ملخص كتاب الجدال مع الزومبي بقلم بول كروجمان
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
البوابة - يأتي كتاب بول كروجمان "الجدال مع الزومبي: الاقتصاد والسياسة والنضال من أجل مستقبل أفضل"، (Arguing with Zombies: Economics, Politics, and the Fight for a Better Future) ليقدم رؤية حول الكفاح من أجل بلوغ العدالة والحقيقة ومواجهة سوء الفهم والأفكار المضللة، التي أطلق عليها مصطلح زومبي، والتي رأى أن تيار المحافظين هو المسؤول عن استمرارها ويأتي الكتاب في 416 صفحة مقسمة لـ18 فصلًا.
الفكرة الأساسية للكتاب "كيف تؤثر الأيديولوجيا السياسية على التوجهات الاقتصادية الأمريكية "
يناقش الكتاب الأفكار المغلوطة التي تحرك السياسة العامة لواشنطن. أفكار "الزومبي" حسب الكاتب، هي مجموعة الأفكار التي كان ينبغي القضاء عليها بأدلة معاكسة، لكنها رغم ذلك استمرت في إحداث الفوضى وواصلت تخريب أدمغة الأشخاص.
يناقش الكاتب العديد من القضايا المعقدة، بما في ذلك الرعاية الصحية، والفقاعة الإسكانية، والإصلاح الضريبي، والضمان الاجتماعي بطريقة سلسلة تمكن القراء من فهم ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الماضية، وإلى أين تتجه البلاد.
يبين الكتاب كيف أن النظام الحالي الأمريكي يخدم مصالح الشركات والأثرياء، على حساب الفقراء، إذ يفضح المؤلف قيام المشرعين الجمهوريين بمساعدة الشركات، والأمريكيين الأثرياء، من خلال خفض الضرائب المفروضة عليهم، بناءً على النظرية المراوغة أو نظرية "الزومبي" كما يسميها. تقول نظرية "الزومبي" إن ما هو جيد بالنسبة لـ 1%، جيد بالنسبة للجميع.
يعرض الكاتب لأهم أفكار الزومبي ويرى أن ترسيخ فكرة أن فرض ضرائب على الأغنياء يدمر الاقتصاد ككل، وأن خفض الضرائب على الدخول المرتفعة يؤدي إلى تحقيق نمو اقتصادي مذهل، وكذلك فكرة الربط بين انخفاض معدل فرض الضرائب والادعاء بأن برامج التأمين الاجتماعي والصحي غير قابلة للتطبيق، والإصرار على أن توفير التغطية الصحية الشاملة أمر مستحيل من أخطر أفكار الزومبي.
يساعد الكتاب في فهم الدوافع الكامنة وراء القرارات السياسية والاقتصادية في أمريكا، بما فيها محاولة الرئيس السابق دونالد ترامب إلغاء قانون الرعاية الصحية الميسرة، والمعروف باسم "أوباما كير".
يؤكد الكتاب على أن سياسات ترامب تمثل خروجًا عن السياسات السابقة لتيار المحافظين، ويراها استكمالاً لها، وهي السياسات المعمول بها منذ عقود.
يلقي الكتاب الضوء على استغلال تيار المحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية للمعلومات المضللة وغير الدقيقة، لتبرير خفض المخصصات المالية للضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، ويتضمن ذلك المحاولة الفاشلة للرئيس السابق جورج دبليو بوش عام 2004، لخصخصة الضمان الاجتماعي.
يصل الكاتب إلى نتيجة مفادها أن كل شيء سياسي، وهذا يعني أن الحلم التكنوقراطي قد مات فإلى جانب التخصص في مجال معين مثل الاقتصاد، يحتاج المجتمع إلى أن يتمتع الخبراء والمتخصصون بالقدرة على التأثير على الخطاب العام.
يرى الكاتب أنه يتعين على الخبراء الاقتصاديين تقديم الأدلة التي تثبت صحة وجهة نظر واحدة وخطأ الافتراضات الأخرى، كما أنه لا بد من التزام الشفافية والمصارحة وإعلام الجمهور ليس فقط بأن هذه الحجج خاطئة، بل إنه يتم تقديمها بسوء نية.
عن الكاتب بول كروجمان
اقتصادي أمريكي حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2008 والمؤلف الأكثر مبيعًا، كان كاتب عمود في صحيفة نيويورك تايمز لمدة عشرين عامًا، أستاذ متميز في جامعة مدينة نيويورك ويعيش فيها.
قدَّم في كتابه فصولًا قصيرة، وهو مؤلَّف من مجموعة من مقالاته الصحفية، كُتبت معظمها لصحيفة “نيويورك تايمز”، وتمتد لأكثر من عقدين من الزمن، حول مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وبريكست، وتعقيدات الرعاية الصحية الشاملة في الولايات المتحدة، والانهيار المالي في عامي 2007-2008، والإصلاح الضريبي، وفقاعات الإسكان، وأزمة الضمان الاجتماعي، ودونالد ترامب الذي جاء تتويجًا لمسيرة تيار المحافظين.
المصدر: roayahnews.com
اقرأ أيضاً:
خرافات عالمية في كتاب "ليلة نهاية التاريخ" بقلم شادي عبد الحافظ
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: كتب سياسية الزومبي
إقرأ أيضاً:
"فليحيَ الشِعر" كتاب يسلط الضوء على أهمية الأدب في تعليم البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت رابطة الأبحاث والدراسات "أريس" كتابا بعنوان "فليَحيَ الشعر" جمعت فيه النصوص والمداخلات التي يتطرق فيها البابا فرنسيس إلى أهمية الشعر والأدب في التكوين والتربية وأيضا بالنسبة للحوار بين الكنيسة والثقافة المعاصرة. وقد أعد هذا الكتاب الأب اليسوعي أنطونيو سبادارو الذي كان مديرا للمجلة اليسوعية "الحضارة الكاثوليكية". ومن بين ما يتضمن هذا الإصدار حديث قداسة البابا للمجلة في مقابلة أجراها معه الأب سبادارو سنة ٢٠١٦ عن قدرة الأدب على قراءة قلب الإنسان وعلى المساعدة في معانقة الأمنيات والبريق والسر. وأضاف البابا فرنسيس حينها أن الأدب ليس نظرية وهو يساعد على الكرازة وعلى معرفة قلب الإنسان.
وللتعريف بتعليم البابا فرنسيس حول أهمية الأدب والشعر يعود الأب اليسوعي، وهو لاهوتي وناقد أدبي إلى جانب كونه حاليا وكيلا في الدائرة الفاتيكانية للثقافة والتربية، إلى نصوص مختلفة للأب الأقدس ما بين رسائل عامة وإرشادات رسولية وكلمات ورسائل، هذا على جانب التذكير بما كتب قداسة البابا في تقديمه لبعض الكتب وما قال في مقابلات أُجريت مع قداسته أو حتى ما كتب في بعض رسائله الشخصية. ومن بين هذه الوثائق هناك على سبيل المثال الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس في ١٧ يوليو ٢٠٢٤ حول دور الأدب في التنشئة، وأيضا رسالة الحبر الأعظم التي نُشرت في كتاب صدر السنة الماضية بعنوان "نحو الله. مختارات من الشعر الديني".
هذا وفي تقديمه للكتاب يحاول الأب أنطونيو سبادارو إعطاء القارئ مفتاحا لفهم المعرفة الأدبية للبابا فرنسيس الذي يعود في أحاديثه إلى الكثير من الكتاب الأرجنتينيين والعالميين الذين كانوا جزءً هانما من تكوينه مثل بورخيس ودستويفسكي، مانزوني ودانتي. وأشار الأب سبادارو إلى أن البابا يُدخل في تعلميه جوانب شعرية ورمزية وهو ما يعتبره الأب اليسوعي أمرا ذا أهمية كبيرة. وأراد هنا إعطاء مَثلا الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس حول الأمازون Querida Amazonia الذي استعار فيه البابا فرنسيس ما كتب ١٧ من الكُتاب والشعراء.
هذا ويُختتم الكتاب الذي يجمع نصوص البابا فرنسيس حول أهمية الشعر والأدب بمقابلة مع الصحفي الأرجنتيني خورخي ميليا والذي كان تلميذا للبروفيسور برغوليو حين كان يُدَرِّس في منتصف ستينيات القرن الماضي في مدرسة ثانوية في سانتا في الأرجنتينية. وكشف الصحفي عن بعض جوانب شغف البروفيسور اليسوعي الشاب برغوليو بالأدب والفن، كما وأشار إلى أسلوب تعليمي مميز شمل أيضا تحفيز الطلاب على كتابة قصص قصيرة كانت قد جُمعت في كتاب كتب مقدمته الشاعر الأرجنتيني الكبير خورخي لويس بورخيس. بل وقد ساهم البروفيسور برغوليو في تأسيس فرقة روك مدرسية تستلهم من فريق البيتلز الشهير.
ومن الجدير بالذكر أن ما يبدا به الكتاب، بعد مقدمة الأب سبادارو، رسالة قصيرة بخط الي كتبها البابا فرنسيس للأب اليسوعي يشدد فيها على أهمية الأدب والشعر وتتضمن العبارة التي أختيرت عنوانا للكتاب: "فليحيَ الشِعر". ويضيف الأب الأقدس في هذه الرسالة أن علينا استعادة مذاق الأدب في حياتنا وفي تنشئتنا وإلا فسنصبح كثمرة جافة، كما ويؤكد البابا أن الشِعر يساعدنا على أن نكون بشرا وهو ما نحن في حاجة كبيرة إليه اليوم، كتب قداسته.
هذا ومن بين الأفكار الكثيرة التي ينقلها الكتاب من خلال كلمات البابا فرنسيس خلال حديثه عن الأدب والشعر ضرورة ألا تسقط الكنيسة في فخ اللغة الساذجة وما يصفها البابا فرنسيس بعبارات تتكرر بشكل آلي ومُجهَد. وقد تحدث البابا عن ضرورة أن يكون الإنجيل ينبوع إبداع ومفاجأة وقادرا على هز الأشخاص في الأعماق. هناك أيضا نداء قداسة البابا الذي وجهه مشددا فيه على حاجتنا إلى لغة جديدة إبداعية وإلى كُتاب وشعراء وفنانين قادرين على أن يجعلوا العالم يرى يسوع، وذلك في هذا الزمن الذي تطبعه الحروب والاستقطاب ويواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والبيئي. وينقل الكتاب أيضا النصوص التي تعكس اهتمام البابا فرنسيس بتنشئة الكهنة والعاملين الرعويين، هذا إلى جانب تشديد قداسته على كون الأدب الأداة الملائمة بشكل كبير لتعزيز الحوار بين الإيمان المسيحي والثقافة المعاصرة ومن أجل التعريف بالرسالة المسيحية ونقلها بشكل أفضل ومفهوم.