الغويل: حكومة الدبيبة هي المسؤولة عن تدهور قيمة الدينار وارتفاع معدلات التضحم
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
ليبيا – قال رئيس مجلس المنافسة ومنع الاحتكار الليبي سلامة الغويل إن توقيت رفع الدعم عن المحروقات في ليبيا غير مناسب،داعيا إلى التحقيق لمعرفة أين يذهب؟.
الغويل وفي تصريحات خاصة لموقع “اندبندنت عربية”، أكد أن ليبيا تزخر بثروات وموارد طبيعية ضخمة، وتتمتع بموقع جغرافي متميز جعلها طوال التاريخ مطمعاً للغزاة، وفوق ذلك وتلك كوادر وخبرات علمية وفنية وعدد محدود من السكان لا يثاقل في حاجته إذا ما قورنت بحجم الثروات التي يمتلكها، لكن ثمة عقداً ضائعاً من عمر البلاد وأكثر تعقدت خلاله كثير من الملفات، وكان بإمكان الاقتصاد الليبي أن يكون في مكان آخر لولا الانقسام السياسي الذي تعيشه البلاد.
ورأى أن الانقسام السياسي في ليبيا كان سبباً في غياب نموذج الدولة المستقرة، ومع غياب القوانين وتغول الفوضى الأمنية، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، كان من الطبيعي أن يتأثر الاقتصاد الليبي سلباً بتلك العوامل المجتمعة، التي لم تنتج حالة إيجابية داعمة لهذا الاقتصاد.ل
واعتبر أن ليبيا اليوم قاب قوسين أو أدنى من بناء الدولة بمرجعية قضائية وتشريعية وأمنية موحدة.
كما أشار إلى الانقسام السياسي في ليبيا باعتباره السبب الرئيس في الأزمة الاقتصادية، فالاستثمار، كما يقول، في حاجة إلى بيئة آمنة باعتباره مؤسساً على قناعات رجال الأعمال والشركات، لكن ما حدث هو اعتماده على ثقافة الصفقة والانتهازية والاكتناز من دون التأسيس لأطر اقتصادية تنموية حقيقية، علاوة على بقاء هوية الاقتصاد الليبي من دون تشخيص بعد سقوط النظام السابق، وما إذا كان هذا الاقتصاد رأسمالي متوحشاً غير قابل للرقابة أو اقتصاد اشتراكي متأصل في الأساس منذ أربعة عقود.
ونبه الغويل إلى وجود فرص ناجحة للاستثمار،قائلا:” إن كثيراً من رجال الأعمال العرب نجحوا في ليبيا، وليبيا صدرها رحب ومواردها متاحة وهي أرض بكر، وتحتاج فقط إلى خلق أمان نفسي وقانوني واجتماعي”،متطلعا إلى أن تكون ليبيا محطة كل مستثمر يرغب في تطوير رأسماله واستثماراته، بخاصة أن القيم المجتمعية لليبيين يشهد بها الكثير
وحمل الغويل حكومة عبد الحميد الدبيبة جانباً من المسؤولية، حيال تدهور قيمة الدينار الشرائية وارتفاع معدلات التضخم واستنزاف الاحتياطات الأجنبية،قائلا:” إن إنفاق هذه الحكومة الضخم وغير المنطقي أدى إلى انفلات في الأسعار وأزمة الدولار وظهور السوق السوداء، إضافة إلى غياب العدالة والتنمية الحقيقيين، مع المبالغة في إبرام الصفقات السياسية لكسب المواقف”.
وتابع الغويل حديثه: “نظام المغالبة لا ينتج إلا القهر، والبرلمان حاول كثيراً أن يردع تلك السياسات، وأنتج حكومة حقيقية هي حكومة أسامة حماد، وبرعاية حقيقية للمؤسسة العسكرية، وبقيادة سياسية وتناغم مع الأطراف الدولية وخطاب وطني يفتح لليبيا الآفاق أن تكون دولة ذات سيادة، وبوفاق مع السلطة القضائية، وهذه كلها نواة بناء دولة، وحتى المواطنين بدأوا في مد جسور التواصل”.
وأشار الغويل إلى أن ليبيا اليوم قاب قوسين أو أدنى من بناء دولة حقيقية مرجعيتها البرلمان وعلاقته المتوازنة مع التيار الإصلاحي في مجلس الدولة والجيش والقضاء والنيابة العام، في وقت ينحسر خلاله تيار الفوضى لصالح التيار الأكبر الراغب في بناء الدولة، متوقعاً دعم الدول الفاعلة في الملف الليبي مثل: السعودية ومصر والمغرب والإمارات وقطر، وكل الدول التي تدعم قيام حكومة موحدة، ولم يبقَ إلا القليل، معرباً عن اطمئنانه وتفاؤله بتشكيل حكومة وطنية موحدة تقود البلاد إلى الانتخابات.
وعارض الغويل مقترح حكومة الدبيبة بإلغاء الدعم عن المحروقات،معتبرا أن توقيته غير مناسب، وتقف وراءه أهداف سياسية، فيما الليبيون رافضون هذا القرار، مستدركاً :”صحيح نحن في حاجة إلى هذا القرار لكن ليس الآن وليس في هذه الظروف أو هذا المبلغ المرصود للدعم، وينبغي التحقيق في طبيعة هذا الدعم وأين تذهب هذه الأموال، والمضي في المسار الإصلاحي أكثر فأكثر”.
وعن حاجة إلى ليبيا للاقتراض من صندوق النقد والبنك الدوليين، عبر وزير الدولة للشؤون الاقتصادية السابق عن رفضه هذه التوجهات والمساعي، إذ يراها غير موضوعية أو واقعية وتجافي واقع البلاد الغنية بالثروات النفطية، فيما عدد سكان بلاده محدود، مضيفاً “لدينا خبرات قادرة على اتخاذ القرارات اللازمة في التوقيتات المناسبة، وصحيح أن المواطن الليبي يعاني لكن معاناته لا تزال أقل من معاناة المواطنين في الإقليم، وسيكون هناك عمليات جراحية مطلوبة من المصرف المركزي، ولا خوف على ليبيا في ملف صندوق النقد الدولي، ولن تصل إلى مرحلة الإفلاس والاقتراض، وأنها لن تسقط بعون الله”.
ورأى أن بلاده في حاجة إلى دعم الدول الإقليمية والعربية والإسلامية من أجل المحافظة على الهوية الليبية واقتصاد البلاد .
وتحدث رئيس مجلس المنافسة ومنع الاحتكار، عن تاريخ نشأة مجلسه بقانون عام 2010، قبل أن يحول سقوط النظام السابق دون تفعيله قبل أن يستحدث المجلس في عام 2022، استشعاراً لأهمية وجوده في الاقتصاد الليبي، وبصلاحيات واسعة تحافظ على حماية المنافسة العادلة بين المؤسسات الإنتاجية والتجارية والاقتصادية المختلفة بصورة عامة، فيما هو جهاز رقابي يتبع السلطة التشريعية في ليبيا باعتبارها أكثر شمولية وقانونية وإلزاماً من السلطة التنفيذية، لأن من مهام مجلس المنافسة ومنع الاحتكار كما يقول، مراقبة السلطة التنفيذية، وآليات عملها وتفعيل انضباط مؤسسات هذه السلطة الإنتاجية والخدمية، لضمان جودة الحياة وتوفير السلع والخدمات للمواطنين
وأضاف رئيس المجلس:”وفقنا بعد إنشاء هذا الجسم في خلق ثقافة مجتمعية حوله، وإقامة علاقات تعاون بينه وبين الأجهزة الرقابية الأخرى داخل الدولة، التي تشترك جميعها في توجيه المسار الاقتصادي للبلاد، والمجلس رصد عديداً من التجاوزات المتعلقة بالاحتكار والإضرار بالمنافسة داخل المجتمع الليبي، وخاطبنا الجهات المتخصصة ومن بينها النائب العام، وبالفعل أوقفنا هذا التجاوزات بعد تجاوب النيابة العامة مع تفعيل القانون في تلك المخالفات غير المشروعة، التي لا تحفظ حقوق المستهلكين وتكرس الاحتكار ولا تأبه بمعايير المنافسة العادلة، إذ إن من بين رسالة المجلس الحفاظ على المواطن وصون حقوقه كمستهلك”.
وعن حاجة إلى ليبيا للاقتراض من صندوق النقد والبنك الدوليين، عبر وزير الدولة للشؤون الاقتصادية السابق عن رفضه هذه التوجهات والمساعي.
وعرج الغويل في حديثه إلى النيابة العامة والقضاء، مثنياً على هذه السلطة الوحيدة التي لم تنقسم كباقي السلطات والهيئات، وأسهمت في خلق حالة من الطمأنينة والأمان والهيبة لقرارات هذه السلطة، مضيفاً “لو كانت هذه السلطة انقسمت أيضاً لسقطت البلد بأكملها، ولكانت نموذجاً آخر للعراق وسوريا”.
ونوه الغويل إلى أن ليبيا بحاجة إلى دعم الدول الإقليمية والعربية والإسلامية من أجل المحافظة على الهوية الليبية واقتصاد البلاد، بخاصة أن ليبيا لديها كثير من الموارد والامتيازات الجغرافية، وانفتاح في الإقليم الأفريقي.
وقال الغويل: “نثق في الدول الإقليمية بخاصة مصر والسعودية وغيرهما من الدول الأخرى الفاعلة في الملف الليبي، ونتطلع إلى مخاطبة ضمائر قادة هذه الدول بالوقوف مع ليبيا، وأن تكون ليبيا كعادتها معول خير فاعل في معالجة جروح هذه الأمة في كل المحطات”.
وختم الغويل مؤكداً وجوب طمأنة جميع الأطراف السياسية في البلاد، والدول المهتمة صاحبة الأثر والجهد، فيما هو واثق من أن العدالة الاجتماعية الناجزة الحقيقية ممكنة اعتماداً على موارد البلاد، ومؤسسة على الشفافية ونقل الخبرة من دول العالم، خصوصاً تجارب السعودية ومصر والإمارات وقطر والجزائر.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاقتصاد اللیبی هذه السلطة فی لیبیا أن لیبیا حاجة إلى
إقرأ أيضاً:
الميليشيات والصراعات المسلحة.. تهديدات تواجه الانتخابات البلدية في ليبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تجري السبت ١٦ نوفمبر ٢٠٢٤، انتخابات بلدية في نحو ٥٨ بلدية ليبية، في سياق سياسي معقد يتسم بالتوتر والصراعات المستمرة. تأتي هذه الخطوة وسط جمود في العملية السياسية، وسوابق تأجيلات لعمليات اقتراع حظيت بدفع دولي.
وتُعد الانتخابات خطوة مهمة نحو تعزيز الديمقراطية المحلية، إلا أن الوضع السياسي المترنح في ليبيا يجعلها تحمل أكثر من مجرد طابع محلي، بل هي بمثابة اختبار حقيقي للإرادة الشعبية وسط الأزمات المستمرة التي تمر بها البلاد.
وتعيش ليبيا على وقع انقسام حكومي وأمني منذ عام ٢٠١١، وتتقاسم إدارة البلاد حكومتان: الأولى الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد، التي يترأسها أسامة حماد، المدعومة من البرلمان.
وهذا الانقسام السياسي تسبب في حالة من الجمود على جميع الأصعدة، بما في ذلك العملية الانتخابية، إضافة إلى ذلك، تعيش بعض المناطق في ليبيا تحت سيطرة جماعات مسلحة، وهو ما يخلق بيئة غير آمنة تؤثر على قدرة المواطنين على المشاركة في الانتخابات بحرية وأمان.
فالخلافات العسكرية بين الفرقاء السياسيين قد تؤدي إلى اندلاع اشتباكات في بعض الأحيان، مما يعقد إجراء أي استحقاق انتخابي في ظل غياب الاستقرار الأمني.
على الرغم من هذه التحديات، دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات البلدية؛ مُشددًا على أن الأجهزة الأمنية مستعدة لتأمين الانتخابات وضمان سيرها بنجاح.
وحث «الدبيبة» الليبيين في تصريحاته على اختيار الأفضل لإدارة شئون بلدياتهم؛ مُعتبرًا أن الانتخابات خطوة نحو تقوية الروابط المحلية وتحسين الخدمات الأساسية.
لكن في ظل الصراعات المستمرة على السلطة والتوترات الأمنية التي تعيشها البلاد، يبدو أن هذه الدعوات قد تواجه تحديات كبيرة.
وتعد الانتخابات البلدية التي أجريت السبت خطوة أولى من أصل ١٤٣ بلدية في البلاد، بينما ستجرى انتخابات المرحلة الثانية في ٥٩ بلدية أخرى مطلع العام المقبل.
ورغم ذلك، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الانتخابات ستشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا أم أن العزوف الشعبي سيستمر، خاصةً في المناطق التي تعاني من أزمات أمنية أو في تلك التي شهدت اشتباكات مسلحة.
لطالما كانت ليبيا تشهد عزوفًا شعبيًا عن المشاركة في الانتخابات، وهو أمر تفاقم بسبب الشعور بعدم الاستقرار السياسي.
وتوجد ١٤٣ بلدية في عموم ليبيا، وفق مسئولي المفوضية الوطنية العليا، إلا أن الانتخابات لن تعقد إلا في ١٠٦ منها، مما انتهت مدة مجالسها الانتخابية.
ويري خبراء في الشأن الليبي، أن هناك مخاوف من عزوف الليبيين عن المشاركة؛ موضحين أن الشعب قد تعود على عدم المشاركة في الانتخابات لفترة طويلة، وهذا يتجسد في الاستفتاء على الدستور أو الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تأجلت مرارًا، أنه رغم العزوف المحتمل، أي مشاركة ستكون أفضل من السابق إذا كانت فاعلة في بعض البلديات.
ويرى البعض أن غياب الخيارات الفاعلة والمرشحين الأكفاء من شأنه أن يساهم في تفشي العزوف الشعبي، مما يعكس فقدان الثقة في النظام السياسي القائم.
وتعتبر هذه الانتخابات البلدية بمثابة اختبار مصغر لاستعداد الشعب الليبي لخوض الانتخابات العامة، التي تأجلت عدة مرات بسبب الخلافات السياسية والميدانية بين الأطراف المتنازعة.
ولا شك أن هذه الانتخابات قد تكون بمثابة بروفة حقيقية للعملية الانتخابية الأوسع التي يتطلع الليبيون إلى إجرائها.
وتُعد الأوضاع الأمنية من أبرز العوامل التي قد تؤثر على سير الانتخابات، ففي العديد من المناطق، لا يزال وجود الميليشيات المسلحة يُشكل تهديدًا حقيقيًا، حيث تسعى بعض الجماعات إلى فرض نفوذها على العملية السياسية، سواء من خلال تهديد المرشحين أو التأثير على نتائج الانتخابات.
فهذا الوضع يثير قلق المواطنين ويزيد من عزوفهم عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، خصوصًا في المناطق التي تشهد توترات مسلحة بين الفصائل المتنافسة.
يُضاف إلى ذلك غياب السلطة المركزية القوية التي تضمن الأمن في جميع أنحاء البلاد، مما يجعل بعض المواطنين يتجنبون المشاركة في الانتخابات خوفًا من التعرض للعنف أو التهديدات من قبل الجماعات المسلحة.
وفي حال استمرت هذه الصراعات في التأثير على العملية الانتخابية، فإن الاستحقاق الانتخابي قد يفشل في تحقيق أهدافه المنشودة، مما يزيد من تعقيد الأزمة الليبية.
ورغم الصراعات والتوترات الأمنية، يرى البعض أن إجراء الانتخابات البلدية في هذا الوقت يمكن أن يشكل شرارة لعودة الأمل في العملية السياسية، فهذه الانتخابات قد تكون بمثابة اختبار للقوى السياسية والمواطنين على حد سواء في قدرتهم على تجاوز الأزمات، ومنح فرصة للتغيير على المستوى المحلي.