دعوى هذه الثَّلاثةِ بقوله: (قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ).
محيط بكل شيءوتابع: وأمَّا اللَّهُ فعِلْمُه سبحانَه مُحِيطٌ بكلِّ شيءٍ، ويَعلَمُ ما في الصُّدورِ، والمخلوقُ لا يَعلَمُ ما سيكون في الغدِ، ولا يَعلَمُ ما غاب عن بصرِه، ولا يَعلَمُ عدد شَعَرَاتِ رأسِه، فقدرة الله عزوجل عظيمة فخلقَ كلَّ شيءٍ وحده دونَ كُلِّ آلهةٍ ومَعبودٍ، والخَلْقُ مُتَّفِقون على ذلك.
ودلل بما قال عز وجل : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) ومن كمالِ قدرتِه: تدبيرُ الأمورِ، فبيدِه سبحانه وحده النفعَ والضرَّ، وهو الذي يَهدِي مَن يشاءُ من عبادِه ويُطعِمُهم ويَسقِيهم، ويَشفيهم ويُمِيتُهم ويُحيِيهم.
وأضاف : وله المُلْكُ الكاملُ والتَّصرُّفُ المُطلَقُ في السَّمواتِ والأرضِ، بغيرِ شَريكٍ ولا نَديدٍ، يَفعَلُ فيها ما يشاءُ، ولتمامِ قدرتِه سَجَدَ له مَنْ في السَّمواتِ ومَنْ في الأرضِ طَوْعًا وكَرْهًا، فالله الغنيُّ بذاتِه عمَّنْ سواه، العرشُ فما دونَه مُفتَقِرٌ إليه.
وأفاد بأن مُلْكُه لا يزيدُ بطاعةِ الطائعين، ولا يَنقُصُ بمعصيةِ العاصين ،وبيدِه سبحانه أرزاقَ العبادِ، وكما بَيَّنَ سبحانه كمالَ صفاتِه بَيَّنَ أنَّ الآلهةَ من دونِه لا تَستَحِقُّ العبادةَ؛ إذ ليس فيها من أوصافِ الرُّبوبيَّةِ شيءٌ؛ فهي لا تَخلُقُ ولا تُغَيِّرُ شيئًا ممَّا أرادَه اللَّه.
قال إبراهيم للنمرودواستدل بما قال إبراهيم للنُّمرود الذي ادَّعى الرُّبوبيَّةَ: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾، منوهًا بأن الآلهةُ من دونِ اللَّه لا تملكُ تفريجَ كروبِ النَّاسِ وقضاءَ حوائجِهم.
ونبه إلى أن اللجوءُ إليها كمَنْ يلجأُ إلى أضعفِ بيتٍ وهو بيتِ العنكبوتِ، ومَنْ جعلَ الأمواتَ أو الأولياءَ والصَّالحينَ واسطةً بينه وبين اللَّه في الدُّعاء؛ فقد أضاعَ معنى العبوديَّةِ ومقتضيات الرُّبوبيَّةِ.
وأبان أن عبادةُ غيرِ اللَّه مبنيَّةٌ على الجهلِ، ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾، ولا برهانَ على عبادتهم مع اللَّهِ غيرَه، قال سبحانه: ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ﴾، وإنَّما هو التَّقليد، ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾.